المرصاد نت - متابعات
حالة من الحيرة والترقب تسود في أوساط أنصار وقيادات ما يعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" بالترافق مع الانسحابات الإماراتية في عدن وتسلّم الرياض الملف الأمني في المدينة في ظلّ غموضٍ يكتنف سير المفاوضات في مدينة جدة السعودية يثير ريبة حلفاء أبوظبي على نحو خاص ومختلف الأطراف اليمنية المعنية بشكل عام.
وكشفت مصادر قريبة من "الانتقالي" أنّ العديد من قيادات المجلس المدعوم من الإمارات باتت تنظر إلى التطورات الأخيرة بعين الريبة على إثر الغموض الذي يلف مصير اتفاق جدة، الذي كان من المقرر أن يجري التوقيع عليه منذ أسبوع، قبل أن يتم ترحيل الموعد لأسباب لا تبدو مفهومة بالنسبة لـ"أنصار المجلس"، الذي غادرت قيادته جدة إلى الرياض منذ أسبوع، خصوصاً أنّ المفاوضات تدور منذ ما يقرب من شهرين، من دون أن يعقد لقاء واحد معلن على الأقل، بين الانتقالي والجانب الحكومي.
وتتفق المصادر المقربة من الحكومة والانفصاليين على أن النقاشات الدائرة برعاية الرياض، تجري بعيداً عن أغلب المسؤولين من الجانبين وهو ما يزيد الأسئلة المثارة بشأن المفاوضات التي تأجلت كما تقول المصادر بسبب موقف حكومة هادي الرافض لتوقيع أي اتفاق قبل الانتهاء من الترتيبات الأمنية والعسكرية اللازمة لعودة عدن إلى ما قبل انقلاب أغسطس/آب الماضي وقبل رفع أبو ظبي يدها عن المدينة.
وشهدت الأيام القليلة الماضية مزيداً من الانسحابات الإماراتية سواء على صعيد القوات العسكرية أو الأذرع الإغاثية المتمثلة بـ"الهلال الأحمر الإماراتي" الذي غادر عدن وطالب بعض المؤسسات التي دعمها في وقت سابق بإعادة المساعدات الأمر الذي أثار تعليقات لا تخلو من السخرية في أوساط اليمنيين.
وتعد المخاوف بالنسبة لحلفاء أبو ظبي من الانفصاليين وجيهة إلى حدّ كبير إذ إنّ الإمارات مثّلت الداعم الأول للمجلس ومختلف المجموعات المسلحة والتشكيلات العسكرية التابعة له خلال الفترة الماضية بما في ذلك المشاركة المباشرة عسكرياً بحرب الانفصاليين على حكومة هادي كما حدث في شهور سابقة بتدخل الإماراتيين لقصف القوات الموالية لحكومة هادي على أطراف عدن وأبين، لإنقاذ حلفائهم من الانهيار.
ويزيد من الحيرة بالنسبة لحلفاء الإمارات الموقف المعلن الذي تتبناه السعودية بدعم "حكومة هادي" وما يعتبره البعض منهم، موقفاً سعودياً "سلبياً" إزاء ردّ الحكومة ومسؤوليها على الممارسات الإماراتية جنوباً. وكل ذلك يعني أنّ مرحلة جديدة مفتوحة على أكثر من احتمال ستلقي بظلالها على وضع مختلف القيادات والتشكيلات المدعومة إماراتياً في الجنوب اليمني.
ومن شأن التحولات في عدن أن تؤدي إلى شرخ في أوساط "الانتقالي" . إذ ينقسم الرأي في المجلس. من جهة هناك من يرى أن هناك ضرورة للترحيب بالنفوذ السعودي والنظر إليه بإيجابية، على أمل ألا يعمل المجلس جنباً إلى جنب مع السعودية ولكن ألا يقف في طريقها على الأقل وبضرورة الاستفادة من أي مخرجات لحوار جدة من خلال المساحة التي ستوفرها أي مشاركة في الحكومة. من جهة ثانية يعتبر آخرون أنّ المجلس يجب أن يأخذ بالاعتبار الحسابات كافة لتغييرات لن تكون أفضل في أغلب الأحوال، بالنظر إلى التباين الذي برز بوضوح خلال الأشهر الماضية بين كلٍ من الرياض وأبو ظبي.
في الأثناء وبالترافق مع حالة الترقب والترتيبات الأمنية في عدن (سعودية إماراتية إلى حد كبير) عادت مجدداً التسريبات حول إمكانية العودة إلى التصعيد العسكري في ظلّ أنباء عن تعزيزات وتعزيزات مضادة وصلت أخيراً من قوات هادي والتشكيلات الموالية للإمارات إلى محافظة أبين جنوب اليمن التي يسيطر الأخيرون على مركزها فيما تنتشر قوات حكومة هادي في مديريات أخرى بمحاذاة شبوة.
"الانتقالي" حاول تفجير الوضع في أبين خاصة في مديرية مودية مسقط رأس نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية أحمد الميسري لكنه تلقى تحذيراً شديد اللهجة من قبل السعودية وكان الميسري شكل تكتلاً داخل حكومة هادي للتصعيد ضد الإمارات.
الجدير بالذكر أنّ الرأي الغالب في أوساط اليمنيين عموماً ينظر إلى تعزيز النفوذ السعودي في عدن بوصفه خطوة يمكن أن تفيد مرحلياً على صعيد الترتيبات المطلوبة لوضع أمني مختلف يسمح بعودة حكومة هادي وينزع القرار من الإمارات على أنّ أي وضع يمكن أن ينتج لا يجب أن يتعدى دور "المؤقت" لا استبدال وصاية بأخرى.
المزيد في هذا القسم:
- فشل متجدّد لقوات تحالف العدوان على جبهة الساحل المرصاد نت - متابعات من دون أن ينكسر الصمت الرسمي السعودي والإماراتي على تحركات المبعوث الأممي مارتن غريفيث الهادفة إلى إيجاد حلّ للوضع في مدينة الحديدة وأصلت...
- ولد الشيخ يعد بجولة من المفاوضات في الكويت وصنعاء تعلن تشكيل حكومة إنقاذ' أسماء الحكومة... المرصاد نت - علي جاحز يبدو أن استئناف المفاوضات اليمنية قد اقترب بعد لقاءات المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ المكثفة بوفد أنصار الله في مسقط وزيارته للرياض ...
- خيارات النظام السعودي تضيق في اليمن! المرصاد نت - متابعات تقترب الحرب على اليمن من دخول عامها السادس، مصحوبة بمحاولات التحالف السعودي لملمة آثار تصدّع جبهته الداخلية، والاستعداد لجولة تصعيدٍ جديد...
- هل تنجح إدارة ترامب في إنقاذ حلفائها من المستنقع اليمني؟! المرصاد نت - متابعات اعتادت واشنطن خلال العقود الأخيرة على أن تكون خلف الرياض في كل ما يتعلق بالمسار السياسي في اليمن وأن تتعامل بتماهٍ مع التحالف السعودي - ا...
- ولد الشيخ إلى الرياض ثم مسقط ... وتوازن الميدان لم ينكسر المرصاد نت - متابعات يستأنف المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد خلال اليومين المقبلين مشاوراته مع أطراف اليمنية وذلك بعد تعثر اجتماع لجنة التهدئة ...
- تقرير يكشف دور النظام السابق في تمكين الإمارات من ثروات اليمن المعدنية المرصاد-متابعات أكدت صحيفة “العربي الجديد” الصادرة من لندن، اليوم الأربعاء، أن ثروات اليمن تتعرض للنهب من قبل الاحتلال الإمار...
- حضرموت : المجلس الثوري يصدر بيان هام بمناسبة ذكرى اجتياح الجنوب! المرصاد نت - متابعات أقام المجلس الثوري بمحافظة حضرموت مهرجان جماهيرياً كبيراً بمناسبة ذكرى اجتياح الجنوب 7-7- 1994م والذي يوافق يومنا هذا الثلاثاء وعبر هذه ال...
- أبرز التطورات العسكرية والميدانية في المشهد اليمني المرصاد نت - متابعات أسقطت قوات الجيش واللجان الشعبية مساء أمس الخميس طائرة تجسسية لقوى العدوان السعودي في عسير بعد ساعات من إسقاط طائرة بلاطيار مقاتلة في جبه...
- فشل الغزاة في استعادة خطوط الإمداد في الحديدة المرصاد نت - متابعات فشلت القوات الموالية لـتحالف العدوان في استعادة خطوط إمدادها في منطقة الفازة التي تتطلع إلى السيطرة عليها لفك الخناق عن المحاصَرين في جنو...
- ترقب وحذر في حضرموت عقب تمدد الانتقالي جنوبا وسط تلويح بالرفض ! المرصاد نت - متابعات يترقب أبناء محافظة حضرموت (شرقي اليمن) وصول تمرد المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً إلى محافظتهم عقب الأعمال العسكرية التي فتحها ...