المرصاد نت - مواقع
انتقلت السعودية إلى تنفيذ الخطة البديلة أو “الخطة ب” من وراء تدخلها العسكري وعدوانها على اليمن
والذي أخفق في تحقيق الأهداف المرسومة وأحال بالتالي إلى تفعيل الاستراتيجية البديلة الموضوعة من البداية بحسب ما يعرض صحفيان أمريكيان.
نشر موقع " جلوباليست " الأمريكي (الأربعاء 13 أبريل/نيسان 2016)، تقريراً للصحفيين ستيفن ريختر،رئيس تحرير الموقع . وبيل همفري محرر أول في الموقع حول اتجاه السعودية لتنفيذ (الخطة ب) والتي تهدف الى تقسيم وتفتيت اليمن.
التقرير يشير إلى أن المملكة السعودية تدخلت في اليمن منذ مارس/ آذار 2015 وأشركت قوات برية من الإمارات وقطر ومصر والسودان، فضلاً عن طائرات من مختلف البلدان. وقال، “يبدو أن إطلاق النار الأخير محكوم عليه بالفشل”.
" الخطة البديلة- ب "
ويكشف الكاتبان والصحفيان الأمريكيان توجه السعودية لتنفيذ (الخطة ب) في اليمن والتي تتضمن تفكيك وتقسيم اليمن بعدما فشلت الرياض في فرض سيطرة قواتها مع التحالف على كامل البلاد. يشرح معدا التقرير أن السعودية /التحالف السعودي/ لديه خطة احتياطية حال فشلت عملية السيطرة الكاملة على اليمن. والراجح بحسب التقرير أن تكون-الخطة البديلة ب- أحد الحلول المطروحة والممكنة، تتمثل في تقسيم وتفكيك اليمن . ويعتبرها الموقع الأمريكي “الأكثر بؤساً وقتامة”.
يقول المؤلفان إن النتيجة المرجوة (التقسيم) قد تبدو مبالغاً فيها أو مثيرة للقلق. لكن، أولئك الذين هم على دراية بتاريخ اليمن على مدى العقود القليلة الماضية لن يتفاجأوا إذا علموا أن الهدف غير المعلن من حرب المملكة العربية السعودية في اليمن هو التقسيم.
فاليمن يعد بلداً فقيراً جداً وكان يُنظر إليه على نطاق واسع قبل الحرب كنموذج لدولة فاشلة، ويحيط بحدوده الطويلة مع المملكة (1100 ميل)، الثراء والقوة القادمان من السعودية.
فعدد سكان اليمن – حوالى 27 مليون نسمة – هو تقريباً نفس عدد سكان المملكة السعودية (26 مليون نسمة)على الرغم من أن أراضي اليمن يبلغ الربع من الجار الأكثر ثراءً. وفي الوقت نفسه، دخل الفرد في اليمن يبلغ 1/20 (واحد إلى عشرين) من دخل الفرد في المملكة السعودية. ولهذا فالتحديات في اليمن اجتماعية واقتصادية بطبيعتها، ومحاولة السعودية تفجير هذه التحديات عن بُعد " ممكن " كما يمكنها من التحكم في اليمن. وقال التقرير إنه بعد أزمة الربيع العربي قرر السعوديون في شهر مارس من عام 2015 إغراق أنفسهم في الصراع باليمن.
تدمير اليمن- الهدف الجوهري غير المعلن
يؤكد التقرير أن السعودية قد تعمدت تدمير البنية التحتية في اليمن على غرار ما فعلته أمريكا في العراق وأفغانستان عندما اعتمدوا على تفوقهم بالأسلحة والتكنولوجيا وأخيراً وجدوا أنهم في مشكلة.إن الأثر الحقيقي الوحيد للحملة الجوية السعودية لم يكن سوى تدمير كل البُنى التحتية التي كان يمتلكها اليمن، وهي محدودة. الطرق السريعة والجسور والموانئ، وحتى خطوط أنابيب المياه تم هدمها من قبل صناع القرار في الرياض. كما أن القوات البرية المكونة من عدة دول عربية لم تفعل شيئاً يُذكر لتحسين الصورة. ما يعني أن اليمن بات مكسوراً وغير قادر على توفير وظائف أو تحسين حياة مواطنيه الاقتصادية في المستقبل.
السبب وراء مواصلة المملكة السعودية في مثل هذه الاستراتيجية هي الحكمة التقليدية التي تتبع مسار الولايات المتحدة “الغبية” التي تعتمد على القوة في الأسلحة والتكنولوجيا الفائقة، كما يقول الكاتبان في تقريرهما. وعلاوة على ذلك النظرية “الأمريكية” التي تتبعها المملكة السعودية حالياً في اليمن لم تأخذ في الحسبان مدى الدمار المادي والبشري من الغارات السعودية والحصار البحري. وعند النظر إلى الفقر المدقع الذي يعانيه اليمن حتى قبل القصف السعودي، فإن الدمار الذي أنتجته السعودية خلال عام، يتعارض مع هدفها “المعلن” في تدخلها الذي يزعم تحقيق الاستقرار في اليمن.
“طموحات قديمة خبيثة”
يتابع “جلوباليست” الأمريكي: إن أفضل تفسير لسيناريو التدخل الآن في اليمن هو أن المملكة السعودية تريد ليس تهديم اليمن فقط ولكن تقسيمه أيضاً إلى قسمين كما كان قبل 1990.مشيراً إلى ما وصفها بأنها “طموحات سعودية قديمة خبيثة” في تقسيم اليمن. ومدللاً على ذلك بعدة شواهد منها:
أولاً : أن المملكة السعودية لم تدعم توحيد شمال وجنوب اليمن في عام 1990 تحت قيادة اليمن الشمالي وإنما حاولت منع هذه الوحدة اليمنية من الحدوث مراراً وتكراراً في العقود السابقة، من خلال دعم القادة اليمنيين الجنوبيين والجماعات الانفصالية، حتى أصبح اليمن ثاني دولة في العالم بعد الولايات المتحدة من حيث نصيب الفرد في امتلاك السلاح.
ثانياً : أن الحكومة “الانتقالية” التي سعت السعودية لدعمها في اليمن منذ فبراير/شباط 2012، والتي طردها الحوثيون عام 2015 كانت تخضع لسيطرة الجنوبيين من عدن، وقد حلت محل النظام الذي كان يهيمن عليه الشمال منذ توحيد البلاد عام 1990، حسبما يرى الكاتبان الأمريكيان.
ثالثاً : تركز المملكة السعودية جهودها الحربية على تأمين عدن، عاصمة الجنوب السابق والتدخل السعودي لم يبدأ بعد استيلاء الحوثيين على صنعاء، عاصمة الشمال، وإنما بعد سقوط عدن، كما أن الجزء الأكبر من الاهتمام العسكري السعودي ركز على جنوب اليمن.
رابعاً : بشكل واضح القوات البرية المحلية المسلحة الموالية للسعودية تسمى في الواقع “المقاومة الجنوبية” وتشمل الانفصاليين الجنوبيين. كما أن المتظاهرين المؤيدين للسعوديين في زيارة الملك سلمان البيت الأبيض في 2015 رفعوا علناً الأعلام اليمنية الجنوبية.
الاستراتيجية المدمرة
يصر التقرير أن الهدف النهائي السعودي هو أطروحة التقسيم.
وبحسبه فإن هذا يفسر الاستراتيجية المتبعة من قبل السعوديين في اليمن والتي تتسم بالقسوة والوحشية. كما أن السعودية تهدم أجزاء من اليمن بفعل الضربات الجوية. هذا فضلاً عن أن الغزو قد يكون يستهدف إحداث تقسيم دائم، سواءً أكان ذلك عن طريق الصدفة أم التصميم.... ويتساءل التقرير عما إذا كانت الخطة السعودية “المفترضة” تتماشى مع مصالح الولايات المتحدة؟
وبرأي ستيفن ريختر وبيل همفري فإن سياسة الولايات المتحدة هي المحافظة على الحدود القائمة في سبيل الحفاظ على الاستقرار الإقليمي بينما السعودية “أمة من البدو الرحل تتبع نظاماً ثيوقراطياً قديماً” لا يهتم كثيراً بالحدود مايبدو أنها تفضل استراتيجية “فرق تسد” أو “فرق واغز”.
ويؤكدان: “في نهاية المطاف فإن مثل هذه الاستراتيجية السعودية – وخاصة في اليمن – ستكون أكثر تدميراً، من هدف التقسيم”.
في نهاية تقريرهما الخاص يصل المؤلفان/ الكاتبان ريختر وهمفري، إلى استنتاج تحليلي في ضوء ما سبق: “افتراضاً” لو نجحت استراتيجية السعودية في تقسيم اليمن، فإن نتائج التقسيم ستكون نشأة جماعة أخرى على غرار داعش في اليمن. وهما يشيران في هذا تحديداً بالاسم إلى “تنظيم القاعدة الذي نما في ظل الفوضى وفي المناطق النائية”.
قبل أن يختما وذلك ليس من مصلحة الولايات المتحدة أو السعوديين .
المزيد في هذا القسم:
- باقزقوز : ممثل الرياض لا علاقة له بالميدان ولا معلومات لديه عن أسري الجيش واللجان الشعبي... المرصاد نت - متابعات نفى مصدر خاص بلجنة المعتقلين والأسرى التي تعمل ضمن محادثات السلام اليمنية في الكويت برعاية الأمم المتحدة، التوصل إلى أي اتفاق بشأن ملف ...
- أبو العباس : أميركا وضعته على قوائم الإرهاب والإمارات تمده بالسلاح والعتاد! المرصاد نت - متابعات فرضت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب العام الماضي عقوبات على أمير حرب إسلامي يمني ذي نفوذ يُدعى أبو العباس متهمة إياه بأنََّّه «...
- مقتل قيادي في الحراك وحالة استياء وغضب تسود الشارع الجنوبي . ذكرت مصادر محلية في محافظة عدن أن القيادي في الحراك الجنوبي قتل صباح أمس برصاص قوات الامن وسط مدينة كريتر القديمة وقالت المصادر إن جنود من الامن طاردت “الجنيدي...
- عام على «اتفاق استوكهولم».. عام على بيع الوهم لليمنيين! المرصاد نت - متابعات عام كامل مضى على توقيع الأطراف اليمنية برعاية الأمم المتحدة «اتفاق استوكهولم» في السويد فيما لا تزال الملفات الإنسانية التي عالجها الاتفا...
- محطة مارب الغازية تعود إلى نطاق الخدمة بعد تعرضها لإعتدائين متكررين . أكد نائب مدير محطة مأرب الغازية، محمد سبولان إعادة غازية مأرب إلى نطاق الخدمة، في وقت متأخر من مساء الأحد، بعد تعرضها لاعتداءين متكررين في وقت متأخر مساء السبت ...
- قائد الثورة يلوح بخيارات للرد على إفشال قوى العدوان لاتفاق السويد! المرصاد نت - متابعات لوح قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بخيارات للرد على إفشال قوى العدوان السعودي الأمريكي لاتفاق السويد وعودتهم للتصعيد العسكري ...
- شخصيات عربية سياسية وبرلمانية تطلق مبادرة لوقف الحرب على اليمن المرصاد نت - متابعات أصدرت شخصيات عربية سياسية وبرلمانية وثقافية نداء عاجلاً إلى النظام السعودي وبقية دول التحالف التي تشارك في العدوان على اليمن من أجل وقف ه...
- مجزرة صنعاء : سعودية التنفيذ أميركية الغطاء المرصاد نت - لقمان عبدالله تكررت عبارة "ليس شيكاً على بياض" للمرة الثانية في الحرب التي تشن على اليمن في معرض التعليق الأميركي اليتيم على مجزرة الصالة الكبرى ...
- الحرب والمفاوضات ومآلاتها.. محطة ستوكهولم واتفاق الحديدة ! المرصاد نت - متابعات البحر الأحمر وحروب السيطرة .. عن تهامة والحديدة مقدمة لابد منها:نبدأ ورقتنا هذه من مقولة شهيرة عن وقائع التاريخ وأحداثه عندما توقف أمامها...
- بعد أربع سنوات من العدوان .. صنعاء تهدد التحالف بأسلحة ردع إستراتيجية ! المرصاد نت - متابعات شكّل العدوان والحرب السعودية الإماراتية على اليمن فرصة لتخلص الأخيرة من الهيمنة التاريخية لدول المنطقة وداعميها الإقليميين وهو ما جاء عكس ...