المرصاد نت - الأخبار
يبدو أنّ حزب الإصلاح في اليمن قرر الدخول في مرحلة تصعيد تؤسّس لحرب طائفية طويلة الأمد وذلك من خلال كشفه عن تشكيل تحالف سياسي وعسكري جديد
يدفع حزب التجمع اليمني للإصلاح "الإخوان " بالأوضاع في اليمن إلى حرب طائفية طويلة الأمد، وذلك من خلال تحالفه مع «حزب الرشاد» السلفي وعدد من التيارات الدينية المتشددة الموجودة في العاصمة السعودية الرياض.
«الإصلاح»، وعلى لسان رئيسه محمد عبدالله اليدومي كشف عن تشكيل تحالف جديد يضم مختلف التيارات والجماعات الدينية في قادم الأيام تحت مبرر تعزيز صفوف «المقاومة المناهضة للجان الشعبية والجيش اليمني»، ملمّحاً في منشور له على صفحته في «فايسبوك»، في مطلع الأسبوع الجاري إلى التباينات التي تعيشها الجبهات الموالية والمدعومة من تحالف العدوان بقيادة السعودية، ومعتبراً أنّ تلك التباينات مسؤولة عن إعاقة الحسم العسكري في مختلف الجبهات العسكرية المشتعلة التي يشارك فيها «الإصلاح» بفعالية، وخصوصاً جبهات مديرية نهم شرقي العاصمة صنعاء، وجبهات الجوف التي يراهن عليها الحزب للسيطرة على العاصمة صنعاء.
مساعي «حزب الإصلاح» للتصعيد العسكري التي جاءت عقب إعلان وزير الخارجية الأميركي جون كيري مبادرته اليمنية اعتبرها مراقبون بمثابة الرفض الضمني من قبل «الإصلاح» لأي «مساعي سلام لا تعيد إليه المصالح التي حصل عليها بعد ثورة الشباب السلمية 2011، والتي فقدها أواخر عام 2014 بعد دخول أنصار الله العاصمة صنعاء».
وعمد «الإصلاح»، على مدى الفترة الماضية، إلى تجنب الحديث عن أي مبادرات أو اتفاقات مبدئية بين وفدي صنعاء والرياض خلال جولات المحادثات التي جرت برعاية الامم المتحدة، وإلى السعي منفرداً لإعلان التصعيد العسكري على الأرض.
مصادر مقرّبة من حكومة الرئيس الفار هادي أكدت تصاعد الخلافات بينه وبين «الإصلاح» خلال الفترة الماضية وسط اتهام الحزب لهادي بتعمّد تهميشه ووفق المصادر فإنّ «الإصلاح أوقف التعامل مع هادي بشكل تام ويتعامل مع الجنرال علي محسن الأحمر المقرّب من (الإخوان) والمعيّن من قبل هادي نائباً للرئيس».
التحالف الساسي الذي أعلنه رئيس «حزب الإصلاح» من مقر إقامته في تركيا يهدف إلى ضمّ جميع الأحزاب والتيارات والجماعات المسلحة في إطار جديد وتحت قيادة دورية موحدة، على غرار «تكتل اللقاء المشترك» الذي جمع عدداً من الأحزاب اليمنية.
وكشفت المصادر أنّ «الإصلاح» يهدف من خلال التحالف الجديد إلى «توحيد صف المقاومة في مختلف الجبهات من جانب، ومنح قيادة التحالف الجديد التي ستكون دورية صلاحيات واسعة في ما يخصّ السلم والحرب».
ويأتي «تحالف الإصلاح» ذو الطابع الديني والعسكري كبديل لما يسمى «المجالس العسكرية» التي شكلها الرئيس الفار في عدد من المحافظات، وذلك إلى جانب أنّ هذه الخطوة باتت تعكس إخفاق «مجالس المقاومة» التي كان قد تبنّى «الإصلاح» تشكيلها في عدد من المحافظات.
وفي السياق رأى مراقبون موالون للتحالف أنّ اتجاه «حزب الإصلاح» نحو إعلان تكتل جديد سيضاعف حالة الانقسام التي يعيشونها، وذلك في وقت تأتي فيه خطوة «الإصلاح» لتأطير الجماعات والتيارات المسلحة والاحزاب السياسية الموالية للتحالف بعد تطور خلافات تلك الفصائل إلى مواجهات مسلحة في مختلف الجبهات العسكرية، وخصوصاً في جبهات مأرب والجوف وتعز.
في غضون ذلك، فإنّ «الإصلاح» الذي يشارك بفعالية في مختلف الجبهات العسكرية من خلال جناحه العسكري فعّل مؤخراً جناحه الديني من خلال توظيف علماء الدين المحسوبين عليه للقيام بدور دعوي وزيارات إلزامية الى عدد من جبهات القتال في محافظات مأرب والجوف وصنعاء. وبينما هو يسعى بذلك إلى توظيف الورقة الدينية فإنّه قوبل بانتقادات حادة من قبل التيار المدني في الحزب. وفي السياق نفسه انتقدت الناشطة توكل كرمان بشدة ظهور الحزب في مؤتمر علماء الوهابية في الرياض الذي وصفته بـ»لقاء الدراويش». وشنّت كرمان حملة على بعض علماء اليمن بعد لقائهم في الرياض وتوقيعهم ميثاق تضمن العديد من النقاط التي كانت محل اختلاف لدى العلماء.
كذلك هاجم وزير الدولة في حكومة هادي هاني بن بريك مؤتمر علماء اليمن الذي عقد الأسبوع الماضي في العاصمة السعودية برعاية وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، مؤكداً أنّ من بين المشاركين شخصيات لم يذكرها «أيّدت القاعدة وتعمل لصالحها». وأشار إلى أن المشاركين في المؤتمر «أحزاب لا علماء، وجمعيات مسيّسة لا دعاة». كذلك هاجم بن بريك، وهو قيادي سلفي، قيادات «حزب الإصلاح» بسبب حضور اليدومي في المؤتمر، موضحاً أن عدداً من الحزبيين الذين شاركوا في المؤتمر يُصنّف حزبهم في السعودية والإمارات «بالجماعة إلارهابية».
رشيد الحداد
المزيد في هذا القسم:
- مجزرة «أرحب»تكبح الخلاف الداخلي وتعيد إدراج التحالف السعودي على اللائحة السوداء؟ المرصاد نت - متابعات لم تكد تمر ساعات على توصل «أنصار الله» و«المؤتمر الشعبي» إلى اتفاق بشأن فعالياتهما المتزامنة اليوم حتى سارعت طائر...
- صيادو اليمن مستهدفون من التحالف السعودي الإماراتي وإريتريا! المرصاد نت - متابعات ناشد صيادون يمنيون منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الإغاثية الدولية بالضغط على السلطات الإريترية وقوات التحالف العسكري السعودي للتوقف عن اس...
- ما هي أهداف بن سلمان من إعلان قرب نهاية الحرب على اليمن؟ المرصاد نت - متابعات بعد مرور قرابة 3 سنوات على اندلاع العدوان السعودي على اليمن واستشهاد أكثر من 6 آلاف شهيد بينهم 1277 طفلاً و1041 امرأة وسقوط عشرات الآلاف ...
- الخارجية الأمريكية تقلص عدد موظفيها في السفارة الأمريكية وتدعو رعاياها إلى مغادرة اليمن السفارة الأمريكيةأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية إنها خفضت عدد الموظفين الأمريكيين في السفارة الأمريكية في اليمن بسبب ما اسمته تدهور الوضع الامني في البلاد. وأش...
- السفير الأمريكي يُرسل تهديداً إلى “صالح” بمغادرة اليمن قبل يوم الجمعة القادمة .. والسفارة ... أكد موقع ” الموتمر نت ” الناطق الرسمي بأسم حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يترأسه الرئيس السابق علي عبد الله صالح أن السفير الامريكي”ماثيو تويلر” في صنعاء قد بعث ...
- بين الرياض وصنعاء .. حرب إيرادات وإرادات! المرصاد نت - متابعات إن أوراق الحسابات التي فتحتها السعودية ابتداءً كانت مُتوقّعة لدى الطرف الآخر أي اليمنيين، والدّليل هو حجم الاستعدادات الإدارية والعسكريّة...
- الحزام الأمني يستحدث نقاط تفتيش بعدن ويواصل إجراءاته التعسفية بحق الشماليين ! المرصاد نت - متابعات أكدت مصادر محلية استحداث قوات الحزام الأمني التابعة لدولة الإمارات حواجز أمنية مؤقتة في مديريتي المنصورة وخورمكسر وتفتيش هويات المواطنين ...
- جلسة مناقشات مغلقة حول اليمن في مجلس الأمن الدولي المرصاد نت - متابعات أوضحت مصادر صحفية غربية في المقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك أن أعضاء مجلس الأمن الدولي بدأوا جلسة مغلقة بشأن اليمن. ولم تتوفر م...
- وحدات التدخل السريع اليمنيه.. الأكثر مهنيه والأشد خبره المرصاد نت - متابعات سجلت نخبة القوات الخاصه اليمنيه أرقاماً عسكريه قياسيه لن تضاهيها أي قوة خاصه بالعالم بالحاضر والمستقبل لماتمتلكه من رصيد هائل من الأنجازا...
- الجنوب على صفيح ساخن .. حرب أم تحسين شروط؟ المرصاد نت - متابعات التوتر يتسع في المدن الجنوبية على إيقاع تحركات دولية للسلام . الانتقالي يرفع درجة التصعيد ويلعب بالنار. بدأها في شبوة بالسيطرة على مواقع ...