كيري وولد الشيخ يتهربون من تعهدهم وصنعاء تضع شروط لأي حوار

المرصاد نت - متابعات

يبدو أن حالة الضغط السياسي وإعلاء السقف التي مارستها حركة أنصار الله وحكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء قد آتت أكلها خاصة أن هادي والمتحالفين معه لم يثبتوا في الشهور الماضية kairai2016.1.19إمكانية سيطرتهم في مناطق وجودهم


ولا التقدم في محاور الاشتباكات المختلفة فضلاً على غياب وجه الدولة والقانون عن سلوك حكومة عدن.

في هذا السياق أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعد أسابيع من تعرقل جهوده وقبيل يومين من انتهاء مهماته إن هادي أخطأ بعدم قبوله مبادرة السلام التي طرحها قبل أشهر داعياً إلى تحريك عملية السلام في اليمن وأضاف كيري في مقابلة بثتها قناة «سكاي نيوز عربية» أول من أمس أن السلام في اليمن لم يتحقق لأن هادي لم يدعم خطته مؤكّداً أن ذلك كان خطأ كبيراً وتابع: هادي لم يدعم فوراً المبادرة التي تقدمنا بها لكنه الآن وافق على الإطار العام للمبادرة ونتمنى لولد الشيخ أن ينجح.

وتذرع وزير الخارجية الأمريكية جون كيري برفض الفار هادي لتفاهمات مسقط التي جرت قبل شهرين كسبب لتجميد تلك التفاهمات كما جدد التأكيد على دور بلاده في الحصار على اليمن بذريعة التصدي لتهريب الأسلحة شهران على تفاهمات مسقط التي جرت بين أعضاء من الوفد الوطني مع وزير الخارجية الأمريكية جون كيري برعاية عمانية ومن ذلك اليوم لم تثبت الإدارة الأمريكية نيتها الجادة للحل السياسي في اليمن.

هذه المراوغة الأمريكية معلومة بالتأكيد للقوى الوطنية لكن يبقى لكيري أن يشرح تفسيراته لفشل الحل السياسي بناء على تفاهمات مسقط وما هي الأسباب التي أدت إلى تجميد تلك التفاهمات وفي هذا السياق يتذرع كيري برفض هادي.

كيري الذي تجاهل هادي وحكومته في الرياض خلال تلك التفاهمات واتصل بمحمد بن سلمان ومحمد بن زايد باعتبارهم الطرف الآخر أساء هذه المرة اختيار المبرر ليغطي على رغبة إدارته في إفشال الحلول السياسية واستمرار العدوان والحصار.

هادي بدء عاصفة الحزم هادي الذي تم تجاهله حين بدء العدوان وجعلوا الحفاظ على شرعيته العنوان الأبرز للحرب لا يستحضره تحالف العدوان إلا ليكون الذريعة والمبرر في حالة السلم والحرب وهنا يؤكد كيري من جديد دور بلاده في العدوان على اليمن وفرض الحصار عليه وتزويد النظام السعودي بمتطلبات الحرب وهي حقائق ثابتة منذ إعلان العدوان من واشنطن.


أما المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد فقال من جهته إن حالة الجمود السياسي الحالي في اليمن هي التي تسبب الموت والدمار كل يوم ودعا في بيان أمس هادي إلى التعامل سريعاً وبطريقة بنّاءة مع مبادرة الأمم المتّحدة للسلام في اليمن مشيراً إلى أنه ناقش مع الفار هادي العناصر الرئيسية من اتفاق شامل استناداً إلى مشاورات الكويت ولافتاً في الوقت نفسه إلى أن العودة إلى انتقال سلمي منظم ستساعد على إنهاء الحرب في اليمن ورأى ولد الشيخ أن تفصيل الخطة الأمنية وتشكيل حكومة شاملة هو السبيل لإنهاء الحرب التي زادت وتيرة نمو الإرهاب في اليمن والمنطقة كما حمّل النخب السياسية اليمنية مسؤولية حماية الناس من مزيد من الضرر وحماية مستقبل بلدهم والالتزام بالتوصل إلى تسوية سلمية معرباً عن تشجيعه الطرفين على التزام وقف الأعمال القتالية واتخاذ التدابير الفورية.

الى ذلك وبعد يوم من مهاجمة أنصار الله المبعوث الأممي ولد الشيخ أحمد ووصفه بأنه يتصرف كمستثمر لا كطرف محايد أعلن وزير الخارجية في حكومة الإنقاذ هشام شرف أن حكومته ترفض التشاور والتحاور مع فريق هادي وحكومته إلا بعد إعادة فتح مطار صنعاء ونقلت مصادر محلية عن شرف خلال لقائه الدوري أمس مع موظفي الخارجية في مقر الوزارة في العاصمة صنعاء تشديده على أن أي مشاورات أو تفاهمات في إطار الحل السلمي يجب أن تسبقها إعادة فتح مطار صنعاء الدولي أمام الملاحة الجوية التجارية والمدنية كبادرة لحسن النية.
هذا الحديث وفق المصادر نفسها هو نتيجة توافق مبدئي بين قيادة حزب المؤتمر وأنصار الله على تكليف شرف رئاسة وفد صنعاء في أي مشاورات مقبلة مع فريق هادي وحكومته فيما تم التوافق على تكليف المتحدث باسم أنصار الله محمد عبد السلام نائباً لرئيس الوفد وعضوية أربعة آخرين يمثلون طرفي التحالف مناصفة ويأتي ذلك كما يبدو في إطار تعزيز الاعتراف السياسي بـ«الإنقاذ» خلال المرحلة المقبلة يشار إلى أن ولد الشيخ عاد أول من أمس إلى الرياض بعد زيارة قصيرة لعدن التقى خلالها هادي لكنه لم يكمل جولته بزيارة صنعاء كما كان مقرراً ولا يعرف هل سيعود إليها لاحقاً أم سيذهب إلى مسقط قبل ذلك.


على صعيد ثانٍ أثمرت زيارة عضو مجلس العموم البريطاني أندرو ميتشل إلى صنعاء وصعدة الأسبوع الماضي عن تحذيره من تزايد احتمال وقوع هجوم إرهابي على بلاده إذا لم تعد الحكومة النظر في سياستها المضطربة تجاه اليمن وقال ميتشل في حديث إلى صحيفة «ديلي تيليغراف» البريطانية إن «دعم بريطانيا تحالف السعودية سوف يذكي جيلاً آخر من الإرهاب ويؤدي إلى تهديدات لأوروبا من دون تحديد الجهات التي يحذر منها وأضاف: بريطانيا كانت عرضة لخطر أن تصير شريكة في تدمير دولة ذات سيادة منبّهاً إلى أن الشباب في اليمن عرضة لخطر التطرف ضدّ المملكة المتّحدة.
وتابع: سياسة الحكومة البريطانية في بيع أسلحة إلى تحالف العدوان الذي تقوده السعودية في الوقت الذي تقدم فيه ملايين الجنيهات في المساعدات أمر متناقض ومتضارب مستدركاً: الحكومة تحتاج أن تفكر بشكل عميق إزاء مستقبل سياستنا... اليمن لا تتضور جوعاً بل يتم تجويعها... بريطانيا هي جزء من تحالف يفرض حصاراً على هذا البلد في البر والبحر فيما حذّر من أن فرصة إعادة توجيه السياسة البريطانية ستُغلق قريباً.
ميتشل كشف عن أن قيادة أنصار الله أبلغته، خلال زيارته اليمن بأنهم على استعداد لسحب قوّاتهم من السعودية وإقامة منطقة منزوعة السلاح على بعد 20 كيلومتراً إذا اتفقت جميع الأطراف على وقف إطلاق النار كما نقل عن أنصار الله تأكيد قبولهم مفاوضات يمنية ــ سعودية تترأسها بريطانيا والأمم المتّحدة وواصل: «لا مجال لأن ينتصر التحالف في اليمن حيث تتصلب المواقف يومياً».
في غضون ذلك أعلن البنك الدولي تقديم منحة إلى اليمن بقيمة 450 مليون دولار ستقسم على مشروعي إغاثة وُضعا بالشراكة مع منظمات تابعة للأمم المتحدة وأوضح البنك في بيان أمس أن هذه المنظمات هي برنامج الأمم المتّحدة الإنمائي وصندوق الأمم المتحدة للطفولة ومنظمة الصحة العالمية مشيراً إلى أن مشروعي الإغاثة يهدفان إلى مساعدة تسعة ملايين شخص، هم في أشد الحاجة للمساعدات الإنسانية في البلاد.
ولفت البيان إلى أن المشروع الأول معني بالاستجابة للأزمات الطارئة وسيحصل على 250 مليون دولار من المنحة لتوفير الدخل لمليونين من اليمنيين الفقراء جداً بمن في ذلك النساء والشباب والنازحون داخلياً موضحاً أنه «سيساهم أيضاً في دعم الصندوق الإجتماعي للتنمية ومشروع الأشغال العامة وهما مؤسستان يمنيتان رئيسيتان تقدمان خدمات على مستوى المجتمع المحلي وتعززان قدرة اليمنيين على مواجهة آثار الصراع الدائر وتابع: المشروع الثاني وهو مشروع الصحة والتغذية في حالات الطوارئ سيحصل على المبلغ المتبقي من المنحة لدعم النظم الصحية القائمة وتوفير الخدمات الصحية والمواد الغذائية لسبعة ملايين يمني.

المزيد في هذا القسم: