مليشيات مسلحة وفوضى أمنية والإرهاب يتمدد .. مالذي يحدث في عدن؟

المرصاد نت - متابعات

تعيش محافظة عدن فوضى عسكرية وأمنية كاملة فقد صارت المليشيات العسكرية المدججة بأسلحتها المتوسطة والثقيلة بعد حوالي سنتين من مزاعم التحرير امرا واقعا في حياة المواطنين الذين adeeeen2017.4.17يعانون من سطوتها الامنية والعسكرية


وتفرض اوامرها وسلطتها على ما تبقى من مرافق ومؤسسات الدولة وصادرت مؤسسات السلطة المحلية بل اصبحت هذه المليشيات المتصارعة والمتنازعة المصلحة والأهداف والانتماء السياسي والحزبي والإقليمي هي السلطة الحاكمة، في ظل غياب تام عسكريا وامنيا وإداريا لسلطة الفنادق والقصور التي لم تعد قصور وأسوار وحواجز المنطقة الخضراء بمستعمرة معاشيق تحميهم وتمنعهم عن الوقفات الاحتجاجات اليومية من قبل الموظفين والمواطنين المطالبين بحقوقهم ورواتبهم، فاختارت حكومة العمالة والارتزاق حكم اليمن من فنادق الرياض وابوظبي وقطر وتركيا ومصر والاكتفاء بالتصريحات الاعلامية.
نعم تحررت العاصمة عدن من جيشها وأمنها ومن ثقافة الدولة والتعايش لتسقط في براثن فوضى الميليشيات العسكرية والحزبية والسياسية وأصبحت مستعمرة للارتزاق والعمالة وتتكرس العمليات العسكرية شبه اليومية بين المليشيات وتقسيم مديريات ومناطق عدن بين مليشيات السعودية والإمارات والإخوان والسلفيين والقاعدة، وأصبحت كل مديرية ومنطقة محسوبة على ميليشيا تقيم فيها معسكراتها وتفرض مربعها الامني وتقيم سجونها ومستعمراتها وتفرض الجبايات والضرائب على المواطنين، وكثيرا ما تشتعل الصراعات العسكرية بين تلك المليشيات لترسم حدودها او لتوسع نفوذها او لتطلق مساجينها لتكون عدن عاصمة للميليشيات والفوضى والعنف والإرهاب، بينما تكتفي حكومة الفار هادي ورئيس وزراءه بإبرام الصفقات وتهدئة المليشيات واحتواء صراعاتها وتعويض قتلاها وعلاج جرحاها.
وفي هذا السياق تضاربت الأنباء حول سبب المواجهات المسلحة العنيفة وأعمال الفوضى التي عاشتها محافظة عدن الخميس التي بدأت شرارتها بمديرية خورمكسر تحت مطالب حقوقية مطالبة برواتب العسكريين والموظفين لتتمدد لمديريات كريتر والمنصورة والتواهي ودار سعد والشيخ عثمان لتتداخل مطالب المتحاربين من اطلاق مساجين بمعسكرات مليشيات حزبية متصارعة، مرورا باتهام شرطة الشيخ عثمان بتهريب مساجين متهمين بالإرهاب، لتنتقل لتحسين الاوضاع الميدانية بين قوات الحماية الرئاسية الموالية للفار هادي والسعودية والقاعدة من جهة الهادفة للإطاحة بقوات الحزام الامني وسلطة عيدروس الزبيدي، محافظ عدن، وشلال شايع مدير امنها المتحالفين مع السلفيين وقوات الحزام الامني وقبائل الضالع من جهة اخرى الموالين لدولة الامارات، فيما يعرف بالصراع السعودي الاماراتي.
وفي هذا الاتجاه تعددت الروايات لتوثيق اشتباكات ومعارك خومكسر فقد ذكرت مصادر صحفية ان الاشتباكات بدأت في محيط ادارة أمن عدن بمديرية خور مكسر، عقب قيام قوة أمنية بمحاولة فتح طرق اغلقها محتجون يطالبون بالإفراج عن معتقلين قيل ان قوات الأمن تمنع عنهم الزيارة، ولا يعلم أهاليهم عن المعتقلات التي يقبعون فيها، وحسب المصادر ادى اطلاق قوات الأمن النار لتفريق المحتجين إلى اطلاق نار على قوات الأمن لتتطور الأمور إلى اشتباكات امتدت إلى مديرية المنصورة لتشمل اغلب مديريات العاصمة عدن.
وفي رواية ثانية ذكرت مصادر محلية: ان مسلحين من ما يسمى بالمقاومة الجنوبية الموالين لـ"هادي" اشتبكوا مع قوات أمنية قرب ادارة الأمن، وتفيد المصادر أن الاشتباكات امتدت إلى داخل الأحياء القريبة من ادارة الأمن، وتمددت نحو أحياء مجاورة استدرجت اليها قوات الأمن بقطع الشوارع التي تمر عبرها، وأكدت المصادر أن مسلحين اغلقوا شوارع في أحياء السعادة والأحمدي والعريش ما أدى إلى مصادمات مع قوات الأمن، وأوضحت: أن مسلحين اعتلوا بنايات في حي العريش وحول جولة كالتكس وأطلقوا النيران على قوات الأمن، ما أدى إلى اصابة 4 جنودا حسب افادة الناطق باسم شرطة عدن، فيما تقول مصادر صحفية ان عددهم بلغ 7 جنود.
كما افادت معلومات بان الاشتباكات وصلت بين الطرفين إلى مديرية المنصورة، عقب مهاجمة مسلحين قوة أمنية في جولة كالتكس، وحسب المعلومات فإن مديرية المنصورة باتت خارج سيطرة قوات الأمن، حيث انتشر عشرات المسلحين في أحياء المنصورة، بعد أن قطعوا الشوارع المؤدية إلى جولة كالتكس، وذكرت مصادر محلية: ان مسلحين هاجموا سجن المنصورة المركزي الذي تديره قوات الحزام الأمني وهربوا أكثر من 20 شخصاً اعتقلتهم قوات الحزام الأمني بتهمة الارهاب.
وقد ادت الاشتباكات العسكرية بين المليشيات لمقتل الجندي في قوات الحماية الرئاسية أصيل عبد الوهاب الوهاشي في خور مكسر وهو مجند في اللواء الرابع حماية رئاسية الذي يقوده السلفي مهران القباطي الموالي لـ"علي محسن" حسب بيان صدر عن قيادة اللواء الذي اشار: بان الوهاشي لم يكن مشاركا في المواجهات، وإنما كان متجها إلى معسكر اللواء لممارسة عمله، منوها إلى أن الجندي أصيل قتل بطلقة قناص وكان يرتدي زيه العسكري عند مروره بالقرب من الاشتباكات بمديرية خور مكسر.
وفي سياق متصل قال مراقبون: بان مطالبة لواء الحماية الرئاسية للأجهزة الأمنية والسلطة المحلية في عدن، وليس لوزارة الداخلية بالكشف عن حجم الاحتقان بين الطرفين، ويعد ذلك مؤشرا على أن المواجهات مرتبطة بالصراع بين الفصيل الموالي لـ"هادي" المدعوم سعوديا والفصيل الموالي للإمارات، المتمثل بالسلطة المحلية وإدارة شرطة عدن وقوات الحزام الأمني. كما ذكر مواطنون بأنهم شاهدوا عناصر من تنظيم القاعدة اعتلت مباني في جولة كالتكس، وأطلقت نيران على قوات الحزام الأمني، وأفادت المصادر: بان معظم العناصر المسلحة التي تسيطر على أحياء المنصورة القريبة من جولة كالتكس تتبع تنظيم القاعدة وأخرى من فصيل الاصلاح في المقاومة وآخرين سلفيين مواليين لـ"هادي ". وذكر المراقبون بان تحرك السعودية وحلفائها تهدف لجر قوات الحزام الامني الموالية للإمارات إلى الصدام مع المجتمع في عدن لخلق حالة من الغضب الشعبي، مستغلين عمليات الاعتقالات والقمع والإخفاء القسري والتعذيب التي تقوم بها المليشيات المسيطرة على عدن وبعض قوات الأمن والحزام الأمني.
وفي سياق مختلف فجرت حادثة اعتقال شاحنة اموال بنقطة امنية في محافظة الضالع الصراع العسكري والسياسي والاعلامي بين تلك المليشيات المتصارعة في المحافظات الجنوبية وخاصة عدن ولحج والضالع، فقد افادت معلومات بأن مسلحين من ما يسمى بالمقاومة الجنوبية تمكنوا من استعادة سيارتين محملة أموال تابعة لمصرف الكريمي، تم احتجازها في نقطة أمنية بمحافظة الضالع السبت، ونقلها إلى مكان مجهول، وتشير المعلومات ان السيارتين تم نقلهما إلى معسكر الجرباء في أطراف مدينة الضالع، فيما لا تزال السيارة الثالثة مفقودة. هذا وأعلن مصرف الكريمي الاثنين عن احتجاز سيارات تابعة له في نقطة أمنية بمنطقة سناح شمال مدينة الضالع، وأكد قائد المنطقة العسكرية الرابعة المعين من قبل الفار هادي اللواء فضل حسن في تصريحات صحفية بأنه ارسل 5 أطقم إلى الضالع لاستعادة الاموال، مؤكدا بان المبالغ تخص محافظ تعز المعمري المعين من هادي.
وفي هذا الاتجاه قال حسين عرب وزير الداخلية في حكومة الفار هادي انه اعطى اوامره مباشرة بمجرد احتجاز سيارات تحمل اشارات تابعة للصليب الاحمر الدولي والذي تم التحفظ عليها في نقطة سناح الضالع من قبل المقاومة الجنوبية، وعلى متنها ملياري ومائتي مليون ريال يمني في طريقها الى صنعاء وليس الى تعز، موضحا انه تواصل مع نائب وزير المالية الذي اوضح ان المبالغ المعتمدة الى مصراف الكريمي هي فقط 900 مليون ريال يمني فقط لا غير، وان المبلغ الباقي لا نعلم كيف تم وضعها فوق السيارات.
هذا وقد نفت اللجنة الدولية للصليب الاحمر بعدن الاتهامات الاعلامية عن تورط المنظمة في عمليات الفساد وغسيل الاموال، حيث اعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن في بيان صفحى عن قلقها البالغ إزاء أحدث التقارير الإعلامية التي تناقلت خبر استخدام سيارتها في قضية " تهريب أموال "، وجاء في البيان: خلال الأسبوع الماضي لم تكن هناك أي تحركات من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر من عدن إلى صنعاء، كما لا تستخدم اللجنة الدولية أبدا ولا تمتلك السيارات المدرعة، وإنما تنقل اللجنة الدولية الأموال من خلال القنوات الرسمية البنوك.
وفي هذا الاطار ذكر المراقبون بان الكشف عن نقل الاموال من محافظة عدن بطرق مشبوهة بدون ان ترافق هذه الاموال سيارات حراسة ولم تعلم حكومة الفار هادي النقاط الامنية بمسار الاموال يؤكد عن نقل اموال وأسلحة لجماعات ارهابية وعصابات اجرامية بطريقة بدائية تفاديا لمراقبة دولية على البنوك والمصارف، كما توضح العملية بان هناك نشاط محموم لنقل اموال مشبوهة بشكل متواصل من قبل حكومة هادي ليتم غسلها وإعادة تدويرها من قبل مرتزقة ما تسمى الشرعية، وأبدى مراقبون ...... عن تورط صرافة الكريمي في نقل الاموال المشبوهة ما يؤشر لتوسع شبكة الارهاب والفساد في ما يعرف بالمحافظات المحررة.

المزيد في هذا القسم: