المرصاد نت - متابعات
منطقيآ لا يمكن استساغة فكرة التواجد العسكري في جنوب البلاد لدويلة تزعم ان وجودها هو لمساعدة شرعية منتهية وتحت قيادتها وبين إدارة تلك الدويلة لعشرات السجون السرية
أنشأتها لتمارس فيها شتى أساليب التعذيب بحق السجناء والمعتقلين والمخفيين قسريآ وهو يناقض كليآ صفة تواجدها (حليف) كما تدعي ، وينزع عنها تلك الصفة ، ويجعلها دول إحتلال بامتياز، وهذا ما ينطبق على دويلة الإمارات الشريكة في العدوان على الشعب اليمني التي اضحت تدير عشرات السجون السرية ومعتقلات التعذيب في جنوب البلاد وبعض الدول المجاورة لتعذيب اخوتنا الجنوبيين في تصرف يجسد واقع الإحتلال الإماراتي لجنوب البلاد وممارسته لسياسة القمع ضد السجناء دون علم من تزعم الإمارات ان وجودها هو لمساعدتها،وهي شرعية الفار هادي المنتهية التي اضحى دور صاحبها وحكومته يقتصر على شرعنة الإحتلال لجنوب البلاد من قبل تحالف العدوان، وشرعنه تواجده العسكري في بعض المحافظات الشمالية التي ارتكب فيها جرائم إبادة، فضلآ عن إصدارها للقرارات والتعينات التي يطلبها قادة حلف العدوان .
فقد اصبحت الإمارات هي من تملك القرار في المحافظات الجنوبية دون غيرها ، وتتحرك وفق مصالحها وبما يخدمها كدولة إحتلال بعد ان اصبح الفار هادي وحكومته لا اكثر من شماعة تخفي خلفها الإمارات اهدافها التي تعمل على تحقيقها في جنوب البلاد بعد شراءها لذمم العديد من القيادات الجنوبية التي تخلت عن الجنوب وعن ابناءه الذين تركتهم يعيشون تحت رحمة المحتل الإماراتي الذي حول الجنوب الى سجون ومعتقلات تعج بأبناء الجنوب، حيث كشفت وكالة “أسوشيتد برس” في تقرير حديث لها عن شبكة سجون سرية تديرها القوات الإماراتية في جنوب البلاد و قوات يمنية خضعت لتدريبات إماراتية ، وقد تمكنت من توثيق وجود 18 سجناً سرياً على الأقل في جنوب اليمن، وجاء في تقريرها أن تلك السجون مخفية داخل قواعد عسكرية وموانئ، وفي أحد المطارات، وكذلك في فيلات، وحتى في ملهى ليلي ،وإن بعض المعتقلين تم نقلهم إلى قاعدة إماراتية في إريتريا كما افاد وزير داخلية حكومة الفار هادي حسين عرب للوكالة.
حيث تمارس داخل تلك السجون شتى اساليب التعذيب للمعتقلين الذين يتم اختطافهم بعد مداهمة منازلهم من قبل قوات الإحتلال الإماراتي وعملاءها من قوات “النخبة” في حضرموت او قوات “الحزام الأمني” في عدن، ومن اكثر من مكان أخر ، واعتبره ساذجآ من يعتقد ان المعتلقين هم من المنتمين لتنظيم القاعدة الذين يقاتلون جنبآ الى جنب مع الإماراتي والجنجويدي والداعش والمرتزقة المحليين في مواجهة الجيش واللجان الشعبية في اكثر من جبهة ، وهو ما اثبتته عدسة قناة ال بي بي سي في فيلمها الوثائقي الذي حمل العنوان” تعز بين المطرقة والسندان” وأكده القيادي في تنظيم القاعدة خالد باطرفي في الفيديو المسجل الذي اعترف فيه بقتال الجيش واللجان الشعبية في اكثر من 11 جبهة، وقد بلغت أساليب التعذيب الى حد الإعتداء الجنسي كما اكده التقرير وكذلك تقارير بعض المنظمات الدولية والوكالات الاخبارية و الصحفية بناء على إفادات بعض الضحايا او اقاربهم ، فضلآ عن وضع السجناء في حاويات تزيد درجة حرارتها عن 50 درجة مئوية وجعلهم يعيشون لاسابيع في حاويات قمامة ، والضرب المبرح ، وليس اخر تلك الاساليب “شواء”اجساد السجناء بالنار.
والسؤال الذي يتبادر الى اذهان الجميع عن الصفة التي تملكها دويلة الإمارات التي تمنحها إقامة السجون والمعتقلات السرية للتعذيب والإخفاء القسري للعديد من ابناء الجنوب إذا كانت حقآ حليف لاستعادة شرعية الفار هادي المنتهية كما يتشدق قادتها، ولماذا لم يتم إطلاع حكومة المرتزقة على تلك السجون وعدد السجناء وإحالتهم للجهات المختصة إذا ثبت إدانتهم بتهم ، وماهي الحاجة لإنشاء هذه السجون السرية بينما هنالك العديد من السجون واقسام الشرطة وسجون النيابات في المحافظات الجنوبية ، وغيرها من الأسئلة التي توصلنا الى نتيجة واحده مفادها انه على ارض الواقع في الجنوب لا تواجد للفار هادي ولا لحكومته ولا لمحافظو المحافظات ، وأن الأمر والناهي في شؤون تلك المحافظات هو الحاكم الإماراتي، وهو من يسير الامور فيها حسب مصالح بلاده وفقآ لأجنده امريكية وصهيونية تقف خلف مشروع العدوان والإحتلال ،مستخدمآ سياسة تكميم الأفواه لكل من يعترض على ذلك ومصيره احد تلك السجون.
ما يفعله الإماراتي في جنوب البلاد من ممارسات هي تجسيد للإحتلال الذي بدأ منذ وطأت اقدامهم ارض الجنوب بذريعة تحريرها من الجيش واللجان الشعبية الذين انسحبو منها لاسباب لست في صدد الحديث عنها،وما يرتكبه من انتهاكات جسيمة ضد المعتقلين والسجناء واستخدامه لاساليب تعذيب قذرة ومنها الإعتداء الجنسي ، لا يختلف عن ما مارسه الإحتلال الامريكي بحق العراقيين في سجن ابوغريب سئء الصيت وسجن غوانتانامو الامريكي،ولا يقل عما تمارسه سلطات الإحتلال الصهيوني بحق السجناء والمعتقلين الفلسطينين واستخدامها لاساليب لا اخلاقية ولا انسانية ضد السجناء ، فكلآ منهما الاماراتي والصهيوني والامريكي محتل، ويتشاركون نفس أساليب التعذيب ، وكلهم يحملون نفس الاهداف في استعباد هذه الأمة واذلالها.
وشيء مؤسف ان تتحول المحافظات الجنوبية الى سجون سرية لقمع ابناءها بعد ان كانت موعودة بأن تتحول الى دبي او ابوظبي ثانية، ومؤسف اكثر ان دول العدوان لم ترضى بإختلاقها للمحافظات الجنوبية حالة اللاستقرار التي تعيشها والفوضى الامنية التي تشهدها وتزايد عمليات الاغتيالات والتصفيات من قبل العديد من التيارات التكفيرية والارهابية لبعض ابناءها ، وانعدام الخدمات الاساسية، وتفشي وباء الكوليرا في عديد من المحافظات التي اعلنت اربع منها حالة الطوارئ لعجزها عن مواجهته وهي عدن ولحج وأبين والضالع بعد تخلي دول العدوان وعلى رأسها دويلة الإمارات عن دورها في مواجهته ذلك، حتى تُكافئها بأن تحولها الى سجون ومعتقلات سرية لتعذيب ابناءها.
ندرك جميعنا انه لا جدوى من الآمم المتحدة او غيرها لوضع حدآ لهذه الممارسات الإحتلالية التي يمارسها المحتل الإماراتي بالشراكة مع الإدارة الامريكية في ظل عجز الفار هادي وحكومته عن زيارة أحد تلك السجون السرية للإطلاع عليها فقط وليس اغلاقها، وفشلهم في تسيير شؤون محافظة عدن فقط واستتباب الأمن فيها، وتوفير الحد الأدنى من الحماية لأبناءها من الارهاب الداعشي والقاعدي ومن قمع المحتل الإماراتي،إلا أننا سنظل ندعو الآمم المتحدة الى القيام بدورها حيال ذلك ، وسرعة تشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة للتحقيق في تلك الانتهاكات الجسيمة ووقف كل وسائل التعذيب والارهاب الذي تقوم بها الامارات واذرعها في جنوب البلاد ضد السجناء والمعتقلين وإغلاق كافة المعتقلات السرية وفك الحصار ووقف العدوان الظالم على شعبنا اليمني الصامد، ورسالتي الى الاحرار في الداخل وامام وضع كهذا ، فإنه لم تتبقى لنا من خيارات متاحة سوى خيار الكفاح ضد المحتل والغازي حتى تطهير البلاد من رجس الغزاة والمحتلين، ودعوتي للإحرار من إخوتنا في جنوب الوطن بالإنتفاضة على الفار هادي و حكومتة التي يستمد المحتل وجوده منها ويستظل بوهم شرعيتها المنتهية ، والعمل على مقارعة المحتل الإماراتي ، وإذا كان الشهيد لبوزة قد اشعل ثورة ال14 من اكتوبر من جبال ردفان ضد المستعمر البريطاني، فلتكن كل مدن وشوارع جنوب وطننا الحبيب ردفان اخر ضد المحتل الإماراتي ومرتزقته.
كتب : مروان حليصي
المزيد في هذا القسم:
- فشل وتعثّر متكرّر للهجمات العدائية على الحديدة المرصاد نت - لقمان عبدالله أخفقت الحملة الجديدة للقوات العسكرية الإماراتية والقوى اليمنية الملتحقة بها على مدينة الحديدة. كان قد أعلن عن الهجوم الجديد بداية ا...
- معادلة الجيش واللجان الشعبية...الأمر لي؟ المرصاد نت - عبدالرحمن الأهنومي • الثابت والمتغير في سياق المعركة التي يخوضها الجيش واللجان الشعبية أنه منع تحالف العدوان من تحقيق أهدافه التي اعلنه...
- النظام السعودي والحرب على اليمن : الغضب يتصاعد! المرصاد نت - متابعات تحوّلت الحرب التي أدخل بن سلمان بلاده فيها ضد اليمن من حرب كان يتوقع ألّا تستغرق سوى بضعة أشهر إلى مستنقع دموي علقت فيه السعودية وتكبّدت ...
- تعاظم التشكيك في الشارع الأمريكي ضد الحرب السعودية على اليمن المرصاد نت - متابعات أيدت مجموعة "فريدوم وركس" التي تتمتع بنفوذ سياسي مؤثر دعم الكونغرس لمحاولة مناقشة الدور العسكري الأمريكي في اليمن مما يعزز موقف معارضي ال...
- رجال الإمارات ينفضّون عنها ... طفح الكيل! المرصاد نت - متابعات لا يقتصر فعل الانتقام الإماراتي على الشخصيات الدينية والسياسية والإعلامية المعارِضة مبدئياً وجوهرياً لأبو ظبي بل بات يطاول كل من يرفع رأسه...
- أسماء شهداء العمليه الأرهابيه التي أستهدفت نقطة عسكريه في منطقة بروم التابعة لمديرية ميفع ... نشر مركز الإعلام الأمني، التابع لوزارة الداخلية، أسماء شهداء العملية الإرهابيه، التي استهدفت نقطة عسكرية في منطقة بروم التابعة لمديرية ميفع، غرب مدينة المكلا، ع...
- مصرع وجرح عدد من المرتزقة إثر كسر زحف بمأرب المرصاد نت - مأرب لقي عدد كبير من مرتزقة العدوان السعودي الأمريكي مصرعهم وجرح آخرون اليوم الاثنين إثر كسر محاولتهم الزحف باتجاه وادي ملح بمحافظة مأرب.وذكر ...
- مشروع إيواء اللاجئين الأفارقة في محافظة إب.. تؤطو السلطة مقابل مكاسب مادية ! المرصاد نت - متابعات رفض شعبي عارم تجاه قرار مشروع السلطة تجميع وإيواء الأفارقة بمحافظة إب في الوقت الذي تعاني فيه المحافظة من تردٍّ وانهيار الخدمات العامة بش...
- معهد أمريكي: حرب اليمن أصبحت حروب متعددة والصراع أصبح اقليمي ودولي المرصاد نت - متابعات تساءل معهد بروكنغز الأمريكي عن مغزى الإطاحة المفاجئة لأبرز القادة العسكريين السعوديين. وتوقع المعهد في تقرير له صدر الأسبوع الجاري أن ...
- نائب وزير خارجية الكويت: أطراف يمنية تبدأ "غدًا" ورشة عمل لتثبيت وقف إطلاق النار متابعات : قال نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله إنَّ أطرافًا يمنيةً وصلت بلاده لإجراء ورشة عمل تتعلق بتثبيت وقف إطلاق النار الذي سيعلن ...