صنعاء تنجو من الانفجار: هكذا قلب أنصار الله الموازين بهزيمة إضافية للتحالف

المرصاد نت - المراسل نت

على مدى الأسابيع الأخيرة من تحشيد حزب المؤتمر لمهرجان ذكرى تأسيسه ظهرت قيادات الحزب المتواجدة بالخارج وبدأت بلعب دور مأثر استطاعت خلاله إقناع السعودية yemen sa2017.8.25والإماراتي (قطبي تحالف العدوان) بأن الفرصة مواتية للانقضاض على أنصار الله عبر المؤتمر أما دول التحالف فدفعها إرهاق عامين ونصف من الحرب لاقتناص الفرصة.


رمت دول التحالف بكل أوراقها لدرجة أن وزير الشؤون الخارجية الإماراتي دعا صالح رئيس المؤتمر صراحة لإعلان الانفصال عن أنصار الله من ميدان السبعين وعملت فضائيات التحالف على الظهور بخطاب وضيوف يدفعون صالح نحو هذه الخطوة لكن كل ذلك استنفر جماعة أنصارالله فاستطاعت خلال 5 أيام منذ خطاب السيد عبدالملك الحوثي أن تقلب التوقعات لصالحها وعلى مدى الساعات اللاحقة لمهرجان المؤتمر تحول الخطاب السعودي الإماراتي وخطاب حزب الإصلاح إلى الهجوم على صالح ودعاية غير مباشرة لأنصار الله الذين حصلوا عليها مجاناً وسيطروا على المشهد.

ففيما كانت الأنظار منذ شهرين موجهة نحو ميدان السبعين بانتظار خلط الأوراق إلا أن خطاب صالح وبيان المهرجان اليوم الخميس خيب آمال التحالف والتيار المعادي لأنصار الله داخل الحزب لتتجه الأنظار  إلى أكثر من 8 ساحات من خمس على مداخل العاصمة ملأها أنصار الله بعشرات الآلاف من أنصارهم وحلفائهم باستعراض عسكري وقبلي وسياسي كبير، أما آلاف المقاتلين الذين كانوا يتخرجون من معسكرات التدريب التابعة لأنصار الله بدون أضواء، فخرجوا اليوم من وسط تلك الساحات.

يعلق الصحفي إبراهيم السراجي أنه وبينما كانت دول التحالف تعتقد أن فرصة الانقضاض على الحوثيين متاحة لعدة أسباب بينها أن الجماعة قد استنزفت بالحرب إلا أنها أثبتت أنها استطاعت الخروج من رماد الحرب أقوى من السابق وإذا كان تواجدها قبل الحرب مقتصراً على مناطق محددة فإنها اليوم استطاعت الوصول لكل المناطق واستمالت القبائل والمكونات السياسية بشكل لافت.

الإشارات التي أطلقها التحالف وقيادات الإصلاح وحكومة هادي وقيادات المؤتمر بالخارج كلها كانت كافية لإقلاق أنصار الله حتى خطاب بعض القيادات والنشطاء المؤتمريين بالداخل كانت تصرح بشكل علني بأن ثمة ما يجري إعداده للانقضاض على أنصار الله في 24 أغسطس حتى إن الناشط الإعلامي الموالي للتحالف حزام عاصم الذي يعرف بولائه لحكومة هادي وفي نفس الوقت يعد مصدر موثوقاً في نقل الأخبار والتسريبات قال  إن أنصار الله نجحوا بإفشال مخطط كبير لإسقاط صنعاء بعدما جرى الإعداد له في الرياض وأبوظبي بعدما دعت الجماعة للتجمهر على مداخل العاصمة بالتزامن مع استنفار أمني غير مسبوق.

وكتب الناشط الإعلامي حزام عاصم المكنى “أبوعاصم”  الثلاثاء الماضي منشوراً في صفحته بتويتر قال فيه ” من زعل يزعل الحوثيين نجحوا نجاح كبير في افشال مخطط كان مدروس ومعد له اعداد كامل والمخطط كان من الرياض الى دبي الى مأرب”.

وأضاف في حينه ملمحاً لوجود علاقة بين المخطط وحشد حزب المؤتمر من المحافظات للمشاركة بمهرجانه الخميس في صنعاء عندما قال إن المخطط كان “تحت مسمى الدخول الى صنعاء من الباب الثامن”.

وعلى إثر ذلك حصنت أنصار الله وجودها بالعاصمة صنعاء بخمس ساحات في مداخل العاصمة وفرضت إجراءات أمن مشددة ونشرت نقاط تفتيش معها أدرك التحالف نباهة أنصار الله فأغار على كل تلك النقاط بشكل متزامن دون جدوى فأنصار الله اكتسبوا الخبرة الكافية للتعامل مع القصف الجوي.

 
خمس ساحات

بدلاً من ميدان واحد أنشأ  أنصار الله 5 ساحات أعدت لها في خمسة أيام وجاء الخميس فامتلأت بعشرات الآلاف من أنصارالله وشهدت كل أنواع الاستعراض.  غربي العاصمة في منطقة “الصباحة” خصصت ساحة لاستقبال القبائل والمقاتلين للعرض الأخير قبل الالتحاق بالجبهة واستقبلت القوافل الغذائية والمالية لمقدميها القادمين  من محافظات (حجة – المحويت – الحديدة) والمديريات الواقعة غرب العاصمة وهي مديريات (آزال – التحرير – الصافية – الوحدة.

على نفس المنوال شهدت الساحة الثانية (ساحة الرسول الأعظم) جنوبي صنعاء احتشاد عشرات الآلاف القادمين من محافظات (تعز – إب – البيضاء – ذمار – ريمة – مارب – المحافظات الجنوبية)

ومديريات محافظة صنعاء الجنوبية (خولان الطيال – سنحان وبلاد الروس)ومديريات أمانة العاصمة (السبعين – صنعاء القديمة).

الساحة الثالثة في منطقة بيت أنعم بمديرية همدان استقبلت حشود المديرية ومحافظتي صعدة وعمران ومديرية معين بالعاصمة.

هناك وصلت أكثر من 5 آلاف سيارة تقل مقاتلين جدد ومرافقيهم من ذويهم وآلاف السيارات التي أقلت الوافدين من المناطق التي حدد أن تتوافد إلى همدان.

في الساحة الرابعة (ساحة بني الحارث) أقيمت المخيمات في منطقة الرحبة لاستقبال الوافدين من الجوف ومديرية محافظة صنعاء (أرحب – نهم – بني حشيش) ومديريات الامانة (شعوب – الثورة

وفي شارع المطار بالعاصمة تحول الشارع لساحة اكتظت بآلاف النساء والتيارات السياسية المتحالفة مع أنصار الله.san yemen2017.8.25

 استعراض عسكري

بين كل ذلك نظم استعراضاً عسكرياً بمئات الأطقم العسكرية التي تحمل شعار أنصار الله وصور قائد الثورة الشبابية الشعبية السيد عبدالملك الحوثي على متنها قوات يبدو أنها خاصة، عبرت من ميدان السبعين عقب مهرجان المؤتمر وتوجهت في نهاية المطاف إلى ساحة الرسول.

في العرض العسكري أوصل أنصار الله رسالة بأن وجودهم في مختلف جبهات القتال لا يعني أنها استنفدت كل قواتها وباتت عرضة لانقلاب ما فأظهرت جاهزيتها بقوات أمنية وعسكرية في مناطق سيطرتها بما فيها العاصمة صنعاء لتؤكد أنها تخرج من الحرب رابحة وليست ضعيفة.

مهرجان الحليف

انهى حزب المؤتمر الشعبي العام مهرجانه الاحتفالي بذكرى تأسيسه الذي أقيم اليوم الخميس بميدان السبعين وسط العاصمة بمشاركة عشرات الآلاف من أنصاره في مختلف محافظات الجمهورية وخرج المهرجان ببيان خالف توقعات وتطلعات دول التحالف والمكونات اليمنية الموالية له وخيب آمال بعض قيادات ونشطاء الحزب الذين كانوا يدفعون نحو إحداث ضربة للتحالف مع أنصار الله.

في المهرجان ألقى علي عبدالله صالح كلمة مقتضبة قبل أن يغادر المنصة لأسباب أمنية كالعادة منذ بدء الحرب حيا خلالها جماهير الحزب وحمل التحالف وهادي وحكومته مسؤولية تفتيت وتدمير اليمن وحصاره على مدى أكثر من عامين.

وأبدى صالح استعداده إرسال الآلاف من المقاتلين للجبهات مطالباً حكومة صنعاء بتوفير المرتبات لهم والعتاد محيياً قوات الجيش واللجان الشعبية التي قال إنها تقدم التضحيات دفاعاً عن الوطن.

مهرجان المؤتمر وما صدر عنه خيب آمال دول التحالف التي دعته أمس عبر وزير الشؤون الخارجية الإماراتي لاتخاذ موقف ضد أنصار الله وظهرت خيبة الأمل على وسائل الإعلام السعودية والإماراتية التي استضافت شخصيات وصفت صالح بالجبان بعدما كالت المديح له على مدى الأيام الماضية.

خيبت الأمل امتدت لبعض قيادات ونشطاء المؤتمر وقيادات أخرى معادية لأنصار الله والذين أظهروا خيبة أملهم وغضبهم من البيان الصادر عن المهرجان والذي لم يأتي على هواهم.

المزيد في هذا القسم: