المرصاد نت - متابعات
دعا الرئيس الامريكي دونالد ترامب النظام السعودي وتحالفه العسكري إلى إنهاء حصار اليمن في ذات الوقت الذي أعلن فيه القدس عاصمة لإسرائيل.
وتثير هذه المسألة الكثير من التساؤلات حول مواقف ترامب فيما يخص اليمن لأن السعودية شنت هجوم عدواني على الأراضي اليمنية والجوية والبحرية على مدى الـ 33 شهرا الماضية بمساعدة عسكرية وسياسية من الولايات المتحدة في حين كان عقد بيع 110 مليارد قطعة سلاح الى السعودية الذي كان قد عُقد في حزيران / يونيو الماضي في زيارة الرئيس الامريكي ترامب الى الرياض اكبر دعم من واشنطن للرياض في الحرب اليمنية.
ولذلك فإن طلب ترامب من النظام السعودي وتحالفه المأجور لرفع حصار اليمن يُعتبر في أول وهلة تغيير لمواقف واشنطن.
ولكن كيف يمكن تحليل اجراء ترامب هذا؟ من أجل الإجابة على الأسباب الكامنة وراء هذا الموقف يمكننا دراسة ثلاثة سيناريوهات محتملة في هذا الصدد.
السيناريو الاول: خطوة وهمية من قبل ترامب
لقد استهدفت وحدة الصواريخ اليمنية في يوم 4 تشرين الثاني / نوفمبر مطار الملك خالد الدولي في الرياض بصاروخ باليستي يُسمى "بركان". ويشكل هذا التحرك "تهديدا استراتيجيا" للرياض حيث ان زيادة مدى الصواريخ اليمنية وعبور صواريخ "بركان" البالستية من منظومات الدفاع في الرياض جعلت من العاصمة السعودية هدفا للقوات اليمنية.
لهذا السبب قامت السعودية بهدف تفاقم الضغط على الشعب اليمني بإكمال الحصار البري والبحري والجوي على اليمن كما حاصرت السعودية ميناء الحديدة باعتباره السبيل الوحيد لربط اليمن بالعالم الخارجي وقد أدى هذا الإجراء إلى جعل أكثر من 7 ملايين مريض يمني بحالة خطيرة.
ولهذا السبب ازدادت الانتقادات الموجهة إلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بشأن تصرفات النظام السعودي في اليمن كما أدى إجراء البرلمان الأوروبي القاضي بحظر بيع الأسلحة إلى السعودية إلى فرض نوعا ما "قيد سياسي" على السعودية. وفي مثل هذه الظروف أعلن دونالد ترامب أيضا رفع الحصار بهدف حرف الرأي العام حول الأزمة اليمنية.
في الواقع يسعى "ترامب" إلى مصادرة جهود الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان فضلا عن المؤسسات الشعبية في الضغط على السعودية لغرض رفع الحصار على اليمن لأن نتيجة هذه الضغوط سوف تؤدي في نهاية المطاف إلى تراجع السعودية. لذلك يبدو أن طلب ترامب هذا ليس سوى لعبة تهدف لحرف الرأي العام.
السيناريو الثاني: ردة فعل ترامب تجاه انتصارات الجيش واللجان الشعبية
لقد تسببت الانتصارات الأخيرة للجيش واللجان الشعبية باستهدافهم مطار الملك خالد الدولي في الرياض والمفاعل النووي الذي تبلغ قيمته 30 مليار دولار في منطقة البراكة في أبوظبي في حدوث "تغيير استراتيجي" في المعادلة اليمنية.
وبالإضافة إلى ذلك فإن نهاية الفتنة في صنعاء ومقتل علي عبد الله صالح الرئيس اليمني السابق جعلت أنصار الله القوة العسكرية - السياسية الوحيدة المنسجمة في شمال اليمن.
على أي حال فإن نتائج هذه المعطيات قد تعني احتمال تراجع السعودية من الأزمة اليمنية. لهذا السبب يسعى ترامب نوعا ما لأخذ مبادرة من القوي الوطنية ومع محاولة رفع الحصار عن اليمن سيسعى لتحسين صورة الولايات المتحدة في معارضة جرائم السعودية في اليمن.
في الواقع في سياق هذا السيناريو يحاول ترامب إظهار واشنطن على انها المُدبرة لانتهاء الأزمة اليمنية وذلك قبل ان تتراجع المملكة من اليمن.
السيناريو الثالث: صفقة ترامب مع بن سلمان
إن تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل هو أحد أهم خطط الرئيس دونالد ترامب. في العام الماضي عندما اصبح ترامب رئيسا للولايات المتحدة الامريكية ومسؤولا عن السياسة الخارجية للبلاد تكثفت الجهود السعودية للتقارب من إسرائيل.
ووفق السياقات الحالية يسعى ترامب إلى تطبيع علاقات الدول العربية مع إسرائيل ووضعها على طريق التقارب. لذلك، يحاول ترامب أن يعرض السعودية كأحد أهم الدول العربية باعتبارها رائدة في تطبيع العلاقات.
وفي هذا السياق يسعى ترامب إلى إنقاذ محمد بن سلمان من مستنقع اليمن وإدارة نوعا ما أكبر مشكلة وهزيمة للسياسة الخارجية لولي العهد السعودي الشاب.
ونظرا للمعطيات فإن محاولة رفع الحصار عن اليمن على الرغم من أنه قد يبدو اجراء ضد السعودية لكنه في الواقع يعتبر ايضا الخطوة الأولى من قبل ترامب في محاولة إنهاء أزمة اليمن إن إنقاذ بن سلمان من المستنقع اليمني لن يكون من دون تكلفة حيث سيضطر ولي العهد إلى التحرك نحو تقارب اكبر بين الرياض وتل أبيب.
لذلك فإن الإجراءات الأخيرة التي قام بها ترامب في سياق رفع الحصار عن اليمن في هذا السيناريو هي من جهة لإنقاذ بن سلمان ومن ناحية أخرى خطوة نحو تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل.
ويمكن النظر بشكل عام الى مطالبة ترامب برفع الحصار عن اليمن بأنه انعكاس للظروف الميدانية والسياسية في اليمن لأن المجتمع الدولي يتجه من ناحية إلى توافق نسبي في الآراء بشأن الأزمة اليمنية وتصريحاتترامب عن رفع الحصار اليمني تأتي تماشيا مع هذا الاتجاه وايضا بهدف تحسين صورة الولايات المتحدة فيما يتعلق بالأزمة اليمنية.
ومن ناحية أخرى فإن انتصارات الجيش اليمني ضد السعودية والإمارات ولا سيما مقتل علي عبد الله صالح، بصفته صانع فتنة صنعاء الأخيرة قد أحدثت تغييرا استراتيجيا في المعادلة اليمنية التي ستحسم الحرب اليمنية أكثر من أي وقت مضى.
وبإنتهاء الحرب على اليمن سينتهي بطبيعة الحال الحصار اليمني لذلك يحاول ترامب إظهار واشنطن بأنها العنصر الحاسم في نهاية الحصار على اليمن قبل ان يتم رفع الحصار بالفعل. ولكن ربما السيناريو الأكثر احتمالا في هذه الحالة هو محاولة ترامب لإنقاذ بن سلمان من المستنقع اليمني ومن الجانب الاخر، ضمان دعم السعودية لإسرائيل. القضية التي دخلت حيز الاهتمام اكثر من اي وقت مضى مع اعلان ترامب عن الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل.
المزيد في هذا القسم:
- وقفة لأطفال اليمن أمام مبنى الأمم المتحدة بصنعاء المرصاد نت - صنعاء نظم الاتحاد العام لأطفال اليمن اليوم الخميس مسيرة جماهيرية ووقفة احتجاجية أمام مقر الأمم المتحدة بالعاصمة صنعاء تنديدا بسحب قرار إدانة ا...
- الجيش واللجان يستعيدان وازعية تعز أكد مسؤول محلي بحافظة تعز وسط اليمن السبت 2 أبريل / نيسان 2016، أن قوات الجيش واللجان استعادت تأمين مركز مديرية الوازعية عقب دحر عملاء العدو السع...
- لقاءات سرية تفضي إلى إتفاق أولي لتنفيذ المرحلتين الأولى والثانية من إعادة الانتشار! المرصاد نت - متابعات قالت مصادر سياسية ان الجنرال مايكل لوليسغارد سيعود إلى اليمن للاشراف على تنفيذ المرحلتين الأولى والثانية من إعادة انتشار القوات في موانئ ...
- عدن : قوات الأمن تقمع مظاهرة للحراك واصابة عدد من المشاركين. منعت قوات الأمن بمحافظة عدن المتظاهرين من الدخول الى ساحة العروض للمشاركة في مسيرة دعا اليها ناشطوا الحراك عنونت بايصال رسالة الى القمة العربية ..بعد اقدمت عل...
- هل تحقق مفاوضات السويد لليمنيين ما عجزت عنه سابقتها؟ المرصاد نت - متابعات أيام قليلة قبل انطلاق المفاوضات المحتملة بالسويد مساع لما اسماه مصدر اممي ل"بناء الثقة" بين طرفي المفاوضات كانت بدايتها مع وصول المبعوث ا...
- قائد الثورة يلوح بخيارات للرد على إفشال قوى العدوان لاتفاق السويد! المرصاد نت - متابعات لوح قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بخيارات للرد على إفشال قوى العدوان السعودي الأمريكي لاتفاق السويد وعودتهم للتصعيد العسكري ...
- محطة مارب الغازية تعود إلى نطاق الخدمة بعد تعرضها لإعتدائين متكررين . أكد نائب مدير محطة مأرب الغازية، محمد سبولان إعادة غازية مأرب إلى نطاق الخدمة، في وقت متأخر من مساء الأحد، بعد تعرضها لاعتداءين متكررين في وقت متأخر مساء السبت ...
- تسابق سعودي - إماراتي للسيطرة على الموانئ اليمنية المرصاد نت - عبد الله بن عامر الثلاثاء الماضي كان وفد عسكري إماراتي قد وصل إلى مديرية رضوم في محافظة شبوة شرقي البلاد وذلك في زيارة مفاجئة. الوفد المكون من ...
- صحيفة فرنسية :هادي فقد شرعيته باستدعاء العدوان السعودي على اليمن المرصاد نت - المراسل نت أعلنت منظمة الأمم المتحدة مؤخراً أنَ عدد المدنيين القتلى على إثر العدوان العسكري علي اليمن يكاد يتجاوز 10000 حالة وثمة جدل يدور منذ بض...
- الشيخ كريمة بفتوى من الأزهر: قتلى السعودية و الإمارات في اليمن بغاة و في النار المرصاد نت - متابعات قال الشيخ أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية في جامعة الأزهر الشريف إن قتلى السعودية والإمارات في اليمن ليسوا “شهداء” قولاً و...