بدء فعاليات إحياء الذكرى الـ7 للثورة في البحرين

المرصاد نت - متابعات

انطلقت المرحلة الاولى من فعاليات احياء الذكرى السابعة لانطلاق ثورة 14 فبراير الفين واحد عشر عبر الاحتجاجات والتظاهرات والاعتصامات.Albahrian2018.2.14


وخرجت المسيرات الشعبية في مناطق عدة دعما لدعوات العصيان المدني وتمهيدا للمشاركة في خطوات اخرى من الفعاليات وردد المشاركون في المسيرات شعارات تطالب باسقاط نظام ال خليفة والقصاص من قتلة الشهداء الذين بلغ عددهم 180 شهيدا.

كما دعوا الى الافراج عن اكثر من 11 الف معتقل وفي مقدمتهم قادة المعارضة واكدت تمسكها بمطالب الثورة حتى تحقيق المطالب المحقة والمشروعة وأفادت مصادر بحرينية بوقوع اشتباكات ومواجهات عنيفة بين المتظاهرين ومرتزقة نظام المنامة في الجولة الأولى لإحياء ذكرى ثورة 14 فبراير

وبمناسبة الذكرى السابعة لثورة 14 فبراير دعا علماء البحرين المواطنين للمشاركة الواسعة في الاحتجاجات على الدّيكتاتورية والظّلم والفساد وتجري الاستعدادات في البحرين لإحياء ذكرى ثورة ١٤ فبراير التي انطلقت في العام ٢٠١١م فيما أعلنت القوى الثورية عن الجهوزية لإطلاق الفعاليات الموحدة بالمناسبة وبينها تنظيم عصيان مدني جزئي في مناطق البلاد.

وشهدت البلدات والمناطق سلسلة من التظاهرات والاحتجاجات للتأكيد على إحياء الذكرى وتحدي قمع وتهديدات السلطات المتواصلة وبينها التصريحات الأخيرة لخليفة أحمد الخليفة القائد العام لما تُسمى قوة دفاع البحرين والتي أثارت سخرية المواطنين وأوساط سياسية معارضة.

وانطلقت مساء أمس تظاهرات حاشدة في عدة بلدات أعلن فيها المتظاهرون عن الاستعداد لاستقبال ذكرى الثورة السابعة، كما أكد المشاركون في التظاهرة التي رفعت شعار “باقون” على استمرار الموقف الشعبي في الدفاع عن الشيخ عيسى قاسم في ظل استمرار الحصار العسكري المفروض عليه في منزله ببلدة الدراز.

ومن الهتافات التي رفعها المتظاهرون: “يسقط حمد” “إلى الميدان الميدان.. مشيمع ويّانا بعد”، “أحكامهم لن تفيد” وأعلن المتظاهرون على الجهوزية للعصيان المدني الجزئي الذي أعلنته القوى الثورية بذكرى الثورة ورُفعت في التظاهرة الشعارات الثورية الغاضبة.

ثورة 14 فبراير: سبع عجاف أم سمان؟

سبع سنوات مرّت على ثورة 14 فبراير في البحرين اختلف زخم الثورة بين الفينة والأخرى إلا أنّ الثابتين الرئيسيين يتمثلان في سلمية وبقاء هذا الطوفان من جهة، واستمرار السياسة القمعية للنظام وتجاهل المطالب الشعبية من جهة أخرى.

الذكرى السابعة تحلّ وسط إصرار بحريني لا يقلّ بريقاً عن الذكرى الأولى. وفي حين أكّد أمين عام جمعية الوفاق المعتقل الشيخ علي سلمان أنّ شعب البحرين خطا خطوات كبيرة رغم القمع والتضييق والاعتقالات في طريق الوصول إلى مطالبه العادلة وفق زوجته السيدة عليا الرضي سلمان أصدر المكتب السياسي لتكتل المعارضة البحرينية بياناً أكد فيه أن ١٤ فبراير هو يومٌ لثورةٍ شعبيةٍ مستمرةٍ هدفها التحول -الديمقراطي الجذري والكامل وأن الذكرى السابعة لانطلاق ثورة ١٤ فبراير تطلُّ علينا بروحٍ من الاستمرار والاقتدار وتصاعد جذوة التحدي وتجذّر الأهداف بنفس طويل لمعركةٍ مستمرةٍ من اجل تحقيق الحرية للشعب البحريني .

الشعب حسم خياراته منذ اليوم الأوّل بالسير بمشروع وطني يكتنف خطاب سياسي جامع وأدوات سلميّة بيد أن النظام البحريني أيضاً حسم خياراته منذ اليوم الأوّل باستخدام شتّى الأساليب العنيفة التي أراد منها السير بمشروع الشعب نحو العسكرة إلاّ أن هدف النظام لم يتحقّق خلال السنوات السبع الماضية لا من خلال القمع ولا من خلال المراهنة على تعب الشعب.

ورغم أنّ الثورة حافظت على نهجها السلمي بخلاف كافّة التحركات الشعبية في المنطقة، إلا أن ذكراها يعدّ كابوساً حقيقياً للنظام الحاكم الذي شنّ حرباً ضروساً على الوجود الديني والهوية البحرينية بكافّة الأشكال الممكنة، بدءاً من أحكام الإعدام وإسقاط الجنسية وليس انتهاءً بالإبعاد وتجريم الشّعائر الدّينية فضلاً عن منعها.

تختلف النظرة إلى هذه السنوات السبع بين عجاف لم يحقّق فيها الشعب البحريني مطالبه المحقّة وفق كافّة الجمعيات الحقوقية الإقليمية والدوليّة، وبين سمان نجح أصحاب هذا الطوفان في الحفاظ على سلميته وتقديم مظلوميتهم للعالم.

المسألة متعدّدة الجوانب، وبالتالي فإن محاولة اختصارها بجانب واحد يغيّب جزءاً من الحقيقة، فإذا ما اقتصرت النظرة على المقايسة بين المطالب التي رُفعت في العام 2011، وما تحقّق منها حتى العام 2018 ستكون النتيجة غير مرضيّة لأبناء الثورة لاسيّما في ظل الشهداء الذين قضوا برصاص النظام الذي استعان بدرع الجزيرة في مواجهة شعب رفض كافّة الأشكال اللاسلمية رغم توفّرها لو أراد ذلك.

ولكن هذه النظرة المقطعية تعدّ مجافاةً لشعب البحرين الدؤوب الذي حافظ على النهج السلمي للثورة رغم كافّة المحاولات لتشويهها عبر مرتزقة النظام وفي حال قرأنا الواقع البحريني بين العامين 2011 و2018 نرى تحوّل نوعي قد حصل، ليس على الأرض بل في النفوس حيث أثمرت جهود السبع العجاف أو السمان كما يراها البعض أثمرت وعياً في نفوس البحرينيين حول واقعهم ومطالبهم المحقّة، إضافةً إلى فضح ممارسات النظام القمعيّة.

قدّم الشعب البحريني خلال السنوات السبع الماضية نموذجاً فريداً في "الثورات"، نموذجاً يستخدم سياسة التقدّم ببطء، دون دماء ودون تراجع عن المطالب رغم النهج الأمني للسلطة، الأمر الذي نزل ناراً وشنّاراً على آل خليفة. ورغم أنّ حكّام البحرين يعمدون منذ العام 2011 حتى يومنا إلى ذبح الشعب بالسيوف التي رقصوا بها مع الصهاينة تحت شعارات التسامح الديني، إلا أنّهم يتعرّضون هم للذبح البطيئ بقطنة "السلميّة".

إنّ سياسة الصبر والنفس الطويل الممتزجة بالسلميّة والتروّي وكذلك الالتزام بالمسار الذي رسمه اية الله الشيخ عسيى قاسم، أفقد النظام البحريني صوابه وجعله يتمسّك بأي حادث، أو يفتعله لتلويث صورة هذه الثورة. فالرهان على تعب الثوّار السلميين أتعب المراهنين قبل غيرهم، كونهم وجدوا أنفسهم يذبحون أنفسهم بصمت.

الشعب البحريني يعاني اليوم من أقصى درجات التّهديد عبر حرب ضروس تهدّد الوجود الدّيني والهوية البحرينية لأكبر شرائح البحرين وأكثرها أصالة. ولكن صبر وعزيمة هذا الشعب تؤكد سير هذه الجزيرة الخليجية نحو استرداد حقوقها المشروعة بما يكرّس نظام ديمقراطي يكون فيه الشعب مصدر السلطات، فلا يعدم الصبور الظفر وإن طال به الزمن.

نختم بنفس العبارة التي كتبناها قبل سنتين على هذه الزاوية: "شعب البحرين الصامد: إرادة لن تنكسر وعزم لا يلين" أو كما قال آية الله الشيخ عسيى قاسم: "إنَّ الطّوفان بدأ لا ليهدأ".

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية