المرصاد نت - متابعات
خرج الرئيس الأميركي حاملاً بيد حزمة أولى من العقوبات على إيران وباليد الأخرى دعوة إلى «تغيير السلوك» والتفاوض. وضْعُ إيران بين «الخيارين» ردّت عليه طهران برفض صريح لأسلوب الإدارة الأميركية في الضغوط. وعلى لسان رئيسهم حسم الإيرانيون خيارهم بالتعاون مع الصين وروسيا ورفض أي طاولة للحوار لا تحيط بها «أصول ومبادئ» التفاوض، وأوّلها التراجع عن العقوبات
لم يتأخر دونالد ترامب عن موعده لإعادة العقوبات على إيران. ما اختلف هو أن خطابه المترافق مع التوقيع على الحزمة الأولى من العقوبات جاء أدنى من المتوقع أو على الأقل مختلفاً عن خطابه العالي السقف وقت الانسحاب من الاتفاق النووي. ركّز الرئيس الأميركي أمس على «الانفتاح» على الحوار لصياغة اتفاق جديد مؤكداً بتصريحاته جدّية مقترحه حول اللقاء والتفاوض مع الإيرانيين قبل أيام.
في الوقت نفسه دعا ترامب النظام الإيراني إلى أن يختار: «إما أن يغيّر سلوكه المزعزع للاستقرار ويندمج مجدداً في الاقتصاد العالمي وإما أن يمضي قدماً في مسار من العزلة الاقتصادية». ومع تصريح ترامب بأنه «في وقت نواصل فيه ممارسة أكبر قدر من الضغط الاقتصادي على النظام الايراني أبقى منفتحاً على اتفاق أكثر شمولاً يلحظ مجمل أنشطته الضارة، بما فيها برنامجه البالستي ودعمه للإرهاب» فإنه يبقي بذلك على سياسة العصا والجزرة مُسلّطة على طهران مدفوعاً بتوقّع أن تشعر إيران بضرورة أن تُيمّم وجهها صوب البوابة الأميركية للاحتفاظ بأي مكاسب تتعلق بـ«الاعتراف» الدولي والنفوذ الإقليمي.
على المقلب الإيراني لم يتأخر الرد هناك كذلك ولم يكن جديداً حيث يتماسك النظام في طهران أمام موجة الضغوط الأميركية مُصرّاً على الصمود في وجهها. وبعيداً من «المبدئية» السياسية يرى الإيرانيون أن مواجهتهم الجديدة أفضل حالاً من سابقاتها حيث تخوض واشنطن جولتها المتجددة مُنفرِدة بينما الأقطاب الدولية الباقية ليست معنية هذه المرة بالانخراط في الإجراءات الأميركية.هذا ما حاول الرئيس الإيراني حسن روحاني التعبير عنه في خطاب متلفز وجّهه للشعب الإيراني حيث لفت إلى أن «الصين وروسيا أعلنتا وبكل صراحة أنهما ستقفان بوجه الضغوط الأميركية وأنهما عازمتان على الحفاظ على الاتفاقيات الموقّعة مع إيران».
وأشار الرئيس روحاني إلى أهمية العلاقات مع الدول الآسيوية الأخرى و«في نفس الوقت نتطلع إلى علاقات أوثق مع دول الاتحاد الأوروبي». وهي إشارة تستهدف حرمان واشنطن من فرصة الاستثمار في الضغط على الأوروبيين من جهة ومن جهة أخرى إشعار الأوروبيين بأن موسكو وبكين ستكونان الأكثر استفادة تجارياً من إيران في المرحلة المقبلة في إطار البدائل الجاهزة ما يشجّع على الصمود الأوروبي بوجه ضغوط واشنطن لعدم التفريط بالمصالح مع طهران. وشرح روحاني الموقف الأوروبي بأنه «جيّد من الناحية السياسية»، موضحاً أن المشكلة تكمن في شراكة الدول الأوروبية مع واشنطن والتي «تتعرّض لضغوط أميركا والعقوبات». وقال إن حكومته لا تزال تنتظر «الإجراءات العملية من الجانب الأوروبي».
أما الأهم في خطاب روحاني فكان تقديم الإجابة عن عرض التفاوض المُقدّم من ترامب واضعاً الشروط المطلوبة إيرانياً لأي عودة إلى طاولة الحوار تحت عنوان «أصول ومبادئ التفاوض». فرأى روحاني أن «لا معنى للتفاوض في ظل العقوبات»، مبدياً الاستعداد للجلوس إلى طاولة المفاوضات في حال قدمت واشنطن «اعتذاراً لإيران ودفعت تعويضات للشعب الإيراني بسبب تدخلاتها في شؤوننا الداخلية».
وشكّك الرئيس الإيراني في جدية عرض ترامب للتفاوض مرجّحاً أن تكون وراءه غايتان: «تشكيك الشعب الإيراني في قيادته ونظام بلده من خلال الحرب النفسية، أو تحقيق مكاسب انتخابية لحزبه في الانتخابات المقبلة للكونغرس الأميركي». وغمز روحاني من قناة الاتهامات الأميركية للدور الإقليمي لإيران مشدداً في محاولة لـ«سحب الذرائع» على أن بلاده ماضية في اجتثاث جذور الإرهاب في العراق وسوريا ومعتبراً أن «الأوضاع في المنطقة تسير نحو التحسن وإرساء أسس الأمن والاستقرار».
وشدد على أن طهران «طالما كانت داعية للحوار والتفاهم مع العالم، خصوصاً دول المنطقة ونحن على استعداد لإعادة العلاقات إلى نصابها مع اثنتين من الدول التي شهدت علاقاتنا معها بعض التوتر». وقلّل روحاني من خطر الإجراءات الحالية واضعاً «أساس الخطر» في إطار الجولة الثانية من العقوبات بعد ثلاثة أشهر حيث سيطال الحظر النفط والمصارف مشدداً على ضرورة الوحدة الداخلية لإنجاح سياسة الصمود أمام الضغوط والتدخلات الخارجية.
دولياً، لم يحظ الإعلان الأميركي عن دخول العقوبات حيّز التنفيذ بترحيب سوى من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مقابل «أسف» الاتحاد الأوروبي الذي أكد التزامه في بيان، بحماية الشركات الأوروبية «التي تجري نشاطات تجارية مشروعة مع إيران بموجب قوانين الاتحاد الأوروبي وقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة». وأوضح البيان أن قوانين حماية الشركات ستدخل حيّز التنفيذ ابتداءً من الثلاثاء.
المزيد في هذا القسم:
- موريتانيا : حليف الإمارات يعلن فوزه والمعارضة ترفض «النتائج المزوّرة» ! المرصاد نت - متابعات أعلن مرشح الحزب الحاكم في موريتانيا الجنرال المتقاعد محمد ولد الغزواني فوزه في الانتخابات الرئاسية الموريتانية التي أجريت أول من أمس لاخت...
- "قلق وخيبة أمل" إسرائيلية من تصرفات أميركا في سوريا المرصاد نت - متابعات قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن مستشار "الأمن القومي" مائير بن شابات سيزور البيت الأبيض بعد أسبوعين لإجراء محادثات على خلفية "الخيبة من ا...
- أبرز التطورات الميدانية والعسكرية في المشهد السوري! المرصاد نت - متابعات قالت وكالة الأنباء السورية "سانا" إن مجهولين هاجموا القاعدة الأميركية في حقل العمر النفطي بريف دير الزور الشرقي. وأضافت أن الهجوم جاء تزا...
- وفد من اهالي عرسال يزور حزب الله شاكراً جهوده في اطلاق المخطوفين زار وفدٌ من بلدة عرسال رئيسَ الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك، حيث شكرَ الحزبَ على دوره في انهاء ملف المخطوفين ....
- مصر : القمة العربية ـــ الأوروبية «إنشائيات» بلا حلول ! المرصاد نت - جلال خيرت قمة البحث عن حلول تنتهي بلا حلول. بهذا يمكن اختصار القمة العربية ـــ الأوروبية التي تُختتم اليوم في مدينة شرم الشيخ بعد فعاليات سيطرت ع...
- كيف تحول التطبيع مع "اسرائيل" من جريمة الى موقف حكومي في السودان؟! المرصاد نت - متابعات "تطبيع العلاقات مع إسرائيل يمثل خطا أحمر" كلام لطالما ردده وتغنى به الرئيس السوداني عمر البشير ولكن اليوم على مايبدو فان الحكومة السوداني...
- الأردن : خراب الشروط الدولية يبدأ.. إلغاء دعم وغلاء أسعار وزيادة ضرائب المرصاد نت - أسماء عواد مشهدُ منع التظاهر أمام رئاسة الوزراء في عمان ليس إلا تفصيلاً صغيراً أمام مأساة كبيرة ينتظرها الأردنيون. موجة غلاء ورفع أسعار...
- مرافعة «ترامبية» عن بن سلمان: بقاؤه يحفظ أمن إسرائيل ! المرصاد نت - متابعات بعيداً من حديث الصفقات والوظائف وأسعار النفط قدّم جيمس ماتيس ومايك بومبيو ما بدا أنها مرافعة عن محمد بن سلمان استندت إلى معيارَين رئيسَين...
- لجنة برلمانية بريطانية تطالب السعودية ودولا أخرى بالتوقف عن دعم “داعش” المرصاد نت - متابعات أكدت لجنة الشئون الخارجية في البرلمان البريطاني اليوم الثلاثاء أن عائلات حاكمة في دول الخليج تقف وراء تمويل ودعم تنظيم” داعش&...
- أزمة السعودية تعد مؤشراً على تغيّر السياسة الخارجية الأميركية؟ المرصاد نت - متابعات رأى الباحثان الإسرائيليان إلداد شافيت وآري هايشتاين في مقالة مشتركة لهما في موقع "ذا ناشيونال انترست" أن رد الولايات المتحدة الضعيف على ا...