المرصاد نت - متابعات
وسط توتر داخل منطقة «خفض التصعيد» وعلى بعض خطوط التماس تنطلق اجتماعات جولة جديدة من محادثات أستانا بحضور «مكتمل» وفق التصريحات الكازاخية. وبالتوازي يسجّل «مجلس سوريا الديموقراطية» اعتراضه على تغييبه عن المحادثات الرسمية عبر عقد مؤتمر مواز في مناطق سيطرة «التحالف الدولي»..
كرّس الاعتداء الذي استهدف أحياء في مدينة حلب بقذائف تحوي مواد كيميائية وما تبعه من غارات روسية على مواقع إطلاقها في محيط المدينة الجنوبي الغربي ارتباط مصير «اتفاق سوتشي» بالإرادة الروسية ــــ التركية المشتركة للحفاظ عليه بمعزل عن التصعيد الميداني. هذا الواقع اتضح منذ إعلان تركيا الانتهاء من سحب السلاح الثقيل خارج المنطقة المنزوعة السلاح وانقضاء مهل المرحلة الخاصة بسحب الجماعات الإرهابية من دون أي تغييرات تذكر على الأرض.
حينها خرجت موسكو لتؤكد أولوية «نوعية وجودة» التنفيذ على الالتزام بجدوله الزمني. ورغم تصريحات وزارة الدفاع الروسية (قبل هجوم حلب) عن ضرورة إعادة الزخم إلى مسار تنفيذ الاتفاق والحفاظ على ما تم تحقيقه لم يبرز ما يشير إلى أن التصعيد المحدود ضمن «المنطقة المنزوعة السلاح» المفترضة، قد يقوّض إطار الاتفاق. غير أن مجريات ما بعد الاعتداء في حلب أسهمت في التأكيد على أن روسيا لن تتخلى عن حقها في استهداف الفصائل التي تنتهك التهدئة المفروضة كما أنها لن تخلّ بتفاهماتها مع تركيا والتي أتاحت مسار محادثات أستانا التي تضرب موعداً جديداً، غداً.
وبعد تلميح الجانب التركي، قبل أيام، إلى ضرورة القيام بإجراءات إضافية لتأمين فتح الطريقين الرئيسين بين حلب وحماة، وحلب واللاذقية أمام حركة النقل والعبور أفادت أوساط معارضة بوجود تخوف من تحرك لـ«هيئة تحرير الشام» داخل منطقة «خفض التصعيد»، في محاولة لتأمين السيطرة على كامل نقاط طريق حماة ــــ حلب الدولي. ووفق تلك الأوساط، تخشى فصائل «الجبهة الوطنية للتحرير» من محاولة «تحرير الشام» السيطرة على مدينة معرّة النعمان ومحيطها، والتي تعدّ النقطة الأبرز على الطريق خارج نفوذ «تحرير الشام».
وفي حال صحّت تلك التقديرات، يحتمل أن تشهد المنطقة تصعيداً جديداً تقوده «تحرير الشام»، بهدف التحكم في كامل الطريق الدولي وبما يساعد أيضاً في تقريبها من الفصائل «الجهادية» الرافضة لـ«اتفاق سوتشي». وأتى ذلك فيما أعلنت «منظمة حظر الأسلحة الكيميائية» أن الحكومة السورية طلبت منها إرسال وفد إلى موقع سقوط القذائف الحاملة موادّ كيميائية، لتقصّي الحقائق. وأوضح الرئيس الجديد للمنظمة فرناندو أرياس أن المنظمة اتصلت بدائرة الأمن في الأمم المتحدة وذلك «لتقييم الوضع الأمني على الأرض من أجل احتمال إرسال بعثة تقصي حقائق إلى سوريا».
وفي موازاة التطورات الميدانية ينتظر أن تنطلق غداً ولمدة يومين اجتماعات جولة جديدة من محادثات أستانا. وأوضح وزير الخارجية الكازاخي خيرت عبد الرحمنوف أن كل المشاركين أكدوا حضورهم الجولة بما ذلك الجانبان الحكومي والمعارض والدول الضامنة والمراقبون والأمم المتحدة. غير أنه لفت إلى أن مستوى التمثيل الأممي لم يحدد بعد إذ لم يتم تأكيد حضور المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا تلك الاجتماعات حتى ليل أمس.
ولم يصدر أي تعليقات حول جدول الأعمال المتوقع لهذه الجولة الجديدة، فيما يتوقع أن يكون ملف إدلب أبرز ما سيناقش خلالها إلى جانب الملفات الدورية مثل تبادل المعتقلين والمختطفين. وفي تزامن لافت مع اجتماعات أستانا أعلن «مجلس سوريا الديموقراطية» الممثل السياسي لـ«قوات سوريا الديمقراطية» عن الإعداد لتنظيم «حوار سوري ــــ سوري» يشارك فيه ممثلون عن أحزاب وقوى سياسية في داخل سوريا وخارجها.
ولا يعتبر هذا المؤتمر الأول من نوعه إذ سبق أن استضافت مدينتا الطبقة وعين عيسى في ريف الرقة لقاءات تشاورية ومؤتمرات مماثلة غير أنها لم تتجاوز شكل الاجتماعات الاحتفالية من دون أن تنجح في استقطاب شرائح سياسية وازنة. ويوضح عضو «الهيئة الرئاسية» في المجلس حكمت حبيب أن «المؤتمر سيعقد في 28-29 الشهر الحالي بحضور شخصيات مستقلة وأحزاب سياسية مرخصة وشخصيات مقربة من الحكومة السورية» كاشفاً أن «المؤتمر يهدف إلى تشكيل منصة عريضة من المعارضة للتأسيس لمؤتمر وطني داخلي شامل للحل في البلاد». ويلفت حبيب إلى أنه «سيتم عرض تجربة الإدارة الذاتية، واللامركزية للمشاركين لإطلاعهم على النموذج المقترح للحل السياسي وفق رؤيتنا».
ويتساوق سعي «مسد» لخطب ودّ جهات سياسية بهدف التحالف معها وتكوين واجهة معارضة «داخلية» مع حديث عدد من مسؤوليه عن «عقم» المحادثات الخاصة بالتسوية السياسية في ظل غياب حضور من جانبه بصفته يمثل مناطق شرق الفرات. وكان لافتاً أن التصريحات الروسية المطالبة بتمثيل «متوازن» للقوى الكردية السورية في أي من المحادثات قد غابت خلال الفترة الماضية. وتقاطع ذلك مع تصريحات تركية تؤكد أن موسكو قاطعت «حزب الاتحاد الديموقراطي» على عكس الولايات المتحدة الأميركية.
المزيد في هذا القسم:
- ابن سلمان ونتنياهو: رحلتا التطبيع والعرش! المرصاد نت - أحمد عابدين تزامناً مع زيارة بنيامين نتنياهو لواشنطن للقاء الرئيس الأميركي، وصل محمد بن سلمان إلى القاهرة، يوم الأحد، مستهلاً أول جولة خارجية له ...
- هل يكون 2018 عام تحولات صادمة في الاقتصاد العالمي؟ المرصاد نت - فاطمة روماني يمرّ النظام العالمي بمرحلة انتقالية وحرجة في آن فالتطورات الدراماتيكيّة المتتالية التي تشهدها المنطقة لم تقتصر انعكاساتها وتداعياتها...
- نصف سكان لبنان... غير لبنانيين! المرصاد نت - متابعات بين أن يكون لبنان بلد هجرة أو أن يكون بلد الاستيطان الذي رفضه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون فرق كبير. لأن لبنان اليوم يتحول تدريجاً إلى...
- تجدد الاشتباكات في مخيم للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان المرصاد نت - متابعات أفاد مصدر أمني بخرق اتفاق وقف إطلاق النار في مخيم المية ومية للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان. وتجددت الاشتباكات بين حركة فتح وحركة "أنصار...
- لم يعد العرب يخشون إسرائيل والإرهاب المرصاد نت - متابعات إن سياسية التجديف التي مارستها أميركا وتمارسها على مربّعات الموت لا تقبل الرأي الحر ولا تؤمن بالرأي الآخر خارج أرضها. وما يحدث في البح...
- ترامب يتوعد بسجن هيلاري كلينتون والمخابرات الأمريكية قلقة من فوزه المرصاد نت - متابعات قال المرشح الرئاسي الأمريكي دونالد ترامب أمس الخميس إن منافسته المحتملة هيلاري كلينتون يجب أن تسجن بسبب استخدامها سيرفر بريد إلكتروني ...
- "ذي إنترسيبت": وثائق حصرية تكشف عن برامج أمريكية سريّة لشن حروب بالوكالة في 5 دول عربية المرصاد-متابعات نشر موقع "ذي إنترسيبت" تحقيقا حصريا عن برامج سرية للبنتاغون تحت مسمى "127 إي"، لشنّ حروب بالوكالة في مصر وتونس وليبيا وسوريا ولبنان وبلدان أخرى...
- 5 شهداء جلهم نساء واصابة 6 بانفجار مفخختين في بغداد المرصاد نت - متابعات استشهد 5 أشخاص وأصيب 6 آخرون في انفجار سيارتين مفخختين في منطقتين مختلفتين في بغداد. وأفاد مصدر في الشرطة العراقية بحسب "السومرية نيوز...
- الكونغرس يُجهّز الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل؟ المرصاد نت - بيروت حمود بعنوان «أفق جديد في علاقات إسرائيل والولايات المتحدة: من نقل السفارة إلى القدس حتى الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان&raqu...
- في ظل حملة نجله ضد الفساد .. كم يبلغ راتب الملك سلمان؟ المرصاد نت - متابعات كشفت معلومات سرّبها مصدر مقرب من الديوان الملكي السعودي للكاتب البريطاني المعروف "ديفيد هيرست" أن راتب الملك سلمان بن عبد العزيز الشهري ي...