المرصاد نت - متابعات
بعد محاولات متعددة لإنكار الوقائع الثابتة اضطر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الإعتراف بأن علاقات حكمه مع العدو الإسرائيلي "واسعة" وانه يحتاج اليها لمساعدته في مكافحة عصابات الارهاب المسلح بالشعار الإسلامي في سيناء، قرب "الحدود"!
ربما لهذا تحاول المخابرات المصرية "التنسيق" مع المخابرات السورية عبر تبادل الزيارات.. والمعلومات.
..وربما لهذا تجرأت دول الخليج العربي بعنوان "الإمارات" ومن قبلها البحرين ومن بعدها السعودية على ما تروج الأخبار على مباشرة التطبيع مع العدو الإسرائيلي.
تجاوزت الانظمة العربية بمجملها "القضية المقدسة" فلسطين وواقع احتلالها والقمع إلى حد القتل والاضطهاد العنصري للشعب الفلسطيني والاحتقار العلني للامة العربية جمعاء وطأطأت رأسها للاحتلال بذريعة انها قد عجزت عن مقاومته.. وهي التي لم تحاول مباشرة هذه المقاومة.
أعذار الإستسلام لقدرة التفوق الإسرائيلي جاهزة: مصر خرجت من ميدان الصراع باتفاقات كمب ديفيد المهينة والأردن السباق دائماً إلى الصلح أكمل مسيرة الإستسلام وأفتتح للعدو سفارة في عمان وأستقبل نتنياهو غير مرة وبالأحضان وعُمان البعيدة اقتربت منه بشخص سلطانها العجوز الذي أستقبله هاشاً باشاً وكاد يهديه خنجره.
..فأما الإعلام الرسمي المصري فلا يتعب من أتهام "الاسلاميين" بكل تفجير وأي تفجير يحصد الضحايا في بعض أنحاء بر مصر ولا سيما في الصعيد فضلاً عن سيناء.. ولم يحدث أن أعلن العدو الإسرائيلي انه قد "ساعد" الأمن المصري في كشف تلك العصابات..
كذلك فان عصابات الإرهابيين في سيناء لا تحتاج إلى المساعدة الإسرائيلية اذ أنها لم تعتبر ـ في الغالب الأعم ـ انها "مصرية مكتملة التكوين" ولا الدولة المصرية أعتبرتها بعض شعبها بل عاملتها دائماً على أن افرادها مجموعة من قطاع الطرق الذين باتوا الآن "أعداء الاسلام" و"عنصريين" و"معادين للسامية"!
تفرض هذه الوقائع بعض الاسئلة الساذجة، ومنها:
أما وأن القمة الاقتصادية العربية سوف تُعقد في بيروت خلال الأيام القليلة المقبلة فأين موقع مكتب مقاطعة العدو الإسرائيلي منها؟!
ماذا ستفعل القمة بالدول التي تتعاون اقتصادياً مع العدو الإسرائيلي كما تؤكد بعض الوقائع الثابتة ـ وبينها تأمين شيء من النفط إلى مصانعها وتأمين الكثير من الغاز الإسرائيلي إلى مصر التي تملك ـ الآن ـ فائضاً من الغاز هذا بغض النظر عن العلاقات الأردنية ـ الإسرائيلية؟
إن العدو الإسرائيلي يتحرش هذه الايام بلبنان وتعمل الجرافات الاسرائيلية عند "الحدود" تماماً وقد تخترقها أحياناً بذريعة كشف الانفاق التي حفرها مجاهدو "حزب الله" داخل الارض المحتلة لضرب الكيان المعادي في قلبه؟
فماذا عن هذا الخرق وهل ستبحثه القمة أم إنه شأن غير أقتصادي؟
… هذا مع تجاوز بعض الشكليات البروتوكولية ومنها:
أولاً: هل يوجه لبنان الرسمي دعوة إلى سوريا الشقيقة لحضور هذه القمة بينما الرئيس المكلف بتشكيل حكومته (الجديدة) يجاهر برفض الأعتراف بالنظام القائم في دمشق ويرفض زيارتها أو التعامل معها على أي مستوى.. في حين أن لرئيس الجمهورية وزيراً في حكومة سعد (المستقيلة والقائمة بعد) يقوم بزيارة أسبوعية لدمشق يلتقي خلالها كبار المسؤولين فيها..
..كما أن الرئيس الحريري سبق له أن زار دمشق قبل سنوات قليلة ونام في منزل الرئيس بشار الاسد!
ثانياً: أن الرئيس سعد الحرير "يهرب" من مصافحة السوري الموجود شرعاً في بيروت ويختفي وراء الحائط كلما اجبرته مناسبة بروتوكولية من السلام عليه؟!
ثالثاً: لقد أعادت الإمارات والبحرين فتح أبواب سفارتيهما في دمشق وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب نيابة عن القمم العربية، سياسية واقتصادية، أن السعودية ستقدم خمسة مليارات دولار لإعادة بناء سوريا..
فهل أن هذا الرئيس الخطير ينطق عن الهوى أم إنه يقصد ما يقول؟
وهل أستشار المملكة المذهبة في هذا الأمر الخطير أم إنه يمون.. بل ويأمر وهو صاحب القرار ومرجعه الأخير؟!
رابعاً: ثمة سؤال يفرض نفسه هنا مرة كما يفرض نفسه ألف مرة في اليوم:
من هم "العرب"؟ هل هم أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والدولة والمعالي هؤلاء الذي يتبارون بصورهم وهم يخطبون في جماهيرهم ويتحدثون إلى الصحافة عربية وأجنبية أم هم "الشعوب" التي لا تجد من يعبر عنها وينطق باسمها ويطالب بحقوقها في بلادها؟!
من أسف، أن اللقاءات الرسمية العربية على أي مستوى كان باتت مصدر خوف لجماهير هذه الأمة وليست مصدر تفاؤل أو اطمئنان..
أنها قمم للتنازل وليست للتحرير أو تعزيز الصمود أو توكيد وحدة المعركة ووحدة المصير بين الشركاء فيه..
وغالباً ما تنتهي القمة بشطب بعض فلسطين،
وذات يوم أستطاعت أمبراطورية قطر ـ بالتواطؤ مع بعض أصحاب الجلالة والفخامة ـ أن تطرد سوريا متن جامعة الدول العربية وهي من بين الدول الخمس المؤسسة لهذه الجامعة التي أعطاها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعض وهجه ذات يوم فاكتسبت قيمة مضافة أهلها لدور إستثنائي ذهب مع ذهابه..
…وحين عادت الجامعة العربية إلى القاهرة كان التلاقي أشبه بلقاء الغرباء وتفاقم النزول نحو الهاوية.
مع ذلك: تفاءلوا بالخير تجدوه.. وكل عام وأنتم بخير!
كتب : أ . طلال سلمان - صاحب جريدة "السفير" اللبنانية ورئيس تحريرها منذ آذار 1974 حتى آخر عدد من صدورها بتاريخ 4 كانون الثاني
المزيد في هذا القسم:
- أميركا بين الغباء الإسرائيلي والتحدّي الإيراني؟ المرصاد نت - متابعات يبدو الآن جلياً أن القدرة الإيرانية على التحرّك في الأحداث والعواصف السياسية جعلت من أميركا الأسوأ في المنطقة – وبالتالي - أخذت تخوّف "ال...
- الجزائر : الجيش ليس بعيداً عن الانتخابات... لكن ؟ المرصاد نت - محمد العيد رغم إجماع كثيرين على أن للجيش الجزائري يداً طويلة في المشهد السياسي اختلفت القراءات بشأن سلسلة من الإقالات لعسكريين كبار محسوبين على ع...
- بوتين : محاولات خلق عالم أحادي القطب فشلت المرصاد نت - متابعات قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الأحد إن محاولات خلق عالم أحادي القطب قد فشلت وإن وضع العالم يتغير. وأشار الرئيس الروسي إلى أن ...
- تقارب «الكوريتين» يستمر... برغم موقف واشنطن؟ المرصاد نت - متابعات يجد الرئيس الكوري الجنوبي نفسه في موقع دبلوماسي دقيق وربما «حرج» وذلك بعد العرض الكوري الشمالي له بزيارة بيونغ يانغ بعد ال...
- السودان : الحكومة تواصل استرضاء الأميركيين! المرصاد نت - متابعات لم تُطوَ بعد صفحة مبادرة رئيس مجلس «السيادة» في السودان عبد الفتاح البرهان إلى تطبيع العلاقات مع العدو الإسرائيلي ومن ثمّ تمرير الحكومة ا...
- بدء فعاليات إحياء الذكرى الـ7 للثورة في البحرين المرصاد نت - متابعات انطلقت المرحلة الاولى من فعاليات احياء الذكرى السابعة لانطلاق ثورة 14 فبراير الفين واحد عشر عبر الاحتجاجات والتظاهرات والاعتصامات. وخر...
- توجه خليجي لتأسيس ' اتحاد ' على انقاض ' مجلس التعاون ' لإقصاء عُمان المرصاد نت - رآي اليوم عندما يتعلق الامر بالجوانب الخليجية الاستراتيجية العليا فان العفوية في التصريحات لاجهزة الاعلام او اطلاق الآراء في القضايا السياسية الحس...
- كاراكاس تبدأ بالمُحاسبة: اعتقال نائب خوان غوايدو ! المرصاد نت - متابعات في أول خطوة من نوعها في سياق محاسبة الضالعين في الانقلاب الفاشل الذي نفذته المعارضة المدعومة أميركياً قبل حوالى عشرة أيام اعتقلت الاستخبا...
- النظام السعودي ومعاداة الحلفاء العرب: من المحيط إلى الخليج! المرصاد نت - متابعات لم تشهد السعودية عبر تاريخها تطرّفاً في العلاقة مع محيطها العربي كما هي عليه الآن ويمكننا أن نلاحظ بوضوح الحالة الغريبة التي وصلت إليها ا...
- مؤتمر الوحدة الإسلامية ينطلق بطهران.. الإرهاب وفلسطين أبرز محاوره المرصاد نت - متابعات بهدف التقريب بين المذاهب الإسلاميّة وبحضور 500 مفكر إسلامي وصلوا من 70 بلداً من مختلف دول العالم الإسلامي ويُمثلون مختلف المذاهب ال...