مادورو يقطع العلاقات مع واشنطن ويمهل دبلوماسييها 72 ساعة للمغادرة !

المرصاد نت - متابعات

أمهل الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الدبلوماسيين الأميركيين في كراكاس 72 ساعة لمغادرة البلاد. وأمام تظاهرة حاشدة لمؤيديه خارج القصر الرئاسي في كراكاس أعلن Madaoraa2019.1.24مادورو قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة بعد اعتراف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بزعيم المعارضة في فنزويلا خوان غويدو رئيسا مؤقتاً للبلاد.

وقال مادورو "أعلن أمام الشعب أنني كرئيس دستوري قررت قطع العلاقات الدبلوماسية والسياسية مع الحكومة الأميركية" مضيفاً "فنزويلا لديها الحق في حكم ذاتي سيادي وسأدافع عن حق الشعب في السلام أدعو المواطنين إلى تحقيق أقصى قدر من التفاهم". وتابع "لقد خضنا العديد من الاختبارات وأرجو أن نجتاز هذا الاختبار حتى تخرج فنزويلا منتصرة ولينتصر السلام والاستقرار وسيادة شعبنا".

وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو أكد أن الجيش يرفض إعلان غويدو نفسه رئيساً بالوكالة. وقال بادرينو إن "اليأس والتعصب يقوضان سلام الأمة" مؤكداً أن "الجيش لن يقبل برئيس فرض في ظل مصالح غامضة أو أعلن نفسه ذاتياً بشكل غير قانوني". كما شدد وزير الدفاع الفنزويلي على أن "الجيش الفنزويلي سيدافع عن دستور البلاد وهو ضامن للسيادة الوطنية".

سفير فنزويلا لدى روسيا قال من جهته إن واشنطن تريد الاستيلاء على نفط وذهب وثروات فنزويلا مؤكداً "سنفوّت الفرصة على الولايات المتحدة للتدخل عسكرياً في بلدنا". وأضاف "أمهلنا واشنطن 72 ساعة لإعادة النظر في سياستها قبل أن نطرد ديبلوماسييها".

زعيم المعارضة في فنزويلا خوان غويدو أعلن نفسه "رئيساً بالوكالة" وذلك أمام تجمع لأنصاره في العاصمة كراكاس. وقال غويدو إنه سيتولى صلاحيات السلطة التنفيذية الوطنية كرئيس لفنزويلا للتوصل إلى حكومة انتقالية وإجراء انتخابات حرة على حد تعبيره. وأضاف أنه "لا يمكن اعتبار رغبة الشعب في التغيير لاغية".

الرئيس الأميركي دونالد ترامب سارع إلى إعلان اعترافه بغويدو رئيساً بالوكالة" كما اعترفت منظمة الدول الأميركية بغويدو رئيساً. وقال ترامب إن "كل الخيارات مطروحة على الطاولة بشأن فنزويلا" واصفاً حكومة الرئيس مادورو بأنها "غير شرعية". وانضمت كولومبيا والبرازيل إلى الموقف الأميركي إضافة الى الأرجنتين وتشيلي وبارغواي.

وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قال إن "الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو لا يملك السلطة لقطع العلاقات مع الولايات المتحدة". وأكد بومبيو أن "واشنطن ستحافظ على العلاقات الدبلوماسية مع فنزويلا وستتعامل معها من خلال حكومة الرئيس المؤقت خوان غويدو" بحسب تعبيره.

نائب الرئيس الأميركي مايك بنس أمل أن يقبل الرئيس الفنزويلي مادورو بالانتقال السلمي للسلطة في بلاده. وقال بنس إن على مادورو القبول بالرئيس الجديد لفنزويلا"، على حد تعبيره. وتابع "نأمل أن يقبل مادورو الانتقال السلمي للسلطة في فنزويلا وبإرادة الشعب وبالرئيس الجديد خوان غوايدو".

الرئيس الفرنسي حيّا بدوره "شجاعة الفنزويليين الذين يتظاهرون دعماً لحريتهم" وفق تعبيره.

وفي السياق أبدت دول عدة وقوفها إلى جانب فنزويلا ودعمها لرئيسها الشرعي مادورو. فقد رأى الكرملين أن أي تدخل عسكري خارجي في أحداث فنزويلا "خطير جداً". وأعرب الكرملين عن دعمه للرئيس مادورو الشرعي لفنزويلا" مديناً في نفس الوقت "اغتصاب السلطة في البلاد".

في حين أكدت الخارجية الروسية قائلة إن "فنزويلا هي شريك استراتيجي ندعمه وسندعمه ونحذر الولايات المتحدة من أي تدخل عسكري في فنزويلا"، مشددة أن "أي تدخل عسكري في فنزويلا هو سيناريو كارثي".

وكررت تأكيدها وقوفها إلى جانب فنزويلا لحمايتها "سنقف إلى جانب فنزويلا لحماية سيادتها والدفاع عن مبدأ عدم التدخل في شؤون الآخرين" مع استمرار تعاونها الاقتصادي مع فنزويلا على مختلف الصعد.

الخارجية الروسية أسفت "لضلوع منظمة الدول الأميركية في زيادة الضغط على السلطة الشرعية في فنزويلا". وزير الخارجية سيرغي لافروف اعتبر أن اعتراف الولايات المتحدة والدول الغربية بالرئيس المزعوم يؤكد "تورط هذه الدول في خلق الفوضى في فنزويلا" مؤكداً وجود مؤشرات على تدخلات خارجية في فنزويلا "وهذه تطورات نترقبها بقلق".

أما رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشوف فقال بدوره إن "الولايات المتحدة تتدخل بشكل سافر في الشؤون الداخلية لفنزويلا". فيما اعتبر نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الروسي أندريه كليموف أن روسيا تؤكد شرعية رئاسة مادورو لفنزويلا.

من جهته رأى عضو البرلمان الروسي ألكسي بوشكوف أن "خطط الولايات المتحدة لتغيير الأنظمة في العالم أدت إلى الفوضى والانهيار"، محذّراً من أن "فنزويلا أصبحت ضحية جديدة لواشنطن".

الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل كتب في تغريدة له على تويتر أن "كوبا تدعم وتتضامن مع مادورو في مواجهة المحاولات الامبريالية لتشويه سمعة الثورة البوليفارية وزعزعة استقرارها.

بدورها أعلنت المكسيك تأييدها لمادورو كرئيس لفنزويلا. المتحدث باسم الحكومة المكسيكية أندريس مانويل لوبيز أوبرادور قال إن بلاده ستعترف بالسلطات المنتخبة، وفقاً للدستور الفنزويلي.

الأمين العام للأمم المتحدة دعا إلى الحوار في فنزويلا من أجل تجنب وقوع "كارثة".

الاتحاد الأوروبي دعا من جهته إلى الإنصات إلى صوت الشعب الفنزويلي، مطالباً بإجراء انتخابات حرة وذات صدقية.

وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيرني دعت إلى البدء فوراً بعملية سياسية تؤدي إلى انتخابات حرة وذات مصداقية، وفق النظام الدستوري.واعتبرت المسؤولة الأوروبية أن العنف واللجوء المفرط للقوة من قوات الأمن غير مقبولين تماماً ولا يحلان الأزمة.

المتحدث باسم الرئاسة التركية قال إن الرئيس رجب طيب إردوغان اتصل بنظيره الفنزويلي وقال له "قف صامداً فنحن نقف معك".

وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو وردّاً على الإعلان الأميركي بشأن الرئيس الفنزويلي قال "نرفض سياسة عزل الدول".

الخارجية الصينية عبّرت عن رفضها الإعلان الأميركي بحق الرئيس الفنزويلي معلنة دعمها لجهود الحكومة الفنزويلية من أجل الحفاظ على الاستقرار وسيادة البلاد واستقلالها، مؤكدة رفضها أي تدخل في الشؤون الداخلية لفنزويلا.

الخارجية الإيرانية رفضت التدخل الأميركي في شؤون فنزويلا الذي اعتبرته "غير مشروع".Medaoraa2019.1.24

وقالت الخارجية "نقف مع الدولة الفنزويلية وحكومتها ونعارض أي خطوة غير مشروعة وغير قانونية ضد شعبه".

بدورها دانت الخارجية السورية التدخل الأميركي في الشؤون الداخلية لفنزويلا. ونددت بأشد العبارات "التدخل السافر للإدارة الأميركية في شؤون جمهورية فنزويلا البوليفارية".

ورأت أن التدخل الأميركي "انتهاك فاضح للأعراف والقوانين الدولية كافة واعتداء صارخ على سيادة فنزويلا". كما رأت أنه "يجب قيام نظام يحترم سيادة واستقلال الدول وخياراتها الوطنية ويلجم النزعات العدوانية الأميركية". وأكدت "متضامنون بالكامل مع قيادة وشعب فنزويلا في الحفاظ على سيادة البلاد وإفشال المخططات العدوانية الأميركية".

الخارجية السورية أشارت إلى أن "الولايات المتحدة تعتمد سياسات تخريبية في مختلف بقاع العالم وهي وراء التوترات في عالمنا". ورأت أن "تجاهل واشنطن للشرعية الدولية يستوجب قيام نظام دولي جديد يعيد الاعتبار لهذه الشرعية".

وزارة الخارجية الفلسطينية دانت تدخل بعض الدول في الشؤون الداخلية لفنزويلا وبشكل مباشر من خلال دعم محاولة انقلاب ضد الرئيس المنتخب شرعياً مادورو. وأعربت الوزارة عن قلقها إزاء ما تشهده فنزويلا من أحداث. وجددت موقف فلسطين الداعي إلى احترام مبدأ سيادة الدول وأنظمتها الداخلية. الخارجية الفلسطينية أكدت تقديرها لمواقف المناصرة التي يقدمها الرئيس الشرعي مادورو للقضية الفلسطينية.

القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية دعت بدورها إلى وقفة تضامنية مع فنزويلا ورئيسها مادورو مساء اليوم الخميس في رام الله.

الحزب الشيوعي في لبنان دان التدخلات الأميركية في فنزويلا وأعلن تضامنه مع الرئيس مادورو. ورأى أن المحاولات الأميركية الحثيثة تهدف "لتقويض الأمن والاستقرار في فنزويلا عبر السعي بمختلف الوسائل لتغيير النظام المنتخب ديمقراطياً بتفويض شعبي لا غبار عليه".

واعتبر الحزب الشيوعي أن اعتراف الولايات المتحدة برئيس انتقالي لم يكن حتى منافساً لمادورو بعد دعمها لانقلاب عسكري فاشل منذ اشهر، هو "دعوة مفتوحة لتفجير حرب أهلية في البلاد من أجل تقويض النظام البوليفاري وإعادة إمساك السلطة فيها ونهب ثرواتها".

واشنطن ماضية في الانقلاب: فنزويلا تختار المواجهة

لا يبدو أن محاولة الانقلاب العسكري الأخيرة في فنزويلا كانت آخر حلقات الحرب الأميركية على الثورة البوليفارية. الساعات المقبلة مرشحة لمزيد من التطورات بعد أن دخل الاستقطاب الدولي الصراع المتفاقم مع الاعتراف بـ«شرعية» الانقلابيين وتهديد واشنطن بالتدخل العسكري ..

لا خيار سوى المواجهة في بلاد هوغو تشافيز. الثورة ومكتسباتها ومستقبلها واستقلال البلاد باتت كلها الآن أمام أقسى الاختبارات منذ زمن بعيد. أنصار الرئيس نيكولاس مادورو، وحكومته، أدركوا تماماً أن الخيارات تضيق، مع بلوغ التصعيد الأميركي حد اللاعودة وتحوله إلى ما يشبه العدوان بعد حصار اقتصادي منهك لم تفرضه الولايات المتحدة إلا لبلوغ يوم مماثل.

سريعاً منذ أمس بدأ جدول أعمال المواجهة يفرض نفسه مقابل الخطوات الانقلابية المتصاعدة بزعامة رئيس البرلمان خوان غوايدو الذي يمثل رأس حربة الانقلاب الأميركي. نفّذ مادورو تهديده بقطع العلاقات مع واشنطن إثر تبني الأخيرة إعلان غوايدو نفسه أمام تجمع لأنصاره رئيساً مؤقتاً للبلاد حتى «التوصل إلى حكومة انتقالية وإجراء انتخابات حرة» كما قال.

«أمام الشعب والأمة والعالم أُعلن باعتباري الرئيس الدستوري قطع العلاقات الدبلوماسية والسياسية مع الحكومة الأميركية الإمبريالية» ردّ الرئيس الثوري أمام حشد من أنصاره، معلناً صفحة جديدة من الصراع وممهلاً الدبلوماسيين الأميركيين 72 ساعة لمغادرة البلاد.

بالموازاة، نزل الفنزويليون إلى الشوارع في خطوة تشي بأن المعسكر اليساري يعي أهمية عدم ترك سلاح الشارع للدعوات التي أطلقها اليمين أمس عقب محاولة الانقلاب العسكري الاثنين الماضي. عشرات الآلاف من الطرفين احتلوا شوارع العاصمة كاراكاس في عرضٍ للقوة لم يخلُ من العنف إذ تناقلت وكالات الأنباء معلومات عن سقوط خمسة قتلى في نهار التظاهرات والليلة التي سبقته.

   وإزاء التغطية الأميركية الصريحة لأعمال الفوضى والتخريب والاستفزاز في بلد يهدّد فيه الانقسام العمودي بالانزلاق نحو حرب أهلية دامية كان لافتاً ورود أنباء عن إقدام محتجين في مدينة سان فيليكس (ولاية بوليفار) على إحراق تمثال لتشافيز، في تكرار مماثل لأحداث 2017.

إعلان مادورو والتظاهرات الحاشدة لأنصاره بدت إيذاناً بالمرحلة الجديدة التي تتقدم فيها مواجهة شاملة مع الانقلابيين، ومن خلفهم واشنطن، على حساب «التعايش» الهش الذي طال أكثر من عام، وجنوح نظام كاراكاس نحو التسوية والتهدئة. فالانتظار لم يعد في مصلحة النظام اليساري الذي يجد نفسه في مرمى مشروع الإدارة الأميركية وصقورها. مشروع يتحدث عنه صراحة مستشار الأمن القومي جون بولتون وأشار إليه نائب الرئيس مايك بنس الذي حدد سابقاً محور «الدول المارقة» الخمس: إيران وكوريا الشمالية وكوبا وفنزويلا ونيكاراغوا.

على الجبهة المقابلة تعلو التهديدات الأميركية التي تواكب الانقلاب الذي ينفذه غوايدو ووصلت إلى حد قول الرئيس الأميركي دونالد ترامب، للصحافيين في البيت الأبيض أمس إن «كل الخيارات على الطاولة»، بعد أن أعلن اعترافه بغوايدو رئيساً واعتباره حكومة مادورو «غير شرعية». وفي تفسير لـ«الخيارات» الأميركية ضد كاراكاس، لم يستبعد مسؤول في الإدارة التدخل العسكري «إذا اختار مادورو وزمرته الرد بعنف»، كما نقلت وكالة «فرانس برس».

يذكر أن إعلان ترامب تضمن دعوة للدول الغربية إلى الانضمام إلى خطوته وتهديداً بأن إدارته ستستخدم «إمكانات قوتها الاقتصادية والديبلوماسية كافة من أجل استعادة الديمقراطية في فنزويلا». ديموقراطية يبدو أنها لا تشمل أصوات من اقترع قبل أيام لدورة أخرى لمادورو بل تقتصر على «الجمعية الوطنية» (البرلمان) المسيطر عليها اليمين الليبرالي وتعدّ شرعيتها محط جدل دستوري واسع فضلاً عن أن الدستور الفنزويلي لا يمنحها صلاحية إلغاء أصوات المقترعين للرئيس.

الحدث الفنزويلي منذ تطورات أمس وفضلاً عن كونه محطّ استقطاب في القارة اللاتينية التي تشهد تراجعاً للقوى اليسارية في الحكم بلغ ذروته مع انتصار اليمين المتطرف في البرازيل، بات موضوع انقسام دولي بعد الاعتراف الأميركي بالانقلابيين.

لكن الدعوة الأميركية التي رفضتها المكسيك عبر التمسك بالاعتراف بمادورو وكذلك الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي اختار إجراء اتصال تضامني مع مادورو لم تلق تجاوباً حتى ليل أمس من كل الدول الغربية. وقد انضمت دول في الأميركتين إلى إعلان ترامب هي كندا وتشيلي وبيرو وكولومبيا والأرجنتين والبرازيل والباراغواي إلا أن الأصعب على مادورو هو «غدر» الإكوادور برئاسة لينين مورينو المنقلب على يساريته.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية