المرصاد نت - محمد العيد
للمرة الثانية في خلال أسبوع تظاهر المئات في العاصمة الجزائرية أمس تنديداً بترشّح عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة فيما انتفض مواطنون في جنوب البلاد ضدّ مدير الحملة الانتخابية للرئيس ودعوه إلى الرحيل في تصاعد لافت للحراك الشعبي..
ويوماً بعد يوم تكبر كرة الثلج في الجزائر بعدما كسر الجزائريون حاجز الخوف القائم منذ سنوات العشرية السوداء وأصبحوا يخرجون إلى الشوارع رافعين مطالب سياسية وصلت ذروتها بمناهضة مشروع إبقاء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في الحكم وإسقاط صوره من على المباني، ودعوته علناً إلى الرحيل.
وبعد يومين من مسيرة شارك فيها الآلاف عاد الجزائريون أمس إلى الساحات وتحديداً ساحة موريس أودان الشهيرة في قلب العاصمة للتظاهر ليس بالطريقة العفوية التي ميّزت حراك يوم الجمعة الماضي، ولكن استجابة لحركة «مواطنة» المعارضة التي سبق لها التهديد بالنزول إلى الشارع في حال ترشّح الرئيس.
جمعت الحركة السياسية المئات من المواطنين الذين هتفوا بشعارات ضدّ بوتفليقة واستمراره في الحكم فدوّت صيحات «جمهورية وليست مملكة» و«هذا الشعب لا يريد بوتفليقة والسعيد»، في إشارة إلى شقيقه المتّهم بتسيير البلاد من وراء الستار بالإضافة إلى شعارات «20 سنة بركات (كفاية)» المقصود بها عمر النظام القائم. لكن قوات الشرطة، التي انتشرت بكثافة في العاصمة أمس قابلت التظاهرة بالقمع والاعتقالات إذ تعرّض كلّ من جيلالي سفيان وزبيدة عسول الوجهين البارزين في حركة «مواطنة» للاعتقال شأنهما في ذلك شأن الكثير من مناضلي حزب «جيل جديد» و«الاتحاد من أجل الرقي» المعروفين بمعارضتهما الراديكالية للنظام. وعلى عكس تظاهرات الجمعة الفائت استخدمت قوات النظام القنابل المسيلة للدموع بكثافة لتفريق الجموع ومنعها من التواصل والتحول إلى قوة لا يمكن ضبطها.
لا شك في أن السلطة لجأت إلى أسلوب القمع خشية من تحول الحراك الشعبي إلى حراك سياسي مؤطّر تقوده رموز في المعارضة وهو ما سيجعل السلطة حينئذٍ مضطرة إلى التفاوض مع المعارضة لتسيير هذه الفترة الحرجة وبالتالي تقديم تنازلات مؤلمة. مع ذلك يرى متابعون أن السلطة لا تزال تعتمد حتى الآن أسلوباً مهادناً مع الحراك الشعبي يذهب أحياناً إلى حدّ الإعجاب بالطريقة السلمية الحضارية التي خرج بها لكن مع تحريف تام لمضمونه الذي يُسوَّق حالياً على أنه دعوة إلى الإصلاح السياسي من دون التطرّق بتاتاً إلى مطلب رحيل بوتفليقة وعائلته من الحكم.
في الجانب المقابل حاول أنصار الرئيس القيام بهجوم مضاد لكن حركتهم تبقى محدودة الأثر حتى الآن. ونزل الوزير الأول السابق عبد المالك سلال وهو مدير حملة الرئيس بوتفليقة، والأمين العام لـ«الاتحاد العام للعمال الجزائريين» عبد المجيد سيدي السعيد وهو من أكبر داعمي الرئيس أيضاً إلى مدينة حاسي مسعود البترولية جنوب البلاد من أجل حشد المواطنين دعماً لبوتفليقة. والتجأ سيدي السعيد في خطابه إلى العمال في ذكرى تأميم الشركات النفطية إلى الأسلوب التقليدي للسلطة والذي يُحذر المواطنين من الخروج إلى الشارع والتظاهر خوفاً من العودة إلى سنوات التسعينيات التي عصف فيها الإرهاب بالجزائر.
لكن هذه الاستراتيجية التي استخدمتها السلطة في الجزائر لتجنّب موجة ما سمّي «الربيع العربي» يبدو أنها أصبحت غير قادرة على إقناع المواطنين بدليل أن مواطني الجنوب قابلوا ممثلي بوتفليقة بهتافات الاستهجان، وطالبوهم بالرحيل.
يسود قلق كبير لدى أنصار الرئيس من مآلات هذا الحراك الشعبي خاصة مع الحديث عن إمكانية سحب بوتفليقة ترشحّه في الأيام المقبلة. أحد السيناريوات المطروحة يشير إلى أن الرئيس، الموجود حالياً في جنيف السويسرية لإجراء فحوصاته الدورية المعتادة يمكنه أن يستغل هذه الرحلة ليُعلن أنه أصبح غير قادر صحياً على الاستمرار.
وينتظر أن يكون الجمعة المقبل حاسماً في تحديد مصير ترشّح الرئيس، نظراً إلى أن التظاهرة المتوقّعة فيها ستسبق، بـ48 ساعة فقط التاريخ النهائي لإيداع ملف الترشّح رسمياً لدى المجلس الدستوري في البلاد. وحتى الآن لم يصدر أي رد فعل من المؤسسة العسكرية على هذا الحراك الشعبي وهو ما يزيد حالة التوتر والقلق لدى أنصار الرئيس.
المزيد في هذا القسم:
- تركيا : تشكيل حكومةِ جديدة برئاسة بن علي يلدريم المرصاد نت - متابعات وافق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الثلاثاء على تشكيلة الحكومة الجديدة برئاسة بن علي يلدريم الذي حل محل أحمد داود أوغلو في منصب ...
- أبرز التطورات الميدانية والعسكرية في المشهد السوري! المرصاد نت - متابعات لا تتوقف الخروقات في محيط بلدة تمر في ريف الحسكة الشمالي الغربي والطريق الدولي المحاذي، على رغم كلّ ما يحكى عن الاتفاق بين روسيا وتركيا ح...
- انتفاضة القدس وعجز الاحتلال عن تغيير المعادلة المرصاد نت - متابعات يوم آخر من دموية الاحتلال الإسرائيلي.. إذ يطلق جنودُه الرصاص على فَلسطيني.. قُرب مدينة نابلس في الضفة الغربية.. فيضاف إلى قائمة الشهداء. ...
- هدنة هشّة في غزة: المقاومة متأهّبة لأيّ إخلال! المرصاد نت - متابعات على رغم سريان التهدئة في قطاع غزة بعد موافقة العدو الإسرائيلي على شروط حركة «الجهاد الإسلامي» فجر أمس فإن حالة من الحذر تسود الجانبين إذ ...
- النظام البحريني يقتحم منزل آية الله قاسم والبحرينيون العزل يتصدون للمدرعات المرصاد نت - متابعات هاجمت قوات النظام البحريني المعتصمين في الدراز بالغارزات السامة ورصاص الشوزن كما نشرت ميليشيات مدنية مقنعة مدججة بالسلاح قرب منزل الشيخ ع...
- بعد جيبوتي... الصومال «تنتفض» على الإماراتيين المرصاد نت - متابعات لم تكد «شركة موانئ دبي» تستوعب «الصدمة» التي ولدها إعلان جيبوتي سحب الامتياز الممنوح للشركة لتشغيل محطة دوراليه ح...
- أجهزة الأمن العام اللبنانية توقف عميلا للعدو الإسرائيلي المرصاد نت - متابعات أوقفت أجهزة الأمن العام اللبنانية المدعو يوسف رياض فخر بجرم التعامل مع العدو الإسرائيلي وتجنيد عملاء له وإتمام صفقات أسلحة لما يسمى &ldqu...
- تصعيد أميركي يسبق التوقيع: اتفاق التجارة لا يوقف الحرب! المرصاد نت - متابعات تتّجه الصين والولايات المتحدة إلى التوقيع على المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري بينهما وسط إجراءات أميركية من شأنها توتير أجواء الهدنة ال...
- ترامب يزور السعودية و"إسرائيل" خلال الشهر المقبل المرصاد نت - متابعات كشفت مصادر مسؤولة الأربعاء أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدرس زيارة رئاسية إلى السعودية والكيان الإسرائيلي في مايو/ آيار المقبل. ...
- الجيش العربي السوري يسيطر على معظم منطقة المعامل في مدينة حلب المرصاد نت - متابعات سيطر الجيش العربي السوري اليوم الثلاثاء على معظم منطقة المعامل في مدينة حلب فيما تتواصل الاشتباكات بين الجيش وفصائل المعارضة المسلحة بوتا...