المرصاد نت - متابعات
تعهّد الرئيس السودانيّ عمر حسن البشير بأن تشهد الأيام المقبلة العديد من الإجراءات لتعزيز الحوار الوطنيّ وفي كلمة له أمام البرلمان أمس الإثنين أعلن البشير عن حوار شامل قريباً، داعياً كلّ القوى السياسية إلى الانضمام إليه في أعقاب الاحتجاجات الشعبيّة وكانت قد تجدّدت التظاهرات في عدد من أحياء العاصمة السودانية الخرطوم.
من جهته قال حزب المؤتمر السودانيّ المعارض إن الآلاف شاركوا في تظاهرات في السوق المركزي أكبر أسواق الخرطوم وأحياء "البوستة" و"الشهداء" غرب العاصمة.
فيما تجمّع سودانيون في وسط أمّ درمان رافعين شعارات من ضمنها "جيش واحد شعب واحد" وذكر شهود أن قوات الشرطة أطلقت الغاز المسيّل للدموع لتفريق المتظاهرين.
إلى ذلك أصدر البشير أمس مرسومين جمهوريين بتعيين 3 وزراء و4 وزراء دولة. وتضمّن المرسوم الأول تعيين الفريق أول صديق محمد عامر وزيراً لديوان الحكم الاتحادي وروضة الحاج وزيرة للثقافة والسياحة والآثار وأبو هريرة حسين وزيراً للشباب والرياضة. أما المرسوم الثاني فنصّ على تعيين معاوية عثمان خالد وزير دولة في وزارة الخارجية وعلي عمر الشريف وزير دولة في وزارة العدل. ولم تتضح أسباب هذه التعيينات الجديدة إلا أن وسائل إعلام سودانية تحدثت عن اعتذار عدد من الوزراء الذين تمّ اختيارهم في التشكيلة الوزارية الأخيرة المعلَن عنها في 13 آذار/ مارس الماضي والتي ضمّت 21 وزيراً 9 منهم من الحكومة السابقة.
وترافق إصدار المرسومين مع أول خطاب للبشير أمام البرلمان منذ إعلانه حال الطوارئ في 22 شباط/ فبراير الفائت. وجدّد البشير في خطابه دعوته «القوى السياسية الرافضة للحوار الوطني إلى الانخراط فيه» مكرراً «التزامنا بالوقف الدائم لإطلاق النار والذي يعكس استعدادنا للحوار من أجل السلام». ووصف مطالب المتظاهرين المناهضين لحكمه بـ«المشروعة» لافتاً إلى أن «الأزمة الاقتصادية أثرت على قطاعات واسعة من شعبنا وجعلت بعضهم يخرج إلى الشارع» مستدركاً بأن «بعض هذه التجمعات لم يتبع الإجراءات القانونية كما أن بعضها نحا نحو تخريب الممتلكات». واتهم قوى سياسية لم يسمّها بـ«السعي إلى استغلال التظاهرات ونشر دعوات الكراهية» في المجتمع.
وفي تعليقه على خطاب البشير رأى القيادي في «حزب المؤتمر الشعبي المعارض» البرلماني كمال عمر أن الرئيس «لم يخاطب الأزمة كما لم يقدم شيئاً للواقع السياسي والاقتصادي في السودان بل عرض لحيثيات ومبررات الثورة التي انطلقت منذ أكثر من ثلاثة أشهر». ورأى عمر أن خطاب البشير خلال افتتاح دورة الانعقاد التاسع في البرلمان «عبارة عن تكرار لخطابات سابقة» متحدثاً عن «حالة إحباط سادت وسط البرلمانيين من مستوى الخطاب السياسي والدستوري». وأشار إلى أن «الخطاب جاء في وقت يعاني فيه السودان من طوارئ أدت إلى انعدام الحريات وتعليق وثيقة الحقوق، وارتفاع جنوني في الأسعار» مختتماً حديثه بالقول إنه «لن يكون هناك جديد في ظل الحكومة الحالية، واستمرار البشير في سدّة الحكم».
من جهته اعتبر رئيس «كتلة التغيير» في البرلمان أبو القاسم برطم أن الخطاب «لم يحتوِ تدابير لحل الأزمة السياسية والاقتصادية في السودان» مضيفاً أن «ما ورد فيه معلوم ومتفق عليه» مطالباً البشير بـ«مزيد من الجدية اتجاه قضايا العدالة وإصلاح الخدمة المدنية ومحاربة الفساد والتمكين». وأشار القيادي في «منبر الشرق» عضو البرلمان فيصل يسن، بدوره إلى أن «خطاب البشير جاء متطابقاً مع خطابه الأخير في القصر الجمهوري وخطاب الدورة الثامنة بتأكيده محاربة الفساد ومخاطبة قضايا الشباب وإصلاح مؤسسات الدولة» داعياً إلى «تطبيق ما ورد في الخطاب على أرض الواقع».
ورأى يسن في حديث رئيس البرلمان إبراهيم أحمد عمر «رسائل إلى القوى السياسية والرئيس ستكشف عن مفاعيلها الأيام القادمة» معتبراً أن «حديث عمر يدل على احتمالية تفاقم الصراع بين الرئيس والمؤتمر الوطني في المرحلة المقبلة» متسائلاً: «هل سيجيز المؤتمر الوطني خطابات الرئيس كما كان يفعل سابقاً أم ستكون سياساته مستقلة عن الدولة، وسيستخدم الأغلبية الميكانيكية لعدم تمرير سياسات الجهاز التنفيذي». وتوقع يسن أن «يؤدي وقوف البشير على مسافة واحدة من الأحزاب إلى تعطيل الحركة بين السلطات الثلاث، التنفيذية والتشريعية والقضائية».
من جانبه أوضح المحلل السياسي حسن الساعوري أن «خطابات الدورات الافتتاحية عادة ما تكون عبارة عن توجيهات عامة يترك الرئيس فيها التفاصيل لرئيس الوزراء، لذلك لا نستطيع القول إن هذا الخطاب مختلف عن خطاباته السابقة» مضيفاً أن «الخطاب ركز على الحوار مع المعارضين والمحتجين إلى جانب السلام، وهذه قضايا مهمة».
المزيد في هذا القسم:
- واشنطن خارج الاتفاق النووي: العودة إلى العقوبات المرصاد نت - متابعات وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء أمس قرار انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية النووية التي وُقّعت عام 2015 بين طهران والدول الستّ ...
- انتخابات تركيا: أربعة ضد واحد .. سنسطّر التاريخ المرصاد نت - حسني محلي أعلن «حزب الشعب الجمهوري» أكبر تشكيل للمعارضة في تركيا يوم أمس أن النائب البارز محرم اينجه المعروف بمواقفه الحماسية وخطبه ا...
- بوتين يفتتح أطول جسرا يربط روسيا بشبه جزيرة القرم. المرصاد نت - متابعات بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين افتتحت موسكو أمس جسراً جديداً يربط روسيا بشبه جزيرة القرم. عدا عن ضخامة حجمه يحمل هذا الجسر رمزية سياس...
- الاستيطان والنفاق الاميركي حيال تل ابيب المرصاد نت - متابعات أثار قرار حكومة الاحتلال اسرائيلية المصادقة على اقامة ثلاثمئة وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية عاصفة من ردود الفعل الفلسطينية وخا...
- قرار حظر الحجاب: أوروبا تشرعن الإسلاموفوبيا! المرصاد نت - متابعات منحت محكمة العدل الأوروبية أول أمس الثلاثاء (14 مارس/ آذار 2017) الحق للمؤسسات بأن تحظر ضمن قانونها الداخلي الرموز الدينية في خطوة قد تحد...
- إعلان حرب مفتوحة بين ترامب والإعلام الأمريكي المرصاد نت - متابعات في خطوة تصعيدية جديدة لاأحد يستطيع أن يتنبأ بإنعكاساتها على الداخل الأمريكي، منع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دخول أبرز وسائل الإعلام الأ...
- «فتح» ترضخ للسعودية: إيران تدفع لـ«حماس» كي تخرِّب المصالحة المرصاد نت - متابعات بينما كانت «حماس» تقدِّم جردة حساب تشرح فيها موقفها من عرقلة المصالحة التي تتهم بها السلطة مبدية ارتياحاً للدور المصري الراعي...
- فرنسا: هجوم عشوائي يتبناه داعش وباريس تدفع الثمن بالدم المرصاد نت - متابعات هجوم جديد في باريس يحمل بصمات تنظيم «داعش» نفّذه فرنسي شيشاني ليل أمس قَتَل على إثره شخصاً وأصاب أربعة آخرين بجروج قبل أن تقت...
- حرب حفتر على «الإسلاميين»: ميليشيات طرابلس رأس حربة «الوفاق» ! المرصاد نت - متابعات عام 1911م وفوق مجموعة من المزارع الصغيرة في طرابلس انحنى طيار إيطالي يدعى جوليو غافوتي خارج طائرته، وألقى قنبلة صغيرة فوق جنود أتراك. كان...
- بين فلاديمير بوتين ومعارضيه: أشباح التسعينيات... وأوكرانيا المرصاد نت - وسام متى يثير الانتصار المحسوم لفلاديمير بوتين في انتخابات الرئاسة الأحد المقبل نقاشاً متجدّداً في روسيا وخارجها بشأن أزمة المعارضة الروسية العاج...