الجيش يواصل عملياته العسكرية ويفتح ممرّ آمن للمدنيين في ريف حماة!

المرصاد نت - متابعات

وصلت وحدات الجيش العربي السوري صباح اليوم الجمعة إلى محيط النقطة التركية بعد سيطرتها على كامل الجيب المحاصر وهروب المسلحين منها قبل سيطرة الجيش على تل ترعي جنوب Syria Armuuuuuy2019.8.23شرق إدلب. ودخلت وحدات الجيش فجر اليوم إلى بلدات كفرزيتا واللطامنة ولطمين ولحايا والمزارع والتلال المحيطة بها ومن ثم إلى مدينة مورك بالتزامن مع دخول وحدات الهندسة التي بدأت بتفكيك الألغام التي زرعها المسلحون قبل فرارهم.

وقالت تنسيقيات المسلحين إن الفصائل تمكّنت من الفرار قبل سيطرة الجيش السوري على تل ترعي جنوب شرق إدلب وإطباقه الحصار على ريف حماة الشمالي. وأفادت مصادر ميدانية بأن الفصائل هربت وتركت سلاحها خلفها في حين تقول مصادر اخرى أن بعض الفصائل مازالت تتواجد داخل النقطة التركية وتقوم ببث مقاطع مصورة خلال تواجد الجيش السوري في محيط النقطة.

ومازال مصير النقطة التركية التاسعة مجهولاً بعد سيطرة الجيش السوري على مدينة مورك وانقطاع كافة طرق الإمداد عنها، في حين صرح المتحدث باسم الخارجية التركية بقاء نقطة المراقبة التركية الـ9 في مورك رغم سقوط خان شيخون بيد الجيش السوري.

إلى ذلك فتح الجيش العربي السوري أمس ممرّاً آمناً أمام الراغبين في مغادرة مدن وبلدات جيب ريف حماة الشمالي الذي حوصر أخيراً، بعد السيطرة على مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، وإحكام الطوق حول ريف حماة. ويهدف فتح المعبر إلى منح فرصة للمدنيين للخروج من المنطقة التي باتت محاصرة ويمكن أن تشهد عمليات عسكرية جديدة في حال عدم التوصل إلى اتفاق أو تسوية لترحيل المسلحين أو تسوية أوضاعهم. كما تؤشّر الخطوة إلى تجميد العمليات العسكرية مؤقتاً، إفساحاً في المجال أمام المدنيين للمغادرة نحو صوران التي تقع في نطاق سيطرة الجيش في ريف حماة الشمالي. وقال رئيس «هيئة المصالحة الوطنية» علي حيدر إن «إخراج المدنيين سيساعد القوات على اتخاذ إجراءات عسكرية وأمنية في المنطقة» بينما اعتبر المتحدث باسم «الجبهة الوطنية للتحرير» (أحد الفصائل المسلحة في إدلب) ناجي مصطفى في تصريح إلى وكالة «رويترز» أن «إعلان فتح ممر للراغبين بالخروج الغرض منه التأثير على المعنويات».

وبالتزامن مع الإجراء السوري تستمرّ أنقرة في محاولاتها استحداث نقاط مراقبة جديدة لإعاقة تقدم الجيش. إذ رُصد يوم أمس دخول رتلين عسكريين تركيين بشكل متزامن اﻷول نحو نقطة المراقبة في قرية شير مغار في ريف حماة الشمالي الغربي، والثاني باتجاه ريف إدلب الجنوبي، بينما سيّر الجيش التركي دورية من نقطة المراقبة التركية في قرية تل الطوقان في ريف إدلب الجنوبي الشرقي إلى بلدة معرحطاط جنوبي معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي موقع تمركز الرتل التركي الذي دخل أخيراً وتوقف إثر تعرض نقطة التقائه بالمسلحين لغارة جوية سورية قبل أن يبدأ برفع سواتر وإنشاء تحصينات، في ما يوحي بأنه سيقيم نقطة مراقبة جديدة في البلدة. وفي الصرمان قرب مدينة معرة النعمان جنوبي إدلب استهدفت طائرات حربية سورية محيط نقطة المراقبة التركية الثامنة، في وقت جدد فيه المتحدث باسم الخارجية التركية، حامي أقصوي قوله إن «تركيا ستحافظ على وجودها في نقطة المراقبة التاسعة (مورك)».

في المقابل علّقت موسكو على استعادة الجيش العربي السوري السيطرة على مدينة خان شيخون بالقول إن «روسيا ترحب بسيطرة الجيش السوري على خان شيخون، وتعتبرها انتصاراً على الإرهاب». وأشار المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف إلى أن «الحديث دار منذ البداية عن أن الحرب ضد الإرهاب والقتال ضد الجماعات الإرهابية ستتواصل في كل المناطق ولا سيما القتال ضد الإرهابيين الذين يستمرون في هجماتهم ضد القوات المسلحة السورية وأيضاً الهجمات ضد القاعدة الروسية في حميميم لذلك لا يسعنا سوى الترحيب بمثل هذه الانتصارات المحلية على هذه الجماعات».Tuorkiya201918876army

من جهتها ذكرت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن روسيا «مستمرة في التعاون مع تركيا بشأن الوضع في إدلب». واعتبرت زاخاروفا خلال مؤتمر صحافي أن «من المهم الالتزام الصارم بجميع الاتفاقات المتعلّقة بإدلب والتي تهدف إلى مواصلة محاربة الإرهابيين وضمان سلامة المدنيين». وأضافت: «في هذا السياق، سنواصل التفاعل مع تركيا في إطار مذكرة سوتشي المؤرخة في 17 أيلول 2018».

على خط مواز تناقلت تنسيقيات المسلحين أنباء تُفيد عن بدء «قوات سوريا الديموقراطية» مساء أول من أمس إزالة نقاط المراقبة على الحدود التركية ــــ السورية بالقرب من بلدة سلوك في ريف الرقة الشمالي تمهيداً لانسحابها من البلدة. كما تحدث ناشطون محلّيون عن أن رتلاً عسكرياً تابعاً لـ«قسد» انسحب مساء أمس من مدينة تل أبيض على الحدود السورية ــــ التركية في الريف نفسه. وبالتزامن مع ذلك سيّرت القوات الأميركية عدداً من الدوريات العسكرية على طول الشريط الحدودي بالقرب من مدينة رأس العين في ريف الحسكة الشمالي الغربي بعد انسحاب «قسد» منها.

أين تركيا بعد خان شيخون؟
المحاولة التركية لإنقاذ "جيش العزة" وفصائل الجبهة الشامية وفيلق الرحمن وصفها الرئيس بشار الأسد في لقائه وفداً روسياً بأنها تكشف لبعض المخدوعين الحماية التركية للجماعات الارهابية في سوريا. فالمعارك التي يخوضها الجيش السوري تنجح بالسيطرة خان شيخون وانسحاب الجماعات المسلّحة من المدينة ما يمهّد الطريق لتحرير كل الأراضي السوري كما أوضح الرئيس الأسد تعليقاً على معارك إدلب.

لكن السيطرة على خان شيخون وضعت "جيش العزّة" المدعوم من أميركا بين فكي كماشة وأدت إلى استعادة السيطرة على الطرق الدولية بين حلب ودمشق وتطهير ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي وهو ما يوجه صفعة استراتيجية لوجود تركيا في إدلب والشمال السوري لا تزال تسعى في المباحثات مع روسيا التخفيف من تداعياتها.

المراهنة التركية على استغلال نقطة المراقبة في "مورك" لتوفير الدعم والحماية للجماعات المسلّحة ذهبت بأنقرة إلى الدفع بحوالي 50 مركبة حربية بينها 5 دبابات بدعوى حماية الجنود الاتراك في "مورك" والدفاع عن الجماعات المسلّحة التي تشاركها "عملية درع الفرات" في الشمال السوري. ولم يأبه الجيش السوري لتحذير وزير الخارجية التركي مولولود جاويش أوغلو "من اللعب بالنار"، فلا تزال نقطة المراقبة في "مورك" محاصرة وباتت خان شيخون بحكم الساقطة عسكرياً بعد تشتّت الجماعات المسلّحة وتبادل تحميل المسؤولية بين هيئة تحرير الشام من جهة وبين الجماعات الأخرى الأكثر التصاقاً بتركيا.

ما تتذرّع به تركيا كمخلب قط لوجودها في نقاط المراقبة 12 بناء على اتفاقيات "سوتشي" هو موضع الشك والتسويف الذي توجهه موسكو إلى أنقرة. فوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يعبّر عن الوجهة الروسية في دعم الجيش السوري في معارك إدلب بقوله، كنّا نأمل مساعدة تركيا في خفض التصعيد وضبط الجماعات الارهابية ومنعها من تهديد المدنيين لكن هذا الأمر لم يحصل ولا يبدو أن تركيا قادرة بمفردها على خفض التصعيد ما يستدعي البحث عن وسائل ملائمة في إشارة ربما إلى القمة الرئاسية المرتقبة في 11 أيلول/ سبتمبر بين الدول الضامنة لاتفاقيات خفض التصعيد.Ankrah2019.8.23

ما يرشح عن المباحثات بين وفدي موسكو وأنقرة بشأن تداعيات تحرير خان شيخون، هو إصرار تركيا على العودة إلى ما قبل عمليات الجيش السوري في معارك إدلب، كما تطلب الناطقة باسم الخارجية الاميركية "للمحافظة على المدنيين ومنع تقدّم جيش الأسد". فالوفد التركي يطلب على ما يبدو استمرار نقطة "مورك" وإضافة نقطتين جديدتين في شمالي خان شيخون وغربها. ويطلب فتح طريق إمداد إلى "مورك" من جهة الطريق الدولي الذي يمر من خان شيخون وتل النمر مقابل أن تتعهّد تركيا بفتح طريق دمشق حلب الدولي والاتفاق مع موسكو على آليات السيطرة عليها.

الوفد الروسي يتناول بحسب بعض الكواليس "ملامح جديدة لخريطة منطقة خفض التصعيد في إدلب على خلفية التطورات الميدانية الأخيرة" من دون توتير الأجواء مع تركيا لكن من دون اطمئنانها أيضاً إلى حماية ودعم الجماعات الارهابية إلى ما لا نهاية وتأجيل تفكيك هيئة تحرير الشام و والمجموعات "القاعدية" في مرتفعات كباني فضلا عن المجموعات المدعومة من الدول الغربية.

لعلّ المأزق التركي في فشل المراهنة على حماية هذه الجماعات والتذرّع بخفض التصعيد، هو ما يشير إليه رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كجيدار أوغلو الذي يدعو اردوغان إلى الاعتراف بفشل سياسته الخارجية وإعادة العلاقات مع سوريا والتعاون مع الرئيس بشار الأسد، بحسب أوراق التحضير لمؤتمر موسّع "لمناقشة الأزمة السورية" في القريب المنظور.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية