سوريا تحذر من "التدخل الخارجي" في لجنتها الدستورية الجديدة!

المرصاد نت - متابعات

طالبت سوريا بعدم التدخل الخارجي في عمل أي لجنة قد تتشكل لصياغة دستور جديد للبلاد مشيرة إلى أن دمشق لا تزال مصرة على ضرورة أن تحترم تلك الخطوة سيادتها. وبعد ساعات قليلة منBaidrsaon2019.9.24 إعلان المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون من دمشق أمس أنه أجرى مباحثات «ناجحة» مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم في شأن اللجنة الدستورية أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تشكيل اللجنة التي انتُظرت طويلاً..

من سوتشي بداية العام الماضي أُعلن انطلاق العمل لتشكيل لجنة دستورية سورية مهمتها مراجعة الدستور السوري وإدخال التعديلات والإصلاحات عليه. ومنذ الإعلان عن نية تشكيلها في المدينة الروسية التي شهدت لقاءً جمع الأطراف السوريين للتفاوض حول آلية ذلك مرّ مسار تأليف اللجنة بمنعطفات عديدة وتأخر لعوامل كثيرة أبرزها عدم توافق الأطراف على أسماء أعضائها الـ150 المتوزعين على خمسين تختارهم دمشق ومثلهم تختارهم المعارضة ومثلهم أيضاً يختارهم المبعوث الخاص للأمم المتحدة وهؤلاء تحديداً رفضت دمشق مراراً أسماءً كان رشّحها المبعوث الأممي السابق، ستيفان دي ميستورا، لشغل عضويتهم.

وبعد قرابة عامين من الأخذ والرد، أعلن الأمين العام للمنظمة الدولية، أنطونيو غوتيريش رسمياً أمس أن اللجنة أبصرت النور معرباً عن اعتقاده «أن تشكيل لجنة دستورية يتولّى السوريون أنفسهم تنظيمها وقيادتها يمكن أن يشكل بداية طريق سياسي نحو حلّ» للحرب السورية. وأضاف غوتيريش أن «مبعوثي (إلى سوريا غير بيدرسون) سيجمع اللجنة الدستورية في الأسابيع المقبلة».

وجاء إعلان غوتيريش في وقت جدد فيه وزير الخارجية السوري وليد المعلم، خلال لقائه بيدرسون أمس «التزام سوريا بالعملية السياسية» مبدياً استعدادها «لمواصلة التعاون مع المبعوث الخاص لإنجاح مهمته بتيسير الحوار السوري - السوري للوصول إلى حل سياسي بقيادة سوريا بالتوازي مع ممارسة حقها الشرعي والقانوني في الاستمرار في مكافحة الإرهاب وفقاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وكل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة».

بدوره قدم بيدرسون عرضاً حول نتائج لقاءاته التي أجراها في الفترة الماضية مشيداً بـ«التقدم الحاصل في العملية السياسية» ومؤكداً «استعداده لبذل الجهود اللازمة للمساهمة في تيسير الحوار». وأشار إلى أنه «اتصل برئيس اللجنة العليا للمفاوضات نصر الحريري» متابعاً أن «النقاش كان إيجابياً جداً معه». وفيما يجري تداول معلومات غير رسمية حول هيكلية اللجنة الدستورية تفيد بأنه تم الاتفاق على أن يرأسها ممثل عن الحكومة وآخر عن المعارضة، يدور حديث عن أن آلية اتخاذ القرارات داخلها تشترط موافقة ثلثي أعضائها لإصدار أيّ قرار من دون الحاجة إلى موافقة أيّ طرف خارجها.

ولئن كانت معضلة أسماء الأعضاء في اللجنة قد حُلّت بعد قرابة سنتين من العمل إلا أن ثمة نقاطاً خلافية أخرى كآلية عمل اللجنة وهدفها ودورها قد تؤخر بدء عملها الفعلي؛ إذ ترى دمشق مثلاً أن دور اللجنة هو تعديل الدستور الحالي بينما يرى المعارضون أن دورها هو إعداد دستور جديد تماماً. وفي هذا الإطار تشدّد دمشق على ضرورة عمل اللجنة من دون أيّ «تدخل خارجي» وفق ما نبّه إليه المعلم نفسه بقوله إنه بحث وبيدرسون «الحاجة لوضع آلية واضحة للعمل ودور اللجنة الدستورية بعيداً عن أيّ تدخل خارجي».

وكذلك ولكي تكتمل صورة التعقيدات التي من المحتمل أن تواجهها اللجنة في المرحلة المقبلة اعتبرت «الإدارة الذاتية الكردية» في بيان أمس أن «أي جهود نحو الحل والحوار والدفع بالعملية السياسية يجب أن تكون بمشاركة السوريين كافة» مضيفة أنها «تنظر بأهمية إلى موضوع صياغة دستور ديمقراطي سوري (...) حيث غياب أي طرف يعني غياب الديمقراطية في الدستور». وخلصت إلى أن «إقصاء إرادة شعب شمال شرق سوريا عن محاولات الحل السياسي أو أي جهود أخرى وعلى وجه الخصوص إعادة صياغة الدستور إجراء غير عادل (...) سيجعلنا أمام موقف وهو أننا لن نكون معنيين بأي مخرجات بدوننا».

الأسد: سياسة "استنزاف الموارد" يتبعونها حالياً مع إيران
إلى ذلك أكد الرئيس بشار الأسد أن التنسيق السوري الإيراني الروسي أنجز لجنة مناقشة الدستور بالرغم من كل العراقيل والعقبات التي حاولت فرضها الأطراف الأخرى الداعمة للإرهاب ورغم ذلك تم الوصول إلى الصيغة النهائية لآلية عمل اللجنة التي يرتبط نجاحها ووصولها إلى نتائج مفيدة بعدم تدخل الأطراف الخارجية.

وقال الرئيس الأسد خلال استقباله اليوم علي أصغر خاجي كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني الذي وضعه في أجواء تفاصيل لقاء القمة الثلاثي الذي ضم قادة كل من إيران وروسيا وتركيا قبل أيام وما تم بحثه خلالها فيما يتعلق بوضع إدلب والجزيرة السورية ولجنة مناقشة الدستور.

كما تناول الاجتماع بعض الأفكار التي يمكن البناء عليها لعقد مؤتمرات خاصة بموضوع اللاجئين السوريين خلال الفترة المقبلة، حيث أكد الرئيس الأسد أهمية استمرار وتعزيز التنسيق البناء بين كل من سوريا وإيران وروسيا في مختلف القضايا التي تخص الشأن السوري والمنطقة.

وأوضح الرئيس الأسد خلال اللقاء أن الولايات المتحدة والغرب عموماً فقدوا أملهم بتحقيق أهدافهم التي خططوا لها سابقا وما يحدث الآن هو لعبة استنزاف للموارد وهذه هي السياسة نفسها التي يتبعونها مع إيران حاليا في موضوع الاتفاق النووي مشيرا إلى أنه مع كل نجاح سياسي وعسكري سيكون هناك محاولات لتعقيد الملفات وليس الملف السوري فقط ولكن في الوقت نفسه فنحن نزداد قوة وكفاءة.

من جانبه أكد خاجي أن "التنسيق والتشاور مع القيادة السورية مستمر وسيتطور خلال الفترة المقبلة مجددا تقدير القيادة الإيرانية لما يحققه الجيش العربي السوري من إنجازات على الأرض".

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية