المرصاد نت - متابعات
هجوم دبلوماسي لا هوادة فيه تخوضه الرياض، ولو بغير صخب كبير، على مهاتير محمد جراء محاولته جمع قادة الدول الإسلامية خارج عباءة «منظمة التعاون الإسلامي» التي تهيمن عليها، من خلال قمة للشؤون الإسلامية تبدأ اليوم في العاصمة الماليزية كوالالمبور. وإذ نجحت السعودية في ثني عمران خان عن المشاركة فإن رئيسَي تركيا وإيران وأمير قطر و«حماس» سيكونون أبرز المشاركين في القمة.
منذ أسابيع تخوض المملكة السعودية حرباً دبلوماسية شعواء على ماليزيا، لم تنجح في إحباط ملتقى للشؤون الإسلامية تتخلّله قمة تجمع قادة دول إسلامية في العاصمة كوالالمبور، وإن تمكّنت من دفع كثيرين نحو عدم الحضور بينهم رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان. وتمثّل القمّة التي تنعقد من خارج المؤسسة التقليدية، «منظمة التعاون الإسلامي» المهيمَن عليها سعودياً، مناسبة جديدة لتظهير ضعف الموقف والنفوذ السعوديين إسلامياً على رغم أن الرياض سعت أخيراً إلى تثبيت مكانتها المركزية وريادتها، مخترعة للغاية ما سمّته «التحالف العسكري الإسلامي».
خلف كلّ هذا التحدّي الذي تتوجّس منه الرياض بشدة، يقف رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد، العائد العام الماضي إلى السلطة، وهو الذي يوصف بأنه صاحب ميول إسلامية، واشتُهر بجملة مواقف انتقد فيها السعودية والحرب على اليمن. ووصلت مواقف مهاتير محمد حدّ رفض اعتبار السعودية الشريك المناسب لبلاده في محاربة الإرهاب أو تعزيز الاعتدال في العالم الإسلامي. اليوم، ينطلق الزعيم الماليزي (94 عاماً) من فكرة بدأت عام 2014، حين شهدت كوالالمبور قمة شارك فيها مفكرون وعلماء من العالم الإسلامي لتدارس الأزمات التي يعيشها المسلمون. أهمية القمة الثانية تأتي من كونها شهدت هذه المرة دعوة قادة سياسيين، وهو ما أثار حفيظة النظام السعودي. وسريعاً، ظهرت المساعي السعودية لثني الدول عن المشاركة، بعدما أعلن عمران خان أنه لن يتمكّن من المشاركة، وذلك عقب زيارته الأخيرة للرياض. كما تحدّثت تقارير عن أسباب مشابهة لانسحاب رئيس أندونيسيا جوكو ويدودو.
ولم يتوقّف الهجوم السعودي عشية القمة، كما لم يقتصر على الإعلام، إذ نشرت وكالة «واس» السعودية أمس خبراً مقتضباً ورد فيه أن الملك سلمان بن عبد العزيز تلقّى اتصالاً هاتفياً من مهاتير محمد، أكد فيه الأول للثاني «أهمية العمل الإسلامي المشترك من خلال منظمة التعاون الإسلامي بما يحقق وحدة الصف لبحث كل القضايا الإسلامية التي تهمّ الأمة». الخبر المقتضب هذا بدا رسالة استنكار شديدة اللهجة لقمة كوالالمبور. وعلى رغم أن اتصال رئيس الوزراء الماليزي أوحى بأنه يحاول طمأنة الرياض تجاه القمة إلا أنه سبق وتعمّد توجيه دعوة لزعماء تركيا وإيران وقطر وأندونيسيا وباكستان، فقط لعقد قمة سداسية على هامش ملتقى كوالالمبور. وإذ ينفي مهاتير منافسة «منظمة التعاون الإسلامي» بحسب مكتبه الذي سبق وردّ على هذه التكهّنات بالقول: «ليس الهدف منها قيام كتلة جديدة» فإن الرئيس المهتمّ بقضايا التضامن الإسلامي والسياسة الخارجية سيطرح قضايا «الحروب الأهلية» في البلدان المسلمة وقضيتَي تصاعد الإسلاموفوبيا واضطهاد أقلية الإيغور في الصين.
ومقابل الهجمة الدبلوماسية السعودية على القمّة، تأكد حضور رئيسي تركيا وإيران وأمير قطر، إضافة إلى وفد من حركة «حماس» يترأسه عضو المكتب السياسي موسى أبو مرزوق ويضمّ القادة في الحركة: خالد مشعل، أسامة حمدان، خليل الحية، عزت الرشق وحسام بدران. وبينما توجّه الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، أمس، من جنيف متجهاً إلى كوالالمبور للمشاركة في القمة، سبقه إلى العاصمة الماليزية نظيره الإيراني، حسن روحاني. وستتواصل القمة من اليوم حتى الـ 21 من الجاري، ومن المفترض أن يشارك فيها قرابة 450 شخصاً؛ بينهم قادة ومسؤولون وشخصيات سياسية وفكرية وعلماء من 52 بلداً.
المزيد في هذا القسم:
- الجزائر ترفض التطبيع مع “اسرائيل”.. المرصاد نت - رآي اليوم ربما يراها البعض خطوة صغيرة ولكنها تبدو في نظرنا على درجة كبيرة من الاهمية ونحن نتحدث هنا عما نشرته وسائل اعلام جزائرية حول رفض السلطات ...
- نتائج الانتخابات النيابية اللبنانية بالأرقام : حزب الله الأكبر شعبية في البلاد المرصاد نت - متابعات أصدرت "الدولية للمعلومات" كتاباً خاصاً عن الانتخابات النيابية في لبنان والتي جرت في 6 أيار / مايو 2018 وبحسب النتائج حلّ حزب الله اولاً ب...
- بين حزب الله 2017... وحزب الله 2006 المرصاد نت - علي حيدر منذ سنوات يتعمد بعض المسؤولين والخبراء الإسرائيليين الإكثار من ترداد مفهوم أن الحكم على نتائج أي حرب كبرى لا يتم بشكل فوري بل بعد أن تتب...
- المسارات بين واشنطن والرياض تفترق .. الرياض تطلب الوساطة مع طهران ! المرصاد نت - متابعات بكل الاعتبارات الجيوسياسية والأمنية والاقتصادية حوار الرياض وطهران ضرورة مشتركة. لعبة التأجيل التي اعتمدتها السعودية في السنوات الفائتة ك...
- علاقات سعودية – إسرائيلية متشابكة تخدم أجندات الاحتلال والاستعمار بالمنطقة! المرصاد نت - أحمد المالكي منذ 2002م قدّم حُكّام السعودية تنازلات مَجانِيّة للكيان الصهيوني عندما فرضت على باقي الحكام العرب – عبر الجامعة العربية –...
- "نيويورك تايمز": السعودية قد تنفد من الأصدقاء والمال والوقت! المرصاد نت - متابعات كتب الباحث البريطاني ديفيد ويرينغ مقالة في صحيفة نيويورك تايمز الأميركية انتقد فيها الدعم البريطاني والأميركي المستمر لحكم آل سعود برغم ج...
- رباعي المقاطعة يستعيد حماسته: معاقبة قطر ستتعـزّز... وتطول المرصاد نت - متابعات بعد الإحباط الذي ولّدته مواقف وزير خارجيته «المعتدلة» لدى معسكر المقاطعة أعاد دونالد ترامب بثّ روح الحماسة في تحالف الرياض وأ...
- مسقط تطيح شبكة تجسّس تديرها دبي: حرب باردة بين عُمان والإمارات ! المرصاد نت - متابعات كشفت معلومات عن نشاط إماراتي دؤوب ضد سلطنة عمان، قوامه عمل استخباري تنشط فيه الأجهزة في دبي وأبو ظبي ضد مسقط. ويظهر كما تفيد المصادر أن ا...
- فلسطين : مصر والأردن ملكيّون أكثر من إسرائيل! المرصاد نت - متابعات بات سفر الفلسطينيين عبر كل من الأردن ومصر يخضع للمعايير الإسرائيلية سواء كان الإسرائيلي حاضراً على طرفٍ من المعبر كما الحال في الحدود الف...
- الاتحاد الاوروبي يعتبر السفير الأمريكي الجديد "شخصاً غير مرغوب" المرصاد نت - متابعات اعتبر رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاياني، أن السفير الأمريكي الجديد لدى الاتحاد والذي اقترحته ادارة الرئيس دونالد ترامب شخصاً غير مرغو...