المرصاد نت - متابعات
لم تنجح الجهود المكثفة لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا حتى الآن في حشد موافقة أولية من أبرز الأحزاب في البلاد لإمرار قانون في البرلمان يسمح بنشر قوات تركية في ليبيا. وبعد جولة لافتة على أحزاب المعارضة قادها وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو برز موقف حزب «الشعب الجمهوري» المعارض الرئيسي الرافض لهذه الخطوة. وتزامن ذلك مع اتصالات عدة جرت بين تركيا وروسيا وألمانيا وفرنسا ومصر، بحثاً عن حل دبلوماسي في ليبيا.
وبعد أيّام من إعلان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان نيته تقديم دعم عسكري مباشر لحكومة «الوفاق» الليبية في حربها ضد قوات «الجيش الوطني» الذي يقوده خليفة حفتر أبدت المعارضة التركية تحفظاً ضد مشروع القرار الخاص بذلك، تريد الرئاسة التركية إمراره في البرلمان. وبعد لقاء وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو مع زعماء أبرز الأحزاب المعارضة سعياً لحشد الدعم لمشروع القانون اليوم الاثنين خرج «الشعب الجمهوري» ليعلن معارضته لمشروع القانون معتبراً أن «مثل هذا التحرك سيفاقم الصراع (في ليبيا) ويؤدي إلى انتشاره في المنطقة». ولاحقاً التقى جاويش أوغلو زعماء الحزب «الصالح» المعارض وقال إن الحزب سيقيّم مشروع القانون.
وقال نائب رئيس «الشعب الجمهوري» أونال شفيق أوز إن حزبه «يعارض الخطوة» مضيفاً: «نعتقد أنه ينبغي أن تكون الأولوية للدبلوماسية، ولا لأن نكون جزءاً من حرب بالوكالة. ما يجري هو القيام باستعدادات لزيادة الوضع الحالي سوءاً وأبلغنا الوزير أن هذا ليس صواباً». وتابع شفيق أوز القول إن «إرسال قوات إلى هناك في هذه الحالة سيوسع تأثيرات الصراعات في المنطقة ويؤدي إلى انتشارها... نرى مشروع القرار أمراً سلبياً». وسبق أن دعم حزب «الشعب الجمهوري» مشروعات قوانين في البرلمان لإرسال قوات إلى سوريا والعراق حيث نفذت تركيا عمليات عسكرية عبر الحدود خلال عدة سنوات. ورغم ذلك يقول إنه لا يوافق على تحركات للجيش التركي خارج الحدود.
برغم الجو السلبي لدى أبرز الأوساط المعارضة أحالت الرئاسة التركية اليوم على البرلمان المذكرة التي وقّعها إردوغان على أن تعقد جلسة استثنائية لمجلس النواب الخميس المقبل لمناقشتها وفق ما أعلنت وكالة «الأناضول» التركية. وكان جاويش أوغلو قد أعلن أن الحكومة سترسل اليوم إلى البرلمان مشروع قانون نشر الجنود في ليبيا لتسرّع بذلك إمراره برغم أن إردوغان كان قد صرح قبلاً بأن مشروع القانون قد يمرّر في نهاية الأسبوع الأول من العام المقبل.
رأى موفد الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة في مقابلة مع صحيفة «لو موند» الفرنسية نشرت اليوم، أن الاتفاقين اللذين وقّعتهما حكومة الوفاق الليبية مع أنقرة أخيراً يشكّلان «تصعيداً في النزاع» ويساهمان في «تسريع تدويله وتوسعه ولا سيما إلى المجال البحري». وقال سلامة إن الاتفاقات التي وقّعتها حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج مع تركيا «تشكل تصعيداً للنزاع عبر توسيعه الى مناطق بعيدة عن ليبيا ولا سيما ما يتعلق بالخلاف بين اليونانيين والأتراك حول ترسيم الحدود البحرية والذي يطرح مشاكل حادة». وأضاف إن هذا الأمر «ساهم في تسريع تدويل النزاع، وتوسعه ولا سيما الى المجال البحري وأيضا في التصعيد العسكري بكل معنى الكلمة».
وتوقف سلامة عند تزايد «التدخل الخارجي» خلال الأسابيع الأخيرة في ليبيا، قائلا «لقد خاب أملي وأنا جد محبط، كون أي قرار لم يصدر عن مجلس الأمن يدعو الى وقف لإطلاق النار، وذلك بعد تسعة أشهر من المعارك في طرابلس». وقال المبعوث الأممي: «إننا نرى أيضاً مرتزقة من جنسيات عدة ــــ بينهم روس ــــ يصلون لدعم قوات حفتر في طرابلس. وهناك حديث عن قوات عربية على الأرجح قادمة من سوريا قد تكون انتشرت في جهة حكومة الوفاق بالإضافة الى وصول عدد من الطائرات من سوريا الى مطار بنغازي» في الشرق.
أجرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اتصالات هاتفية بكُلٍ من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان تناولت فيها ملفات عدة أهمها الملف الليبي وفق ما قال متحدث باسم الحكومة الألمانية اليوم. وذكر المتحدث أنه «تم الاتفاق على الحديث مرة أخرى لتعزيز الجهود الدبلوماسية» مضيفاً إن ميركل بحثت أيضاً التطورات في سوريا مع إردوغان وبوتين خلال المكالمتين اللتين أجريتا أمس الأحد.
كذلك، ذكر المكتب الصحافي للكرملين أن الرئيس الروسي بحث مع المستشارة الألمانية الوضع في ليبيا بما في ذلك جهود الوساطة الألمانية والأممية. وجاء في بيان الكرملين الذي تداولته الوكالات الروسية أنه «خلال تبادل الآراء حول ليبيا تم التأكيد على أهمية تعزيز الجهود السياسية الدبلوماسية لتسوية الأزمة بما في ذلك عبر الوساطة الألمانية ووساطة الأمم المتحدة».
في المقابل بحث الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي في اتصال هاتفي اليوم الاثنين «أخطار التصعيد العسكري» في ليبيا ودعَوَا «مجمل الفاعلين الدوليين والليبيين... إلى أكبر قدر من ضبط النفس» وفق ما أعلنت الرئاسة الفرنسية.
المزيد في هذا القسم:
- المقاومة الفلسطينية تتحدّى العدو : غزة ليست ورقة انتخابية ! المرصاد نت - متابعات تصاعدت وتيرة إطلاق الصواريخ من قطاع غزة خلال الأيام الماضية وكان أهم مظاهرها استهداف مدينة أسدود خلال إلقاء رئيس حكومة العدو بنيامين نتني...
- إنشاء هيئة إستخبارية خاصة بالمدينة المقدسة أعلنت وسائل اعلام إسرائيلية عن "نشر عناصر احتياط من وحدة "شيتت ١٣" التابعة للبحرية في المدينة المقدسة". وهذه الوحدة المصنفة ضمن فرق النخبة هي من ارتكب المجزرة ...
- طهران تقلّص التزاماتها في الاتفاق النووي وترفع نسبة تخصيب اليورانيوم! المرصاد نت - متابعات قلصّت إيران التزامها بالاتفاق النووي معلّنة تجاوز معدل تخصيب اليورانيوم لأكثر من 3.6٪ أملاً بالتوصل إلى حل مع الأوروبيين خلال مهلة الـ60 ...
- هل يتكرر سيناريو اليمن في لبنان؟ وهل يحذو الحريري حذو هادي؟ المرصاد نت - متابعات قبل نحو ثلاث سنوات وتحديداً في 22 كانون الثاني/يناير 2015 أقدم الفأر هادي" على تقديم استقالته وفرّ بعدها من العاصمة صنعاء وتوجه إلى...
- «صفقة القرن» تتعثر: نحو فصل مسارَي التطبيع و«السلام» المرصاد نت - متابعات يصطدم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في ما أُوكِل إليه بشأن «السلام» العربي ــ الإسرائيلي، بجدار قواعد اللعبة التي حكمت مسار...
- هل الشرق الأوسط على عتبة انفجار كبير؟ المرصاد نت - متابعات التصعيد الأمريكي بتوجيه ضربه عسكرية ضد سوريا يبلغ أقصى درجاته؛ الجميع على أهبة الاستعداد وجميع الاحتمالات مفتوحة أمام هذا التأزيم ا...
- موسكو: خطة واشنطن البديلة هي 'جبهة النصرة' المرصاد نت - متابعات بعد سيل التصريحات الأميركية العنيفة تجاه موسكو لم يشهد أمس أي تطور لافت على مسار التوتر بين البلدين رغم الاتصالين الهاتفيين (خلال اليومين...
- قرار ترامب بشأن القدس الشريف إهانة مخزية للقادة العرب والمسلمين المرصاد نت -متابعات ظهر سيد البيت الأبيض يوم الأربعاء الموافق 6 كانون الأول/ ديسمبر 2017، مزهوّاً بصلاحياته السياسية والإدارية من داخل البيت الأبيض هو ونائبه ...
- «صفقة القرن» بلا وسيط : أوروبا طرفاً ثالثاً؟ المرصاد نت - متابعات في ظل الجمود الذي يعتري «خطة السلام» الأميركية المعروفة بـ«صفقة القرن» ثمة دور وسيط تعتبر أوروبا أنها يمكن أن تلع...
- تطورات الوضع في العراق.. أنصار الصدر يقتحمون القصر الجمهوري والجيش يعلن حظر التجوال في بغد... المرصاد-متابعات أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، اليوم الاثنين، اعتزاله الحياة السياسية نهائيا وإغلاق المؤسسات التابعة له، في حين اقتحم أنصاره المنطقة الخض...