المرصاد نت - متابعات
أكثر من 15 قرية في عمق جبل الزاوية دخلها الجيش، أمس، ليصبح قريباً جداً من حصار جبل شحشبو والنقطة التركية الموجودة ضمنه فيما تجرى معارك عنيفة في محيط سراقب تريد لها تركيا أن تحسّن شروط تفاوضها مع موسكو وتمهّد لانتهاء «مهلة شباط». على هامش تلك المعارك قتل جنديان تركيان وجرح اثنان آخران بغارات جوية وفشل «عسكر أنقرة» في إسقاط طائرات سورية وروسية فوق إدلب، رغم محاولات ثلاث متتالية.
وتابع الجيش العربي السوري عملياته العسكرية في جبل الزاوية جنوب إدلب مسيطراً على عدد من البلدات والمزارع والتلال الحاكمة لإطباق الحصار على الجماعات المسلَّحة المتمركزة إلى جانب النقطة التركية في جبل شحشبو؛ الممتد من ريف حماه الشمالي الغربي، الملاصق لجبل الزاوية جنوب إدلب، وسهل الغاب شمال غرب حماه. ويمتدّ جبل الزاوية على مساحة 34 بلدة وقرية و22 مزرعة سيطر الجيش على عددٍ منها ضمن الخطة العسكرية لإحكام الحصار على جبل شحشبو. ومن أهم هذه القرى كفرعويد وسفوهن، اللتان تضمان تلالاً حاكمة تقطع خطوط إمداد المسلَّحين عن بعضها البعض.
وخاض الجيش العربي السوري معارك عنيفة في المنطقة الجبلية مع الجماعات المسلّحة التي تتحصّن في عشرات المغارات المنتشرة في جبل الزاوية والتي سقطت تباعاً نتيجة الضربات المركّزة للجيش بالأسلحة المناسبة إلى جانب إصرار قوات المشاة على اقتحام تلك النقاط. وبسقوطها تُعزز القوة النارية للجيش السوري في كسر خطوط المسلّحين الدفاعية المطلّة على جبل شحشبو.
انتهى اليوم الأول من جولة المحادثات الروسية ــــ التركية الثالثة على وقع تطورات ميدانية لافتة ومتسارعة وضعت الجيش العربي السوري على بعد خطوة واحدة من حصار جبل شحشبو ودخول أبرز ما بقي خارج سيطرته من بلدات جبل الزاوية وأوصلت الفصائل التي تقاتل تحت راية أنقرة إلى أعتاب سراقب والطريق الدولي بين حلب وحماة (M5). وكان الجيش قد دخل بلدة كفرعويد ومحيطها الجنوبي بما في ذلك بلدتا سفوهن والفطيرة اللتان تعدان أهم مفاتيح الدخول إلى جبل شحشبو وبذلك باتت مسألة حصار الجبل ومحيطه مسألة وقت. ويعني ذلك بمجرد إتمامه حصار نقطة المراقبة التركية في شير مغار لتضاف ــــ حينها ــــ إلى باقي النقاط المحاصرة من مورك جنوباً حتى ريف حلب الغربي شمالاً. كذلك سيتيح ذلك سيطرة الجيش على بلدات سهل الغاب المحاذية للجبل من الغرب وصولاً إلى أطراف المنصورة في الشمال وهو ما يعني أن خط الاشتباك سيصل إلى أطراف الطريق الدولي حلب ــــ اللاذقية (M4) في محيط جسر الشغور.
الوقائع الميدانية في ريف إدلب الجنوبي تقود إلى نتيجة واحدة مفادها أن الجيش في طريقه إلى السيطرة على كامل المنطقة الواقعة جنوب طريق حلب ــــ اللاذقية كمرحلة أولى، على أن تنتهي الخطوة بتأمين الطريق كاملاً وهو ما قد يكون دونه (مرحلياً) معاركُ عنيفة بين جسر الشغور وريف اللاذقية الشمالي. ويطرح ما سبق تساؤلاً مهماً غصّت به صفحات وحسابات محسوبة على الفصائل المسلحة المدعومة تركياً أين التعزيزات والدعم التركي لمعارك جبل الزاوية وجنوب الطريق الدولي؟ الجواب أتى ضمناً فيما اهتم بنشره عدد من الناشطين المرافقين لقوات الاحتلال التركية في ريفَي إدلب وحلب، وهو أخبار معارك محيط سراقب. إذ ركّزت أنقرة دعمها الميداني على هذه الجبهة دون غيرها، منذ أكثر من أسبوع؛ ما أتاح للفصائل خلال اليومين الماضيين دخول عدة بلدات في محيطها الغربي والإشراف على الطريق الدولي حلب ــــ حماة من بلدة آفس، دون السيطرة على أي من نقاطه.
يعزو البعض تركيز أنقرة على جبهة سراقب إلى حاجتها لاستعادة «هيبة» كسرها دخول الجيش بدعم روسي إلى المدينة سابقاً متجاهلاً وجود ما يزيد على 5 نقاط مراقبة تركية في محيطها. إلا أن ذلك لا يعكس الصورة كاملة فالمعارك الجارية هناك يتردد صداها في أروقة التفاوض (مع موسكو) الجاري في أنقرة حالياً، والذي انعقد أمس ويفترض استكماله اليوم. إذ يحاول الرئيس التركي رجب طيب إردوغان تحسين شروط تفاوضه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين وخاصة أنه لم يجد ما رامَ في واشنطن وتحديداً إثر طلبه العلنيّ منظومة «باتريوت».
وإلى جانب دعم الفصائل بالمدفعية والمعلومات الاستخبارية ونزع الألغام والدبابات والصواريخ المضادة الدروع حاول الجيش التركي وفشل ثلاث مرات متتالية أمس في إسقاط طائرات حربية سورية وروسية فوق إدلب عبر إطلاق صواريخ مضادة للطائرات؛ ولم يُنشر أمس أي تسجيل لعملية الاستهداف باستثناء شريط أظهر طائرة روسية من طراز «Su-34» وهي تنفذ إجراءات مضادة للصواريخ.
وفي ساعة متأخرة من ليل أمس أعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل عسكريين وإصابة اثنين آخرين من قواتها المنتشرة في إدلب، إثر غارة جوية استهدفت مواقعهم. «التصويب» على روسيا في سماء إدلب جاء ــــ كما في الميدان ــــ على لسان الرئيس التركي في كلمته أمس أمام نواب من كتلة «العدالة والتنمية» في البرلمان؛ إذ قال إردوغان إن «مشكلتنا الأكبر حالياً هي أنه لا يمكننا استخدام المجال الجوي» فوق إدلب والذي تسيطر عليه روسيا مضيفاً القول: «بإذن الله، سنجد حلاً في وقت قريب».
وكرر إردوغان دعوته إلى دمشق «لوقف هجماتها في أقرب وقت ممكن» والانسحاب إلى «الحدود التي أقرّها اتفاق سوتشي... خلف نقاط المراقبة» التركية. وأضاف: «نخطط لتحرير نقاطنا بحلول نهاية هذا الشهر (السبت المقبل)... بطريقة أو بأخرى». ورداً على سؤال حول احتمال شراء تركيا منظومة «باتريوت» الأميركية، قال إردوغان: «قدمنا عرضنا إلى الولايات المتحدة للحصول على منظومة باتريوت وأبلغناهم استعدادنا لشرائها، لكن المعلومات المتوافرة لديّ حالياً تفيد بأن واشنطن غير راغبة في بيع تركيا هذه المنظومة».
المزيد في هذا القسم:
- مجزرة مروعة يرتكبها التحالف الأمريكي في البوكمال السورية المرصاد نت - متابعات أرتكب التحالف الأميركي مجزرة جديدة في ريف البوكمال بدير الزور في بلدتي الباغوز فوقاني والسوسة تاركاً وراءه عشرات الشهداء والجرحى جلهم من ...
- احتجاجات باريس: انتفاضة ثورية أم مجرد حراك شعبوي؟ المرصاد نت - متابعات المواجهات التي شابت احتجاجات «السترات الصفراء» في باريس حيث نُصبت المتاريس على جادة الشانزليزيه واقتُلعت حجارة الطرق لرشق قوا...
- أين أبو بكر البغدادي؟ انشقاقات داخل "داعش" بسبب اختفاء قائده! المرصاد نت - متابعات على الرغم من سقوط "خلافة داعش" وسيطرة القوات العراقية والسورية على معظم الأراضي التي كانت تحت سيطرة التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق إلا...
- عرس إيراني جديد اليوم في ذكرى أنتصار الثورة الإسلامية المرصاد نت - متابعات تنطلق في إيران اليوم الأحد مسيرات واحتفالات بمناسبة الذكرى التاسعة والثلاثين لانتصار الثورة الاسلامية في شباط فبراير عامَ 1979. ...
- هولاند يزور لبنان ويتعهد بتقديم مساعدات عسكرية فورية متابعات : تعهد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اليوم السبت بتقديم مساعدات عسكرية فورية للبنان بالإضافة إلى دعم مالي بقيمة 150 مليون يورو لمواجهة أزمة اللاجئي...
- زحمة أوروبية في الخرطوم: استكشاف لفرص «الاستثمار» ! المرصاد نت - فاطمة المبارك منذ تشكيل الحكومة السودانية الانتقالية مطلع الشهر الجاري استقبل مطار الخرطوم مسؤولين أوروبيين لم يأتِ مثلهم منذ ما يقارب عشرة أعوام...
- عن الشيخ عيسى القاسم ومظلوميّة الشعب البحريني المرصاد نت - متابعات يروي أحد المقاومين في حزب الله أنه في العام 2008 كان في رحلة سفر إلى إيران. وصودِف أنه خلال زيارة مرقد الإمام علي الرضا الإمام الثامن لدى...
- ما هو الثمن لحماية السعودية من الغريزة البدائية؟ المرصاد نت - قاسم عز الدين الرئيس الأميركي الذي يطالب السعودية بالدفع مقابل الحماية يلعب دور الفتوّة في شريعة الغاب. لكن السعودية تدفع الرئيس الأميركي إلى امتل...
- الإندبندنت: ترامب يتجاهل الوهابية السعودية ملهمة داعش المرصاد نت - دعاء محمد على الرغم من إرتباطها البارز بالإرهاب والتطرف الديني بقيت السعودية بعيدة عن نقد الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب صحيفة “الإ...
- خيبات عمر البشير: أن تبيع أرضك وجيشك بلا مقابل! المرصاد نت - متابعات كل ما قدمه الرجل لم يرضِهم. ثمة حكام كثر يساومون على سياساتهم مقابل منافع يمنحهم إياها المستعمر أو المهيمن تحفظ كرسياً أو تؤجل سقوطاً قري...