المرصاد نت - متابعات
الحرب البيولوجية هي الحرب التي تستخدم فيها الفيروسات والجراثيم والاوبئة المفتعلة كسلاح ضمن حرب كبرى، وهي تختلف عن الأسلحة الكيميائية او النووية وتعتبر جزءا من هذه الاسلحة التي تلجأ اليها الدول لتحقيق مصالحها عبر الحروب.
من الطبيعي في هذا السياق ان نعلم ان الولايات المتحدة بدأت برنامجها للاسلحة البيولوجية منذ الحرب العالمية الثانية وتحديداً العام 1941. ومع تطور قدرات الولايات المتحدة في هذه الاسلحة واستخدامها في اكثر من مناسبة في التاريخ الحديث اصبح مطروحا مصطلح الارهاب البيولوجي.
ومع ظهور فيروس كورونا (CONVID 19) وتفشيه في عشرات الدول والفوضى والذعر الذي اوجدهما في الدول التي ظهر فيها، من المنطقي ان نحاول الربط بين هذا الفيروس والحرب البيولوجية التي تبرع فيها الولايات المتحدة.
يعتبر كورونا من عائلة فيروس (سارس) الذي ظهر في الصين ايضا ما بين عامي 2002 و 2004. وهو من الفيروسات التي يعمل عليها بيولوجيا لكي تكتسب القدرة الوظيفية على الانتشار بين البشر ما يمنحه صفة سلاج بيولوجي هجومي.
قبل أيام أجرى "فرانسيس بويل" وهو (خبير في القانون الدولي وخبير في الاسلحة البيولوجية ومكافحة الارهاب ورئيس لجنة صياغة قانون مكافحة الأسلحة البيولوجية المعتمد دوليا) اجرى مقابلة كشف فيها امورا مهمة في هذا السياق.
"بويل" اشار بداية الى ان الأسلحة البيولوجية (اي الفيروسات) تُصَنَّع وتُطَوَّر في مختبرات خاصة تعرف بإسم مستويات السلامة البيولوجية أو ( BSL ) وهي تبدا بمستوى 1 حتى مستوى 4. وهي تحديدا مجموعة من احتياطات المكافحة الحيوية اللازمة لعزل العوامل البيولوجية الخطرة في مرفق مختبر مغلق. "بويل" يضيف ان الولايات المتحدة تمتلك 12 مختبرا من هذا النوع من المستوى الرابع أي (BSL-4)، فيما تعمل على انشاء مختبرا جديدا في ولاية منهاتن.
والمستوى الرابع (وهنا الامر المهم) هو المستوى المناسب للعمل مع العوامل (الفيروسات) التي يمكن أن تنتقل بسهولة إلى الهواء داخل المختبر وتتسبب في حدوث أمراض قاتلة شديدة في البشر والتي لا توجد فيها لقاحات أو علاجات متاحة.
"بويل" يقول انه يمتلك ادلة قاطعة بان الفيروسات المطورة واخرها كورونا أتت من مختبرات الاسلحة البيولوجية في جامعة كارولينا الشمالية في الولايات المتحدة. (NORTH CAROLINA UNIVERSITY )
المختصون في هذا المختبر نجحوا في منح الفيروسات عملاً وظيفياً للانتقال والانتشار بين البشر. كما نجحوا في هندسة الحمض النووي وراثيا وهو ما يتعلق بالحروب البيولوجية بما في ذلك "ميرس" و"متلازمة الشرق الأوسط" وفيروس "كورونا".
الملفت ان اشخاصا من ادارة الغذاء والدواء الأميركية شاركوا في هذه الابحاث وتمت بعلمهم، كما تم تحت اشراف ما يعرف بإسم "فوت دتريك" (FORT DETRICK). اي القيادة الطبية في الجيش الأميركي، وهي مركز برنامج الأسلحة البيولوجية الأميركي الذي تحول فيما بعد عام 1969 الى مركز لمعظم نشاطات برنامج الاسلحة البيولوجية للولايات المتحدة.
هنا نستطيع الربط بين هذه المعلومات وبين ما يشهده العالم حاليا في ظل انتشار فيروس كورونا. واذا ما اضفنا اليها السلوك الاعلامي الغربي والاقليمي مع تداعيات الفيروس، والتركيز على العامل النفسي والاجتماعي للمجتمعات واستغلاله سياسيا. يمكننا تلخيص المشهد كالتالي:
= هناك نوع جديد او مستجد من الحروب يشهدها العالم وهو الحرب البيولوجية. ولهذا النوع من الحروب نتائج وتبعات على الاقتصاد بشكل خاص وهو ما نجده في الصين التي تسجل خسائر هائلة بسبب كورونا. كما يهدد الفيروس بتراجع النمو الاقتصادي العالمي
= اسلحة هذه الحرب عديدة لكنها تعتمد أساساً على سلاحين. السلاح البيولوجي (المتمثل بفيروس كورونا) والسلاح الاعلامي الذي يعمل على خط مواز للفيروس. وليس غريبا ان نشهد حملة إعلامية مدروسة ومتعمدة على الدول التي وصل الفيروس اليها وتحديداً الصين وإيران.
= تقول التقارير ان الولايات المتحدة لم تعد قادرة على تحمل تكاليف الحروب العسكرية والميدانية. وبالتالي فان الحرب البيولوجية (بالرغم من تكلفة تجاربها العالية) الا انها يمكن ان تحقق اهدافها بالنسبة للولايات المتحدة اذا ما اقترنت مع حرب اعلامية. وما يعزز هذا التوجه الحرب الاقتصادية بين واشنطن والصين والتي ارهقت ادارة دونالد ترامب والقت بثقلها على الانتخابات المقبلة.
= بالنسبة لإيران فان التركيز على تفشي الفيروس بشكل كبير وتصوير إيران بانها دولة غير قادرة على مواجهة ازمة مثل هذه اضافة الى توجيه الاتهامات لطهران بانها تنشر الفيروس في المنطقة. كل ذلك ياتي في اطار الخطة الموضوعة لهذه الحرب البيولوجية التي تشكل اساسا في السياسة الأميركية والتي يسميها فرانسيس بويل (الارهاب البيولوجي) الذي تتميز به الولايات المتحدة حيث يدعو الى اغلاق كل مختبرات (BSL-4) في أميركا والعالم.
قراءة : حسین الموسوی
المزيد في هذا القسم:
- «وادي عربة» والدور الجيوسياسي للأردن المرصاد نت - متابعات أياً يكن النظام السياسي الذي يحكم الأردن وتوجهاته الإقليمية والدولية يبقى لهذه الدولة موقعها المتقدم جداً في أولويات الأمن القومي الإسرائ...
- موسكو و واشنطن تعلنان الأحد عن هدنة في حلب المرصاد نت - متابعات قالت مصادر دبلوماسية إن روسيا والولايات المتحدة تقتربان من التوصل إلى اتفاق يحدد وقفا لإطلاق النار مدته 48 ساعة في حلب. وسيسمح الاتفاق...
- القاهرة تتحمّس لوساطة أميركية في أزمة «سد النهضة» المرصاد نت - متابعات بعد يوم على التصعيد الإثيوبي في ملف «سدّ النهضة» والتلميح إلى جاهزية أديس أبابا لأيّ عمل عسكري قبلت القاهرة دعوة وجّهتها واشنطن إلى عقد ا...
- وليد المعلم إلى نيويورك.. اختراق دبلوماسي دولي وعربي محتمل المرصاد نت - السفير يقوم نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية السوري وليد المعلم بزيارة إلى نيويورك هذا الشهر للمشاركة في نشاطات الجمعية العامة للأمم المتحدة السنو...
- النظام السعودي يرفع الحظر عن الصحافة الإسرائيلية المرصاد نت - متابعات يتدرج النظام السعودي في تظهير علاقاته البينية مع إسرائيل وتوسيع نطاقها من الاتصالات السياسية والزيارات المتبادلة إلى التطبيع الإعلامي ...
- الجيش يتقدم على جنوب الفرات نحو دير الزور.. "القاعدة" ينفرد بحكم إدلب المرصاد نت - متابعات تنذر التغيرات التي يشهدها الشمال السوري وعلى رأسها إطاحة «النصرة» نفوذ «أحرار الشام» وطردها من مدينة إدلب والمناط...
- أول امرأة تتولى منصب نائب أمين عام "الناتو" ! المرصاد نت - متابعات أعلن حلف شمال الأطلسي في بيان له الاثنين 27 يونيو/حزيران عن تعيين الدبلوماسية الأميركية روز غوتمولر لشغل منصب نائب الأمين العام لحلف شمال...
- 25 شهيدا ضحايا انفجار سيارة مفخخة جنوبي بغداد المرصاد نت - متابعات ارتفع عدد ضحايا انفجار السيارة الصهريج المفخخة - التي كان يقودها انتحاري قرب من نقطة أمنية للتفتيش"سيطرة" جنوبي العاصمة العراقية (بغداد) ...
- وزراء مالية العشرين لن يدينوا السياسة الحمائية؟ المرصاد نت - متابعات قبل بضعة أيام من محادثاتٍ حاسمة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يبدو الاتحاد الأوروبي مستعداً «لمد اليد» بهدف وضع حدّ للتوتر...
- ابن زايد في القاهرة لإتمام المصالحة المصرية ــ السعودية المرصاد نت - متابعات في زيارة غير معلن عنها مسبقاً وصل ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد إلى القاهرة في زيارة قصيرة وذلك على رأس وفد إماراتي رفيع. وتفيد مصادر م...