المرصاد نت - روسيا اليوم
باختتام بايدن زيارته إلى تركيا تختتم محاولته لرأب الصدع بين البلدين الذي حدث عقب اتهامات أنقرة لواشنطن المتعلقة بمحاولة الانقلاب التي جرت في الشهر الماضي.
وسائل الإعلام الأميركية ركزت على تزامن العملية العسكرية التركية في الشمال السوري مع زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أنقرة، التي تَعُدُّ مدينة جرابلس السورية الحدودية آخر بوابة بين سوريا والعراق.
وهذه العملية تهدف إلى إزالة المخاطر التي قد تتأتى من "داعش" و"حزب الاتحاد الديمقراطي" الكردي، وهو ما تمت مناقشته في تلك الزيارة التي قام بها بايدن إلى تركيا.
قالت صحيفة الـ"واشنطن بوست": إن الزيارة بحد ذاتها جاءت في وقت حساس تمر فيه العلاقات الأميركية - التركية. فقد دان نائب الرئيس المحاولة الانقلابية، بل واعتذر بايدن الأربعاء (24/08/2016) من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن عدم زيارته أنقرة بعد محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا منتصف يوليو/ تموز الماضي".
وأضافت الصحيفة أن محاولة بايدن هذه تأتي في سياق إعادة التموضع، ولا سيما أن الولايات المتحدة خسرت تركيا بتقارب الأخيرة مع روسيا واعتذار أردوغان من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن حادثة إسقاط الطائرات التركية قاذفة روسية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015.
فحصاد زيارة نائب الرئيس الأميركي إلى تركيا قليل، إذ لم تصل تلك النتائج إلى ما كانت تتوقعه الإدارة الأميركية من جانب أردوغان، بأن تتوصل المباحثات بين الجانبين إلى قبول أنقرة بدعم القوات الأميركية للمعارضة السورية "المعتدلة"، وخصوصاً الأكراد في سوريا للسيطرة على المناطق التي بات "داعش" يتقهقر فيها.
والجدل الإعلامي والسياسي هنا في واشنطن عقب الزيارة كان لافتاً للانتباه.
فقد تركزت المحادثات، وفق شبكة "سي بي سي نيوز"، على موضوعات مكافحة الإرهاب والتطورات التي تشهدها الأزمة السورية والتوتر التركي - العراقي مؤخراً".
ووفقاً لشبكة "إيه بي سي نيوز"، فإن المسؤولين الأتراك أوصلوا لبايدن ثلاث رسائل واضحة، تتمثل في: تسليم فتح الله غولن لتركيا، وثانيتها إيقاف الأنشطة كافة التي تمارسها منظمته بدءاً من الولايات المتحدة، وثالثتها تتعلق بإبقاء "وحدات حماية الشعب" الكردية، التي سيطرت في 13 من أغسطس/ آب على مدينة منبج، إلى الشرق من نهر الفرات. فأنقرة تعدُّه خطاً أحمر للأكراد، وهذه الوحدات بالنسبة إليها مثلها مثل باقي المنظمات الإرهابية الموجودة في سوريا.
وعلق موقع "بوليتيكو" الإخباري على الزيارة بالقول إن من الموضوعات التي تم التباحث فيها هو قاعدة إنجرليك الجوية وما حدث ليلة الانقلاب الفاشل من قطع التيار الكهربائي عنها. حيث نبه نائب الرئيس بايدن إلى الخطورة التي كان يمكن أن تشكلها تلك العملية على القنابل النووية الأميركية في القاعدة. ومن الجدير ذكره هنا أن تلك القنابل النووية في القاعدة الجوية كانت مخزنة ولا يمكن تفعيلها إلا بكودات، ومع ذلك كان يمكن أن تشكل خطراً حقيقياً لقربها من مواقع القتال في العراق وسوريا وحتى تركيا.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة "يو إس توداي" إن هذه الزيارة بدت كجرس إنذار للحكومة التركية بعدم ممارسة القمع والسماح بحرية التعبير بحق المعارضين السياسيين. وأضافت الصحيفة أن الحكومة الأميركية تسلمت فعلاً مذكرة من الجانب التركي لتسليمها فتح الله غولن، الذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة.
وعلق موقع راديو "صوت أميركا" على الزيارة بالقول: إن الولايات المتحدة لم يكن لها علم مسبق بمحاولة الانقلاب التي جرت في يوليو/ تموز الماضي، وأن واشنطن لم تدعم يوماً من أسمتهم "الخونة الذي نفذوا محاولة الانقلاب".
ويبدو أن الأتراك قد أسمعوا الرجل الثاني في الولايات المتحدة أن دعم بلاده لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي" يعد من منظور تركيا مشكلة أمن قومي وأنها، أي واشنطن، يجب أن تراعي الخطوط الحمراء التي وضعتها أنقرة للتعاون معها كحليف في الناتو.
وبالمقابل فإن واشنطن لم تول لأي مطالب تركية أهمية بالغة، لأنها قالت بالحرف الواحد إن تسليم أو ترحيل أي شخصية مطلوبة لدولة أخرى ليس للرئيس الأميركي فيه أي صلاحية، بل هناك نظام قضائي وإجراءات مديدة.. ما يعني أن الربيع التركي - الأميركي لم يعد كما كان من قبل، وأن التحالف بين واشنطن وأنقرة قد تغير، وأن الذي سيحدد مستقبل هذه العلاقة هو المسألة السورية والتحالف الروسي - التركي عقب الزيارة التي قام بها أردوغان إلى موسكو أوائل الشهر الحالي.
شهاب المكاحلة - روسيا اليوم
المزيد في هذا القسم:
- 25 بين قتيل وجريح بينهم أفراد من الشرطة في تفجير جديد جنوب تركيا المرصاد نت - متابعات قتل شخصان بينهما شرطي وأصيب 23 آخرين اليوم الأربعاء جراء تفجير سيارة مفخخة أمام مبنى مديرية أمن قضاء “مديات” في ولاية مارد...
- النظام السعودي ومحطات الفشل المرصاد نت - إسماعيل المحاقري لم يعد خافياً على أحد أنّ النظام السعودي يعيش في نفق مظلم في اليمن ويواجه مأزقاً حقيقياً لا يقف عند حد الجانب الاقتصادي وحا...
- التوتر التركي ـ الأميركي: غولن أم آخرون؟ المرصاد نت - حسني محلي اتخذ التوتر المتزايد بين تركيا والولايات المتحدة منعطفاً خطيراً أول من أمس عندما رفض الرئيس رجب طيب أردوغان استقبال السفير الأميركي في ...
- «تفاهمات» المرحلة تلغي ما قبلها: إلى توسيع «اتفاق الخرطوم» ! المرصاد نت - متابعات يبدو أن ما قبل «اتفاق الخرطوم» ليس كما بعده بالنسبة إلى تحالف «قوى إعلان الحرية والتغيير» التي خاضت مواجهة مع المجلس العسكري منذ الانقلاب...
- رئيس الـCIA السابق: 3 دول عربية ستختفي عن الخريطة! المرصاد نت - متابعات أطلق مايكل هايدن مدير المخابرات الأمريكية السابق تصريحات خطيرة ولافتةً لغاية من ناحية حدّتها حيث أكّد على أنّ عدّة دول عربية ستختفي عن...
- ميركل تسحق منافسيها في الانتخابات وتفوز بولاية رابعة المرصاد نت - متابعات تمكنت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل الأحد من الفوز بولاية رابعة لمنصب المستشارية الألمانية بعد سحق منافسيها في الانتخابات التي جرت الي...
- ترامب للإسرائيليين: الحكام العرب يريدون التقرب منكم المرصاد نت - متابعات غادر دونالد ترامب فلسطين المحتلة بعد زيارة دامت 30 ساعة التقى فيها بنيامين نتنياهو ومحمود عباس كل على حدة. لم يطرح ترامب أي مبادرة تتع...
- الأتفاق النووي ما بين وعود أوروبا وجدية إيران ومفاجآتها المرصاد نت - متابعات لا يختلف اثنان بان موقف الحكومة الإيرانية حيال الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي اتسم بالحكمة والعقلانية ذلك القرار الذي انفردت “...
- الصورة الحقيقية للتوتر الأوروبي التركي: بعض الأسرار والحقائق! المرصاد نت - متابعات تصاعدت حدة التوتر بين تركيا والدول الأوروبية والتى وصلت الى ذروتها نهاية الأسبوع الماضي. لكن لهذا التصعيد أسرار وحقائق يمكن أن تكون أساسا...
- أمريكا ودَّعت العام 2016 ودفنت معه حُلم الشرق الأوسط الجديد المرصاد نت - الوقت لم يُخطئ "جون نيكسون" محلل وكالة الإستخبارات الأمريكية السابق عندما اعترف بحاجة أمريكا للتعامل مع أطراف جُدد قد يكونوا في موقع الأعداء لها ...