المرصاد نت - متابعات
مضى على الأزمة السورية ست سنوات وما يزال الرئيس بشار الأسد على رأس الدولة السورية كلامٌ كثير قيل وتحليلاتٌ كثيرة خرجت في حين تبدو الحقائق واضحة بقي الرئيس بشارالأسد
فيما رحل منهم من تآمر على الشعب والدولة السورية تغيَّرت الإدارة الأمريكية والسعودية والقطرية وتبدَّلت اللهجة التركية وأصبح الغرب بأسره رهن تطورات الأزمة الأسباب لذلك كثيرة لكنها لا تتعدى في مجموعها حقيقة أن المؤامرة الكبرى على سوريا سقطت. فيما لم يكن إسقاط النظام هدفاً بعيداً عن المؤامرة لما له من علاقة بضرب محور المقاومة ومحاصرة إيران واليوم نجد المشهد السياسي في المنطقة مشهداً آخر. حيث يتربع الرئيس الأسد كطرفٍ لا يمكن تجاوزه في أي حلٍ سوري حيث يُحدد وإدارته السياسية معالم المستقبل السوري في حين نجد أن عدداً من الزعماء بات من الماضي. فما هي قصة هذا التراجع؟ وكيف سقطت المؤامرة؟
التغيُّر في الموقف الأمريكي: براغماتية لا تخجل أمام المصالح!
خلال شهر آذار من العام 2015 بدأ التغيُّر في الموقف الأمريكي فخرج "جون براينان" مدير وكالة الإستخبارات المركزية الأميركية ليقول أن واشنطن لا تريد انهيار الدولة السورية وذلك خشية سيطرة الجماعات الإرهابية على الحكم تناغم معه وزير الخارجية الأميركي "جون كيري" حين أكمل مشهد التراجع مُصرحاً بأنه على أمريكا وحلفائها التفاوض مع الرئيس بشار الأسد من أجل تأمين الإنتقال السياسي في سوريا ولم يكتف كيري بذلك بل أعلن استعداد بلاده للتفاوض مع الأسد معتبراً أن هذا هو ما سيحصل في نهاية المطاف.
منذ ذلك الوقت غابت صفة "فاقد الشرعية" عن الرئيس بشار الأسد في القاموس الأمريكي وهو ما انسحب على الموقف الغربي بأسره ليُحدث هذا التحوُّل صدمة في السياسة الدولية لم تكن أقل أثراً من التراجع الذي خلفته لدى الكثير من الأطراف، والتي لحقت بسرعة بلغة الخطاب الأمريكي.
الموقف القطري: صمتٌ تجاه رحيل الأسد!
حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر السابق رحل في حزيران 2013 عن الحكم، دون أن يشهد أياً من أهدافه التي وضعها نظامه للأزمة السورية بل تنحى الرجل بإنقلابٍ أبيض قام به الأقربون. وجاء بعده ولده تميم ليخلُفه مضى على ركب والده لكنه سرعان ما خفَّف من خطاب التصعيد وخلال شهر كانون الثاني من العام 2016 زار أمير دولة قطر الجديد تميم بن حمد آل ثاني روسيا. حينها سادت الكرملين أجواء إيجابية حيث جاءت زيارة الأمير بعد تأخيرٍ بموعدها طال سنة ونصف والسبب كان موقف قطر من الأزمة السورية والرئيس الأسد.
فقد طالبت الدوحة منذ بدايات الأزمة السورية برحيل الأسد ودعمت معارضيه سياسياً ومالياً وإعلامياً ولم تبخل على الساحة السورية بأي نوعٍ من الإرهاب حيث كان لها الفضل الكبير في تمويل وتسليح "جبهة النصرة".
يوم القمة الروسية القطرية في موسكو لم يأت المسؤولون القطريون على ذكر الأسد بل اكتفوا حينها بدعوة الطرف الروسي إلى إيجاد حل لما اسموه معاناة الشعب السوري فيما كان موقفهم من دعم الحلول السياسية والتي كانت حينها تدعم إشراك الأسد إعترافاً ضمنياً بالواقع الجديد للأزمة السورية على الرغم من أنه وقبل شهرٍ واحدٍ فقد من الزيارة أكد وزير خارجيتها ومن موسكو أن الأسد فاقد للشرعية وهو ونظامه الراعيان الرئيسيان للإرهاب.
الموقف السعودي: بين إرضاء الأمريكي والرضوخ للواقع!
في كانون الثاني من العام 2015 استلم الملك سلمان بن عبد العزيز عرش السعودية وورث عن سلفه الملك عبد الله حُلم إسقاط النظام السوري وإزاحة الرئيس الأسد وما يزال الرجل حالماً دون أي نتائج لا سيما بعد أن تبدَّلت الظروف وغرقت السعودية في أزماتها الداخلية.
وفي نهاية العام 2016 خرج مسؤولون سعوديون ليُبلغوا موفدين أمريكيين أن الرياض لا تُعارض بقاء الرئيس بشار الأسد خصوصاً إذا كان هذا هو رأي واشنطن لكنها تتمنى أن توضح واشنطن رغبتها بعيداً عن براغماتيتها دون أن تترك السعودية في الواجهة الإقليمية مُنفردة هذا ما تناقله الإعلام الروسي والمُبرر السعودي لذلك كان انشغال الرياض بملفات أخرى حيث لم تعد الأزمة السورية من أولوياتها لكن حقيقة الأمر هي تبدُّل الموازين في سوريا والإنعطافة التركية وعدم وضوح الموقف الأمريكي خصوصاً مع وصول إدارة جديدة للبيت الأبيض.
التغير في الموقف التركي: تراجع في اللهجة ومراعاةٌ لضرورات الجغرافيا السياسية!
خلال العام 2016 بدأ التغيُّر في الموقف التركي حيث تراجع الرئيس أردوغان عن موقفه بعد أن فرضت روسيا بحراكها العسكري معادلاتٍ جديدة وتحولت مجريات الأحداث في الميدان السوري الى واقعٍ لم يعد يستطيع معه التركي المخاطرة. في حين كان تراجعه متزامناً مع تراجع أمريكا والدول الأوروبية لكن تغير الموقف التركي لم يكن بنتائجه كالتغُّير في المواقف الأخرى لأسباب جيوسياسية معروفة.
ومن عبارة "لا يمكن أن يضطلع بشار الأسد بأي دور في مستقبل بلاده" والتي رددها دوماً الرئيس التركي الى تصريحات رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم خلال شهر آب 2016، حول أن الأسد هو أحد الفاعلين في النزاع وأن الحوار معه قد يساعد في إنهاء الحرب في سوريا تغيَّر الموقف التركي. فيما يمكن القول أن الرئيس التركي اختلف عن حلفاءه الظرفيين تحديداً قطر والسعودية حيث لا مشكلة لأردوغان البراغماتي من تغيير موقفه في حال وجد مصلحةً لتركيا في ذلك.
إذن تبدَّلت الظروف وتغير المشهد. وكثيرٌ من الذين حاكوا مؤامرة إسقاط النظام سقطوا وباتوا من الماضي الذي لن يعود إليه أحد في حين بقي الرئيس بشارالأسد على رأس السلطة في سوريا كما أراد الشعب السوري وهو اليوم يُخطط للمستقبل!
المزيد في هذا القسم:
- تضارب الأنباء حول مصير العمال المختطفين بريف دمشق متابعات : تضاربت الأنباء المتداولة بشأن إطلاق "داعش" سراح العمال الذين اختطفتهم من معمل "اسمنت البادية" في مدينة الضمير بريف دمشق وحول قيام الجماعة بإعدامهم...
- العراق يسلم السفير التركي مذكرة احتجاج شديدة اللهجة المرصاد نت - متابعات أعلنت وزارة الخارجية العراقية الخميس عن وصول السفير التركي لدى بغداد الى مبنى الوزارة لتسليمه مذكرة احتجاج وصفتها بـ"شديدة اللهجة" بناء ع...
- التنسيق الأمني: ثالوث السلطة المدجّنة المرصاد نت - متابعات المفاوضات، التبيعة الاقتصادية والتنسيق الأمني ثلاثة قيود تكبّل السلطة الفلسطينية ولا مجال للفكاك منها إلا في عملية واحدة: حلّ السلطة نفسه...
- احتكاك سوري ـ تركي في عفرين ..وهدنة تنتظر بحث التعديلات الروسية المرصاد نت - متابعات ينتظر أن ينعقد مجلس الأمن مجدداً للتصويت على مشروع قرار معدل يطلب إقرار «هدنة» لمدة شهر في سوريا بعد توزيع مسودة معدلة قدمها ...
- أوكرانيا «تريد» الحرب مع روسيا... وبريطانيا تؤازر! المرصاد نت - متابعات بعد هدوء متقطّع شهدته منطقة البحر الأسود الأسبوع الماضي عادت كييف لتصعّد الموقف إذ تسلّم البرلمان الأوكراني مشروع قرار يدعو الرئيس إلى إع...
- سوريا ..قواعد الاشتباك مع العدو تتغير المرصاد نت - متابعات حملت الصواريخ السورية التي لاحقت الطائرات الإسرائيلية فوق أراضي فلسطين المحتلة رسائل حساسة في توقيتها تؤكد للإسرائيلي أن محاولاته لتقييد ت...
- إسرائيل تستهدف قطاع غزة بغارات جوية عقب تفجير عبوة ناسفة بجنودها المرصاد نت - متابعات أفاد مصدر أمني فلسطيني بأن طائرات الاحتلال الإسرائيلي شنت سلسلة غارات على المناطق الشرقية لقطاع غزة كما قصفت مواقع تابعة للمقاومة فيما أع...
- انتهاء الحرب على سورية ووراثة الزعامة الخليجية: سلطنة عُمان أنموذج المرصاد نت - متابعات معَ تحريرها من الاستعمار البرتغالي على يدِ رجالِ القبائل قبلَ ما يقارب أربعة قرون، أصبحت سلطنة عُمان أحد أقدم الدول العربية التي نالت است...
- “ناشونال إنترست”: “السعودية” تصدّر الإرهاب للعالم وتحارب الإعتدال! المرصاد نت - متابعات أعتبرت مجلة “ناشينونال إنترست” أن “السعودية” تصدّر الإرهاب والتطرّف لجميع دول العالم من خلال أستخدام أموال النفط ...
- أسئلة القاهرة لـ«حماس» تكثُر وتخضعها لـ«التحقيق»! المرصاد نت - متابعات رغم التحسن المفترض للعلاقة بين «حماس» والقاهرة لا يزال التعاطي المصري مع الحركة خصوصاً وغزة عموماً تعاطياً من أعلى إلى أسفل. ...