العوامية تحت الحصار والنظام السعودي ينتقم من أبناء حي المسورة

المرصاد نت - متابعات

أكثر من يوم كامل ونصف اليوم والعوامية في حصار شديد على كل مداخلها وأصوات الرصاص والانفجارات داخلها مستمرة بشكل متقطعawamah2017.5.14


 على مدى أربعة ايام ومدينة العوامية أشبه بساحة حرب جراء الهجوم الدموي الذي تشنه قوات الامن السعودية على اهالي حي المسورة شرق البلاد.

نار ودخان في كل مكان من الحي التاريخي بسبب بطش قوات الامن التي تتعامل بقسوة مع المدنيين العزل ما اسفر عن سقوط المزيد من الضحايا والمصابين عرف منهم المواطن علي ابو عبدالله، والطفل جواد داغر والمواطن علي محمد كاظم عقاقة اضافة الى مقيم هندي يدعي حيدر.

الهجوم الدامي الذي شاركت فيه مئات المدرعات لم تسلم منه حتى المساجد وطال مسجد السيد محمد الذي هدم بالكامل فيما مسجد الفتية بحي الديرة لم يسلم من القصف السعودي وهذا ما سمح باتهام السلطات بانها تتبع نهجا طائفيا في حملتها لهدم حي المسورة وترحيل سكانه البالغ عددهم اكثر من ثلاثين الف مواطن.
ويتهم اهالي حي المسورة السلطات بممارسة جريمة هدفها استئصال التاريخ والهوية لجهة ان الحي يعد من اقدم الاحياء التراثية القديمة والذي يعتبر شاهد على تاريخ ابناء المنطقة والاجيال التي خرجت من هذا المكان بمن فيهم علماء وشخصيات ادبية وثقافية وعلمية .
قوات الامن عمدت خلال اقتحام المدينة الى اعتقال عشرات المواطنين بالتوازي مع التحركات العسكرية في الحي الاثري الذي تساند الجرافات في هدمه باكمله وتشريد اكثر من ثلاثين الف مواطن في خطوة الغاية منها تغيير ديموغرافي بدوافع طائفية وانتقامية لمحو تاريخ العوامية الذي اقترن بتاريخ اية الله الشهيد الشيخ نمر باقر النمر لما يمثله هذا الرمز في التضحية ضد الظلم والطغيان .
حقوقيون ناشدوا المجتمع الدولي لوقف الجرائم التي ترتكبها السعودية بحق أهالي العوامية.وذلك مع استمرار محاصرة الحي حيث يعاني سكانه من نقص في الغذاء والمياه اضافة الى منع الطواقم الطبية من دخول المنطقة الامر الذي فاقم من الاوضاع الصحية والانسانية في هذه المنطقة .

إذ بدأت القوات منذ فجر الاربعاء الماضي الدخول بأعداد كبيرة جداً من المدرعات وأغلقت منافذ العوامية بالخرسانات أو الدوريات مماشكل حالة معاناة كبيرة للأهالي خاصة حين الدخول.تعطلت المدارس رغم الاختبارات النهائية كما تعطل الدوامات ومصالح الناس وحاجاتهم  وأغلق مستوصفي العوامية أبوابهما يوم الاربعاء والخميس كما تعطلت الحياة العادية في البلدة فمعظم المحلات لم تفتح وتوقف سير السيارات إلا بشكل خفيف وأظلمت الشوارع وعاش السكان في حالة خوف وهلع مع سماع صوت الرصاص او الانفجارات والهدم بين حين وآخر. وقد تضررت أعداد كبيرة من المنازل والسيارات.

كما اقتحمت القوات السعودية في ساعات الفجر الأولى من يوم الاربعاء حي المسورة التاريخي وسط بلدة العوامية في محافظة القطيف ذات الأغلبية الشيعية واستقدمت قوات الأمن عدداً من الجرافات والمدرعات المصفحة لتهديم منازل حي المسورة مسقط الشيخ النمر، وحتى هذه اللحظة ما زال الحصار مستمراً على الأهالي.

وبالتزامن مع محاصرة الحي وإطلاق الرصاص بشكل عشوائي على المباني السكنية منعت السلطات السعودية الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف من دخول العوامية لإسعاف الجرحى، كذلك الأمر بالنسبة للإعلاميين والصحفيين الذين منعوا من تغطية الهجوم العسكري على حي المسورة.

في صباح هذا اليوم ترددت أنباء عن دخول مجموعة جديدة من الكسارات وإغلاق طريق الهدلة وطريق السد من العوامية إلى القديح وإغلاق طريق البحاري وإغلاق الطريق المؤدي إلى صالة شهاب ومن جانبها وجهت المعارضة نداء إلى منظمة الصليب الأحمر للتدخل العاجل لإنقاذ المدنيين وإسعاف الجرحى في العوامية إلى ذلك أطلق الأهالي الذين ما زالوا محاصرين داخل الحي نداء استغاثة وأظهرت صور بثها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي سحب الدخان الكثيفة تتصاعد جرّاء انفجار القذائف واطلاق الرصاص داخل الحي.

وفرضت السلطات حِصاراً خانقاً على البلدة و منعت وصول الجرحى إلى المُستشفيات الذين وصل عددهم جرّاء الحملة الأمنية إلى أكثر من 25 جريح هذا بالإضافة إلى سُقوط قتيلين ومنعت حملة هدم المنازل التي تزعم السلطات أنها خطر على حياة ساكنيها من التحاق الطلاب بمدارسهم وإجراء الاختبارات النهائية جرّاء إطلاق النار الكثيف العشوائي على منازل الحي.
وبينما يتعرّض أهالي حي المسوّرة إلى حملة أمنية دموية شَرسة من قبل سُلطات بني سعود التزم الإعلام العربي بالصمت المُطبق وواصل تغطياته الإعلامية علي أشياء جانبية وهذا يَكشف وفق مُطّلعين الحال البائس ومدى سيطرة المال السعودي على إمبراطوريات الإعلام والتي تتباهى بنقلها للرأي والرأي الآخر الذي على المُشاهد العربي أن “يعرفه أكثر”.
مراقبون يرون أن “عملية الهدم” الأمنية في حي المسوّرة، تأتي في توقيت مُتعمّد تُصعّد فيه القيادة السعودية “الشابّة” لهجتها العدائية مع إيران التي تريد نقل المعركة إلى داخل أراضيها، وبالتالي تصعيد مع أذرعها التي تتّهمهم بالولاء لها وهي بفِعلتها تلك ضد أهالي حي المسوّرة في العوامية مسقط رأس الشيخ نمر النمر الذي أعدمته السلطات تقطع أي بادرة أمل للمُصالحات، وتزيد من نقمة وامتعاض واستياء الشيعة في محافظة القطيف والبلاد عُموماً الذين يَشعرون بتهميشهم وظُلمهم أساساً، يقول مراقبون.
سُلطات بني سعودي تعتقد وفق مراقبين أنها بحملاتها الأمنية المُباغتة والدموية ضد الأحياء المدنية تعتقد أنها تُسابق الزمن للقضاء نهائياً على أي حِراك مُسلّح قد يتم اللجوء إليه ضدها خاصّة مع أدعائها وسعيها نقل المعركة للداخل الإيراني والمُتمثّل في تثوير الأحواز وغيرهم ومن الطبيعي أن تقوم بعمل وقائي على أراضيها والتخلّص من المُعارضين بزعم التنظيم الإداري ودعوي مُكافحة الإرهاب على وجه التحديد .

يقع حي المسورة التاريخي في قلب بلدة العوامية القديمة وهو مشيّد منذ 300 عام ويسمى المسورة لبناء سور حوله ويعرف لدى أبناء العوامية بتسمية “الديرة” أو “داخل الديرة” وهو يضم شوارع ضيقة وبيوتاً متلاصقة.

ويصل عدد الأبنية داخل الحي إلى أكثر من 400 بناء تجبر السلطات أصحابها على نزع ملكيتها، ومعظم هذه الأبنية تعود إلى قرابة 200 عام وقد شيّدت على الطراز القديم وهي تحافظ على الذاكرة التاريخية للعوامية التي بدأت الحكومة محوها تماماً. وتقول الحكومة إن مشروع الهدم يهدف إلى تحديث العمران وتنفيذ مشروع للتطوير العمراني.

ولكن في المقابل يشكك أهالي العوامية في نية السلطات السعودية ويعتبرون ما تقوم به ليس إلا نوع من الانتقام من أهالي الحي لمشاركتهم في الحراك السلمي المعارض ومطالبتهم بحقوقهم المشروعة.

 

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية