الإعلام يطبّل للملك «الشَبَبْلك» والنساء السعوديات لن يتمكن من قيادة السيارات

المرصاد نت - متابعات

«أخيراً ستقود الملكة» هذا ما دوّنته امرأة سعودية احتفالاً بالمرسوم الملكي الذي أصدره الحاكم السعودي ويقضي بالسماح للمرأة بقيادة السيارة مما يكسر عقوداً من هضم حقّ هو wamenksa2017.9.27من الحقوق البديهية للمرأة حالما صدر القرار أول من أمس انهمرت ردود الفعل عربياً وعالمياً.


هيئة كبار العلماء في السعودية التي لطالما حاربت قيادة النساء كونها «تفتح أبواب الشرور» سرعان ما انقلبت فغرّدت على تويتر: «حفظ الله خادم الحرمين الشريفين الذي يتوخى مصلحة بلاده وشعبه في ضوء ما تقرره الشريعة الإسلامية». أما المغرّدون فقد انقسموا بين مؤيد ومعارض للقرار فيما شهدت التدوينات جدلاً واسعاً عبر هاشتاغات عدة تصدرت تويتر أهمّها #الملك_ينتصرُ_لقيادة_المرأة و# سوقي_لاتصدميني و#ستقودي_ولن_تعودي و#الشعب_يرفض_قيادة_المرأة على اعتبار أنّ القرار الملكي يعطي أبسط الحقوق للمرأة وبين من وجد أنّ للقرار أبعاداً سياسية تمهّد الطريق لوصول ولي العهد محمد بن سلمان للحكم وتقديمه على أنه «نصير الشباب والبديل الأفضل للمملكة العجوز».

الناشطة الحقوقية لجين الهذلول التي اعتقلت عام 2014 بسبب قيادتها السيارة من الإمارات إلى الحدود السعودية متحدية بذلك قرار الحظر المفروض على النساءغردت قائلة: «الحمد لله».

منال الشريف رفيقة لجين في النضال والمعتقل وصاحبة حملة «سأقود سيارتي بنفسي» غرّدت أيضاً بأنّ «السعودية لن تكون كما كانت في السابق» معلنة من أستراليا حيث تقيم عن تزامن القرار الملكي مع إصدار كتابها «القيادة نحو الحرية» (دار التنوير) عن تجربتها في حملات المطالبة بقيادة المرأة في المملكة.

من ناحيته أرجع الصحافي جمال خاشقجي الذي صار يصنّف ضمن خانة «المعارضين» الفضل في هذا القرار إلى تضحيات النساء اللواتي واصلن مطالبتهن وتحملن الأذى من أجل هذا اليوم التاريخي: «يجب ألا نغفل تضحيات نساء فاضلات أبقين هذا القضية حية وتعرضن للأذى، البعض يدين لهن بالاعتذار والشعب يدين لهن بالشكر». الكاتبة والباحثة الكويتية إيمان شمس الدين، دخلت على الخط أيضاً فغردت «ألف مبروك للمرأة السعودية إصرارها على أبسط حق إنساني لها»، كما لفتت إلى أنّ «المشكلة ليست في قرار السماح للمرأة السعودية بالقيادة بل كيف سيطبق القرار ومتى؟».

أم الأكاديمية السعودية  د. مضاوي الرشيد فقالت إنه "من الغريب والطريف" أن يعلن ممثل السعودية في الأمم المتحدة خبر السماح للمرأة بقيادة السيارة وكأن القرار موجّه للدول الأخرى وليس للداخل السعودي" وربطت الرشيد قرار الحاكم السعودي السماح للنساء بقيادة السيارات في المملكة بـ"معركة داخلية في السعودية" مضيفة أن "النظام الجديد هو نظام سلمان وابنه اللذان يريدان أن يوصلا للعالم أن هناك مملكة سعودية تختلف عن المملكات السابقة ويريدان أن يطيحا بأديولوجية الدولة والتي نسميها الأديولوجية الوهّابية".

وأشارت الأكاديمية السعودية إلى أنه "مهما صرفوا على شركات العلاقات العامة في العالم كله من الولايات المتحدة إلى بريطانيا لن يستطيعوا تحسين سمعة المملكة لأنه ارتبط اسمها بأمرين: اضطهاد المرأة والراديكالية الجهادية" لافتة إلى أنّ هذا القرار "لا يغطي المعضلة الرئيسة وهي الوصاية على المرأة أو الولاية".

وتحدثت الرشيد عن "المعنَّفات" بالسعودية وكشفت أن "أكثر من 1000 فتاة سعودية هربن من البلد بحسب تقرير مجلة إيكونومست البريطانية وأعيد بعضهن للسعودية" كما شددت الأكاديمية السعودية إلى "انتهازية وانتقائية الولايات المتحدة الأميركية التي لا تظهر إلا مساوئ الدول التي تعاديها لأنهم لم ينتقدوا حقوق المرأة المهدورة قبل ذلك بالعكس كان ترامب يرحب بكل ما يسمى بالإنجازات الاقتصادية التي وعده بها محمد بن سلمان"ولفتت إلى أن "المرأة المسلمة أصبحت قضية ترامب من أجل الهجوم على بعض الدول الإسلامية تحت ذريعة تحرير المرأة المسلمة من الضيم الذي تعانيه من قبل الرجل المسلم".

و;كان السفير السعودي عبد الله المعلمي أدلاء بتصريح صحفي بالأمم المتحدة "سيدي الرئيس سيداتي وسادتي قد تكونوا مهتمين بمعرفة أنه قبل بضع دقائق صدر مرسوم ملكي في المملكة السعودية يعطي المرأة الحق في القيادة".

الاهتمام بالمرسوم الملكي السعودي لم يقتصرعلى مواقع التواصل الاجتماعي بل شمل وسائل إعلام أجنبية وخصوصاً الأميركية شبكة «سي. أن. أن» علّقت بالقول إنّ «المرأة السعودية ستكون قادرة على القيادة لكن العديد من القيود المفروضة على حياتها لا تزال سارية»

وفي تقرير جديد أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن النساء في السعوية لن يتمكن من قيادة السيارات في الوقت الراهن بالرغم من قرار الملك الأخير وأضافت الصحيفة الأمريكية أن من بين الأسباب التي قد تحول بين السعوديات وقيادات السيارات في الوقت الحالي  أن المملكة لا تتمتع ببنية تحتية لتعلم النساء القيادة أو الحصول على رخص القيادة وأكدت الصحيفة أن أجهزة الشرطة السعودية تحتاج الى تدريب للتعامل مع النساء في الطرقات وذلك في مجتمع نادراً ما يتفاعل فيه الرجال مع النساء في الحياة العامة، بحسب وصفها.

في الوقت الذي ذكّرت فيه صحيفة «فايننشال تايمز» بأوّل احتجاج في السعودية على قيادة المرأة عام 1990 بعد غزو العراق للكويت كون «الكثير من النساء اللواتي شاركن في حملة القيادة تمت ملاحقتهن ونبذهن وقد تم إحياء الدعوة من جديد للقيادة النسائية مع بداية الربيع العربي في 2011 بقيادة جيل الشباب من الناشطات وكثير منهم تعلموا في الخارج» ونشرت الصحيفة الأميركية تعليق الناشطة حصة الشيخ التي قادت سيارتها في أوائل التسعينيات: «تهانينا للمرأة السعودية. لقد عشنا لنرى هذا اليوم بعد 27 عاماً».

صحيفة «نيويورك تايمز» رأت أنّ هذا القرار سيكون «بداية لتوسيع دور المرأة ومشاركتها في سوق العمل» موضحة أنّه «يقدّم المملكة بثوب جديد للعالم».

الي ذلك وضعت «هيئة الإذاعة البريطانية» المرسوم في إطار «تغييرات متسارعة تشهدها السعودية باتجاه جعل المجتمع أكثر انفتاحاً» مشيرة إلى أنّه سبقه «السماح للمرأة بالمشاركة في الاحتفالات باليوم الوطني»... ولفتت أيضاً إلى أصوات تتناول القرار في سياق «رؤية الأمير محمد بن سلمان لتغييرات سياسية واجتماعية واسعة في السعودية، ومحاولة الحد من نفوذ الفكر الوهابي» مرجّحة أن يكون هذا ما يفسّر «ترحيب واشنطن السريع بالخطوة السعودية» وأضافت bbc أنّ القرار صدر في وقت تناولت فيه الكثير من التقارير «الحرب السعودية في اليمن وعدم تحقيق حسم عسكري في هذه الحرب رغم أنها مستمرة منذ أكثر من سنتين مما يراه بعض المحلّلين إخفاقاً واضحاً علاوة على إخفاق السعودية في تحقيق التغيير الذي سعت إليه في سوريا».

وأصدر مرسوم أمس الثلاثاء يسمح بموحبه للنساء بقيادة السيارات رغم اعتراض المؤسسة الدينية التي اعتبرت في وقت سابق أن قيادة النساء للسيارات حرام شرعاً ويؤدي الى عدم التكافؤ وانهيار الأسرة السعودية بينما اعتبر عدد من مشايخ الوهابية أن القيادة مضرة صحياً للنساء!.

ولكن بعد مرسوم الملك أعربت "هيئة كبار العلماء" في السعودية عن تأييدها "لكل ما يراه ولاة الأمر في المملكة مصلحة للبلاد والعباد" في موقف اعتبره المحللون أنه تأكيد على أن الفتاوي في السعودية تفصل على مقاس الحاكم وليس لها اي بعد ديني.

وكانت وكالة الأنباء السعودية نشرت خبر إصدار "أمراً سامياً" بتشكيل لجنة على مستوى عال من الوزارات ستقوم برفع توصياتها خلال 30 يوماً ثم تطبيق قرار قيادة المرأة للسيارة بحلول حزيران/يونيو 2018 وأشار الأمر الملكي إلى "ما يترتب من سلبيات من عدم السماح للمرأة بقيادة المركبة والإيجابيات المتوخاة من السماح لها بذلك مع مراعاة تطبيق الضوابط الشرعية اللازمة والتقيد بها".

وذكر أن ما رآه أغلبية أعضاء هيئة كبار العلماء بشأن قيادة المرأة للمركبة هو "أن الحكم الشرعي في ذلك هو من حيث الأصل الإباحة وأن مرئيات من تحفظ عليه تنصب على اعتبارات تتعلق بسد الذرائع المحتملة التي لا تصل ليقين ولا غلبة ظن".

وبعد ساعة من الإعلان  قال خالد بن سلمان السفير السعودي لدى واشنطن إنه "يوم تاريخي وعظيم" وأضاف في تصريحات للصحفيين "تعتقد قيادتنا أن هذا هو الوقت المناسب لهذا التغيير لأن لدينا في السعودية حالياً مجتمعاً شاباً وحيوياً ومنفتحاً".

ورحبت وزارة الخارجية الأميركية بالقرار باعتباره "خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح" وقال البيت الأبيض في بيان منفصل إن "الرئيس دونالد ترامب أشاد بالقرار". وتعهد البيان "بالدعم الأميركي لخطة أعلنتها السعودية العام الماضي للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي" وجاء في البيان "هذه خطوة إيجابية صوب دعم حقوق وفرص النساء في السعودية... سنواصل دعم السعودية في جهودها الرامية إلى تعزيز أركان المجتمع السعودي والاقتصاد من خلال إصلاحات كهذه وتطبيق الرؤية السعودية 2030". 

وعلى مدى أكثر من 25 عاماً قامت ناشطات بحملات من أجل السماح للمرأة بالقيادة وشمل ذلك تحدي الحظر بالقيادة في الشوارع وتقديم التماسات للملك ونشر تسجيلات مصورة لأنفسهن على وسائل التواصل الاجتماعي وهن يقدن سيارات وتعرضن بسبب تلك الاحتجاجات للاحتجاز وواجهن مضايقات.

وتخضع النساء في السعودية قانوناً لوصاية الرجال الذين تجب موافقتهم على القرارات الأساسية التي تتخذها النساء في مجالات كالتعليم والعمل والزواج والسفر بل والعلاج وهن ملزمات بحكم القانون أيضاً بارتداء الثياب الطويلة والحجاب ويحتجن لموافقة الولي على معظم الإجراءات القانونية.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية