غارة إسرائيلية تستهدف مركز بحوث علمي بضواحي دمشق

المرصاد نت - متابعات

شن طيران العدو الاسرائيلي ليل الأثنين غارة صاروخية على منطقة جمرايا بريف دمشق وتصدت الدفاعات الجوية السورية لصاروخين اطلقتهما طائرات العدو الإسرائيلي باتجاهDamscous2017.12.4 مركز البحوث العلمية في جمرايا بضواحي دمشق حيث سقط صاروخ دون وقوع ضحايا.


وسماع أصوات انفجارت قوية في منطقة جمرايا بريف دمشق ناجمة عن غارة جوية لطائرات العدو الإسرائيلي على قرية جمرايا في منطقة قدسيا بمحافظة ريف دمشق جنوبي سوريا حيث استهدفت مركز البحوث العلمية في وقتٍ أعترضت الدفاعات الجوية السورية  ثلاثة صواريخ إسرائيلية من أصل ستة استهدفت جمرايا وقامت الدفاعات السورية بالتصدي  للطائرات المعادية وأتى القصف بعد أقل من ثلاثة أيام على استهداف العدو الإسرائيلي لأحد المواقع العسكرية في محيط مدينة الكسوة؛ جنوب دمشق وسبق أن تعرض مركز البحوث العلمية في جمرايا لاعتداءَين إسرائيليين سابقين في عام 2013.

 بدوره قال التلفزيون السوري إن "العدو الاسرائيلي أطلق مساء اليوم الإثنين عدة صواريخ باتجاه احد المواقع العسكرية بريف دمشق وتصدت لها وسائط دفاعنا الجوي وتمكنت من تدمير 3 صواريخ" وترافق ذلك مع تحليق مكثف للطائرات الحربية الاسرائيلية في أجواء الجنوب اللبناني على مستوى منخفض وكانت الدفاعات الجوية السورية تصدّت في 2 كانون الأول/ ديسمبر  للصواريخ التي دمرّت هدفين عسكريين وأكد التلفزيون السوري أنّ الاعتداء الإسرائيلي أدى إلى أضرار مادية في الموقع العسكري المذكور.

وبحسب مصادر عسكرية سورية فقد تمّ التصدي لأحد الصواريخ ونشرت صوراً تظهر تدمير أحد الصواريخ في الجو وذكرت المصادر أنّ أنظمة دفاع جوي روسية أسقطت أحد الصواريخ التي أطلقتها إسرائيل على أحد أهداف الجيش العربي السوري بريف دمشق.

ونقلت عن مصادر موثوقة في روسيا أنّ "أنظمة الدفاع الجوي - الصاروخي من طراز "بانتسير - أس ١" التي يشرف عليها خبراء عسكريون روس في سوريا أسقطت أحد الصاروخين اللذين أطلقتهما إسرائيل على أهداف في منطقة الكسوة في ريف دمشق الجنوبي قبل يومين".

اعتداء إسرائيلي على سوريا: العنوان موسكو... والنيّة طهران

لم يكن الاعتداء الذي نفذه جيش العدو اليوم و قبل يومين ضد أحد المواقع العسكرية في محيط الكسوة جنوب دمشق رداً على انزلاقات... ولم يزعم أحد في تل أبيب أن الاعتداء يأتي ضمن استراتيجية الاستهداف التي تنفذها ضد أسلحة نوعية في طريقها إلى حزب الله في لبنان. بل شكّل اعتداءً عسكرياً مباشراً على الأراضي السورية وضربة ابتدائية مباشرة ضد هدف تابع للجيش العربي السوري.

مُهِّد لهذا الاعتداءت على المستوى الإعلامي قبل ثلاثة أسابيع عندما نشرت محطة «بي بي سي» البريطانية؛ ومعها وسائل إعلام إسرائيلية ما قالت إنه صور أقمار اصطناعية حصلت عليها من مصادر وصفتها بأنها «جهات استخبارية» غربية لِما زعمت أنها قاعدة إيرانية في الجنوب السوري. مع الإشارة إلى أن هذا الاعتداء أتى بعد أيام من إعلان وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أنه ليس في سوريا وجود عسكري إيراني إلا بضع مئات من المستشارين.

رغم ذلك القدر المتيقن أن الاعتداء على الأراضي السورية، يشكّل رسالة إسرائيلية في سياق خيارات مواجهة ما تقدره تل أبيب من تهديدات متصاعدة تتصل بمرحلة ما بعد انتصار الجيش السوري على الجماعات الإرهابية والتكفيرية، وكجزء من محاولات فرض خطوط حمراء تتصل بتحديات مرحلة ما بعد انتصار محور المقاومة في الساحتين السورية والإقليمية، لجهة أثره على الأمن القومي الإسرائيلي.

أياً كانت صحة المزاعم التي روّج لها الإعلام الإسرائيلي بشكل مكثف حول أن الهدف يُعَدّ كي يكون مستقبلاً قاعدة إيرانية في الجنوب السوري، فهو يعكس حقيقة أن "إسرائيل" تعمدت وحرصت على استهداف المكان قبل أن يصبح محسوباً بشكل رسمي أو علني على الإيرانيين. وهو ما أشار إليه المعلق العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، اليكس فيشمان، بالقول إن "إسرائيل" أرادت توجيه رسالة مفادها «أني أفعل ذلك قبل أن تدشّنوا هذه القاعدة وترفعوا هنا أعلاماً إيرانية».

ويعني ذلك، أن هناك إدراكاً إسرائيلياً مسبق لخطورة هذا المسار، ونتيجة ذلك كان هناك حرص إسرائيلي على تجنّب سيناريو عملاني يؤدي إلى التدحرج نحو مواجهة عسكرية واسعة.

وكان لافتاً جداً، أن جميع المحللين العسكريين في مختلف وسائل الإعلام الإسرائيلية ضخّوا رسالة موحدة في مضمونها ودلالاتها، وبوتيرة موحدة. وهو ما أكد أن المصدر واحد ــ حتى لو افترضنا صحتها ــ وأن الإعلام الإسرائيلي بالرغم مما يتمتع به من هامش واسع نسبياً، يبقى مراسلوه ومعلقوه العسكريون جنوداً في معركة الأمن القومي، قبل أن يكونوا مهنيين.

مع ذلك حاولت صحيفة «هآرتس» في افتتاحيتها حرف وجهة تفسير دوافع هذا الاعتداء باتجاه الوضع الداخلي الإسرائيلي، وتساءلت عمّا إذا كان قرار الاعتداء مرتبطاً بالصراعات السياسية الداخلية.

وتوقفت الصحيفة عند الدلالات التي ينطوي عليها قرار مهاجمة «هدف سوري لا يشكل تهديداً لها في حين أنها تمتنع عن مهاجمة قواعد لحزب الله الصاروخية في لبنان على الرغم من أنها تشكل تهديداً دائماً (لها)».

وحذرت من مخاطر لعب "اسرائيل" على حافة الهاوية في إشارة إلى إمكانية أن تقرر القيادة السورية بأن ما جرى تجاوز لخطوط حمراء محددة، وترد بما يتناسب.

أتى الاعتداء قبل وبعد وبالتزامن مع رسائل ومساعٍ إسرائيلية على خطّي موسكو وواشنطن بهدف التوصل إلى معادلة تُجنّب "إسرائيل" مخاطر انتصار الدولة السورية على الجماعات الإرهابية والتكفيرية.

لكن هذا الاعتداء كشف وأكد فشل الاتصالات والمساعي الإسرائيلية السابقة، وعكس إدراك تل أبيب لمحدودية مفاعيل الرسائل والتهديدات التي وجهتها طوال الأشهر الماضية. فلم ينفع الصراخ، ولا التهويل ولا التهديد، لكونه لم يترك الأثر المؤمَّل لدى أيٍّ من الجهات المعنية، في موسكو ودمشق وطهران.

في ضوء ذلك وجدت تل أبيب نفسها بين حدّين: إما الاكتفاء بالاتصالات مع العواصم الدولية المؤثرة في الساحتين السورية والإقليمية أو اللجوء إلى خيار عسكري واسع يمنع بالقوة تبلور الواقع الذي تُحذّر منه. من الواضح أن "إسرائيل" تريثت في انتظار تبلور مفاعيل الصراخ الذي تعددت منصاته، من موسكو إلى واشنطن إلى تل أبيب، وعلى خطوط الهاتف عبر الاتصالات مع الرؤساء الدوليين.

وعندما لم تلمس مفاعيل جدية عمدت إلى اتخاذ قرار بالانتقال إلى اللعب على حافة الهاوية، في محاولة للإيحاء بأنه إذا لم تُلبَّ مطالبها بخصوص مستقبل النفوذ والوجود الإيرانيَّين، فإنها ستضطر إلى خيارات عسكرية واسعة، بهدف إضفاء قدر من الجدية على تحذيراتها.

ويمكن التقدير بأن وجهة هذه الضغوط والرسائل؛ هي بالدرجة الأولى موسكو في محاولة لرفع مستوى القلق لديها من سيناريو مواجهة عسكرية واسعة تربك صيغة الحل السياسي الذي تعمل عليه في الساحة السورية.

أما عن خلفية كون موسكو هي العنوان الأول فلكونها بنظر تل أبيب المدخل الإلزامي لأي ترتيب أو تعديل على أي ملف سياسي أو أمني في سوريا ولكونها باتت العنوان الذي توجه إليه كافة الرسائل الدولية والإقليمية في كل ما يتعلق بالساحة السورية وعلى أمل أن يتم من خلالها وعبرها التأثير في الفرقاء الآخرين، وعلى رأسهم طهران.

على مستوى النتائج، لم تنجح تل أبيب ــ حتى الآن ــ في كل رهاناتها على الساحة السورية ولم تثمر كل رسائلها ولم تتمكن من الحؤول دون انتصار الجيش السوري وسائر أطراف محور المقاومة. ولم تتمكن من فرض إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، الذي ترى أنه الشرط اللازم والضروري لتمرير الكثير من المخططات التي تراهن عليها.

مع ذلك يأتي اعتداء الكسوة امتداداً لمساعيها للحد من تداعيات التحول الاستراتيجي والتاريخي الذي شهدته الساحتان السورية والإقليمية على معادلات الصراع.

لكن أحداً في تل أبيب لم يُظهر جرأة حتى على مستوى التقدير بأن ما جرى سيؤدي الى تغيير جذري في معادلات الصراع وفي تغيير مسار الأحداث على الساحة السورية. بل صدرت أصوات تؤكد أنّ من المستبعد أن يتحقق ذلك وأخرى تبارك الاعتداء، ولكنها تحذر من الانزلاق إلى مواجهة عسكرية واسعة انطلاقاً من القلق بأن ما كان ليس بالضرورة هو ما سيكون في كل المراحل اللاحقة.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية