المرصاد
▪️ في كتابه ( رقعة الشطرنج الكبرى ) يرى زيبغينو بريجنسكي أن بلقنة دول منطقة القوقاز وأوراسيا التي تضم أكثر من 400 مليون نسمة، يجب ان يكون هدفاً للولايات المتحدة لضمان تفردها في قيادة العالم ، عبر تدخلها في الصراعات التي ستحدث داخل دول هذه المنطقة ، ويضع بريجنسكي في رأس القائمة ثلاثة دول هي ( تركيا - إيران - كازخستان ) ..........
▪️فإذا كانت إيران أثبتت تماسكها وقوتها بالرغم من الضغوطات والعقوبات والحرب الاقتصادية والاعلامية والمخابراتية عليها .... واذا كانت كازخستان منطقة نفوذ روسية وحليف أول لموسكو لا تسمح بالتضحية به تحت أي ظرف ... فإن تركيا ستكون الحلقة الأضعف التي ستلجأ الولايات المتحدة الى اطلاق شرارة البلقنة منها ، اذا ما ارادت تطبيق رؤية بريجنسكي الشهيرة ...
▪️اليوم تقدم تركيا الأردوغانية العثمانية نفسها للأميركي كقوة قادرة على تنفيذ المخطط الأميركي في منطقة اوراسيا والبلقان وحتى شرق المتوسط ، ، وتحقيق الاجندة الأميركية ، من خلال التدخلات واشعال التوترات في تلك المنطقة وتقدم ذلك كخطة بديلة عن خطة بريجنسكي التي ترى في تفجير تركيا على انه الإجراء الأفضل ، حتى الان لا تمانع الولايات المتحدة ان يقوم أردوغان في تنفيذ خطته البديلة ، وبالنسبة للولايات المتحدة وفي ظل ظروفها التي تمر بها ، ترى في بهلوانيات أردوغان في كل الاتجاهات عملا جيدا يخدم مصالحها الحالية ويعرقل تسارع النفوذ لكل من روسيا وإيران والصين ، ويساهم في تحسين أوراق التفاوض لها في ملفات شتى عالقة بينها وبين القوى الثلاث ، فماذا يضرها من هذا الدور الوظيفي المجاني الذي تقوم به تركيا في الوقت الضائع ..
▪️في الجانب الآخر فإن القوى الثلاث ( روسيا والصين وإيران ) تدرك أيضاً ما تقوم به تركيا وتتعامل معه ايضا كخيار أفضل من خيار اسقاط تركيا في المرحلة الحالية ، ريثما تكون قد حققت مزيداً من النفوذ وانهت العديد من الاتفاقيات الاستراتيجية على مستوى الاقليم والعالم ، واغلقت العديد من الملفات العالقة في اكثر ساحة من الساحات ...
▪️بالمحصلة فإنه بالنهاية ستاتي اللحظة التأريخية االتي سيجد التركي نفسه فيها قد قدم أكبر من حجمه وتشتت على اكثر من جبهة وتورط مع الجميع ، وسيجد الأميركي نفسه مضطراً للتضحية به في ظل استمرار تراجعه وانكفائه وانشغاله باوضاعه الداخلية المستجدة ، وزيادة الضغط عليه من قبل المحور الشرقي ، وسيضطر للعودة الى خطة بريجنسكي....
كتب : م. حيان نيوف - باحث وكاتب سوري
المزيد في هذا القسم:
- العدوان على اليمن: من حلقات الصراع العربي الصهيوني! المرصاد نت منذ ستينات القرن الماضي احتدم التنافس الإقليمي والدولي للوجود في البحر الأحمر، ووقعت اليمن ضحية تلك المطامع للسيطرة على أهمّ الموانئ البحرية، والمم...
- مذبحة حجاج اليمن.. ذكـرى عصية على النسيان! المرصاد نت يحيي اليمنيون الذكرى المائة لمذبحة حجاج اليمن في تنومة وسدوان على يد آل سعود عام 1923م. وتشهد العاصمة صنعاء عدداً من الفعاليات لاحياء ال...
- تنازل الملك سلمان عن العرش! المرصاد قال مدير برنامج الخليج في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى “سايمون هندرسون” إن الملك “سلمان عبدالعزيز” قد يتنازل في الفترة الحالية عن العرش لنجله المفضل...
- فشل خطة الضم والمعركة المقبلة! المرصاد نت الأول من تموز/يوليو كان موعد تنفيذ "خطة الضم" الذي أعلنه نتنياهو لضم أجزاء من الضفة و تعادل 30% من مساحتها وتشمل الأغوار التي تعتبر الخزان الغذائي ...
- عن شيطنة المقاومة في لبنان! المرصاد نت عملت الماكينة الإعلامية والأكاديمية للغرب الاستعماري عقوداً ولا تزال على تسخيف نظرية «المؤامرة». أرادت إقناع الناس بأن الدول القوية لا تتدخل في شؤو...
- اليمن الفقير سيصبح من أقوى إقتصاديات العالم! المرصاد نت نشرت مجله (نيوزويك الأمريكية) تقريرا مهماً للخبير المغربي الاقتصادي الدولي حبيب ولد داده وهو أحد الاقتصاديين في بورصة نيويورك ومهندس سوق الاور...
- زراعة الفواكه في اليمن .. مؤشرات إيجابية رغم التحديات! المرصاد نت - متابعات ارتفع إجمالي إنتاج اليمن من الفواكه حسب تقرير كتاب الإحصاء الزراعي الأخير عن النشاط الزراعي خلال العام 2019م من 938,523 طناً في العام 201...
- أيام غاضبة تكتسح مدينة عدن! المرصاد اكد مدرم الحرسي ابو سراج الناطق الرسمي لتحضيرية "كلنا لإجلك ياعدن" عن اجراء حوارات وتشاورات مع منظمات المجتمع المدني وشرائح اجتماعية عديدة لمختلف المدي...
- بكين وطهران نحو أكبر اتفاق جيوسياسي في القرن 21 يمهد “للعصر الصيني” المرصادكتب: د. حسين مجدوبيالشق العسكري والحضور الصيني والروسي في إيران العنوان الجيوسياسي لهذه الاتفاقية، فموجبها ستحصل الصين على امتيازات عسكرية في إيران المطل...
- عسى أن نستيقظ وتنهض أمة العرب قبل أن تصبح للقاحات والسموم مكب للشرق والغرب المرصاد-متابعات هذه دراسة طبية رسمية من موقع NIHمكتبة الطب الوطنية، وإليكم الملخص كترجمة حرفية: مصدر الدراسة: undefined خلفية الدراسة: مع استمرار انتشار مر...