الشيخ محمد يحيى الغولي في حوار خاص للمرصاد: تحركنا الثوري في عمران ضمن إطار حملة 11 فبراير وسيستمر حتى تحقق الاهداف!! بدأت عملي السياسي عقب اغتيال الحمدي ولا زلت في الحزب الاشتراكي, ونرحب بعودة قيادات الحزب,, وهذه تفاصيل احداث عمران

 

الشيخ الغوليحاوره : توفيق الحميري,,

الشيخ محمد يحيى الغولي احد مشايخ محافظة عمران الذين كان لهم دور بارز في الاحداث الأخيرة التي جرت بمحافظة عمران وثورة ابناءها ضد قوى النفوذ التي كانت تسيطر على القرار في محافظة عمران,,

المرصاد التقى الشيخ محمد الغولي في منزله وكان لنا هذا الحوار الشيق معاه,,

نرحب بكم في البداية شيخ محمد يحيى الغولي كنتم وسط الحدث وعايشتم تفاصيله في محافظة عمران هل من الممكن ان تحدثنا عما جرى ؟

طبعاً بداية الامر ما حدث في محافظة عمران او بالأصح في مدينة عمران ان المواطنين أرادوا تفعيل مسيرة سلمية ضمن حملة 11 فبراير ثورة ضد الفساد وكبقية المحافظات التي خرجت في تلك المسيرات ولكن منذ اللحظة الأولى بوجود تعنت ورفض بطرق ملتويه كانت محل توليد إصرار اكثر على المشاركة في المسيرات فيما بعد ,,

تقدم منظمي المسيرة من أعضاء حملة 11 فبراير بمذكرة الى سلطات المحافظة ولكن المحافظ طلب تأجيل المسيرة لدواعي ليست مقبوله واستمر أبناء المحافظة في اصرارهم على ممارسة التظاهر سلميا كباقي أبناء المحافظات الأخرى واثناء الترتيب للمسيرة تفاجئ أبناء المحافظة  بتدخل من قبل لجنة وساطة رئاسية كانت تعمل في مناطق أخرى وتم توجيه طلب الى أبناء المحافظة من قبل اللجنة بتأجيل المسيرة حتى تلتزم سلطة المحافظة بترتيب إجراءاتها الأمنية ومن ثم أقدمت سلطات المحافظة المتمثلة بالمحافظ على منع المظاهرات وسط تعنت متزايد واعتقد ان وجود اللجنة الرئاسية في بداية الامر جعلنا نتسأل لماذا الوساطة ؟؟ ومن الذي يتقاتلوا حتى تأتي لجنة وساطة للتفاوض حول إقامة مسيرة ؟؟ كان كل ما في الامر هو ان التهديدات تصل المظاهرات من قبل المذكورين دماج والقشيبي واتباعهم عبر الانتشار المسلح ورفضهم لعمل حماية للمتظاهرين بل واستهداف ارواحهم,,

بعد اكثر من لقاء بين قيادات المجتمع في المحافظة اتضح ان الرد من المحافظ المقال محمد دماج واللواء حميد القشيبي يصرون على منع أبناء المحافظة من التظاهر سلمياً وهذا ما جعل الإصرار الشعبي والمجتمعي اكبر ,,

كان للقاء الذي أقيم بجوار جبل ضين في مارس الماضي وقعه المؤثر حين وجه أبناء المجتمع رساله الى سلطة المحافظة انه يتوجب عليها حماية المتظاهرين مالم فأن أبناء المجتمع والقبايل هي من ستقوم بحمايتهم بنفسها,,

هذه الرسالة مكنت الناس من اجراء اول مسيرة سلمية الى داخل المدينة وكانت المسيرة ناجحة ولكن بعض وسائل الاعلام وظفت المسألة على غير طبيعتها الإيجابية واراد الإصلاح ان تكون اول وأخر مسيرة للثوار في مدينة عمران !!

طبعاً هذا لم يكن مقبولاً من أبناء عمران كونه مصادرة حقيقية لحق مكتسب اضاف من إصرارهم على استمرار المسيرات السلمية التي كان بعض الاعلام المحلي يصور الامر ان المتظاهرين يدخلون المدينة بقوة السلاح على عكس طبيعة البيئة التي تميز أبناء عمران ,, ولم يتيقنوا ان المسيرة سلمية الا اثناء تنفيذ المسيرة الثانية التي ارتكبت فيها مجزرة نقطة الضبر في حقهم ولم يتم الرد عليها من المتظاهرين ولو بطلقة واحده في وقت كان الناس يستطيعون الرد والمواجهة لكن حرص المتظاهرين على سلمية مسيراتهم رغم وجود السلاح كان هو الامر المؤكد والمحرج للجنة الرئاسية التي اضطرت الى تحكيم رئاسي للثوار بصورة قبلية وكان هناك التزام قبلي ومجتمعي جيد تجاه الأهداف السلمية للثورة,,

هل كان هذا محل تثبيط للثوار؟؟

على العكس اقمنا اعتصام وقلنا للناس يخيموا في مدخل المدينة إلا ان هذا لم يثني القشيبي ومليشيات الإصلاح من التمترس والتوسع وارتكاب المزيد من الاستفزازات والانتهاكات واقمنا اعتصام ومخيم في ثلا وآخر في قهال لكن التمادي والاستهتار بالمواطن زاد عن سقف الصبر وتحول الى اعتداءات مباشرة وصريحة وهنا كان لابد للناس من الدفاع عن انفسهم وثم حدث ما حدث حتى بات الإصلاح وميليشياته الوافدة من مناطق أخرى الى المدينة بغرض قتال ابناءها يفوتون على انفسهم الفرصة تلو الأخرى ويغلقون على انفسهم البدائل المتاحة والحلول السلمية الممكنة ونقضت الاتفاقية تلو الأخرى الى ان تم تحرير المدينة من المتسلطين عليها في السابع من يوليو الماضي,,,,

ما الذي تغير في المحافظة منذ ذلك التاريخ؟؟

اليوم الأمان أصبح ظاهرة تنعم المحافظة بها وخطوط السير التي عانت لأعوام طويله من افتقارها لعنصر الأمان أصبحت خالية من تلك الممارسات التي كان يقوم بها اولئك النافذين الذين تم الخلاص منهم ومن مرتزقتهم الذين شوهوا بصورة أبناء عمران وسماتهم الخيرة واعرافهم الاصيلة وقيم المجتمع ,,

عمران اليوم تخلو من تلك الصورة التي ضل اتباع ال الأحمر يرسموها في اذهان الاخرين عنها بل تحولت الى مجتمع متطلع الى تقديم نماذج اكثر حضارية ومدنية وثورية ,,

هل نجحت حملة 11 فبراير في محافظة عمران ؟

هناك نجاح نسبي ومتفاوت وخصوصا فيما يتعلق بالاهداف والمطالب التي كانت تتعلق بالمحافظة فقط اما على مستوى الأهداف لثورة 11 فبراير فلا تزال قيد المطالبة بها كونها تأتي في مقدمتها اقالة الحكومة وتشكيل حكومة كفاءات بالإضافة الى بقية الأهداف التي سيكون لابناء المحافظة اسهام مستمر مع بقية الشعب في انتزاعها وتحقيقها,,

الشيخ محمد الغولي :هل لا يزال عضو لجنة مركزية في الحزب الاشتراكي ؟

طبعا لا أزال في الحزب الاشتراكي ولكن  منذ دخول الحزب في معمعة اللقاء المشترك وتأجيل انعقاد مؤتمره العام وجدنا ان الحزب لا يسير في الاتجاه الناجح من خلال التحالف مع الاخوان في بوتقة اللقاء المشترك,, كونه تحالف يخدم الإصلاح "جماعة الاخوان " ولا يخدم الاشتراكي وهذه وجهة نظري الشخصية,,

كيف وجد الشيخ الغولي  نفسه في الحزب الاشتراكي ومنذ متى؟

انا فتحت عيوني على العمل السياسي بالتزامن مع احداث فرضت على المواطن المهتم والمتابع في مرحلة مبكره حيث كانت حادثة اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي والاحداث المتتابعة لتلك الفترة من استمرار الاغتيالات والانقلابات في شمال اليمن وجنوبه وعلى مستوى كبير جعلنا نبحث عن الأسباب ونتتبع النتائج وأدركنا اننا وسط صراع فرضته تلك الأحداث علينا وبدأنا بالتواجد في الحركة الوطنية والعمل السياسي على دراية ومعرفة مبتدئة وانتقلنا الى لبنان للالتحاق بدورات تأهيلية وتدريبية كانت غالبيتها مكثفة وبعد العودة الى الوطن كانت غالبية طبيعة العمل السياسي في الإطار والتنظيم السري واستمر هذا حتى تحقيق الوحدة واتذكر عملية الدمج التي جرت للحزب الاشتراكي في قطريه آنذاك وعقبها نصحت القيادات في جنوب الوطن بعدم الاستعجال والهرولة لقرار الوحدة بتلك الطريقة وكنت ارجوا اتخاذ القرار بدراسة متكاملة حتى لا تحدث انتكاسة وهو ما اتضح بشكل جلي في انتخابات برلمان 93م وانتخابات مجلس الرئاسة وكانت حرب صيف 94 م استكمال الالتفاف على مشروع دولة الشراكة العادلة,,

قيادات الحزب الاشتراكي غالبيتها غادرت اليمن عقب الحرب هل ترى من سبيل للعودة بعد المتغيرات الأخيرة؟؟

عودة قيادات الحزب مرحب بها من الشعب والعودة في ضل التغيرات الراهنة تعطيهم الفرصة في الاسهام بصناعة مستقبل البلد وكذلك في رسم ملامح المرحلة القادمة وهذا يتأتى من خلال إعادة الحزب الى المستوى المفترض والمكانة الطبيعية.. بل ان مشارتهم في السلطه سيكون مردوده الوطني خيراً,,

كيف تنظرون الى الوضع السياسي في البلد ؟

اعتقد ان القوى السياسية كلما تأخرت في التوجه الحقيقي لتطبيق مخرجات الحوار ستجر البلد الى المزيد من الأزمات والاختلالات ,, ولكي تتم تنفيذ هذه المخرجات لابد من أدوات وأجهزة إدارية متمثلة في حكومة كفاءات وطنية مخلصة للوطن وبعيده عن التحاصص الحزبي تقوم على عمل تهئية حقيقية وتنفيذ ملموس لمقررات مؤتمر الحوار,,

ولا تزال الحكومة الحالية التي نطالب باسقاطها هي العائق الأكبر امام استقرار البلد وامام تنفيذ مخرجات الحوار وامام الوصول لمشروع التغيير المرجو من الناس,,

ماذا عن الجرعة التي تم إقرارها مؤخراً؟؟

الشعب بكامل اطيافه اكد موقفه الصريح منها واعتبرها جريمة تستهدفه في كافة النواحي وكانت المسيرات الشعبية التي خرجت في الاثنين الماضي كفيلة بإقالة الحكومة واتخاذ قرار الغاء تلك الجرعة تلبية لرغبات الناس ونزولاً عند احتياجاتهم,,

لكن الناس خرجوا الى الشارع ولا نجد ان القرارات التي طالب بها قد أصدرت ؟

هنا يجب التصعيد وبكل الوسائل المشروعة والمتاحة وعلى المسيرات السلمية ان تستمر وحتى اذا كانت لجان حملة 11 فبراير ترى ان يكون امر التصعيد يستدعي إقامة مسيرات سلمية تتجه الى العاصمة صنعاء قادمة من المحافظات الأخرى كمسيرة الحياة مثلا فالشعب سيستجيب لتلك المسيرات لأن الجرعة تستهدف معيشته ورفض الجرعة يعتبر دفاع عن النفس,,

كلمة أخيرة لكم لمن توجهها ؟؟

أتوجه بكلمة الى الثوار عليهم ان يتحملوا مسؤوليتهم تجاه الأهداف التي خرجوا من اجلها ويحافظوا على انسجامهم وتوحدهم وان يكونوا نموذج يرسم الصورة المدنية للبلد والدولة العادلة التي طال انتظارها من اليمنيين كافة,,

 وأذكر لهم مثلاً بسيطاً ان حملة 11 فبراير التي كان فيها طيف واسع ومتعدد من مجتمع محافظة عمران استطاعت ان تعمل على تحقيق اصطفاف مجتمعي كبير وتمكنت من خلق وحدة مجتمعية بين أبناء القبيلة لأن أطرافها كلهم احرار وضد الفساد,, على عكس ما جرى في 2011م بالمحافظة فالمسيرات عملت على انقسام القبيلة وهو ما جعلنا ننصح بنقلها الى صنعاء وبالتالي اعتقد ان التوحد المجتمعي والاصطفاف الثوري الذي حصل بين المكونات في عمران ننصح بان يستمر في المحافظات الأخرى, في سبيل تحقيق اهداف الثوار وتخليص البلد من العصابة الفاسدة التي نكلت باليمنيين منذ عقود,,

 

 

 

 

 

 

المزيد في هذا القسم: