مايو 90 مشروعهم التقاسمي الكبير ومشاريعنا الصغيرة

لم تعلن الوحدة في ذلك اليوم اندماجية كما يتصور الكثيرون  بل كانت وحدة تقاسمية بين من تغولوا على azaaalالشعب شماله وجنوبه فانتجوا مآسي لم يكن اخرها 7/7/94 المستمرة بهم وبشخوصهم الى اليوم في صراع التقاسم والشراكة بعيداً عن حلم الوطن والدولة المدنية والديمقراطية والمساواة وحقوق الانسان والتقدم والازدهار، وصلت حالة التقاسم العبثية ذروتها عندما وصل المتقاسمون الى فكرة الاندماج بين الحزبين الحاكمين وتمديد الفترة الانتقالية والغاء فقرات من دستور الوحدة لشطب الآخر ولو كان ذلك الآخر هو الشعب بكامله بل ذهبوا لابعد من ذلك بكثير الى تقاسم فيد الوحدة فاذا كان الوزير جنوبي اشتراكي كان النائب شمالي مؤتمري والعكس بل وصلوا الى التقسيم المناطقي فاذا كان الوزير حاشدي كان النائب ضالعي والوكلاء واحد خولاني وواحد يافعي وآخر سنحاني او ردفاني .... الخ والعكس، كان ذلك على سبيل المثال وليس الحصر , حصص التقاسم لم تقف عند حد فاذا حصل فلان على ابو دبة عوض علان ببقعة ركن ليحصل آخر على سكني تجاري , هكذا تم تقاسم الوطن تحت ظلال 22 مايو 90

كانت القوى الوطنية خارج السلطة تستميت لجعل الديمقراطية صنو للوحدة لضمان بقاء الوحدة وتقدم الوطن والشعب ( اول من اطلق شعار الوحدة والديمقراطية صنوان لايفترقان كان عمر الجاوي ) وان تبداء بمشروع وطني خارج حالة التقاسم المزري للوطن على حساب المواطن وان ترسي مداميك دولة وطنية فتية تستمد مشروعيتها من الشعب ذاته وليس من اعلان تقاسمي حتى لا نصل الى ماوصلنا اليه اليوم فاجتمع الادباء والكتاب و النقابات المهنية والاحزاب التي كانت موجودة خارج نطاق قانون العلن عند الحكام المتقاسمين وكان معهم صناع الجمهوريتن اليمنية والوحدة الحقيقيين والذين ادركوا مبكراً ان الحكام الهاهم التقاسم فكان لابد من عمل شي ليكون حاجز بين طموح الفيد والاقتسام وطموح الشعب في دولة حقيقية قائمة على الديمقراطية والعدالة والمساواة.

حالة الاغتيال المتفق عليها:

 لإغتيال ذلك الحلم كان لابد من عمل سلسلة من الإغتيالات التي اتفق عليها المتقاسمون بصيغة انت اقتل او افعل وانا سامنع ردة الفعل او العقاب المضاد كما حصل عند اغتيال الشهيد حسن الحريبي ومنع تظاهرات التنديد سواءً في صنعاء او في عدن التي كانت تحت قبضة الشريك الاشتراكي على ان لايخل ذلك بجوهر التقاسم او الشراكة باغتيال حلم الدولة والوحدة في صيغة فعل ومنع ردة الفعل ليكون العليان على راس تقسيم الغلة الناتجة منفردين.

 شراكة الفرقاء التقاسمية كانت تنافسية نهمة في اقتسام الشعب والوطن وهذا ماجعلها تتنافس بينها ايضاً على من يمتلك الحصة الاكبر ليصبح صاحب القرار فانتج ذلك احداث 7/7/94 التي اخرجت احد الشركاء معزز مكرم مع ماخف وزنه وغلا ثمنه دون ملاحقة بل تم منع ملاحقته ممن تضرر منه في الجنوب ماقبل عام 90م كمن تضرر في عام 86 م او 78م 67 م .. إلخ.

دارت عجلة الزمن وبدى ان الشعب اراد ان ياخذ زمام المبادرة في استعادة مشروعة الوطني في الدولة اليمنية الواحدة فبدأت حالة الثورة تبدو في حروب صعدة وفي ثورة الرغيف 2005 ثم في حركة المتقاعدين العسكريين الجنوبين الذين توسعت حركتهم في 7/7/2007 لتشمل الجنوب كاملاً في سعي حثيث نحو التخلص من النصف المقتسم الباقي ليلوح افق مقاومة شعبية تعيد الوطن لمساره الحقيقي فكان لابد من احتوائها باحياء حالة 22 مايو التقاسمية باعادة شركاء التقاسم للواجهة بقسمة مادون الشراكة الكاملة في محاولة لحصر الحراك الجنوبي في رقعة جغرافية تمهيداً لاعادة الكرة كما حصل في 1994 م

 استطاع الحراك خلخلة سلطة 7/7/94 وتحريك الشارع في الشمال نحو اعادة مسار التاريخ الى نصابه الوطني بعيداً عن حالة التقاسم , في فبراير 2011 تزامنا مع مايسمى الربيع العربي والذي سرع باشعال فتيل الغضب الجماهيري نحو التخلص ممن تبقى من حالة التقاسم وصولاً الى دولة وطنية يمنية حقيقية مرتكزة على صنوان الوحدة والديمقراطية . استعان كلا المتقاسمون للوطن بالخارج لابقاء الوضع كما هو عليه او كما كان عليه في مايو 90 م فخرج الجزء الاخر من المتقاسمين للسلطة والمنتصر في عام 94 م كما شريكه السابق معزز مكرم محمي بالحصانة ليعيدوا الكرة مرة اخرى ليس بتقاسم السلطة بين كل الشعب او بتعبير ادق اعادة السلطة للشعب لاجل ارساء دعائم وطن ديمقراطي وانما لاعادة اقتسام الوطن وفقاً لما كان عليه في 22 مايو 90 م او ماقبله حتى بداء المشهد السياسي كاننا ندور في دائرة مفرغة تستجر القديم ولا تنتج جديد ليبدو المشهد في الشمال صراع ملكي جمهوري تقدمي رجعي شافعي زيدي عسكري قبلي .... الخ ، ويبدو في الجنوب سلاطين واكتوبرين تحرير وقومية يمين ويسار زمرة طغمة ... الخ واعادة انتاج تحالفات تستجر الماضي وتحجب المستقبل.

 تلك الحالة هي التي يبدو عليها المشهد السياسي اليوم مع عدم قدرة القوى الوطنية وكذلك الجماهير على كسر تلك الحلقة من خلال مشروع وطني جديد يحضى بحالة اجماع او حتى في الرجوع للمشروع الوطني الذي ارست دعائمه ثورة سبتمبر واكتوبر والذي تكالبت عليه دول خارجية ووكلائهم المحليين , بداء الشارع الثائر عاجز عن تخطي تلك الحالة وانتاج شي جديد ينقل الوطن من استجرار صراعات وتحالفات وتقاسمات الماضي الى افق جديد يلغي الماضي باصلاح الحاضر ورسم ملامح المستقبل , وبدا اتكالياً اكثر من اللازم على الخارج وعلى صراع الفرقاء ولسان حالة يقول " اللهم اضرب الظالمين بالظالمين واخرجنا منهم سالمين" وهذا يجعلنا نقول ان اليمنيين اليوم اصبحوا امام مفترق طريقين اما الاستمرار في تلك الحالة التقاسمية او العودة للمشروع الوطني لثورة سبتمبر واكتوبر، فعدم قدرة القوى الوطنية اليوم على صياغة مشروع حداثي جديد قادر على نقل الوطن من حالة التقاسم هو السبب الرئيس في حصر الواقع في خيارين اما المشروع التقاسمي واما العودة لسكة مسار سبتمبر واكتوبر واصلاحها كخيار واقعي لايمكن تجاوزه عملياً.

: مشاريعنا الصغيرة

 

 قال الرجل العظيم ماو تسي تونغ ان طريق الالف ميل يبدأ بخطوه وهو تلخيص لفلسفة الالحاح للوصول للاهداف الاستراتيجية خطوة خطوة دون حرق المراحل , او بمعنى اخر ان النصر الكبير هو عبارة عن سلسلة من الانتصارات الصغيرة التي بدونها لايمكن الوصول للاهداف الكبرى بل ان الواقع اثبت ان مايسمى بالمشاريع الكبرى مثل التغيير او فك الارتباط او الفدرالية او الفدراليات المتعددة ماهي الا شعارات يتسلق بها السياسيون للوصول لاهداف شخصية او خاصة مادون حتى المشاريع الصغيرة ناهيكم عن عدم قابليتها للتطبيق عملياً بحكم الواقع الذي لايمكن عدم الاخذ به او القفز عليه , ومن ناحية اخرى اتخاذ تلك المشاريع او الشعارات كواجهة لعدم تحقيق انجاز حقيقي عندما تسال القائمين عليه عما فعلوا يردوا بكل بساطة ان مشاريعهم تتطلب اجيال وعقود لتنفيذها اي انها واجهة لبقائهم الدائم في الواجهة السياسية دون مراجعة او محاسبة او انجاز , وهذا بالضبط ماجعل حركة خلاص وبعض الشباب الوطني المستقل لاخذ زمام المبادرة لكسر ذلك الواقع من خلال خطوات ثابتة وعملية واقعية قابلة للتطبيق والانجاز كمشروع تحرير حديقة 21مارس من براثن احد اقطاب اقتسام الوطن كخطوة اولى عملية تليها عدة خطوات واثقة وثابته في مسيرة الالف ميل والتي ستمر في محطات متعددة  منها على سبيل المثال الكهرباء والماء والتعليم والصحة واستعادة المنهوبات ..... الخ بعيداً عن الشطحات والشعارات والمزايدات وحسب اولويات مدروسة بعمق وبطريقة علمية وعملية وبشكل جماعي تعددي الاراء ضمن قواعد اللعبة السياسية المتاحة محلياً واقليمياً ودولياً وصولاً لاقتلاع  مشروعهم التقاسمي وبؤر التقاسم والفساد واعادة الاعتبار للوطن والانسان اليمني وللتغيير الجذري و الشامل نحو يمن ديمقراطي مزدهر ومستقر . ان مايحتاجه اليوم الوطن ليس التقاسم او التصادم او الشطحات العنترية وانما مانحتاجه اليوم هو عمل واعي ومدروس يقوم بتفكيك تلك الحالة وفقاً للمعطيات المحلية والدولية وبايدي الجماهير الشعبية باعتبارها صاحبة الحق والمصلحة وباعتبارها الاقدر على ذلك دون الاتكال على زعماء الفساد والاقتسام ومشاريعهم الخاصة ودون الاتكال على الخارج، وهذا ماعقدنا العزم عليه وماضون إليه. فيا أصحاب مشاريع الفيد الكبيرة والعظيمة هل لكم ان ترونا انتصار صغير في الطريق نحو مشاريعكم الكبيرة كتحرير بيت او مرفق منهوب حتى نقول  عنكم " فلح ان صدق " او " صدق وهو كذوب " ولو لمرة واحدة؟؟.

المزيد في هذا القسم:

  • بوليس الدواعش ومشروع شهيد  ليس مأقدمت عليه الأجهزة الأمنية ضد المعتصمين السلميين بشارع المطار يوم السبت المنصرم الموافق 7/9/2014م  عملا عفوياً.  بل باعتقادي هو عملاً ممنه... كتبــوا
  • كفايه جرع ,, أعتقد أن شعبنا تجرع من الويلات في تاريخه البعيد والقريب ما يكفي، وأن الجرع المختلفة سياسياً واقتصادياً التي تلقاها كانت كافية لتحمله إلى القبر، لكن صبره وصلابته... كتبــوا
  • الخائن الاكبر كتب احمد درويش هذا هو بالضبط. قلناها آلاف المرات ان اليمن تم تسليم مفتاحها وفقاً لأوامر عُليا ولكن أعلى حتى من وزير الدفاع الخائن واعلى من عبدربه هادي الخائن الذي قدم استقالته... كتبــوا
  • باريس وصنعاء هناك فرق حادثتان إرهابيتان وقعتا في وقت متزامن تقريبا في صباح يوم السابع من يناير ٢٠١٥ في كلٍ من باريس وصنعاء. في الاولى حصدت إثني عشر قتيلاً وعدد كبير من الجرحى، وفي ... كتبــوا