من منكم ما زال يتذكر قرار مجلس الأمن (٢١٤٠ ) ؟؟
المجلس اصدر القرار و " رقد " أو هكذا يبدو ( مع أننا نعرف جيدا ان مجلس الأمن مثل القط لا ينام إلا بعين واحدة ) !!
فيما يلي بعض الملاحظات على قرار مجلس الأمن الأخير بشان اليمن ، كنت قد كتبتها في وقت سابق ، واعيدها نشرها اليوم لان ما يجري في عمران يهدد امن اليمن ، الذي يفترض انه قد اصبح جزءا من الأمن الدولي بموجب القرار (٢١٤٠ ) ولكن المجلس لا حس ولا خبر !!
______________
أولا : النقاط الإيجابية في القرار :
1- ترحيب القرار بنتائج مؤتمر الحوار الوطني ، واعتبار مخرجاته بمثابة خارطة طريق للمرحلة القادمة . وتأكيده على أهمية استكمال تنفيذ ما تبقى من خطوات المرحلة الإنتقالية وصولا الى اقرار الدستور وانتخاب الرئيس القادم وفقا للدستور الجديد في الدولة الإتحادية الجديدة .
2- القرار ، ولا سيما الجزء المتعلق بانشاء آلية ولجنة للعقوبات ، يقدم دعما دوليا فعالا لإستهداف الأشخاص والجماعات التي يمكن أن تعيق عملية التسوية ( التي تمت بموجب مبادرة مجلس التعاون الخليجي الموقع عليها في الرياض بتاريخ 23/11،2011 ) أو تمنع بأي شكل استكمال المرحلة الإنتقالية أو تهدد السلام والأمن والإستقرار في اليمن ( وبذلك يصبح أمن واستقرار اليمن ، بموجب هذا القرار ، جزءا من الأمن والإستقرار الدولي ولم يعد شأنا يمنيا خالصا ) .
3- تشجيع القرار للمجتمع الدولي ودعوته إلى مواصلة تقديم المساعدة الإنسانية إلى اليمن، وضرورة توفير التمويل الكامل لخطة الاستجابة الاستراتيجية الخاصة باليمن لعام ٢٠١٤.
4- إدانة القرار للهجمات التي ينفذها أو يرعاها تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ، وعزمه على التصدي للتهديد الذي يمثله الإرهاب في اليمن وفقا لميثاق الأمم المتحدة وقرارات المجلس السابقة ذات الصلة ومبادئ القانون الدولي .
5- تأكيد القرار على استعداد مجلس الأمن الدولي لفـرض جـزاءات علـى مزيـد من الأفراد والجماعات والمؤسسات والكيانات الذين لم يقطعوا جميع صـلاتهم بتنظـيم القاعـدة والجماعات المرتبطة به ، وهذا التهديد سيشكل كابحا فعالا يحول دون انتشار الإرهاب والتطرف في اليمن والمنطقة .
ثانيا : سلبيات القرار
رغم إيجابية مضمون القرار في دعم عملية التسوية السياسية وعملية انتقال السلطة سلميا ، إلا أن هناك عددا من الجوانب السلبية المترتبة على صدوره ومنها :
1- أن تُصبح دولة معينة من دول العالم تحت طائلة الفصل السابع فهذا أمر سلبي في حق الدولة ويعني ، ضمن ما يعني ، تأكيد فشل النخبة السياسية في إدارة الدولة ووصول الأوضاع فيها الى درجة تهدد الأمن والسلم الدوليين. وهذا سيؤثر بقوة على سمعة البلد السياسية وسينعكس سلبا على وضعها الإقتصادي .
2- رغم الصياغة الإيجابية للقرار ، إلا أن صدوره وفقا للفصل السابع ، يجعل منه بمثابة شيك على بياض ، وسيخضع للتفسير الذي يخدم المصالح الدولية في اليمن وقد تلتقي تلك المصالح أو لا تلتقي مع المصالح والأولويات الوطنية في المرحلة القادمة .
3- لا يوجد سقف زمني محدّد لتنفيذ القرار ، والأمر متروك لتقدير مجلس الأمن وحده .
ثالثا : كيفية التعامل مع القرار
ما دام وقد أصبح القرار حقيقة واقعة فإن أفضل طريقة ، لتجنب ما هو أسوأ ، هي تصرف اليمن على النحو الآتي :
1- إبداء أكبر قدر من المرونة والمصداقية في تنفيذ بنوده ولا سيما تلك المتعلقة بمكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه باعتبار الإرهاب خطرا مشتركا يهدد اليمن والعالم .. وكذا ما يتعلق باصدار قانون استعادة الأموال ( المنهوبة ) ونزع سلاح المليشيات المسلحة وتأكيد سلطة الدولة كجهة وحيدة تحتكر مشروعية استخدام القوة .
2-الإستفادة القصوى من القرار، ومن الدعم الدولي الذي يمثلة ، في استكمال خطوات التسوية السياسية وفقا للمبادرة الخليجية ، والبدء فورا في ترجمة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الى نصوص دستورية وخطوات عملية بما في ذلك الخطوات الضرورية التي يقتضيها تغيير شكل الدولة الى دولة اتحادية .
3- من الواضح أن قرار مجلس الأمن الأخير بشأن اليمن يعتمد على تفسير موسّع جدا لميثاق الأمم المتحدة ، وهو ما يعني أنه يؤسس لحقبة جديدة من العلاقات الدولية يتداخل فيها الشأن الدولي بالشأن الداخلي للدول الى الحد الذي يمكن معه القول أن مبدأ ( السيادة ) لم يعد قائما بالمفهوم الذي قصده واضعو ميثاق الأمم المتحدة . وهذا يعني أن الهيئة الدولية ، ممثلة بمجلس الأمن ، قد بدأت في التحوُّل الى ما يشبه الحكومة الحقيقية التي تفرض سلطتها على مختلف دول العالم بدءا بالدول الضعيفة . وعلى اليمن أن تتعامل مع هذه المستجدات بافق واسع لأنه لا مجال للوقوف في مواجهة الإرادة الدولية المنبثقة عن اجماع وتوافق غير مسبوق بين الدول الخمس الكبرى .
المزيد في هذا القسم:
- غداً حين ننتصر و تسقط الأقنعة ! بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي . المرصاد نت لسنا بحاجةٍ أصلاً أن نحلف لكم الأيمان أو نقدم لكم البراهين على صدقنا و كذبكم و إن كانت واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار .فغداً سيتأكد لكم حين ننتصر...
- السعودية في اليمن رجاءات عاثرة بين العجز والقلق ! بقم : عبدالملك العجري المرصاد نت في مشاورات الكويت قدم الوفد الوطني ان في رؤيتهم أو في تخاطبهم مع الطرف الخليجي والأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي التي بيدها معظم مفاتيح الحل، م...
- اصمدوا قليلاً وسيتراجع نظام آل سعود بعيداً عن المناكفات السياسية... أصدقائي أعضاء تنظيم الإخوان المسلمين فرع اليمن "التجمع اليمني للإصلاح" لا داعي لنشر بيان منسوب إلى مصدر مسؤول –مصدر مكذوب- في ...
- ثورتنا مستمرة ! بقلم : حسين زيد بن يحيى المرصاد نت الإشكالية بدأت من خط البداية مع ذلك انتصار ثورة الثورات 21/9/2014 كان رائعا بكل المقاييس الثورية عجالة تحرك الثوار إلى صنعاء كان ضرورة ثورية لوأد ا...
- كتبت: بنت الجزيرة العربية/ فلسطين قبلة على العالم ان يصمت للأبد. فلسطين انتصرت وقالت الكلمة الاخيرة: على العالم ان يخرس. فلسطين ترقص رقصة الإنتصار الاخيرة. فلسطين لم تنتصر بالمظاهرات ولا بالمقا...
- علي صالح اللاعب البارع لدور الطابور الخامس ! بقلم : علي المروني المرصاد نت كنا نتحدث عن طابور خامس وإعلان حالة الطوارئ لكل تلك الأبواق الفردية التي تعبر عن نفسها وتحاول شق الصف سواء في مواقع التواصل الاجتماعي أو في أوساط ا...
- أطفئوا الشرار قبل أن تصبح نار ! بقلم : أزال الجاوي المرصاد نت خلال أسبوع تم احراق مقرين من مقار حزب الاصلاح في عدن ولحج في سلسلة يبدو ان الفاعل "المستتر" "الظاهر" فيها لايريدها ان تقف عند ذلك الحد , المشكلة لي...
- المعادلة الصعبة ! بقلم : أ. عبدالملك العجري المرصاد نت إنها أغرب وأعند أحجية يريدون إكراهنا على الإيمان بها مع أن الله الذي يملك كل هذا الكم الهائل من المجرات السماوية لم يعمل على إكراه احد للإيمان ...
- يمَن اليُمن.. الألم مخاض أمل ! المرصاد نت آلام اليمنيين قياسية مشاهد الدماء والاشلاء التي تعرضها الشاشات لا تكشف إلا جانبا بسيطا ولا يتوفّر اليمنيون على شبكات إعلامية ضخمة تحدّث عنهم وتبلّغ...
- سلم نفسك ياسعودي! بقلم : زيد البعوه. المرصاد نت (سلم نفسك ياسعودي) عباره اطلقها احد المقاتلين اليمنيين في احدى المعارك في نجران اثناء اقتحام الجيش واللجان الشعبية اليمنية لأحد المواقع السعودية ...