الحرب بالمقاولة (2)!

المرصاد نت

في الحقيقة لم يكن الرئيس ترمب قد جاء الى البيت الأبيض وقتها، اي وقت العدوان على اليمن، بل انه لم يكن حتى موجوداً اصلاً في عالم السياسة او محسوباً على النظام السياسي الأمريكي، فلماذا اصبح الرئيس ترمب الآن هو العائق الوحيد امام ايقاف الحرب رغم ان الكونجرس يحاول ظاهرياً ايقافها اكثر من مرة، واذا كان الأمريكان يريدون ايقاف الحرب فلماذا قاموا بها اصلاً اذا كان المفهوم السائد لدى الغالبية العظمى هو انهم من وقفوا وراء تدشينها ويقفوا راهناً وراء إستمرارها؟؟؟

ولكن في المقابل هل المجرمون وتجار الإسلحة والحروب والعصابات المسلحة والعملاء ودوّل تحالفهم الذين شنوا العدوان وغيرهم هل يريدون ايضاً إيقاف الحرب بعد ان تم لهم ما أرادوه من إرجاع اليمن الى الخلف اكثر من مأة عام؟ وأصبح استمرارها مزيداً من الثراء الغير مشروع ومزيداً من الأموال والنفوذ والشهرة ؟ ام ان إستمرار الحرب بات عبئاً ثقيلاً عليهم وعلى مستقبلهم بل وحتى على بقائهم على قيد الحياة مع أسرهم بعد ان تم لهم ما أرادوه؟ ام انه ومن باب أولى ماذا تبقى من اليمن لكي يستمر الحرب والدمار وقتل الأبرياء العُزل؟ وكأنهم يأبهون لقتل أطفال اليمن!!! لقد تم إحتلال الجنوب ومحافظاته وعلى رأسها حضرموت والمهرة وعدن وتم إكمال إحتلال باب المندب وسقطرى وكل الجُزر المجاورة، تم إحتلال الحُديدة والجوف ومأرب وحتى صعدة. ولم يتبقى سوى المناطق المكتضة بالسكان التي لا تمتلك موارد وهي في الحقيقة مُحتلة ومحاصرة واقعياً وحُرة مظهرياً. اما الذين يتحدثون عن الحرب بالوكالة، فهل انتهوا من القضاء على وكلاء (المجوس) او (عيران) المتمثلين بالحوثيين الإنقلابيين ام انه تم تمكينهم أكثر على رقاب اليمنيين واليمن!!!! ؟

إذاً فإنه لم يتم تحقيق الأهداف المعلنة من التحالف بإعادة الشرعية والتخلص من الإنقلابيين الذريعة الكاذبة التي استخرجوا بها قرارات مجلس الأمن؟ بل انه بالعكس فقد تم التخلص من اليمنيين أنفسهم حيث أن أكثر من مليون يمني تم قتلهم في الجبهات وعشرة مليون مـشرد ونازح والبقية يموتون من الجوع والخوف والمرض وتم وضع اليمن في الهاوية وليس على حافتها فقط.

وللسخرية الكئيبة والمزرية والعبثية انه قبل ايّام اجتمع مجلس النواب منتهي الصلاحية منذُ الزمن الغابر في مدينة سيئون عاصمة محافظة المهرة اليمنية المُحتلة بحجة انهم لا يستطيعون الإجتماع في صنعاء او في عدن وذلك بإيعاز من قوى الإحتلال التي تحكم البلاد. لم يكن الهدف من الإجتماع الا تعزيز الإحتلال وإجراءات الإحتلال وتعزيز الإيحاء بالقسمة بين الشرعية والإنقلابيين الذين قاموا من ناحية أخرى بصناعة مجلس نواب خاص يناسب مقاسهم في صنعاء .... يالها من مسرحية هابطة ومنحطة جداً.

ولكن بعد اجتماع هولاء المرتزقة مباشرة في سيئون استخدم الرئيس الأمريكي حق الفيتو بنقض قرار الكونجرس الذي يحاول عبثاً إيقاف بيع الأسلحة للأطراف التي تقوم بالعدوان على اليمن وعلى رأسها السعودية. فهل هذا يعني انه مع الحرب ضد اليمن؟ ام انه العكس من ذلك؟ ام ان إستخدامه للفيتو كان إستخداماً مزدوجاً لصد هرطقة الكونجرس الأمريكي وأكاذيب إسطبلات النواق 'النواب' في اليمن معاً!!!! ثم هل إيقاف مقاولات بيع الأسلحة الأمريكية للسعودية سيعلن إيقاف الحرب على اليمن!!! ام انه إجراء ينطوي على الكثير من الخُبث والمزايدات السخيفة من وجهة نظر الرئيس ترمب؟

يتبع ......

كتب : أ . عبدالباسط الحبيشي