المرصاد نت
الصراع في المنقطة أخذ شكل دوائر منفصلة ومتداخلة في ذات الوقت الدائرة الأصغر وهي المحلية ساحة تحرك اللاعبين المحليين ودائرة أوسع اقليمية أبرز لاعبيها إيران وتركيا وقطر والسعودية والإمارات وإسرائيل والدائرة الأكبر دولية ويتنازعها أمريكا والصين وروسيا والاتحاد الأوربي ...والسؤال في ظل تعذر حسم الصراع لصالح أحد الأطراف فمن آي دائرة نبدأ لتسوية النزاع هل من الدائرة الأصغر الى الأعلى أم العكس ؟وهل يمكن فصلها عن بعض أم أن التسوية لا بد أن تمر بكل الدوائر ؟
يتوقف على أمرين أساسيين الأول قدرة جميع اللاعبين في آي مستوى على الحفاظ على مواقعهم ومستوى استقلالهم عن الدائرة الأكبر والثاني وهو متصل بالأول احتفاظ محرك الصراع في آي مستوى بتأثيره كموجه أساسي للصراع .
وإذا أخذنا اليمن كمثال كانت ساحة الصراع مشغولة بلاعبين محليين هم المتحكمين المباشرين ومحركات الصراع ذات طابع محلي ومن منذ 2015م دخلت كلا من السعودية والإمارات كلاعب مباشر في الساحة المحلية وشيئاً فشيئاً أزاحت ما يسمى الشرعية كلاعب أساسي في الصراع من الساحة وتبدلت مواقعهم فدول التحالف أصبحت هي اللاعب الأساسي والقوى اليمنية معهم لاعب ثانوي وهذه الازاحة أستدعت بالضرورة ازاحة للمحرك المحلي للصراع ليحل محله المحرك الإقليمي (وفي أطار التكيف مع هذا التحول نلاحظ ان الخطاب السياسي للمرتزقة يستدعي الفزاعة الإيرانية التي ستلتهم اليمن اذا تخلت عنهم الرياض وأبوظبي بدلاً من الضغط عليهم بالشرعية التي يفترض إنها المبرر لعدوانهم ) وعليه أصبح يتنافس على الساحة اليمنية طرف محلي يسيطر على معظم المحافظات الشمالية وطرف خارجي يتحكم في معظم المحافظات الجنوبية والقضية المحركة للصراع هي الخلاف على إعادة ترتيب علاقة اليمن بمحيطه الإقليمي وجواره الخليجي بصرف النظر عن كيف يريد كل طرف ترتيب هذه العلاقة لكن في المحصلة يجب أن تعالج قضية اليمن على مستويين إقليمي ثم محلي والقضية اليمنية في هذه الحدود أفضل حالاً من القضية السورية التي وأن تشابهت مع اليمن في دخول لاعبين غير محليين على الساحة المحلية مباشرة لكن تعقيدها لجهة التداخل الشديد بين الدوائر الثلاث ولا يمكن تصور تسوية دون أن تمر بالدوائر الثلاث .
كتب : أ . عبدالملك العجري
المزيد في هذا القسم:
- ياسارية الضالع الضالع لم أكُـن أُريد أن أخوض في جدلية الساعة حول موعد المليونيات أو شعاراتها أو من سيعتلي هامة الجماهير ليكرر شعارات سئمناها منذ سبعة اعوام بل لا ابالغ ان...
- للصبر حدود (2) بقلم : أ . عبد الباسط الحبيشي المرصاد نت كما وعدت ان اكتب عن حقيقة الأحداث في اليمن بعد إنتهاء العام الثالث عدوان ولكن أرجوا من الجميع الحفاظ على رباطة الجأش قبل قراءة المقال أدناه والتالي...
- الاستبداد .. المثقفون العرب أمام امتحان السياسة! المرصاد نت كارثة أن تفكر الأمة من قفاها تاركة دماغها منتجعاً لأبخرة متصاعدة من معدة مليئة بالهامبرغر والدجاج المقلي على الطريقة الأميركية. التحالف القومي الدي...
- لماذا يغلقون سفاراتهم؟!!! موقف الامبريالية الرأسمالية السياسي من ثورة 21سبتمبر هو امتداد لموقفها الايديولوجي السلبي من الثورة ذاتها التي تنظر لها انفجارات شبه بربرية خارجة عن السيطرة وان...
- انا لصبر في الحرب صدق عند اللقاء فامض بنا يا قائد الثورة ! بقلم : عبدالله مفضل الوزير المرصاد نت انا لصبر عند الحرب صدق عند اللقاء، كانت هذه الكلمات الموجزة موجهة لرسول الله ص-اله من قبل الأنصار الذين آووا ونصروا رسول الله ص-وآله بعد ان استبدله...
- تجربة انصارالله بين الواقع والتبخيس والجحود المرصاد نت وصل الامر عند البعض حد التبخيس التام لدور انصار الله وحلفائهم من القوى الثورية وانكار اي انجاز ورميهم بالفشل والقصور غير المعزوفات الابدية والمقولا...
- عندما يُربَك القوي ! المرصاد نت لم يعد من يملك التفوق العسكري والتكنولوجي بالضرورة صاحب الكلمة الفصل. التحولات التي يشهدها العالم في مفهوم القوة وعناصرها سمحت بفرض معادلات من نوع آ...
- قاموس خطابات السيد الحوثي .. من افرازات خطاب السيد عبدالملك الحوثي انه دمج في خطابه قيمة الاخلاق في الادبيات السياسية المعاصرة وهو احترام كرامة الحياة الانسانية وصعودها الي اعلي هرم القاموس...
- ملف المرحلة ورهاناته يتزايد منطوق خطاب أحزاب السلطة المتكئ على قرار مجلس الأمن رقم 2140 الذي يجعل اليمن تحت الفصل السابع والوصاية الدولية بشكل أوضح بعد ان كانت تتكئ في وقت سابق ...
- مشروع الدولة بين الحوثيين والمنشق والشرعية ! المرصاد نت مازال اليمن بامس الحاجة لمشروع فكري نهضوي ، يعمل على ايقاض الروح الوطنية، ويحرر اليمن وقرارها السياسي من عقود الاستبداد الداخلي، والاستعباد ا...