ثورة استراتيجية

zaidalghasi2014صحيح ان ما يجري في اليمن ثورة شعبية نقية صافية ضد نظام اهلك الحرث والنسل والانسان على مدى اكثر من ثلاثة عقود لكن الاحداث التي جرت قبلها وستجري بعدها هي احداث عميقة بمعنى الكلمة ستكون لها تداعياتها الكبيرة ليس كما يقول البعض على دول الخليج بل على المنطقة بكاملها وستكون سببا رئيسيا في تغيير المشهد العام في المنطقة 
ليس ذلك مبالغة او نشوة انتصار الثورة لا بل وفق معطيات كثيرة منها ما هو جغرافي ومنها ما هو ديموغرافي ومنها ماهو سياسي وغيرها والاهم من هذا الثقافة التي اعتمد عليها اليمنيون في ثورتهم وتحركهم لصناعة مستقبلهم وتغيير واقعهم السئ 
ما يحدث في اليمن استطيع القول والجزم بانه زلزال سيهز المنطقة ويكون له ارتدادات على مستوى انظمتها واشكال حكمها ولعل مراقبة تحركات الدول الاقليمية والدولية ودراساتها للظاهرة الجديدة في اليمن ومحاولة فهمها وما تعمله من خطوات لايقاف الثورة ومنع تحقيق اي مشروع بديل يستفيد منه الشعوب وانصباب اهتمامها الغير مسبوق بما يجري في اليمن ومتابعتها الدقيقة للاحداث خير دليل على ذلك 
من جانب اخر نشاهد التحرك الجديد للعالم بقيادة امريكا بما تسميه الحلف الدولي لمواجهة داعش ونجد ان الكثير من بلدان المنطقة تكتوي يوميا بنار الفتنة المذهبية والطائفية ونجد ان بعض الدول دخلت في ازمات سياسية لا نهاية لها ولا افق لحلها ونجد بداية مؤشرات لتقسيم دول اخرى ونجد كشف المستور لاخرى بعلاقتها باسرائيل وخدمة مشروعها في المنطقة 
كل ذلك تجاوزته اليمن !!! قد يقول الكثير كيف وما يحدث حاليا وميدانيا فيه هو بداية لتحقيق ما ذكرت ؟ اقول ان الاول وهو مشروع داعش انتهى استراتيجيا بهزيمته في كتاف وان الثاني وهو الفتنة المذهبية الطائفية قد تمكن اليمنيون من تجاوزها بالتلاحم بينهم قبل الثورة وخلال الثورة وان الثالث وهي الازمات السياسية فان اليمن باسقاط الظالمين والفاسدين والمتغطرسين قد انتهى عصر ازماتهم لا سيما والبديل الصحيح والمشروع الواسع والعميق لحياة الانسان موجود وقد بداء تطبيقه في بعض المحافظات وان الرابع وهو تقسيم اليمن فانا اؤكد ان الثورة ومن يقف خلفها هم الضمان الحقيقي وصمام الامان لبقاء اليمن موحدا بل ومتاخيا وسيشكل لوحة فريدة في التاخي والتعاون بين ابناءه وملامح هذا قد بداءات تلوح في الافق لكنها بانتظار ازالة صناع المعوقات واما الاخير فنجد ان اليمن مثل حالة استثنائية في شعوب المنطقة والاسلامية بتكاتفه مع ابناء الشعب الفلسطيني في غزة اثناء العدوان الصهيوني الاخير عليهم وقدم اقوى رسالة لتحرير الاقصى بل وبداء يشكل خط ازالة للعدو الصهيوني من جسم الامة 
وفوق كل هذا لا ننسى القيادة الحكيمة الاستثنائية للثورة التي ستكون خطواتها دروسا لشعوب المنطقة تستفيد منها في انعتاقها من الظلم والجبروت والطغيان

المزيد في هذا القسم:

  • ماذا بعد الكرت الاصفر؟؟ تنظيمية الجراف تقلد تنظيمية ساحة التغيير بتوع الجماعة 2011م، وتحذوا حذوها وتقتفي اثرها، و لا غرابة فهناك من كان عضوا في تنظيمية ساحة التغيير، هو اليوم عضو في تن... كتبــوا