يا ناهِدَ الرِّيحِ: لا تَنْهَدْ بغَيرِ هَوَىً
من مُنْتَهَى اليمنِ الأدْنَى، إلى صعدَةْ
عَرِّجْ على خاطِرِي، وَاحْمِلْهُ مُرْتَحِلاً
حتى تُبَلِّغَها، من واجِدٍ، وَجْدَهْ
وَصِلْ بِها الْأهلَ في تلكَ النُّجُودِ، وَطُفْ
بي بين هِجْرَاتِ أعلامِ الْهُدى مُدَّةْ
تَمَلَّ من رَوضَةِ الْهادِي الَّذي صَعَدَتْ
رُؤاهُ فيها، فأهْدَتْ وِرْدَنا : "زَيْدَهْ"
وقِفْ وُقُوفَ حَجِيجٍ طافَ مُعتَقِدَاً
بِحَيِّ مَرَّانَ؛ واحْمِلْ للدُّنَى رِنْدَهْ
وَاسْتَقْرِ مُهْجَةَ حُوْثٍ، حَيثُما سَنَحَتْ
حتَّى تُضِيءَ ثَبَاتاً ساعَةَ الشِّدَّةْ
وَتَسْتَزِيدَ منَ النُّورِ الْفَرِيدِ يَدَاً
أُخْرَى، دَنَتْ لَكَ رُغْمَ الْبَيْنِ مُمْتَدَّةْ.
هَذِيْ بلادِيْ، وإنْ عَزَّتْ عَلَيَّ نَوَىً
يَسُوْمُها الدَّهْرُ عَسْفَاً، لم نَقِفْ عِنْدَهْ
فَاشْهَدْ على كُلِّ كَفٍّ مُرَّةٍ أثِمَتْ
وَاسْتَغْفِرِ الْجُرْحَ فِي الْإنسانِ والبَلْدَةْ
وَاحْبِسْ لَدَى قَحْزَةَ الْأنْفَاسَ ، عنْ فَزَعٍ
من مشهدٍ عالِقٍ لم تَعْتَرِفْ نِدَّهْ
تَجِدْ بِها الصِّبْيَةَ الْقَتْلَى بلا سَبَبٍ
مُشَرَّدِينَ، وكُلٌّ يَبْتَغِي لَحْدَهْ
وَاحْنُنْ بِضَحْيَانَ، وامْتَحْ من نَوَائِحِهِ
ما قَدْ يُحَرِّكُ صَخْرَ الْأنْفُسِ الصَّلْدَةْ
وَاسْتَقْطِرِ الْكَرْمَ صَبْرَاً إنْ مَرَرْتَ على
حَيْدَانَ، حَتَّى يَحُلَّ الْعَاقِدُ الْعُقْدَةْ.
سَلِّمْ على كُلِّ دارٍ بَرَّةٍ قُصِفَتْ
وكُلِّ شِلْوٍ تَرَامى في الْخَلَا، وَحْدَهْ
وفي ثَرَى مَدْرَجٍ خِصْبٍ قَدِ احْتَرَقَتْ
زُرُوْعُهُ، يَتَمَنَّى أهْلُهُ رِفْدَهْ
وَآسِ فيها الأيامَى وَالثَّوَاكِلَ، لا
تَبْخَلْ بِوُدِّكَ، إنْ أخْفَى الْوَرَى وُدَّهْ
وَامْسَحْ على كُلِّ عَيْنٍ حُرَّةٍ سَفَحَتْ
فَاسْتَنْبَتَ الْحُزْنُ، من أجْفانِها، وَرْدَهْ
وَكُلِّ عَذْرَاءَ يُؤْوِيْ صَدْرُها كَمَدَاً
تَنَهُّدَاتِ زَمَانٍ لم يَصُنْ عَهْدَهْ
وَكُلِّ حُرِّ الرُّؤَى، أعْيَتْهُ طَائِفَةٌ
بَغَتْ عَلَيهِ؛ فَأوْرَى دُوْنَها زِنْدَهْ
وَقَدْ طَوَى دارَةَ الْإيْمَانِ مِنْهُ على
أوْطَانِهِ؛ وَتَعَالَى مُنْجِزَاً وَعْدَهْ
وَكُلِّ مُسْتَشْهِدٍ مِنْ أهْلِها، حَفِظَتْ
أحْنَاؤُهُ عَهْدَ أرْضٍ هَدْهَدَتْ مَهْدَهْ
فَهَبَّ مُمْتَشِقَاً عَزْمَاتِهِ، رَجُلاً
قَبْلَ الرُّجُوْلَةِ، يُهْدِي مَهْدَهُ شَهْدَهْ.
.....
يا نَاهِدَ الرِّيْحِ، إنْ صَعَّدْتَ منْ عَدَنٍ
أنْفَاسَ أمْوَاجِها طِيْبَاً، إلى صَعْدَةْ
نَسْنِسْ على وَجْدِها الْمَأْنُوسِ، مُعْتَذِرَاً
عَنِ الْجَنُوْبِ؛ وَلُمْ مَنْ ضَلَّلُوا جُنْدَهْ
وَابْرَأْ إلى أهْلِهَا مِمَّا جَنَتْهُ يَدٌ
مَمْسُوْسَةٌ، وَنِظَامٌ فاقِدٌ رُشْدَهْ
وقُلْ لَهَا، وَلَهُمْ، أنَّا يُوَحِّدُنا
جَوْرٌ تَمَادَى، وَبَغْيٌ بالِغٌ حَدَّهْ
طَالَتْ نِهَايَتُهُ حتَّى اسْتَبَدَّ بِهِ
"مَجْدُ السُّقُوْطِ"؛ فَرَاعَ النَّجْدَ والْوَهْدَةْ.
.....
يا صَعْدَةَ الْيَمَنِ الْأعْلَى: عَلَيْكِ شَذَىً
مِنْ مُنْتَهَى الْيَمَنِ الْمَشْطُوْرِ..بِالْوَحْدَةْ.
الحبيلين، مايو 2008
*نُشِرَتْ عامَئذٍ في ص.الديار.
المزيد في هذا القسم:
- مجلس الأمن على خط التسوية .. بداية «النهاية»؟ المرصاد نت بإصدار مجلس الأمن الدولي الجمعة 21 ديسمبر الجاري قراره بشأن الأزمة اليمنية وبالإجماع، يكون اتفاق التسوية اليمنية بالسويد «وقف إطلاق النار بال...
- شغل بقالة وليس دوله .. نحن شركاء ولسنا أُجَریٰ! المرصاد نت صرخه صادقه أطلقها سلطان السامعي أحد القيادات الوطنيه المحترمه المتصديه للعدوان وهي نصيحة المحب وإمتداد لسيل جارف من النصائح والمشورات الصائبه للمئا...
- مجلس الأمن يقوم بتحرير الرهائن أينما يتوجه المرء في اليمن شمالاً ام جنوباً، شرقاً ام غرباً يجد إجماعاً غير مبرر على فشل الرئيس هادي سواءً كان هذا الفشل في تنفيذ المهام الاساسية لحكومة...
- الـقـاتـل لايُــغـنـي ..! بقلم :فكري قاسم كتاب المرصاد .. القوارح المتكاثرة في اليمن ، انستنا صوت ايوب طارش والانسي والمرشدي وكرامة مرسال وفيصل علوي واحمد فتحي وامل كعدل والسنيدار وعلي السمه ومحمد سعد ...
- جامعة الدول العربية نافذة المخططات الصهيوأمريكية.. قمة الأردن إنموذج المرصاد نت لم تكن قمة العملاء في الأردن إلا فضيحةً استخباراتيةً تُضاف إلى فضائح تحركاتهم الاستخباراتية الصهيوأمريكية في المنطقة العربية ، وللعلم فإن هذه القمة...
- فاجأنا رحيلك ! بقلم : د.يحي محمد جحاف المرصاد نت الموت قضاء محتوم وحكم الهي لا رجعة فيه بل نهاية حتمية لكل كائن حي… عادة نتفاجأ برحيل العديد من الناس بغتة بدون سابق إنذار.. إنه الموت الذ...
- هنا دمشق ... لن تمرّوا ! صواريخ ترامب واحتفالات الذئاب ! المرصاد نت العدوان الأميركي السافر على مطار الشعيرات في سورية فجر الجمعة 7 نيسان 2017 هو إعلان بالنار عن طبيعة الحلف الذي تواجهه سورية ويواجهه الشعب السوري&he...
- كفايه جرع ,, أعتقد أن شعبنا تجرع من الويلات في تاريخه البعيد والقريب ما يكفي، وأن الجرع المختلفة سياسياً واقتصادياً التي تلقاها كانت كافية لتحمله إلى القبر، لكن صبره وصلابته...
- سلسلة قضايا فساد كارثية ..الشعور بلا شعور ' الحلقة الرابعه ' ! بقلم : علي القاسمي المرصاد نت قد يعتقد البعض من خلال مطالعته ومتابعته لما اكتبه واقوم بنشره إسبوعياً في سلسلة حلقات متتالية حول قضايا فساد التأمينات الكارثية لـ (قارشة الأموال) ...
- فساد الارادة .. حاضنة الفساد .. كتب:عبدالجبار الحاج إرادة التغيير التي لا تقض مضاجع الف ناهب اضعف من ان تفكر كيف تشبع مليون جائع . وفي اليمن اكثر من عشرين مليون جائع...