بأختصار شديد الجزء الثالث

ABDULBASTعلي عبدالله صالح ايضاً

مؤامرة تدمير اليمن ليست وليدة اليوم، بل منذ أن فشلت ثورة سبتمبر ٦٢ عندما استسلم الثوار للقوى الرجعية في عام ٦٨

وسيطر المشائخ بقيادة عبدالله حسين الأحمر (ربيب آل سعود) على اليمن فأصبح المشائخ وعلى رأسهم الأحمر الوكلاء الحصريين لآل سعود على اليمن إلى ان جاء الرئيس إبراهيم الحمدي الذي تم تنصيبه ايضاً من قبل السعودية وآل الأحمر، إلا انه أنقلب عليهم فأغتالوه. والقصة التاريخية تطول في هذا الجانب وجوانب اخرى لا يتسع لها هذا المنشور (شديد الإختصار).

الخلاصة انهم أرادوا تدمير اليمن لإرغام شعبه في النهاية القبول بنظام حكمهم الملكي في إطار الهيمنة السعودية بما ينسجم مع النظام السياسي العام في الجزيرة العربية. وكانت الأسرة المرشحة لإدارة اليمن بعد إفقاره لدرجة العوز هي أسرة آل الأحمر (العصيمات) وكان الأحمر هو شيخ الرئيس الذي يأتمر بأمره بعد ان يقوم بتنصيبه رئيساً بناءً على توصية وإشراف سعودي. لكن طالت فترة رئاسة صالح وأشتد عوده وارتفع عدد أفراد أسرته وكثرت ثروته بما يتعدى الخيال وأمتد نفوذه فطمع هو بأن يكون الملك والوكيل الحصري على اليمن بدلاً عن آل الأحمر ولكن بعد ان يكبد الشعب اليمني الأمرين كي يقبل بأي نظام حكم كان ولو حتى بصالح اليهودي.

بدأ التنافس ثم الصراع الأحمري/العفاشي كل على حساب الطرف الآخر حتى بلغ هذا الصراع ذروته بتفجير جامع النهدين. فتمكن آل الأحمر من خلال ثورة يناير ٢٠١١ إقصاء آل عفاش من السلطة، ولكنهم وجدوا الحوثيين لهم بالمرصاد فضلاً عن انهم لم يتمكنوا من إدارة اللعبة السياسية بنجاح رغم وجود الفرصة المواتيه لذلك ففشلوا فشلاً ذريعاً أمام القوى الثورية الجديدة الصاعدة (أنصار الله) والمتحالفة معهم. فاضطروا الى الفرار خارج البلاد.

فرار آل الأحمر أعاد شهية عفاش لإكمال حلمه الغابر للسيطرة على البلاد والتي تتناغم مع الجو السياسي العام في المنطقة إضافة إلى إمكانياته المادية المهولة والمروعة. فأصبح همه الأكبر هو القضاء على حركة ( أنصار الله) حتى يخلى له الجو ويقوم بتنصيب إبنه أحمد رئيساً ثم ولياً للعهد بعد أبيه في قادم الأيام بعد إنشاء (المملكة الصالحية). لكنه لن ولم يتعاطى مع أنصار الله بنفس المنهجية الرعناء التى تعاطى معهم بها عيال الأحمر. طريقته الأفضل للقضاء عليهم هي إختراقهم من الداخل وفي نفس الوقت توثيق علاقاته الدولية بالجميع بشكل مباشر وغير مباشر بينما يقوم أنصار الله بعمل معاكس تماماً وهو إستيعاب الإختراق وقطع خيوط علاقاتهم وصلاتهم الدولية.

ما يحدث الآن لليمن من عدوان مباشر هو مالم يكن يحلم به صالح على الإطلاق في حياته. ان هذا العدوان الآثم والغاشم والبربري هو بمثابة الفرصة والهدية الذهبية والماسية التي تغدقها عليه الطائرات الحربية يومياً ولكأنها تُسقط عليه اللؤلؤ والمرجان دون اي مقابل وتقربه كل ساعة الى تحقيق حلمه.

ومع ذلك فإنه يطل علينا مؤخراً من منبر قناة الميادين، القناة الثورية التي تأسست في فترة ثورات الربيع العربي ثورة الشعوب ضد الأنظمة الديكتاتورية. فنجده يبدأ حديثه في مستهل المقابلة بالمديح والإطراء لهذه القناة بالإضافة الى أشياء أخرى لكي تظل له منبراً اساسياً عوضاً عن الجزيرة والعربية اللتين فقدمها مؤقتاً. ثم يأتي حديث صالح الذي يلبس من خلاله عباءات النزاهة والثورية وإنكاره لكل ماأقترفت يداه من جرائم طيلة فترة حكمه ويقوم بكل بجاحة ووقاحة بتجيير ستة حروب عبثية ظالمة على صعدة وأبنائها لأسباب (إدارية)، ياللهول، ياالله !!!!!!!! ستة حروب ودعوة السعودية في الحرب السادسة لمساعدته والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الشهداء والجرحاء ومئات الآلاف من النازحين واللاجئين وتحويل صعدة الصامدة إلى أرض محروقة!!!!؟ ثم يأتي هذا الأفاق ليقول للعالم بأن سبب الحروب الستة كان خلافاً إدارياً؟!!!!!!!!!!!!. طيب لماذا لم تسجل عليهم مخالفة ؟؟؟؟ او ترسل لهم كرت مخالفة إدارية؟! او لنقل غرامة مالية على الأكثر عقاباً على مخالفتهم الإدارية التي تتحدث عنها؟ لكن ستة حروب تستمر لمدة خمسة أعوام تأكل الأخضر واليابس وترتكب خلالها أفضع الجرائم الإنسانية لمجرد مخالفة إدارية؟؟؟؟؟. كم انت فعلاً من وغد وسافل ومنحط.

----------------------

كيف تتعلم ان تسيطر على صعدة

في ستة حروب:

أ- صالح وابنه المدلل اللذانِ لم يتمكنا من كبح جماح قدرات منطقة صغيرة جداً لا تتعدى الخمسة مئة متر مربع - أقل منها بقليل او أكثر بقليل - التي كان يتربع عليها جهال الأحمر في منطقة الحصبة في صنعاء، وكذلك حرب اخرى محدودة ضد مجموعة بسيطة من المتطرفين التكفيريين التابعين لحزب الإصلاح في منطقة صغيرة محدودة في أرحب وذلك بينما كان صالح وأبنه يمتلكون كل قوات الجيش والأمن والألوية الخاصة من الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والحرس الخاص والقوات الجوية وأضخم ترسانة للأسلحة ... إلخ إلخ إلخ، بل قيل أن جيشه كان السادس في العالم ههههههههه. لكنه لم يستطع ان يحمي قناة "اليمن اليوم" من التطبيش والتدمير الذي مارسه الولد الغر جلال الدنبوع بكل حقد وصلف وإستهزاء وسخرية به وبإبنه الذي كان يغير منه ويعتبره نداً له بينما لم يستطع صالح وإبنه ان يحركا ساكناً او أن يحمي جامعهِ الذي بُني من أموال الشعب والذي تم محاصرته وإخراج حمايته الخاصة منه التابعة لعفاش. ...... فكيف لنا ان نصدق فجأة وبعد ان سيطر (أنصار الله) على الوضع وقضوا نهائياً على قوى التكفير وجحافل عيال الأحمر من كتاف ودماج مروراً بالعصيمات وعمران الى فرقة علي محسن مدرع وجامعة الدمار الإنساني الشامل، ان يظهر لنا هذا الرعديد فارساً لا يشق له غبار وفجأةً أصبح الزعيم البطل الفذ الملهم قاتل ألف ومستأسر ألف ومجندل رؤوس الذر والقعاميص!!!!!!! وتدريجياً بات يدعي بأنه يقف وراء كل هذه الإنتصارات بينما هو في واقع الأمر كان مختبئاً ومتنقلاً في (بدرومات) متعددة ينتظر دوره كأمثاله من المجرمين الذين أفسدوا ودمروا الوطن. !!!!

ثمة الكثير ما يمكن كتابته في هذا الصدد لكن هذا المقام (المختصر الشديد) لا يسمح لنا ان نمر على القصة الا بعناوين قليلة ومختصرة؛ ..... غاب مثلاً على الجميع بل وبدون مبالغة على العالم كله بل وايضاً على الكثير من المقربين لأنصار الله أنفسهم الذين ضاعت عليهم البوصلة فأضاعوا الطريق، هو ان من يخوض الحرب ضد أعداء الله من الفاسدين والمجرمين وقطاع الطرق ليسوا من الذين يتعاملون مع الخصوم بمقاييسنا العادية المتعارف عليها محلياً وإقليمياً ودولياً. وهذا ماأستطاع ان يسبر غوره صالح والإستفادة منه دون غيره وذلك نتيجة الدروس التي تعلمها من الحروب التدميرية التي خاضها ضد أنصار الله.

وهنا ارجوا ان يعذرني الكثير في ما أكتب لأن البعض سيجدني في بعض الحالات ربما خارج المألوف وخارج المنطق وخارج الأعراف البشرية البسيطة وانا الذي يقال عني صاحب الشهادات العليا المتعلم والمثقف والمتحضر الذي يعيش بأمريكا، بيد أني أقول لكل هذا........... (طُز)، لأن مايحدث في بلادنا اليوم جعلني أكفر بكثير من المفاهيم والقيم التي تربينا عليها ودليلي في ذلك هو؛ ماذا عمل لنا كل المتعلمون والمثقفون والسياسيون والمتخصصون المنتشرون على طول وعرض الساحة اليمنية خلال الأربعة العقود الماضية؟ الم يبيع أفضلهم البلاد وألتحق بثلة الخونه؟؟؟؟؟ وألم يتآمر جلهم على إغتيال كل ما هو جميل في بلادنا وكل من كان يحمل قلماً وعلماً وعقلاً نظيفاً؟ بل ألم يبيع هولاء وأمثالهم دماء الشعب اليمنية الزكية الطاهرة، وألم يبيع أغلبهم ضميره مقابل حفنة من تراب!!! ؟ كما انه بالمقابل لن يفهم ما أقول من في قلبه حجر وغير عامر بذكرِ وروح الله.

خلال ستة حروب جائرة على صعدة، أعتقد صالح بأنه تمكن من سبر غور صعدة وأهل صعدة وأكتسب من الخبرات ما تؤهله كسرها والسيطرة عليها. بعد هذه الحروب العبثية والمرعبة فوق إحتمال البشر، لابد من إستخدام طرق اخرى للتعامل معهم، فأتخذ ثلاث طرق جهنمية من أخطر الطرق ذكاءً ودهاءً ومكراً وإجراماً. إستخدم في سبيل تنفيذها كل قدراته من الدهاء والوسائل الإجرامية من سلاح وإرهاب ومال في وقتٍ واحد، وكل طريقة من هذه الطرق تتكون من عدة خطط وكل خطة تكمل أخرى وجميعها توصل للهدف الذي يريده وهو تركيع أنصار الله وإستسلامهم الكلي له ليتسنى له بعد ذلك تأسيس (مملكة الصالح).

المزيد في هذا القسم:

  • محسن مازال في اليمن من يقرأ ما نشرته جريدة الشارع في عددها الصادر الاربعاء بتاريخ 24/سبتمبر 2014م في عنوان طويل عريض في صفحتها الأولى بأن الجنرال علي محسن هرب الى السعودية يدرك عكس... كتبــوا
  • الدولة .. الوطن .. الدين ! المرصاد نت يستخدم الوطن كوثن معبود كــصنم ..وهو لا ينطق. ومن يتحدث بإسمه هم السياسيون أو رجال الدين الذين يمثلون الكهان بالنسبة لهدا المعبود “الوطن” … وعندما... كتبــوا
  • اطمئنوا.. في الطريق انفراج وشيك من يبالغون ويشيعون المخاوف من سيطرة وشيكة للحوثيين على العاصمة صنعاء، يحتاجون إلى مزيد من الحصافة، فهذا الهراء لا يمكن تصديقه وإن كان حقيقيا فالحوثيين يعرفون اك... كتبــوا