القائمة السوداء بين الادراج والسحب ! بقلم : فهمي اليوسفي

المرصاد نت

مؤقف همجي للهيئات الاممية بحق أطفال اليمن

أ ... الادراج
الادراج التي اتخذته الامم المتحدة بوضع دول التحالف العسكري التي تقوده السعودية في القائمة السوداء وضم جماعتي عفاش وانصار الله ضمن هذه القائمة والحاق عصابة الرئيس المنتهية ولايته هادي . ليس رحمتا باطفالنا بل بما يكفل الالتفاف الاممي المنحاز لعدوان دول التحالف التي تقوده السعودية  علي القوانين واللوائح الدولية بحيث تخدم الجلاد والقاتل .
وتساهم ايضا بالتعتيم والتظليل الممنهج علي جرائم هذا التحالف .
الانحياز الاممي يتضح من خلال عدم الاشارة لمجمل هذه القضية برمتها .. والاكتفاء فقط بالإشارة ل 2% منها وتجاهل ماهو اهم واخطر ..
هذا الادراج اولا اذا تم ترجمته بعين العقل ومن وجهة نظري ليس إدانة للسعودية وبقية دول العدوان بقدر ما هو تحصين لهذه الدول فيما يخص الجرائم التي ارتكبت ولازالت ترتكب بحق الاطفال اليمنيين والتي دشنته دواعش تعز بمجزرة جديدة يوم امس الجمعة بتاريخ 3- يونيو2016 م كاحتفال بانتصار الدواعش وقوي التحالف بتمييع جرائمها ضد اطفالنا وتدشين الافتتحاح بمجازر جديدة لجعل الرأى العام يدور حولها ولم يسلط الاضواء علي الجرائم الاخطر .هذا بعد ان إحتالت الهيئة الاممية ببتر اجزاء كبيرة من هذه القضية والاشارة فقط لجزء بسيط جدا لا يشكل 2% من نسبتها .
هذا الادراج شكل من الباطن بل يعد إستهدافا غير مباشرا لجماعتي انصارالله والرئيس السابق صالح وبشكل التفافي غير مباشر لإثبات الادانة ضد انصار الله بحيث يصبح عدوان بني سعود له طابع شرعي .ويتوافق مع إحدى نقاط القرار 2216 م الخاصة بهذه القضية ..
لذا هندسة الفلترة الاحترافية والالتفافية امميا لهذا الادراج المبنية وفق معطيات زورا وبهتان من قبل المندوب الاممي لها اهداف مبطنة منها :
- إخراج دول التحالف بقيادة السعودية من اي مسائلة دولية .فيما يخص هذه القضية .
- توزيع الجريمة البسيطة علي كافة دول التحالف والجماعات التي تتصدى للعدوان بحيث تتبخر وتكون مجهولة وضد مجهول .
-إغفال قضية الاجزاء الاخري المرتبطة بهذه القضية ومنها تدمير نفسيات 4 مليون طفل يمني من جراء العدوان وماترتب علي الحصار الشامل علي اطفال بلدنا وفقا لتقارير دولية اوضحت هذه الاعمال المحرمة دوليا والتي تعد جرائم من العيار الثقيل ولاتسقط بالتقادم .مع ان تدمير نفسيات الطفل هو تدمير للمستقبل علي إعتبار ان الطفل يمثل المستقبل وتصنف وفقا للقانون الدولي جرائم إبادة  .
- إخراج مجلس الامن وولد الشيك اي المندوب الاممي من اللوم والاحراج الدولي ليمارس الغلاط وتحسين صورته بمكياج افضل ..من خلال صناعة مثل هذه المسرحيات ..
- تعطيل واحباط دور اي منظمات تساهم بكشف جرائم العدوان ضد اطفال اليمن علي إعتبار ان هذا الادراج هو يقطع الخط أمام تلك المنظمات ..
- التهرب وتمييع قضية استخدام اسلحة محرمة ضد اليمن من قبل دول التحالف .
- تشويه صورة انصارالله امام المجتمع الدولي ونقل صورة مغلوطة عن حقائق الامور ..
-
وبالتالي كان هذا الادراج مفاجئا ومتزامننا مع محادثات الكويت ..وسبقه حقن تخدير من المطابخ الغربية ومنها تصريح وزير الخارجية البريطاني بشد وجهه ضد السعودية بيمنا الواقع يشير للعكس .اضافة لتصريح الخارجية الامريكية بان جماعة انصار الله ليسوا جماعات ارهابية .وهذه هي جزء من الخداع ولكي لايفهم الصين والروس اللعبة التي تدور ..
ب... السحب
حين شعرت الامم المتحدة بأن الادراج سيتخذ وسيلتا للتنقيب عن بقية الجرائم الذي ارتكبها تحالف العدوان بحق الاطفال اليمنيين  سارعت هذه الهيئة الاممية  بسحب دول التحالف من هذه القائمة .وهذا كان امرا مدهشا للجميع وبالذات حين برر الامين العام للأمم  المتحدة بأن ذلك خشيتا من ان تقطع دول التحالف الدعم علي الامم المتحدة فكان عذرا اقبح من ذنب .
علي هذا الاساس يقاس السحب بأنه جزء من العدوان الغير المباشر للأمم المتحدة ضد اطفال اليمن بهذه الجرائم  واستهدافا للوائح الاممية واكد إنهيار أخلاقيات المسؤلين بالهيئات الاممية .
هذا التراجع يؤكد ان القرار الاممي والعدالة الدولية غائبة طالما تصنعه دول البترودولاار . ولأصوت يعلوا علي صوت دول الخليج في الهيئات الاممية .
هذا السحب يوكد ان من قام بتغير جمال بنعمر كان تلبيتا لطلب هذه الدول واستبداله بمندوب متسعود إستوردته من كندكم النفيات السعودية  ( ولد الشيخ ) هي نفسها دول التحالف المعتدية  .
هذا السحب يؤكد ان القرارات الاممية بشأن اليمن من 2011 وحتى اليوم طبخت بالرياض بنيت وفقا معطيات الرياض المزيفة والمزورة ..
هذا مؤشر بان الضمير الدولي اصبح خاضعا للدول النفطية بالخليج علي قاعدة من يمتلك المال يمتلك النفوذ  .
من هذا المنطلق فإن موقف الامم المتحدة اصبح غير أخلاقي وخارجا عن والقوانين الدولية والانسانية وخارجا عن قيم واخلاق شرف المهنة الاممية .
لذا يقاس ان دول التحالف بقيادة  السعودية نجحت بالهروب من هذه النقطة وخرجت من ورطتها . وسحب الادراج يعتبر خروج لدول التحالف من أي مسائلة دولية .
ومن المؤسف لم يضع الامين الاممي اي إعتبار للجانب الانساني والاخلاقي بل خرج يبرر بكل وقاحة .
فطالما وصل الامر لهذا الحد  ينبغي أن يكون هناك تصعيد لهذه القضية علي المستوى الدولي وتنسيق من الداخل مع منظمات دولية وغيره وابرازها  امام كل المحافل والاندية الدولية ..