المرصاد نت
مع الإقتراب من أي حل سياسي سواء فيما مضى أو حاليآ أو مستقبلآ كان ومازال يدور النقاش في كل محطه وجولة تفاوضيه فوق الطاولة وتحتها وما وراء الكواليس عن شكل الدوله ومضمونها ،
خلاف مستمر ورؤى مبعثرة واجتهادات من هنا وهناك داخلية وخارجية ،
يتسابق الجميع لطرح وجهه نظره والدفاع عنها وإيجاد المبررات وحلول الإشكاليات كما يعمل فقهاء الدين والمحامين القائم عملهم اصلآ على القياس والاستنباط وإيجاد الثغرات وتدوير الزوايا ، حتى السياسيين تحولوا إلى فقهاء السياسه بعبايات وعمائم وبنفس الأداء والنهج و بمنظور ذاتي يبحث عن الحلول والقمصان المناسبه لهم وبأداء ليس قريب من مفهوم العمل السياسي ، ولذلك نجد أننا نراوح في نفس المسألة والقضية منذ 2013م وماقبل هذا التاريخ وصولآ إلى طاولة الكويت وما بعدها من طاولات وحلبات وجولات أخرى قادمة في عواصم غربيه وعربية ،
وبالعودة إلى السؤال الذي لم نتفق على إجابته فيمكن محاولة تشخيص مفاهيمه للوصول إلى نظرة أعمق :
فالمحاصصه السياسية القائمه على عدة معايير عنصرية أو بعضآ منها نموذج تم تطبيقه في لبنان منذ إستقلاله عن فرنسا ، وتم تثبيته وتفصيله وتعميده بآيادي عربيه للأسف بمباركة ودعم السعوديه وسوريا بالمقام الأول في اتفاق الطائف 1989م ، وبالنظر إلى إنتاجات حكم المحاصصة نجد أنها ساهمت في التقسيم المجتمعي أكثر ، بل وزادت الطين بله عندما تجد كل مواطن لبناني يحمل هوية مكتوب عليها إما ( مسيحي _ سني _ شيعي _ درزي _ علوي _ ... الخ ) ، كما أن هذا الشكل من الأنظمة ساهم في إيجاد مساحة واسعة للتشنجات العنصريه وإيجاد حاضنة كبيره للإرهاب نكاية بالآخر ، ومع الغوص أكثر في نظام المحاصصة نجد مثلآ أن لبنان المليء بالمواهب والعقول والكفاءات على كل الأصعدة المشهور به عالميآ نجد هذه الدوله إلى الوراء عقد بعد عقد صناعيآ زراعيآ علميآ اقتصاديآ حتى عسكريآ ،،،
بالمقابل وبالنظر إلى النظام الفدرالي فهو أكثر الأنظمه ديناميكية وقابل للحياة ، وفيه الكثير من جوانب العدل والمساواه وإتاحة الفرص للجميع دون استثناء ، كما يعد نظام فعال في القضاء على كل أشكال العنصريه ( المناطقيه _ المذهبية _ الدينيه _ العرقية ) ، نظام يعتمد على خلق فرص التنافس الفكري والعملي والعلمي ، ولذا نجد أن كل دول العالم الأول والمتقدمة تنتهج الفيدراليه ،،
ولكن بالعودة إلى بلادنا اليمن نجد مصيبة وكارثة فعندما قرر المتحاورون وفقهاء السياسية تطبيق هذا النظام الفيدرالي اخرجوه من عباءته العالميه ، وقاموا بتفصيله بعقلية يمنيه مليئه بالحقد المناطقي والمذهبي ، ومصبوغ بمصالح تياراتهم ورغباتهم اللاوطنية ، وتحويله إلى أشد وطأة وخطورة على المجتمع اليمني من كل عيوب ومخاوف العنصرية والتقسيمات المناطقية والمذهبيه في نظام المحاصصة ، كما أنه جاء موافق لإملاءات دول الجوار والنفوذ العالمي وخاصه السعوديه وأمريكا وبريطانيا ، وكلآ حسب نظرته لمصالحه في اليمن وعلى حساب مصالح الشعب ،،
نعم لقد حاول بعض الصالحين و الصادقين والمخلصين الوطنيين من خلال مؤتمر الحوار ( وهم قليل فيما كان الأغلب يبحث عن المصروف اليومي بالدولار غير مكترث بمصلحة الوطن ) إيجاد أفضل أنواع الانظمه التي توصل لها العقل البشري الدنيوي لشكل وهيئة الدوله ، ولكن كان هناك سد منيع رافض لأي مشروع وطني خالص وتمثل ذلك في العصابه الكبيره المرتهنة للنفوذ الخارج والأحقاد الداخليه ولوبي الفساد ، وهي من حرفت البوصلة الفيدرالية الصحيحة الى التقسيم الأحمق والمخالف لكل أبجديات المصلحة الوطنية والذي نزل كالصاعقه على كل الاحرار والوطنيين ، حيث لم يقم على أي أساس وطني وعلمي واجتماعي واقتصادي ، وإنما كان تقسيم ملغوم لتفجير البلد مذهبيآ ومناطقيآ وهذا ما إنتبه له بعض التيارات الوطنيه وعملت على توقيف هذه القنبلة المؤقوته التي ستنفجر بضغطة زر في المستقبل القريب والمتوسط والبعيد ،،
ولذا ما نطالب به فقهاء السياسه المجتمعون والمتحاورون وكل الأطياف والتيارات المخلصة هو تجنب المحاصصة بالمطلق ، وعدم الركون إلى الفيدرالية المحشوه بالنزعات العنصريه بكافة أشكالها ، نريد دوله قويه قائمه على أسس العدل والمساواه والتماسك الوطني ، وأيضا الخروج من المركزيه التي طحنت العرب وعادت بهم الى أسفل القائمه من حيث التقدم والبناء ، قد يكون النظام الفدرالي هو الحل ، ولكن بصوره عادلة بعيد كل البعد عن الرؤى العنصريه المتنوعة أو المنطق الحاقد الساعي لتدمير اليمن تحت مسميات الحرص والمحبة ،
نريد رؤيه وطنيه خاليه من الشوائب لتتطبيق الفيدرالية كما عند كل دول العالم المتقدم ،،
أيها الفقهاء السياسيون لا نريد اجتهاداتكم العقيمة ولا تنظيركم القائم على إثارة النعرات المناطقية والمذهبية ،،
نريد يمن عصري وحديث ينافس الأمم ،
والبداية بوضع اللبنه الأولى بعد الإجابة بعناية : ماهو نوع النظام الذي نريده جميعآ وأيها الأنسب لنا كيمنيين ؟! ...
المزيد في هذا القسم:
- اليدومي في تناقض جديد يعيد تعريف حزبه! بقلم : عبدالملك العجري المرصاد نت يمثل محمد اليدومي رئيس الهيئة العليا للإصلاح النموذج الأبرز للسمات والخصائص التي لازمت التجربة السياسية لحزب الإصلاح والتي تتميز بفائض البرغماتية ا...
- اعادة الوحدة اليمنية وأسباب تراجعها كتب : عبدالباسط الحبيشي للمؤمنين بالوحدة فقط ما سأكتبه في هذا المقال يتجاوز التفكير العقلاني او بالأصح الوعي الإصطناعي الذي تفرزه الثقافة السائدة المبنية على التفكير المادي. لذا اقترح...
- قراءة في خطاب اليدومي وإعلان البراءة من حركة الإخوان ! بقلم : إبراهيم عبدالله هديان المرصاد نت بعد 26 عام من تأسيس حزب الإصلاح خرج رئيسه محمد عبدالله اليدومي ببيان يؤكد المستوى الهزيل الذي وصل إليه الحزب ، وتخبطه في كل قراراته وأفعاله والتي ك...
- وعاد الربيع !! المرصاد نت لا أحد يكره التغيير والتقدم والإزدهار إلا أعداء الحياة ودُعاة الموت والقتل وسفك الدماء من المجرمين والسفاحين وقطاع الطُرق وطواغيت الفناء .. لأن الت...
- د. معن الجربا: العرب الترك الفرس.. انه المثلث الذهبي استاذة "لينا زهرالدين". كتب: د. معن الجربا كتبت الاعلامية اللبنانية المعروفة لينا زهر الدين على صفحتها في موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك "إسرائيل" وتركيا وإيران؛ ٣ "دول" عنصرية عاثت ...
- الشهيد شرف الدين قبس لليمن الجديد كل ما شهده وما يشهده البلد من عمليات قنص وتفجير وقصف وحروب وتفخيخ واختطاف هناك شيء واحد يجمعها وهو انها كلها تأتي على خلفية سعي هذا الشعب للتغيير المنشود .واح...
- إلى هنا وكفى؟ المرصاد نت أوشكنا على دخول العام الخامس من العدوان السعودي الأمريكي على اليمن ولا زلنا نتعامل مع ما يحدث وكأنه شيء روتيني نتقبله ونعتاد عليه ورغم ذلك لم نسأل أ...
- اتقوا الله أيّها السياسيون ....وغلّبوا مصلحة الوطن ! بقلم : أحلام عبدالكافي المرصاد نت هناك حملة ومؤامرة خفيّة طفت على السطح وبدأت بذورها تنشط ... تجلت بوضوح مؤخرا وخصوصا أثناء الإنتظار الحثيث ببشرى تشكيل الحكومة الجديدة التي بمو...
- دعوا الجيش فلن يستفيد من تحريكه احد ليس هناك قرار اخطر على اليمن دولة و مجتمعا من قرار الزج بالجيش في الصراعات الحاصلة في البلد الان , لان قرار كهذا سيكون اسرع القرارات التي ستستتبع مض...
- اليمنيون في جدل التاريخ والجغرافية كتب: قادري أحمد حيدر اليمن عبر التاريخ تحولت إلى فكرة، وإلى قضية هوية جامعة في حالة صيرورة وطنية، يمنية صنعت في سياق الحركة التار...