كتبوا
حينما اشتعلت الثورة الشبابية الشعبية .. ثورة 11 فبراير 2011م توقع أبناء الشعب اليمني وبالأخص من خرج إلى ساحات التغيير إسقاط النظام بمنظومته المتكاملة وتغييره بنظام أفضل يمكن أن يبني اليمن ويجعلها أفضل بعيداً عن التفرد في الحكم ، وبعيداً عن الفساد والظلم الذي عاشه طيلة 33 سنة .. توقعوا أن تبنى الدولة المدنية الحديثة التي تظمن المواطنة المتساوية .. ولكن وبحسب مثل يردده أخوننا المصريين (يا فرحة ما تمت ) فقد تربص لنا أصحاب المصالح ممن كانوا يشعرون بالخطر وهو يقترب منهم كلما وجدوا الشباب يزدادون تمسك بأهدافه وإصراره على تقديم أغلى ما عنده ليحقق ما خرج لأجله.
وتحت مبررات كثيرة أهمها تجنب حرب أهلية بين أبناء اليمن أنجبت الثورة اليمنية بعد سقوط العديد من الشهداء والجرحى ،واعتقال الشباب ،وإخفاء العديد منهم مولود مشوه اسمه المؤامرة الخليجية أو كما يسمونها بالمبادرة الخليجية وللأسف فهذا المولود لم يكن بمستوى تطلعات أبناء الشعب اليمني ، فقد كانت المبادرة مجحفة بحقنا لأقصى الحدود كونها نسفت كل الأهداف التي خرجنا من اجل تحقيقها .. نحن خرجنا من اجل رفض حكم العسكر فأتت المبادرة بحكمهم.. طالبنا بإسقاط النظام فأسقطت المبادرة نصف النظام وأبقت على النصف الأخر، والبند الذي كان أكثر إيلاما لنا في تلك المبادرة هو إعطاء الحصانة والضمانة للقتلة والمجرمين الذين سفكوا دماء شبابنا وهو مالم يحدث في أي مكان في العالم ولكن تميزت اليمن به ، وعلى الرغم من كل ذلك ابتلعنا هذه المبادرة كما نبتلع الجمر ووضع بعض شباب الثورة بصيص أمل على حكومة النص التي نصت على تكوينها المبادرة الخليجية تحت اسم حكومة الوفاق و ضمت نصف المعارضة والنصف الآخر المؤتمر وحلفاءه .. حكومة الوفاق.. هذه الحكومة التي توقعنا أن يكون نصفها الممثل لثورة النصف الأفضل والذي سيُعلم الحكومات السابقة دروس في الوطنية ،وفي مكافحة الفساد ،وفي خدمة المواطن خصوصاً وأنها صعدت على حساب الشهداء والجرحى من شباب التغيير .. فللأسف هذه الحكومة التي اختير نصفها بأسم الثورة لم تكن عند حسن الظن وهي افسد حكومة عرفتها اليمن، و سيسجل التاريخ أن الثورة الشبابية الشعبية أتت بنصف حكومة فاسدة لم تتعلم من الماضي ، ولم تحترم دماء الشهداء ولا أوجاع الجرحى.. سيسجل التاريخ أن الثورة الشبابية الشعبية جاءت بحكومة تحتوي على المتنطحة ، والمتردية ، وما أكل السبع .. حكومة جائعة أتت لتسد رمقها على حساب الشعب المغلوب على أمره ..سيسجل التاريخ بأننا وقفنا مكتوفي الأيدي أمام فسادها وظلمها وكأننا كنا نريد ذلك .. فكم هو مؤلم أن يسجل هذا كله بأسم الثورة الشبابية الشعبية السلمية.
طبعاً قد يتساءل البعض لماذا أركز على نصف حكومة واترك النص الأخر ، وكأن النص الأخر الذي يضم المؤتمر وحلفاءه حقق مالم تستطيع تحققه أي حكومة ، وأنا ردي سيكون على النحو التالي .. أنا اهتمامي الأكبر بالجزء الذي صعد على حساب الثورة .. هذا الجزء الذي كنت أتوق أن يكون أفضل من غيره ويلقن الجميع درس لا تنسى في إدارة الحكومة .. أما النصف الأخر فهو معروف منذ 33 سنة بأنه فاشل وفاسد لدرجة لا يمكن وصفها وبسببه نحن خرجنا لشارع وتحملنا كل شيء وخسرنا ما خسرناه لأجل إنقاذ اليمن منهم .
اخيراً أن التحرك الحقيقي لإسقاط حكومة العار لابد أن يكون بعد انتهاء مؤتمر الحوار الوطني لأنه إذا كان هناك تصميم من قبل عبدربه منصور هادي والقوى المستفيدة من بقاءها وجب علينا جميعاً النزول لشارع مطالبين بإسقاطها وتكوين حكومة كفاءات .. ويجب أن لا يكون النزل ليوم واحد والاكتفاء بذلك بل لابد من برنامج تصعيدي سلمي يعرف الجميع بأننا لم نعد نتحمل بقاء هذه الحكومة .
المزيد في هذا القسم:
- الدرس الذي لم نتعلمه "الشعب يريد إسقاط النظام" فهل سقط النظام؟ظنّ البعض انه قد سقط بينما في الواقع لم يسقط شيئاً سوى انه غيّر جلدته وشكله ولونه باسوأ مما كان. ظنوا ايضاً ان ثورة ا...
- شيخوخة امريكا .. المرصاد كتب: عبدالجبار الحاج . في متابعتنا للإنتخابات الامريكية ليس فيها ادنى مفاضلة بين حمار الديمقراطية و فيلها . مساحة التباين بين الاثنين لا ت...
- اليمن وأمريكا وبيان مسقط : مآلات الصراع إلى أين؟ بقلم : علي المحطوري المرصاد نت بدخول الرئيس الـ45 دونالد ترامب البيت الأبيض في يناير 2017 تكون الولايات المتحدة تحتفل بمائة عام على “عصر أمريكي” فرض إيقاعه على العالم...
- ذكرى مجزرة الكرامة : يحتفل النظام و يبكي القتلة !! بماذا يحتفل الاصلاح و علي محسن في ذكرى جمعة الكرامة ؟!!! .. هل يحتفلون بالذكرى الثالثة لنجاحهم في تنفيذ مجزرة جمعة الكرامة .. و تحقيق الهدف منها .. أم يحتفل...
- أما السلام بإنهاء الانقلاب والعدوان .. أو القتال بشرف! المرصاد نت لا نريد منكم سوى وأحد من أمرين فقط اما السلام بإنهاء الانقلاب والعدوان أوأن تقاتلوا بشرف كما يقاتل الرجال الأحرار والتوقف عن قتل الأطفال والنازحين ...
- اليمنيون وتحديات الحرب ... حسام مطر بالإستناد الى سياق سياسات واشنطن وحلفائها في المنطقة، يمكن القول إن ما يشهده اليمن لا يمكن إلا أن يكون متوقّعاً. كلّ بلد يخرج عن سيطرة السعودية يجب دفعه الى ح...
- تعز : نخب صاعدة وأخرى متساقطةِِِ ! بقلم : طه العامري المرصاد نت أفرزت الأحداث الدرامية الكثير من الحقائق والمعطيات الاجتماعية التي كشفت عن صورة من صور الزيف الاجتماعي وخاصة في محافظة تعز التي عرفنا فيها الكثير م...
- نكاد نفقد أنفسنا مع المستقبل إن لم نفهم؟ المرصاد نت نكاد نفقد أنفسنا مع المستقبل إن لم نفهم؟ كتب: أ . عبدالباسط الحبيشي من يفقد بوصلة التاريخ وتسلسل الأحداث وربطها لمعرفة الحقيقة يضيع وتضيع معه أجي...
- مليون دولار تذاكر سفر ؟ بقلم : آزال الجاوي المرصاد نت فضيحة مكتب المحافظ في موضوع ال (مائتان وثلاثة وعشرون مليون وخمسمائة وأربعة وخمسون ألف ريال يمني ) اي مليون دولار تقريباً تذاكر سفر رغم ضخامتها في م...
- لماذا يغضب عسيري على الأمم المتحدة ؟ بقلم : محمد المنصور المرصاد نت جرائم آل سعود بحق اليمن واليمنيين وغيرهم من العرب والمسلمين والغربيين ستكون سببا في سقوط مملكة الرمال الداعشية ،التي بدأت تلاحقها الاتهاما...