المرصاد نت
هل وقف الحرب العدوانية ووقف نزيف الدم والخراب الذي حل بالبلاد والعباد يمثل أولوية لمشاورات الكويت التي من المقرر أن تبدأ جولتها الثانية غدا الجمعة ؟
أم أن القرارات الأممية ومزعوم الشرعية تحولت إلى “بقرة مقدسة” وأولوية تركز المشاورات على كيفية عمل مقاربات ومخارج لا تنتهك شرعية البقرة المقدسة والقرارات الأممية , الأمر الذي عنى انقلاب المشاورات إلى جلسة مرافعات والدخول في جدل بيزنطي حول من يلتزم ومن لا يلتزم ,ومن عليه الالتزام ومن لا التزام عليه ,ومن ينتهك القرارات ومن لا ينتهكها وكل طرف يتقدم بعريضة طويلة من الدعاوى والادعاءات .
لا يهمنا الآن الخوض في مصداقية القرارات الأممية فليس المرة الأولى التي تكون فيها على المحك و المنطق الذي يحكم مجلس الأمن هو منطق المال والنفوذ لا منطق الأخلاق و العدالة الدولية ,لكن يفترض أن التفاهمات التي جرت في مسقط العام الماضي تمكنت من تجاوز عقدة القرارات الأممية من خلال تسوية توفق بين المرجعيات الأممية والمرجعيات الواقعية التي تفرضها خرائط الصراع على الأرض وتثبيت القرارات الأممية كمرجعية للحوار لا موضوعا له .
والشيء الذي لم أستطع استيعابه استمرار وفد الرياض وبعض الأطراف الدولية والإقليمية على تجاهل خرائط الصراع ,و طرح شرعية هادي والقرارات الأممية كأولوية تتقدم في أهميتها وأولويتها على كوارث الحرب ووقف حمام الدم ,فمن أجل حماية النصوص المقدسة لا مشكلة في أن تتحول البلاد إلى مقبرة جماعية و خرابة كبيرة !!
بصراحة بت أتخوف إذا استمر الجدل حول شرعية “هادي” فترة طويلة ,ان يتحول النزاع حولها إلى أزمة تاريخية تنقسم الأمة الإسلامية (بل العالم) حولها كما انقسمت حول شرعية الخلفاء الراشدين إلى فسطاطين أو فريقين .
ومع تعصي حسم مسألة شرعية هادي أخشى أن يتطرف البعض ويرفع هادي إلى خامس الخلفاء الراشدين ,ويثبت الإقرار بالخليفة الراشد أبي جلال الفرار جزءا من العقيدة الدينية لا يكتمل إيمان المؤمن إلا بها ,ومن ثم تسجيلها ثاني ازمة – بعد ازمة شرعية الخلفاء الراشدين -يستعصى على الأمة حسم الجدل حولها .
دعونا نتجاوز قناعتنا أن ما يجري هو عدوان سافر على اليمن ,فلا يمكن إنكار أن هناك طرفي نزاع مسلح سالت بينهما أنهار من الدماء فهل الحل أن يفرض على القوى في الداخل التعهد باستقبال مجموعة الرياض بالزغاريد؟ وأن يسلموا أعناقهم طواعية لهادي وأنصار الرياض حتى تطمئن قلوبهم إلى أنك صرت حملا وديعا ,وبعد أن تطمئن قلوبهم وتحصل القوى الوطنية على شهادة بحسن السيرة والسلوك من المجتمع الدولي يكافئونك ان تكون شريكا لهم في حكومة يعينها الخليفة الراشد ابوجلال الفرار. اذا كانت جماعة الرياض تتعذر بأنهم لا يثقون بنا ,فنحن ليس فقط لا نثق بهم بل ولا نعدهم في الرجال , والحل الذي تطرحه الأمم المتحدة من خلال إجراءات بناء الثقة ..كيف ذلك ؟
مجموعة الرياض يريدونها على طريقة الفنان اليمني أيوب طارش “باعدوا من طريقنا جنة الحب حقنا ” ,أما في كل تجارب فض النزاعات المسلحة في العالم فتتم من خلال تسوية توافقية تحقق لاطراف النزاع – من خلال كونها جزءا من سلطة توافقية -الأمن على أنفسهم وأتباعهم *** المتابع لتصريحات مجموعة الرياض منذ رفع المشاورات وردود أفعالهم المتشنجة والمتطرفة في اشتراط التمسك بالمرجعيات الأممية و التمترس خلف مزعوم الشرعية واتخاذها مسمار جحا للتنصل من استحقاقات السلام ,,يستطيع أن يستشف المخاوف التي تدفعهم للتطرف في الاشتراطات التعجيزية .
معظم مهاجري الرياض خوفهم ليس على الشرعية بل من المستقبل مقتلهم هو في أي تسوية تجمعهم مع القوى الوطنية وعلى رأسها انصار الله والمؤتمر الشعبي العام في إطار عمل رسمي مشترك ,وتنظم مستقبل التنافس السياسي بين الطرفين ,,هنا يرون مقتلهم .
هادي و المخلافي وجباري والبقية من مهاجري الرياض أو معظمهم مستيقنون أن مستقبلهم محروق ما دام على الساحة منافسين أقوياء كأنصار الله والمؤتمر وأنهم لا يملكون أي مقومات تؤهلهم للمنافسة ولذلك يراهنون على السعودية وعلى الحسم العسكري لتسوية الملعب السياسي وإخلائه من المنافسين السياسيين ,فهذا هو الملعب الذي يجيدون اللعب فيه.
المزيد في هذا القسم:
- الخطر الكامن خلف الاسوار الامنية . المرصاد نت كتب: عبدالجبار الحاج في عهد الرئيس الارياني وخاصة بعد توقيع اتفاقية جدة السرية عام 70 كان من نتاج هذا الاتفاق ان غدت الاستخبا...
- حال اللا سيادة اليمنية ! بقلم : أ. عبدالباسط الحبيشي المرصاد نت - عندما تكون السفارة السعودية هي الرئاسة والرئاسة اليمنية جهاز عشماوي للتنفيذ، فاليمن ليس لديها سيادة ولا كرامة.- عندما تعربد طائرات العدو في بل...
- عندما يريد الشعب ... يتعرى إبليس؟ المرصاد نت عندما يريد الشعب ... يتعرى إبليس؟ كتب : أ .عبدالباسط الحبيشي* يعرف الجميع بأنه لا أقوى من إرادات الشعوب سوى إرادة الخالق لأن إراداتها من إر...
- أراد لنا الحياة … فأراد له الظلمة الموت ! بقلم : أحلام عبدالكافي المرصاد نت عنوان هذه المقالة هو نفسه عنوان مقالة كتبتها في الحرب الرابعة على صعدة… والتي كان من المستحيل أن تنشرها لي أي صحيفة آنذاك فعلمت أن ...
- ثوار الثوابت .. وعملاء المتغيرات رغم الفرز الشديد والواضح الذي أثمرته الثورة الشبابية الشعبية السلمية في اليمن، ورغم المنجزات المتواضعة التي تحققت على ضوئها، إلا أن الثوار وعلى رأسهم نخبهم ال...
- غارات صنعاء وافتعال الأزمات ! بقلم : فاتن الفقيه المرصاد نت ما إن بدأت الغارات على العاصمة صنعاء حتى عادت الشائعات والأراجيف بانعدام المشتقات النفطية.. هذا الأسلوب القذر ليس جديداً …لا زلت أتذكر قبل عا...
- هل ضاعت القدس ..؟! بقلم: حميد دلهام المرصاد نتبين قرار ترامب وإعلانه نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس وبين تنفيذ القرار والاحتفال رسميا بنقل السفاره يبدو الفرق واسعا وأكثر من مستغرب...فالحراك ...
- الجيش اليمني مكشوف الظهر سياسيا! الجنود والضباط اليمنيون يقتلون بالعشرات كل يوم وفي كل المحافظات اليمنية تقريبا وعمليات حصار واقتاحم معسكرات الجيش مستمرة وعلى وتيرة متصاعدة اخرها ما ...
- إرهاب داعش الكبرى في ميزان الفكر والعقيدة ! بقلم : ابراهيم محمد الهمداني المرصاد نت لا يخفى على أحد طبيعة التاريخ الدامي والمجازر الوحشية التي تأسست عليها مملكة ال سعود ونتيجة لها فرضوا سيادتهم ملوكا على أبناء الجزيرة العربية بما أ...
- ﻧﻬﻢ .. ﺳﺘﺎﻟﻴﻨﺠﺮﺍﺩ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ ! بقلم : صدام حسين عمير المرصاد نت ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺩة ﻣﺎ ﻳﻀﺮﺏ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺑﻤﻨﺎﻃﻖ أﻭ ﻣﺪﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﺮﺣﺎ لأﺣﺪﺍﺙ عظيمة ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ البسيطة ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﺗﻜﻮﻥ سببا في ﺍﻓﻮﻝ حقبة معينة ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺑﺰﻭﻉ ﻋﻬﺪ ﺟﺪﻳﺪ....