هيومن رايتس ووتش: الإمارات متورطة بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان باليمن

المرصاد نت - متابعات

أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الدولية المعنية بمراقبة حقوق الإنسان في العالم أن الامارات متورطة بانتهاكات خطيرة لحقوق الانسان في اليمن.Yemen aden2018.9.27

وأشارت المنظمة الدولية في تقرير جديد إلى أن "معتقلين سابقين تحدثوا عن معاملتهم بوحشية وضربهم بقضبان من الحديد وعصي خشبية وبنادق" واتهمت قوات موالية للحكومة اليمنية ودولة الإمارات المشاركة بالتحالف الذي تقوده السعودية بالضلوع المباشر في هذه الانتهاكات.

وتقول المنظمة في تقرير لها أول أمس الثلاثاء: "إن القوات الموالية لدولة الإمارات وقوات حكومة هادي تمارس الاعتقال العشوائي والتعذيب والاختفاء القسري لعشرات الأشخاص في اليمن".

وقال محققو الأمم المتحدة في أغسطس الماضي: إن "جميع أطراف الصراع في اليمن ربما ارتكبوا جرائم حرب" مشيرين إلى أن "الاعتقال العشوائي يستخدم على نطاق واسع والتعذيب والاغتصاب وتوظيف الأطفال".

الإمارات تدفن مسلحيها الجرحى في اليمن .. أحياء

وفي قضيحة جديدة كشف الإعلامي اليمني صالح الحنشلي عن قيام قوات الاحتلال الإماراتية بنقل جرحى من أبناء المحافظات الجنوبية لليمن داخل توابيت والإعلان عن وفاتهم في أحد المستشفيات المدانية التابعة للإمارات في إريتريا بعد نقلهم من جبهة الساحل الغربي.

وأفاد الحنشلي في منشور على صفحته على "فيسبوك" بأنه تم إسعاف جريحين من أبناء المحافظات الجنوبية تابعَين لتحالف العدوان في مستشفى ميداني في جزيرة عصب الإريترية إلا أن أطباء في المستشفى أعلنوا عن وفاتهم بعد يومين ليتم نقلهما بعد ذلك بتوابيت إلى عدن.

وأضاف أهالي الجريحين أحمد حامد وناصر الرزم تفاجئوا عند استلام الجثتين في عدن أن أبنائهم لا يزالون على قيد الحياة ليتم إخراجهما من التوابيت وليتلقوا العلاج في أحد مستشفيات عدن، إلا أنهما فارقا الحياة بعد يومين من إدخالهم المستشفى.

وفي سياق متصل وثقت "هيومن رايتس ووتش" 85 غارة جوية لتحالف العدوان تبدو غير شرعية أدت إلى مقتل قرابة 1000 مدني وأصابت منازل وأسواق ومستشفيات ومدارس ومساجد. قد ترقى بعض هذه الهجمات إلى جرائم حرب. في مارس/آذار هاجمت مروحية قاربا يُقل مهاجرين ولاجئين صوماليين قبالة سواحل اليمن مما أسفر عن مقتل وجرح العشرات.

وفي 2017 تعهدت السعودية بتقليص الأضرار المدنية في هجمات التحالف. منذ ذلك الحین وثقت ھیومن رایتس ووتش 6 هجمات لقوات تحالف العدوان أسفرت عن أستشهاد 55 مدنیا، بینھم 33 طفلا. قتلت إحدى الهجمات الأخرى 14 شخصا من نفس العائلة. أعلن "مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الانسان" (المفوضية السامية) في سبتمبر/أيلول أن الغارات الجوية التي شنتها قوي تحالف العدوان ما تزال "السبب الرئيس في سقوط ضحايا في صفوف المدنيين".

ووثقت هيومن رايتس ووتش استخدام التحالف بقيادة السعودية 6 أنواع من الذخائر العنقودية المحظورة على نطاق واسع بعضها يُنتج في الولايات المتحدة والبرازيل في هجمات استهدفت مناطق مأهولة بالسكان أسفرت عن مقتل وجرح العشرات.

أوقفت الولايات المتحدة نقل الذخائر العنقودية إلى السعودية عام 2016. في 19 ديسمبر/كانون الأول 2016 أعلن التحالف أنه سيتوقف عن استخدام ذخائر عنقودية مصنوعة في المملكة المتحدة. قبل بضعة أيام وقع هجوم بالذخائر العنقودية قرب مدرستين محليتين شمال اليمن، أسفر عن مقتل مدنيين وإصابة 6 آخرين، بينهم طفل. وقع هجوم آخر في فبراير/شباط 2017 على مزرعة أسفر عن إصابة طفلين. استخدم التحالف في كلا الهجومين ذخائر عنقودية برازيلية الصنع.

اليمن والسعودية ودول التحالف الأخرى ليست أطرافا في "اتفاقية الذخائر العنقودية" لعام 2008.

الي ذلك اعتقلت قوات حكومة هادي والفصائل المسلحة المدعومة من الإمارات والقوات الإماراتية الأشخاص تعسفا بمن فيهم أطفال وأساءت معاملتهم واحتجزتهم في ظروف سيئة، وأخفت قسرا أشخاصا يعتقد أنهم معارضون سياسيون أو يشكلون تهديدا أمنيا. عدد "المختفين" آخذ في الازدياد.

في مناطق الجنوب الواقعة تحت سيطرة حكومة هادي وثقت هيومن رايتس ووتش اعتقالات تعسفية أو عمليات اختفاء قسري لأكثر من 50 شخصا، بينهم 4 أطفال. قوات الفصائل المدعومة من الإمارات اعتقلت أو أخفت معظم هؤلاء الأفراد. تدير الإمارات ما لا يقل عن مرفقين غير رسميين للاحتجاز، حيث واصلت احتجاز الأشخاص رغم صدور أوامر بالإفراج عنهم. أشارت تقارير إلى نقل محتجزين بارزين خارج البلاد.

لم تنشر اللجنة التي أنشأتها حكومة هادي للتحقيق في الاحتجاز التعسفي أي نتائج للعلن. نفت الإمارات أي دور في إساءة معاملة المحتجزين. ووثقت مجموعات حقوقية يمنية ومحامين مئات حالات الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري الأخرى في شمال اليمن وجنوبه.

الي ذلك أعلن كل من تنظيم "القاعدة في شبه الجزيرة العربية" و"داعش - اليمن" مسؤوليتهما عن العديد من العمليات الانتحارية وغيرها من التفجيرات.

بعد وصول الرئيس دونالد ترامب إلى السلطة، ارتفع عدد الهجمات الأمريكية بطائرات بدون طيار في اليمن بشكل ملحوظ. وفقا لـ "مكتب الصحافة الاستقصائية"، نفذت الولايات المتحدة 37 هجمة بطائرات بدون طيار في اليمن عام 2016، العام الأخير من إدارة أوباما، ولكن حتى أكتوبر/تشرين الأول 2017 نفذت الولايات المتحدة 105 هجمات بطائرات بدون طيار.

قالت الولايات المتحدة إنها استهدفت تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في معظم الهجمات ولكنها أعلنت في أواخر 2017 أنها نفذت هجمات على تنظيم داعش - اليمن قتلت "العشرات".

شنت الولايات المتحدة هجومين أرضيين على الأقل في اليمن منذ يناير/كانون الثاني، أفادت تقارير أنهما مع الإمارات، قتل أحدهما ما لا يقل عن 14 مدنيا، بينهم 9 أطفال. الولايات المتحدة قد تكون متواطئة في إساءة معاملة المحتجزين من قبل القوات الإماراتية. وفقا لوكالة "أسوشييتد برس" أرسلت الولايات المتحدة محققين إلى اليمن وأرسلت واستلمت محاضر من تحقيقات الإمارات. لم تعلن الولايات المتحدة عن أي تحقيقات حول غاراتها في اليمن أو المشاركة في إساءة الإمارات أو اليمن للمعتقلين.

في 2017 نقلت الولايات المتحدة 4 محتجزين يمنيين من خليج غوانتانامو إلى السعودية وفقا لوكالات أنباء.

وكانت وكالة "أسوشييتد برس" قد ذكرت في مايو الماضي أنها وثَّقت ما لا يقل عن 18 سجناً سرياً في جنوبي اليمن تحت إدارة الإماراتيين أو القوات المحلية التي شكَّلتها ودرَّبتها الإمارات وفق تقارير جمعتها من معتقلين سابقين وعائلات السجناء ومحامين وحقوقيين ومسؤولين عسكريين يمنيين.

من جانبها دعت منظمة العفو الدولية إلى إجراء تحقيق بقيادة الأمم المتحدة في دور الإمارات والأطراف الأخرى في إنشاء شبكة التعذيب "المروعة" وفي مزاعم استجواب الإمارات للمحتجزين أو تلقِّيها معلومات ربما تم الحصول عليها من خلال التعذيب.

المزيد في هذا القسم: