المرصاد نت - رشيد الحداد
بعدما شنّت قوات الجيش واللجان الشعبية هجوماً كاسحاً خلال الأيام الماضية على القوات الموالية لحكومة هادي وميليشيات حزب «التجمع اليمني للإصلاح» (إخوان مسلمون) في مديريتَي مدغل وصرواح في محافظة مأرب تراجعت حدّة المواجهات المسلّحة في البوابة الغربية لمدينة مأرب، الخاضعة لسيطرة «الإصلاح» وذلك بفعل وساطات محلية ودولية. وكانت قوات صنعاء قد أصبحت على مرمى حجر من المدينة قبل أن يلجأ «الإصلاح» الذي يُعدّ أكبر الخاسرين من معركة نهم الأخيرة إلى محاولة التهدئة حفاظاً على مكاسبه الاقتصادية الكبرى في المحافظة التي يعتمدها كـ«عاصمة» له منذ عام 2015م ووفقاً للمعلومات فإن الحزب استعان بدولة قطر طالباً إليها التوسّط لدى صنعاء لإقرار تهدئة جديدة تُجنّب مدينة مأرب تداعيات التصعيد. وتفيد المعلومات بأن صنعاء قبلت وساطة الدوحة أول من أمس.
وجاء التدخل القطري بحسب مصادر سياسية بعد وساطات محلية بين الطرفين، نفتها حكومة هادي فيما أكدها الصحافي في مكتب السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، جلال الشرعبي، مطلع الأسبوع الجاري والذي كشف في سلسلة تغريدات على «تويتر» عن قيام محافظ مأرب المحسوب على «الإصلاح» سلطان العرادة بإرسال وفد إلى صنعاء لافتاً إلى أن الوفد عقد ثلاثة لقاءات مع قيادات في «أنصار الله» تمحورت حول صياغة اتفاق يضمن عدم تقدّم مقاتلي الحركة إلى مدينة مأرب.
وفيما تحدّثت أنباء عن مفاوضات مماثلة بين محافظ الجوف، المحسوب على هادي، أمين العكيمي وقيادات في «أنصار الله» على رأسها يحيى النمس الذي انتقل من الجوف إلى صنعاء والتقى عضو «المجلس السياسي الأعلى» محمد علي الحوثي أفيد عن وصول نجل محافظ الجوف حميد العكيمي، وهو قائد «اللواء 155 مشاة» الموالي لهادي إلى صنعاء حيث أجرى مفاوضات انتهت إلى قبول «أنصار الله» الامتناع عن اقتحام مدينة حزم مركز المحافظة، مقابل وعود بتسليمها من دون قتال. وفي هذا الإطار قال العكيمي في صفحته على «تويتر» إن «الحرب ليست خيارنا الوحيد، والسلام هو الحلّ الأفضل للجميع وإذا اخترناه فسنختاره لصون المكاسب الوطنية» في حين أكدت مصادر محلية في الجوف أن الكثير من مشائخ المحافظة أبدوا رغبتهم في تجنيب مناطقهم ويلات الصراع.
وكان عضو المكتب السياسي لـ«أنصار الله»، محمد البخيتي، قد أكد في تصريحات صحافية وجود وساطات حالت دون دخول قوات صنعاء إلى مدينة مأرب، قائلاً إن «الهدنة ليست عيباً، بل هي شرف لأنصار الله لأنها حقنت الدماء». وعن الثمن الذي جنته الحركة من القبول بالهدنة، أشار البخيتي في تغريدات على «تويتر» إلى أن «الهدنة السابقة التي أُبرمت مع الإصلاح لأكثر من عامين في جبهة نهم لم تكن من باب الحرص على حقن الدماء، وإنما بدافع الاحتفاظ بالثروة، ولأننا كنا نعرف سوء نيات الإصلاح وأطماعه قبلنا بمعادلة الثروة (نفط وغاز مأرب) مقابل التهدئة، حتى تَمكّنا من التفرّغ لبقية الجبهات وصولاً إلى استعادة زمام المبادرة».
وإذ يحمل كلام البخيتي تلميحات إلى طبيعة ذلك الثمن، أكدت مصادر مطلعة في صنعاء أن ثمة مكاسب من وراء قبول «أنصار الله» الوساطة، من دون أن تفصح عما إذا كانت اقتصادية أو سياسية لكن المكسب الأكبر ــــ بحسب معلومات ــــ هو الاتفاق على أن تتولّى قبائل مأرب وحزم الجوف زمام المبادرة وتعمد إلى استعادة السيطرة على مناطقها من خلال مفاوضات ووساطات تبعد شبح العمليات العسكرية عن المدينتين.
ويتوقع مراقبون نجاح التسوية التي تمّ التوصّل إليها أخيراً عبر مفاوضات يمنية ــــ يمنية مباشرة، معتبرين أن الإصلاح سيلتزم هذه المرة بالهدنة تفادياً لسقوطه بشكل كامل في مأرب التي تُعدّ أحد أهمّ معاقله في البلاد منذ خمسة أعوام، وفي حال فقده إياها فسيفقد آخر أوراقه التي راهن عليها في فرض نفسه على أيّ مفاوضات سلام قادمة. ولا يستبعد المراقبون أن تُمثّل تلك المفاوضات بداية لجولة تفاوضية على نطاق أوسع، من شأنها إذا ما نجحت توجيه ضربة قوية لمشروع «التحالف» القائم على تمزيق اليمن وضرب الأطراف المحلية بعضها ببعض.
في هذا الوقت تجدّدت مساء الاثنين الماضي، الهجمات المجهولة المصدر على مواقع القوات الموالية لهادي في محافظة مأرب، والتي كانت قد تصاعدت خلال الربع الأخير من العام الماضي. إذ أدّى هجوم صاروخي إلى وقوع انفجارات عنيفة لأكثر من ساعة في مخزنين للأسلحة والذخائر في معسكر صحن الجن غرب المحافظة. وعلى رغم محاولة بعض وسائل الإعلام الموالية لـ«التحالف» اتهام قوات صنعاء بالمسؤولية إلا أن ناشطين في حزب «الإصلاح» شكّكوا في صحة تلك الرواية مدرجين ما حدث في إطار الصراع مع الإمارات. وكانت آخر الهجمات المجهولة قد استهدفت منتصف الشهر الماضي معسكراً تدريبياً في منطقة الميل شمالي غربي مدينة مأرب ما أدى إلى مقتل وإصابة أكثر من 200 من عناصر «اللواء الرابع ــــ حماية رئاسية».
المزيد في هذا القسم:
- من 26 سبتمبر 1962 إلى 21 سبتمبر 2014م.. إجهاض الثورات اليمنية.. هواية سعودية! المرصاد نت - متابعات أدمن النظام السعودي الوقوف حجر عثرة أمام طموحات اليمنيين للنهضة بالبلاد بعيداً عن مشاريع الاحتلال والاستبداد والوصاية الخارجية، وذلك من خ...
- عاجل :اغتيال ضابط في لحج برصاص مسلحين قال مصدر محلي بمحافظة لحج ان مسلحان يستقلان دراجه نارية اقدما على اغتيال الضابط عمر كروا صباح اليوم اثناء تواجده في منظقة الثعلب بمحافظة لحج.. وقال المصدر...
- وصول أكثر من 100 من قوات الرنجرز الأمريكية إلى قاعدة العند المرصاد نت - المسيرة كشفت مصادر خاصة اليوم الخميس عن وصول طائرة عسكرية تابعة للغزاة في الساعات الاولى لليوم الخميس إلى قاعدة العند بمحافظة لحج.وأضافت المصا...
- قاهرM2 البالستي يضرب تجمعات الغزاة والمرتزقة في المخا المرصاد نت - متابعات أطلقت القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية صباح اليوم الاربعاء صاروخ قاهر m2على قوات الغزو والمرتزقة في المخا محافظة تعز. وأكد مصدر ع...
- السعودية باحثةً عن إنجاز: أطفال صعدة «هدف مشروع»! المرصاد نت - متابعات يضرب تحالف العدوان على اليمن عرض الحائط بكل الجهود الأممية المبذولة لإنهاء الحرب. رغم تحديد موعد لإطلاق مشاورات السلام مجدداً ويواصل العد...
- قيادات الجنوب تنفي لقاءها بوفد مرسل من هادي نفت مصادر صحفية تابعة للقيادات الجنوبية بالخارج خبر لقاء القيادات الجنوبية بوفد رئاسي قيل انه تم ارساله من قبل الرئيس هادي من صنعاء للقاء بقيادات جنوبية في ال...
- بيع الصمــت الدولي .. بغواية المال السياسي !! المرصاد نت - سبأ أغـوى المال السعودي المنظمات الدولية, فغضت الطـرف عن جرائم العدوان السعودي -الأمريكي في اليمن وأراق صمتهـا ماء وجه الضمير العالمي الذي تجاهل ا...
- تحذيرات متكررة من ظلام دامس سيضرب عدن بعد 24 ساعة المرصاد-متابعات هددت شركة السعدي للطاقة، اليوم الأربعاء، بإيقاف محطة توليد الكهرباء للاحياء السكنية في مدينة عدن، خلال الساعات القادمة. وأكد مصدر محلي...
- السعودية توقف رسميا مخصصات قوات هادي بسبب العجز المالي المرصاد نت - متابعات أكدت مصادر خاصة أن السعودية أبلغت رسميا قيادة هادي بمأرب بتوقف كافة المخصصات المالية والتغذية التي تصرف للقوات نتيجة العجز المالي بالميزا...
- بارقة أمل.. الحكومة اليمنية تفتح الطريق لاستئناف الطيران من صنعاء المرصاد-متابعات أعلنت الحكومة اليمنية السماح للمواطنين الذين يعيشون في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين بالسفر باستخدام جوازات سفر أصدرتها السلطات الحوثية. ب...