المرصاد نت - متابعات
قال موقع "الحرب" الأمريكي للتحليلات والدراسات الدفاعية والأمنية إن السعودية اعتمدت اعتمادا كبيرا على القوة الجوية منذ أن بدأت حملتها في اليمن منذ أكثر من عامين.
كما سعت السعودية للحصول على مساعدة من دول أخرى للحرب البرية في اليمن لأن الرياض لا تستطيع أن تكسب الحرب من تلقاء نفسها. إن أداء القوات السعودية الضعيفة جعل المملكة تستعيض بجيوش كبرى من خلال دعوة باكستان لتقديم جنود وسفن وطائرات حربية ورفضت باكستان ذلك انضمت مصر إلى التحالف السعودي في اليمن لكنها لم تقدم قوات برية لمساعدة الرياض على كسب المعركة بشكل حاسم ضد الحوثيين وحلفائهم.
حافظت مصر تحت رئاسة عبد الفتاح السيسي على علاقات وثيقة مع السعوديين وطرح السيسي فكرة المساهمة بـ30-40 ألف جندي في الحرب اليمنية وفقا للناطق باسم التحالف إلا أن المسؤولين المصريين نفوا بشدة هذا الادعاء وان العلاقات بين البلدين قد تدهورت.
إن دول الخليج تمتلك بالطبع، قوات مشاة وقوات مدرعة. وفي حالة السعودية هذه القوات - في أفضل الاحوال - تخدم فقط في دور دفاعي وغير قادرة على إسقاط قوة كبيرة خارج حدود المملكة الطويلة. وهذا هو الحال منذ فترة طويلة. وعقب غزو صدام حسين الكويت في آب / أغسطس 1990 تفاجأت الحكومة الأمريكية كيف قبلت السعودية بسرعة لطلب إقامة قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة على أراضيها.
كان السعوديون يعرفون أن قواتهم الخاصة مع امتلاكهم أسلحة متطورة لا يمكن أن توقف أي توغل عراقي لفترة طويلة ويقدرون ان العراقيين لديهم القدرة على اجتياح المقاطعة الشرقية للمملكة، أكبرها في أقل من ست ساعات بعد أسبوع من غزو الكويت.
وفي أعقاب حرب الخليج كان من شأن إعلان دمشق المقترح أن يبقي الجنود المصريين والسوريين في الأراضي الكويتية والسعودية لمواجهة أي تهديدات عراقية مستقبلية ويبدو أن صدام كان يخطط للغزو الثاني في تشرين الأول / أكتوبر 1994. وكان قوام القوات المصرية والسورية 000 70 جندي في المنطقة في نهاية حرب الخليج.
وفي نهاية المطاف لم تكن السعودية والكويت راغبتين في تقديم مساعدات بقيمة 15 مليار دولار للقوات الحامية وكانت دول مجلس التعاون الخليجي حذرة من الجيوش المصرية والسورية التي بقيت هناك لفترة طويلة ولذا بقيت القوات الأمريكية في المملكة السعودية كضامن لامن المملكة حتى عام 2003 عندما أزالت أي تهديد متبق من العراق عن طريق الإطاحة بالنظام هناك.
واليوم يبلغ عدد أفراد الجيش السعودي على أقل تقدير 75 ألف جندي بدوام كامل وهو حجم متواضع لبلد يبلغ نحو 31 مليون نسمة في واحدة من أخطر المناطق في العالم. وتثير المحادثات الأخيرة بين السعودية وباكستان حول نشر لواء من الجنود الباكستانيين للدفاع عن الحدود السعودية اليمنية من هجمات الحوثيين وحلفائهم الانتقامية، أسئلة أخرى حول قدرة الجيش السعودي على الدفاع بفعالية عن حدود المملكة.
ويأتي ذلك في الوقت الذي كان فيه نائب ولي العهد السعودي ووزير الدفاع محمد بن سلمان آل سعود (31 عاما) الرجل المسؤول عن سياسات المملكة الأكثر تدخلا في السنوات الأخيرة قد أثار الحرب الكلامية مع إيران. وقال الأمير محمد خلال مقابلة تلفزيونية في 2 مايو 2017 "لن ننتظر أن تكون المعركة عندنا وبدلا من ذلك، سنعمل حتى تكون المعركة في إيران نفسها وليس في السعودية ".
وتشتري السعودية جميع أسلحتها الجوية والمدرعة وغالبا بأسعار متضخمة من الولايات المتحدة وأوروبا. ووقع ترامب في الرياض على بيع أسلحة بقيمة 110 مليارات دولار تشمل سفنا حربية وطائرات وقنابل موجهة ولا يوجد في الرياض صناعة أسلحة محلية هامة أو وسيلة للحفاظ على مخزوناتها الحالية في حد ذاتها.
كما أظهر اعتماد السعودية على القوة الجوية نتائج سيئة في اليمن حيث دمرت القنابل التي زودتها الولايات المتحدة البلاد لكنها فشلت في اقتلاع الحوثيين وحلفائهم. ومع ذلك هناك منطق لتركيز الرياض على القوة الجوية التي تنبع من كيفية فهم الجنرالات السعوديين لبيئتهم.
وأشار كينيث بولاك في كتابه المهم عام 2002 "العرب في الحرب" إلى أن السعوديين "... لطالما فضلوا كثيرا قوات الدفاع الجوي ...". والسبب، وفقا لبولاك هو أن "القوات الجوية يمكن أن تستخدم فقط ضد القوات المعادية التي تهاجم جوا أو برا أو بحرا"حماية السعودية من الخصوم الخارجيين ليست سوى نصف الاستراتيجية. النصف الآخر سياسي حيث أن النخب السعودية ترغب في درء الأعداء الداخليين أيضا وقال بولاك إن الرياض "كانت أكثر استعدادا لبناء قوة جوية صغيرة مختصة يمكن ضمان ولائها بسهولة أفضل من أي قوة برية كبيرة".
وقبل حرب الخليج عام 1991 كانت معظم التهديدات التي تواجهها السعودية من الجو ومنها "التفجيرات المصرية في الستينيات من القرن الماضي والمناوشات الإيرانية السعودية في الخليج في عام 1984" حيث أسقطت القوات السعودية طائرة (فانتوم إي F-4) الإيرانية التي انتهكت المجال الجوي للمملكة فوق الخليج.
ومن المثير للاهتمام أن هذا الإجراء طمأن الولايات المتحدة، التي كانت قلقة من أن السعوديين لا يمتلكون "الإرادة السياسية" للدفاع عن مجالهم الجوي بالقوة على الرغم من امتلاكهم أسطولا هائلا من الطائرات المقاتلة المسلحة بصواريخ جو جو متطورة. حتى ذلك الحين، اعتمد السعوديون على الولايات المتحدة للتزود بالوقود في الجو وجمع المعلومات الاستخبارية عن طريق طائرات أواكس لتوجيه طائراتهم نحو "فانتوم" الإيرانية.
وبعد أكثر من 30 عاما لا يزال الجيش السعودي يعتمد اعتمادا كبيرا على أمريكا في حربها وأوضح البنتاغون في شباط / فبراير 2017 ان القوات الجوية الأميركية نفذت 1،778 طلعة صهريجية "بحوالي 54 مليون رطل من الوقود لدعم العمليات السعودية في اليمن" منذ نيسان / أبريل 2015
وباختصار لا يمكن للمملكة أن تستمر بحماس في حملة تفجير على جارتها الجنوبية الفقيرة دون الدعم اللوجستي والعسكري للولايات المتحدة وهذا أحد العديد من الأسباب لماذا يجب أن تختار الرياض عدم القيام بذلك وإذا كانت السعودية تعتقد أنها يمكن أن تشن حربا جوية على إيران! ... فالأفضل أن ننسى ذلك.
المزيد في هذا القسم:
- وصول قوات خاصة أمريكية إلى جنوب اليمن المرصاد نت - عدن كشفت مصادر إعلامية أمريكية عن وصول فريق من القوات الخاصة الأمريكية والاستخبارت إلى اليمن بحجة مساعدة المرتزقة ودولة الإمارات العربية في مل...
- أشلاء متناثرة : يمني برس ينشر صور حصرية أولية لضحايا الغارات السعودية التي استهدفت سوق زبي... أفادت مصادر خاصة لـ يمني برس بأن طائرات العدوان السعودي الأمريكي شنت 6 غارات استهدفت سوق مدينة زبيد الشعبي وهو مكتظ بالمتسوقين المدنيين . وقال المصدر بأن الغار...
- كيف جاءت تحركات القاعدة وفق المخطّط الأمريكي في اليمن؟ المرصاد نت - إبراهيم السراجي أمامَ مرأى من طائرات العدوان والطائرات الأمريكية بدون طيار سيطَرَت عناصرُ تنظيم القاعدة على ثلاث مُدُنٍ في محافظة أبين جنوبي القاع...
- مجزرة صنعاء: الإعلام المارق يبرئ آل سعود المرصاد نت - زينب حاوي قبل 20 عاماً، أغارت طائرات العدوّ الصهيوني على خيمة تابعة لقوات اليونيفيل الدولية في بلدة قانا (جنوب لبنان)... تلك الخيمة التي احتمى...
- مسيرة حاشدة بالعاصمة صنعاء تحت شعار 'لن يخضع الشعب اليمني للحصار الأمريكي السعودي' المرصاد نت - صنعاء شهدت ساحة باب اليمن بالعاصمة صنعاء عصر اليوم الجمعة مسيرة جماهيرية حاشدة شارك فيها عشرات آلاف المواطنين تحت شعار “لن يخضع الشعب ال...
- الحُديدة تفاجئ الغزاة المرصاد نت - الأخبار لم تكد تمرّ ساعات على إعلان قيادة تحالف العدوان انطلاق معركة السيطرة على الحديدة حتى جاء نبأ مقتل 4 من عناصر القوات الإماراتية التي تتولّ...
- إصابة قائد عسكري من الوزن الثقيل في قوات التحالف بمأرب المرصاد-متابعات أصيب العميد ذياب عبدالواحد القبلي نمران، قائد قوات التحالف في ما يسمى محور قانية وقائد “اللواء 143 مشاة”، اليوم الثلاثاء، بنيران...
- الدعوات الأمريكية لوقف الحرب ملغومة وتشعل الجبهات ولا تطفئها ! المرصاد نت - متابعات انطلقت عجلة الدعوات إلى وقف الحرب على اليمن أمريكياً. من واشنطن تحددت ساعة انطلاقها عام 2015 ومن واشنطن أيضاً تُرسَم معالم نهايتها أقله ك...
- أول انتفاضة لأبناء الجنوب: «برّع برّع يا سلمان... يا عميل الأمريكان»! المرصاد نت - متابعات «برّع برّع يا سلمان... يا عميل الأمريكان». شعار جديد باتت تردّده جموع غاضبة من اليمنيين الجنوبيين في محافظات اليمن الشرقية وا...
- أبرز التطورات الميدانية والعسكرية في الميدان اليمني المرصاد نت - متابعات بخلاف المشاهد الاحتفائية في الإعلام الخليجي تشهد جبهات الساحل الغربي تراجعاً في غالبية النقاط التي تقدمت فيها القوات المدعومة إماراتياً. ...