المرصاد نت - متابعات
أماط الزمن لثامه وظهر على السطح ما كان مختبئاً تحت الأقنعة والعمائم والكوافي وحتى الكلمات لأن معطيات المشاحنات والضغائن والطموحات غير المشروعة وطنياً لاعتلاء صهوة جواد "السلطة" كان واضحاً وجلياً للجميع
ومع ارتفاع حمى اللهاث على السلطة من قبل فريقي النزاع عليها وكلٌ بحسب التمويل المالي والمعنوي القادم من طرفي الاحتلال بعدن والمدن الجنوبية اليمنية الأخرى برز في يوم الأحد الدامي بتاريخ 28 كانون الثاني/يناير الصراع الدموي المتوحش بين (الإخوة الأعداء) في اقتتال شرس بين رفاق الأمس وخصوم اليوم وتجلى ذلك الصراع العدواني بينهم بشكل مُخيف ومقرف وتحولت مدينة عدن كعادتها مسرحاً للمعارك والاقتحامات والخطف والقتل وكل ما حدث ويحدث أصبح معه المواطن العدني في حالة حيرة وخوف من القادم.
كان سكان مدينة عدن والمدن الجنوبية الأخرى الواقعة تحت الاحتلال السعودي الإماراتي اليوم ومنذ ما سُمي بتحريرها من الجيش اليمني واللجان الشعبية، يطمحون لحياة مستقرة تؤمن لهم وسائل العيش المستقرة ويحظون فيها بخدمات الكهرباء والمياه والصحة والتعليم والبيئة النظيفة هذا كان أقصى ما حلموا به منذ احتلالها في يوليو 2015، لكن النتيجة كانت عكسية تماماً وطموحات البسطاء تهاوت وتحولت إلى سراب وحلمٍ بعيد المنال لأنهم مواطنون بسطاء، كانت أحلامهم أيضاً بسيطة في الحقوق الأساسية للعيش الكريم.
تناسى البسطاء من المواطنين - حتى البعض من المثقفين - بأن جوهر احتلال الأرض اليمنية من قبل السعوديين والإماراتيين ليس من بين أجندته المعلنة والخفية خدمة سكان عدن ولا بقية المدن المحتلة وحتى التشكيلات التنظيمية العديدة التي أسسها الغُزاة بدءاً من حكومة فنادق الرياض المسماة بالشرعية والمجلس الانتقالي (الانفصالي) والأحزمة الأمنية والنخب المتعددة المُسميات كلهم يعلمون ويفهمون الأجندة وأكثر من ذلك يعلمون أنهم "شُقاة" ليس إلا ويستلمون مقابل جهدهم المُقَل وعمالتهم في خدمة المُحتل الإِعْرَابي.
وعلى النائمين والموبوئين بمرض أحلام اليقظة بأن جوهر الاحتلال الإِعْرَابي (السعودي - الإماراتي) هو سلب القرار والإرادة الوطنية اليمنية من جديد والسطو على الأراضي والمواقع الاستراتيجية كالموانئ والجرف القاري للبحار اليمنية وأرخبيل الجزر والفضاء الشاسع الرابط بين القارات والحلم القديم لقناة (سلمان) وكذلك الثروات المكتنزة في باطن الأرض هذا هو جوهر احتلالهم للأراضي اليمنية ولا شيء سواه.
ولذلك جلّ المواطنين الأحرار في مدينة عدن تسألوا كل تلك التساؤلات وكانوا يرددون لماذا كل ذلك الإهمال شبه المتعمد للإنطفاء المتكرر لمحطات تشغيل الطاقة الكهربائية لساعات طويلة في زمن قيظ عدن الحارق وانطفائها في بعض الأحياء لأيام والتعمد في قطع المياه عن عددٍ من أحياء عدن لأسابيع وتراكم مياه الصرف الصحي والقمامات بالشوارع والاغتيالات بالجملة لخيرة أبناء عدن والفلتان الأمني الذي أصبح ظاهرة عامة وعدم صرف معاشات ورواتب عددٍ من القطاعات المدنية الحيوية برغم أن (حكومة فنادق) الرياض قد استلموا ما يزيد عن 600 مليار ريال من مطابع النقد في سان بطرسبورغ بروسيا الاتحادية بالإضافة إلى فتح خزائن الرياض وأبوظبي العامرة بالأموال (الأموال كالرز كما قال بعض القادة العرب) للمليشيات الانفصالية المنتشرة في المدن والقرى اليمنية المُحتلة.
كل تلك التصرفات والسلوكيات الرعناء من قبل المحتلين وأعوانهم من طرفي إشعال الفتنة الدموية كانت إلى حدٍ ما مقبولة نسبياً لكن أن يتم إشعال حربٍ دموية وإسالة دماء البسطاء واستخدام كل الأسلحة في شوارع مدينة عدن تحت يافطات تضليلية كاذبة منها الحفاظ على السلطة (الشرعية) المُهترئة أو الزعم بمكافحة (الفساد الإداري والمالي)، والأصل في الصراع هو ثأر كامن بالنفس المريضة مع ميراث كارثة يناير 1986 أو لأن الرئيس (الشرعي) قد أسقطهم من مناصبهم الأخيرة.
طرفا القتال في عدن هما مليشيات بامتياز عملا ويعملان معاً تحت أوامر وتوجيهات سلطة الاحتلال السعودي الإماراتي وهذه السلطة المحتلة هي من أشعلت نار الفتنة وهي المسؤولة عن كل قطرة دم تمت إراقتها في شوارع عدن وسيحاسبون عليها اليوم أو غداً لأن دماء اليمنيين طاهرة وستدافع ذات يوم عن قدسيتها أما الأدوات اليمنية من المرتزقة وخونة الأوطان فحسابهم من الشعب اليمني وكل تلك الضحايا لن تسقط بالتقادم مطلقاً.
لغة الكذب والدجل والتضليل الذي ساقه مسوقوا ومروجوا الانفصال حول شعارات التسامح والتصالح سقطت وفشلت مع أول طلقة تم التخطيط لإطلاقها وكذبة "دم الجنوبي على الجنوبي حرام" مع أنه شعار غير أخلاقي ولا ديني ولا إنساني وصدقه البسطاء من الناس هو الآخر سقط وانهار يوم الأحد الدامي وشعارات التآخي والتآزر والتضامن بين الجنوبيين هو الآخر تحول إلى سراب باهت بعد أن سالت دماء اليمنيين الجنوبيين في أحياء وحوافي عدن.
السبب في هذا السقوط المدوي لكل شعاراتهم البائسة بأن من يطلقها لا يعرف البتة التضاريس الوعرة لتاريخنا اليمني المعقّد وهم أقل من أن يصلوا إلى فهم الأحداث التاريخية القريبة وتحديات الصراع على وهم السلطة في اليمن برمته وتجد أن من حفظ كتاب واحد أو صفق له المنافقون لإلقائه كلمة جوفاء بكلمات محشوة بالحقد والكراهية صدق ذاته واعتبر أنه أحد المفكرين الأفذاذ وأطلق الكلمات التي لا تحمل قيمة علمية وطنية أخلاقية تجده يصدق ذاته.
كما أن اليمن العظيم عصيٌ على المحتلين السابقين والجدد هو أيضاً عصيٌ على التسطيح في عرض تحدياته لذا كررنا ونكرر بأن الحوار السلمي الحقيقي بين كل الفرقاء السياسيين هو الطريق الأمثل للحل وأن المصالحة الشاملة بين اليمنيين مطلب الجميع وأن طريق العنف لا محالة هو طريق مسدود وأن الاعتراف من الجميع بالمصلحة الوطنية اليمنية العُليا ومنع التدخلات من دول الإقليم والدول الأجنبية هذا هو المخرج دون سواه والله أعلم منا جميعاً.
د. عبد العزيز بن حبتور - رئيس حكومة الإنقاذ الوطني في اليمن.
المزيد في هذا القسم:
- تعيينات رئاسية جديده وأربعة وزراء لوزارة النفط خلال اربعة أشهر فقط ,, اصدر الرئيس عبد ربه منصور هادي اليوم اربعة قرارات جمهورية، بتعيينات جديدة في عدد من القطاعات الحكومية. وعين الرئيس هادي وفقا للقرار الجمهوري رقم (103) لسنة 201...
- الحُديدة «مركز» تفشّي الكوليرا جراء استئناف المعارك ! المرصاد نت - متابعات أعلنت منظمة «سايف ذي تشيلدرن» اليوم أنّ عدد حالات الإصابة المحتملة بالكوليرا زاد ثلاثة أضعاف تقريباً في المراكز الصحيّة التي ...
- الرئيس صالح الصماد شهيداً: فصل جديد من المواجهة المرصاد نت - متابعات خيّم الحزن على اليمن مع إعلان أستشهاد رئيس المجلس السياسي الأعلي صالح الصماد بغارة جوية في مدينة الحديدة. حدادٌ لثلاثة أيام وتنكيسٌ للأعل...
- اصابة شخصين في قصف على قيفة بالبيضاء و انتهاك مستمر لطيران أمريكا على اليمنيي المرصاد - خاص - اخبار اليمن السعيد: أصيب شخصان في قصف جوي لطائرة بدون طيار استهدف سيارة في منطقة يكلا مديرية ولدر بيع قيفة بمحافظة البيضاء – وسط اليم...
- جموع غفيرة ووفود كبيرة تحتشد الى المكلا استعداداً لمهرجان الغد (صور) يتوافد منذ صباح الجمعة حتى اللحظة الالاف من ابناء المحافظات الجنوبية الى مدينة المكلا عاصمة حضرموت قادمين للمشاركة في فعالية مليونية ترفض قرار تقسيم الجنو...
- انكشاف «التحالف» في جنوب اليمن: صحوة من الوعود المعسولة المرصاد نت - لقمان عبدالله كلّ ما وُعد به أبناء المحافظات الجنوبية في اليمن من حياة كريمة ورفع مستوى المعيشة بما يضاهي الوضع في الدول الخليجية والانضمام لاحقا...
- انطلاقة متعثّرة لـ«جنيف 3»: الإقرار بالهزيمة مؤجّل المرصاد نت - متابعات لا يمكن النظر إلى الجولة الرابعة من جولات مشاورات السلام اليمنية إلا بوصفها مَسرْباً للسعودية والإمارات تتفاديان من خلاله الإقرار بهزيمته...
- اليمنيون يتحاورون في الخليج.. والخليجيون يجلبون قوات الأحتلال إلى اليمن المرصاد نت - تقرير بينما يتحاور اليمنيون في الخليج (يقال لها محادثات السلام اليمنية)، يجلب الخليجيون المزيد من القوات الأجنبية الأمريكية والبريطانية ويقال ...
- "معركة نهم".. التحولات المهمة في الملف العسكري اليمني! المرصاد نت - متابعات بالقشة التي قصمت ظهر التحالف السعودي وأطرافه في الداخل اليمني وُصفت العملية العسكرية الكبيرة لقوات الجيش واللجان الشعبية في "جبهة نهم" وا...
- لماذا تنعكس انتصارات اليمنيين قلقاً في إسرائيل؟! المرصاد نت - متابعات في تطوّر لافت سيترك بصماته الواضحة على خريطة القوى التي ستكون في دائرة المواجهة مع إسرائيل في أية حرب كبرى قادمة ، كشف مصدر عسكري يمني ال...