ثمة مايشبه المحاكاة القدرية التي تحدث دوما فتربط دمشق بالقاهرة مهما حدثت من نتوءات تنشُد فك الارتباط حتى تلك المباشرة والجريئة التي وافق عليها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بعد فشل الوحدة المصرية – السورية 1961م .
لاريب ، فقد قالت دمشقُ يوماً ( هنا القاهرة ) ، على أن الشيء الذي يكدر صفو هذه المحاكاة القدرية في هذه اللحظة التاريخية هو موقف الرياض منهما (دمشق والقاهرة) .
فالموقف السعودي المتناقض من الحالة المصرية والحالة السورية في إطار ما يسمى "الربيع العربي" (وليس ربيعا ولا عربياً ولكن ُشبّه لهم) ،، يحمل في طياته فيروسات انقضاء ما يمكن أن تدعيه المملكة السعودية من أبوية في المنطقة العربية لم يكن ينازعها فيها -حسب ظنها- سوى مصر عبد الناصر وسوريا الأسد .
الرسالة السعودية إلى دمشق منذ بداية الأحداث واضحة النص والدلالة فالإرهاب غاية ووسيلة لهدم الكعبة الدمشقية ,, قبلة القوميين العرب الذين لا يزالوا يتمسكون بأستار بيت المقدس فلايهمهم البيت الأبيض بجبروته ولا البيت الأسود بقبلته المحتلة وذهبه المسكوب في حانات الغرب (الكافر !!!) .
وأما الرسالة السعودية إلى القاهرة فقد لامس فيها التناقض كل ما يمكن تصوره من (وهم) على أن هذا التناقض لم يكن من حيث المقدمات بعيداً عن فشل الرسالة التي بعثت من الرياض إلى دمشق ولكنه من حيث النتائج لايزال مفتوحاً على كل الاحتمالات .
واحدة من هذه الاحتمالات أن يكون قائد مصر الجديد المشير عبد الفتاح السيسي ناصراً جديداً بالفعل وليس والياً على ولاية مصر حسبما يمكن فهمه من رسالة خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز لتهنئة الرئيس السيسي بالفوز في الانتخابات ، فمن يدقق في الرسالة ويقرأها نصاً وروحاً وبما تضمنته من وصايا يحسب أن المرسل هو الخليفة عمر بن الخطاب والمرسل إليه القائد العسكري عمرو بن العاص .
المصريون إجمالاً أثبتوا أنهم يشكلون حالة أفضل في هذه العاصفة ، ينفعلون ويعبرون عن انفعالهم بطريقة رحيمة تعكس ما يكتنزون من عاطفة إنسانية تكاد تتصلب وتتحجر في كثير من البلدان في منطقتنا ، ولذا فإني لا أحمل ريباً إزاء مستقبل أفضل لمصر المحروسة بحفظ الله والقادرة على انتزاع مكانتها ودورها القيادي والريادي في المنطقة بعيداً عن الارتهان لدعم مزعوم من الرياض (وأسالونا نحن اليمنيين كيف استفدنا منه طيلة خمسة عقود!!!) ، ولا أرصدة بنكية قطرية اتضح – بعد سقوط محمد مرسي- أنها لم تكن سوى حنفية إذا فتحت تسرب ماؤها خارج مصر وإذا قطعت عطبت ولم تعد تصلح لإنعاش كشك في ميدان التحرير .
وأما دمشق فليس بعيداً تجاوزها لهذه الأزمة الكبرى عن تجاوز القاهرة لأزمتها الأبسط قياساً بالأولى ، ولعل سقوط (مرسي) بعد أيام من قراره قطع العلاقات مع دمشق لايزال حاضراً لنتعلم منه ما قد نتعلمه من فوز الأسد لولاية ثالثة بعد صعود السيسي للرئاسة ببضعة أيام!!!.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
المزيد في هذا القسم:
- التنسيق مع الامريكان متاجرة بسيادة اليمن وأشلاء أطفاله ونسائه ! بقلم : محمد فايع المرصاد نت الضربات الامريكية الجوية بطائرات بدون طيار والمتزايدة اليوم تحت ذريعة خدعة محاربة القاعدة لم ولن تكن الا وسيلة من وسائل فصول ومراحل العدوان الامريك...
- الأحزاب وأيديولوجيتها في اليمن ! المرصاد نت على الرغم من الضربة الموجعة التي أصابت الأحزاب السياسية في اليمن مع الحرب المستمرة التي دمرت كل شيء فإن مراجعة تأسيس الأحزاب السياسية أمر جوهري في ...
- حين يكون العدو مثيرا للشفقة ! بقلم : حمدي دوبلة المرصاد نت أحيانا تشعر بكثير من الشفقة والتعاطف مع النظام السعودي الذي أردى نفسه وشعبه في بحور من المشاكل التي لا يجيد حلولا لها وجعل من خزائنه العامرة مطم...
- اليمن .. والنظام العالمي الجديد ! بقلم : أ. عبد الباسط الحبيشي المرصاد نت مقدمة : قررت القوى المهيمنة على العالم بأن تعتمد نظام إقتصادي جديد وموحد ليتسنى لها إستغلال كل ثرواته المادية والبشرية من خلال تحويل أراضيه ومحيطا...
- ولى زمن الحروب العالمية ! بقلم : أ . عبدالباسط الحبيشي المرصاد نت توقفت كافة الحروب العسكرية في أوروبا وأمريكا ودوّل آسيا المتحضرة منذ الحرب العالمية الثانية لدرجة انه لم تقم الحرب حتى بين أمريكا والإتحاد السوفيتي...
- آهات وطن. تنتابني الحيرة الدائمة منٌذ طفولتي وأنا أشاهد وطني الحبيب تتقاذفه أمواج الحيرة والأمل أشاهده يتلوى ألما وينزف دما على مر سنيناً طويلة وما أن يبزق على دروبه بص...
- مؤشرات اللحظة ! بقلم : محمد المنصور المرصاد نت يتكشف كل يوم ويتضح أن رهانات الشعب اليمني على الله وعلى الصمود والصبر والتضحية في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي كانت صائبة، وصحيحة. وثمار ذلك ...
- الشهيد الذي تم حرمانه من الشهادة هناك الكثير من المناضلين الشرفاء الذين يناضلوا بشرف ويبذلون الغالي والثمين والرخيص أيضاً من أقوات أسرهم من أجل عزة أوطانهم، وحتى لا ينالوا هذا الشرف تم إقصائه...
- قليل من الارهابيين في مارب وكثير من التخريب والارهاب هنا وهناك! من يزعم بان ثمة حاضنة شعبية او قبلية للارهاب او التخريب في مارب وبين قبائلها الكريمة يكذب على الله وعلى الناس بوقاحة ويمارس دعارة سياسة مكشوفة لدعم الارهاب ويهد...
- الحقيقة المُره في سطور ! بقلم : أ. عبدالباسط الحبيشي المرصاد نتيالها من سفالة ويالها من دناءه ويالها من حقارة .. وانحطاط لا يتخيله ذو عقلٍ سليم ولا يمكن ان يوصف بكل قوانين ومعايير الأرض والسماء وحتى قوانين ومعايير...