لماذا تأخر إعلان نتائج فوز ترمب؟

 
Trump 2020
كتب: عبدالباسط الحبيشي 
 
 
ضد كل توقعات الإعلام الدولي والعالمي المُزور  وفضائياته وضد كل توقعات المزايدين والمنافقين الإعلاميين والصحافيين العرب والأجانب، وضد كل الحكومات المرتهنة لقوى المافيا العالمية، وأيضاً ضد كل المغفلين الذين يسيرون في ركاب كل هذا الوهم الشيطاني دون وعي،  تُظهر نتائج الإنتخابات حتى قبل نهايتها إنتصار الرئيس دونالد ترمب لفترة رئاسية ثانية رغم كل المماطلات ورغم كل التلاعب بالنتائج الانتخابية التي تحدث منذُ بداية فرز الإصوات وحتى هذه اللحظة. 
 
إن فوز ترمب بهذه الإنتخابات لا تعني فقط بأنه سينتصر على منافسه من الحزب الآخر  وضمان اربع سنوات أخرى للبقاء على رئاسة البيت الأبيض كما جرت العادة في كل الإنتخابات الأمريكية الماضية، بل أن هذا الفوز يعني الكثير ولأول مرة للشعب الأمريكي بشكل خاص وللعالم بشكل عام وذلك لعدة أسباب جوهرية أهمها أن الشعب الأمريكي يحاول أن يفرض نفسه على بقية كل القوى الأخرى بصرف النظر عن القضايا السياسية واهدافها الداخلية والخارجية . 
 
ومايجدر له الإشارة هو ان سياسات الحزبين الرئيسيين الجمهوري والديمقراطي قد وصلت بإمتياز الى مفترق طُرق  عندما فاز الرئيس ترمب في الإنتخابات الرئاسية السابقة على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون بفضل الناخب الأمريكي وهذا ما أحدث إنقلاب غير مسبوق في الولايات المتحدة إزاء مختلف السياسيات الدولية لا سيما الإقتصادية منها وأصبح من الصعب أن يلتقيا مرة أخرى في عهد الرئيس ترمب وسياساته القادمة إن تمرإعلان فوزه واستمرت أمريكا على نهجه.
 
قبل ترمب كانت سياسات الحزبين في الماضي تتقارب وتتماهى مع بعضها في مختلف القضايا الداخلية والخارجية بفارق بسيط على المستوى الداخلي وعلى مسافة واحدة تقريباً على مستوى السياسات الخارجية بما كان يُشكل تناغم على أوتار مصالح القوى الكبرى في العالم بينما تغير كل ذلك بدخول الرئيس ترمب الى حلبة السياسية الأمريكية مما خلق بون شاسع بين ما كان قبل ترمب وما جاء بعده.  ولذا احتدم الصراع داخل أمريكا بشكل لم تعهده الولايات المتحدة من قبل بين أنصار ترمب والقوى المضادة الأخرى التي سعت للإطاحة به خلال دورته الأولى ولكن باتت كل محاولاتهم بالفشل لذا تغيرت ديناميكية الإنتخابات الأمريكية هذه المرة من حيث إرتفاع حرارتها وعدد الناخبين بما لم يسبق له مثيل ما يصل الى درجة التحدي بين الشعب الأمريكي من جهة وبين ادوات القوى المتسلطة على الشعب الأمريكي من جهة أخرى بما تجاوز كل التكهنات واللغط والتزوير الإعلامي الضخم والتخويف والفزع الذي تم بثه جراء وباء كورونا المُفتعل والضغط الإقتصادي وتجفيف الموارد المالية بذريعة الوباء وإطلاق العصابات لنشر الفوضى في العديد من الولايات.
 
ومع ذلك تأتي نتائج هذه الإنتخابات مغايرة تماماً، حتى وإن كانت متقاربة، لكل المحاولات التي بُذلت لإعادة أمريكا الى المربع الأول التي كانت تُستغل فيه ابشع إستغلال للسيطرة عليها وعلى العالم على حدٍ سوا .. لذا فإن السؤال الذي يفرض نفسه الآن هل بالإمكان إعادة الولايات المتحدة الى القُمقم السابق الذي كانت فيه قبل مجيء ترمب الى البيت الأبيض؟. هذا ما ستجيب عليه الأحداث القادمة وما سيجيب عليه إعلان النتيجة النهائي الذي تأخر.

 

المزيد في هذا القسم:

  • الحالة الحزبية.. نقد التجربة سال حبر كثير في تشريح الحالة الحزبية، لأقلام رأت في الراهن السياسي مناخاً مؤاتياً، للإفصاح عن نوازع مكبوتة، ظلت أسيرة الترقب، للتعبير عن هذا المخزون المتفجر، ... كتبــوا
  • إصلاح " خفقة زفقة ".. إصلاح لا تجعل الهديمة القوية وفجعتك بمنظومة القشيبي وعمران تجننك ، فتغرق من حفرة إلى حفرة ، فتطيش بخطاباتك وأسلحتك ، كالمسعور والمسحور في آن معاً ..مع صالح " فل... كتبــوا