مسلمون في أمريكا .. ولكن

 
Abdulbaset Alhubaishi
 
كتب: عبدالباسط الحبيشي 
 
 
لقد اختلطت اوراق الجهل بالفوضى، وشعارات الحرية والديموقراطية والمساواة .. بالعدل، واختلطت مفاهيم الأديان بالتمدن والمدنية، بنفس الدرجة التي اختلط فيها الذكاء بالنصب والإحتيال، والمناصب الرسمية بالنهب والسرقة، واتسمت النزاهة والعفة بالتخلف والبلادة، والمعلومة الصادقة بالإعلام المُزّور.
 
وعلى نفس هذه القاعدة يصل معظم المهاجرون إلى أمريكا لطلب الرزق وتحقيق الحلم الأمريكي فيختلط على أغلبهم الحابل بالنابل، والسياسة بالدين، والبحث عن الرزق بالتنكر للهوية، والمحافظة على العادات والتقاليد بالإنسلاخ عن القيم والأصالة، فيتوه معظمهم بين مفاهيم الحرية والعدالة وبين التفسخ الأخلاقي وممارسة الرذيلة. وإنطلاقاً من سطحية الفهم يتجه الأغلبية منهم لمناصرة حزب ما او الإنتماء اليه معتقدين بأن هذا الحزب هو الحزب المنادي للديموقراطية والحرية والعادلة والمساواة .. القيم التي افتقدوها في أوطانهم الأصلية، وبعض هولاء المسلمون ينخرطون في السياسة لصالح هذا الحزب او ذاك ويصل بعضهم الى مستويات رفيعة لكنهم مع ذلك لا يدركون طبيعة واهداف الحزب الذي يمثلونه بأنه ضد القيم الدينية والأخلاقية التي يتبنوها او التي اتوا بها او ورثوها عن ابآئهم واجدادهم. لذا نجد بعض هولاء يتخذون مواقف متشددة من الطرف الآخر دون وعي بينما قد يكون هذا الطرف الآخر هو الأقرب الى قيمهم التي ينتمون إليها او التي يؤمنون بها.
 
وعلى سبيل المثال نجد ان المسلمين الذين انخرطوا في السياسة انتموا الى الحزب الديموقراطي بينما هذا الحزب يدعم الحريات المتطرفة والمفرطة مثل الشذوذ والزواج المثلي والتحول الجنسي والإجهاض وإبطال القوانين التي تحد من المخدرات وكل هذه الأشياء تخالف خلفياتهم الدينية ومع ذلك نجدهم يهرولون بكثافة لدعم المرشح الديمقراطي على كل المستويات دون أدنى وعي لدرجة ان المناطق التي تكون فيها كثافة سكانية مسلمة تصنف لصالح هذا الحزب اليساري المتطرف.
 
وعندما نبحث عن أسباب ذلك نجد انه الكبت السياسي والإقتصادي والإجتماعي والثقافي الذي عانى منه هؤلاء في اوطانهم الأصلية فيصبحوا كالأثوار الهائجة الذين تفتح لهم الأبواب عندما تتاح لهم الفرصة بالإنخراط في العمل السياسي او الإجتماعي وكأنهم يدخلون حلبة المصارعة الأسبانية لا يلوون على شيء سوى على اي يافطة باللون الأحمر.  ونتيجة ذلك يصابوا بأمراض الإزدواجية الثقافية التي يفتقدوا من خلالها خصوصياتهم وهوياتهم الأصلية فيذوبون في مجتمع جديد ذوبان الخضار في الشوربه التي لا يتركوا فيها اي مذاق او طعم او بصمات إضافية خاصة بهم. 
 
ونتيجة لذلك لا توجد للمسلمين او للعرب بشكل خاص إثنية إجتماعية تميزهم كأقلية قانونية يتميزون بها ويستفيدون منها قانونياً كبقية الأقليات في الولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص بل يذوبون في مجتمعات مغايرة ثقافياً فتنتهي ريحهم الثقافية والإجتماعية والإبداعية إلا من رحم ربي. {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق}

المزيد في هذا القسم:

  • حُجرية تعز: سر اليمن المكنون! المرصاد نت   (أهدي هذا المقال لكل أساتذتي من أبناء الحجرية، الذين اكتشفت على أيديهم معنى فريداً للحياة وللوطن)..... قبل 28 عاماً، عملت لأسبوعين أثناء ا... كتبــوا
  • الاحتلال يتجدد ..فماذا عنا؟ المرصاد نت حتى الآن لا يزال البريطانيون يقيمون الفترة التي أمضوها في احتلال الجنوب وخصوصاً السنوات الأخيرة من الاحتلال التي شهدت مواجهات مسلحة مع الثوار اليمن... كتبــوا
  • أبو محفوظ .. وعبث الرئاسة! المرصاد نت *مساء اللعنةِ أيّها القومي العتيق، نتحدث الليلة بكل وقاحة .. تليقُ بهذا الحدث الذي سمعته اليوم من شخص داخ السبع دوخات وهو يبحث عن قرار تعين أن يكون ... كتبــوا
  • سفك الدم اليمني مجرد رأي !! بسم الله الرحمن الرحيم مائة يوم من العدوان السعودي الأمريكي الصهيوني الظالم , مائة يوم من الصمود الأسطوري بوجه أكبر آله حرب جوية أمريكية – صهيونية عرفها التاري... كتبــوا