المرصاد نت - لقمان عبدالله
تستمرّ حالة التذمر والاستياء في أوساط حكومة هادي مُتّخِذةً هذه المرة شكل مواقف أكثر قوة وصراحة مما سبق أن بَدَر من وزراء في هذه الحكومة.
ففي تصريح غير مسبوق أعلن وزير داخلية حكومة هادي أحمد الميسري أول من أمس رفضه التواجد الإماراتي في جنوب اليمن واصفاً إياه بـ«الاحتلال غير المعلن». وأكد الميسري في مقابلة تلفزيونية أن «الإمارات تتحكم بكل شيء في مدينة عدن ولا يمكن دخول المدينة من دون إذن منها كما لا يستطيع أحد الدخول إلى المطار والميناء من دون تصريح منها»، لافتاً إلى أن «لا صلاحية له على السجون» وأن الإمارات «تتعامل مع الضباط اليمنيين من دون علمه» متسائلاً «عن قيمته كوزير للداخلية في ظل هذا الوضع».
تصريحات لعلّ أبرز ما تحيل إليه هو عجز الدولتين الراعيتين لـماتسمي ب«الشرعية» (السعودية والإمارات) عن إيجاد حل سياسي يبقي «صراع المصالح» على اليمن في دائرة مغلقة أو ضيقة ويواري حقيقة الأطماع الخارجية في استغلال موارد هذا البلد. والظاهر أيضاً، على ضوء التصعيد الذي حملته مواقف الميسري أن كلاً من السعودية والإمارات لا تكترثان بمواقف حلفائهما المحليين، لعلمهما بأن هؤلاء مهما علت أصواتهم ستظل سقوفهم منخفضة كونهم يتخذون من فنادق الرياض وأبو ظبي مقرات لهم.
وعلى رغم التسريبات المتكررة في شأن وضع هادي في العاصمة السعودية والتي أضرّت بسمعة «التحالف» إلا أن الرجل لا يزال إلى الآن ممنوعاً من العودة إلى عدن لممارسة مهامه. كذلك، أثبتت الأحداث الأخيرة في سقطرى مجدداً عجز حكومة بن دغر في مواجهة قيادة «التحالف»، من خلال التسوية التي فرضتها السعودية والتي هي عبارة عن تموضع قوات سعودية إلى جانب الاحتلال الإماراتي فيما لم تجنِ «الشرعية» سوى الضجيج الإعلامي وأُخرج بن دغر بخفّي حنين من الجزيرة.
وقد تجلّت هذه اللامبالاة بـ«صراخ الشرعية» غير مرة في ما مضى كما حصل لدى تقديم وزير الدولة في حكومة بن دغر صلاح الصيادي استقالته في شهر آذار الماضي مُصدِراً بياناً تضمّن اعترافات بالحقائق «المرة» التي يعرفها كل أبناء المحافظات الرازحة تحت سلطة السعودية والإمارات.
وسبقت استقالة الصيادي استقالة نائب رئيس الوزراء، وزير الخدمة المدنية في حكومة هادي عبد العزيز الجباري احتجاجاً على «إهانة التحالف للشرعية» وتحوّل العلاقة بينهما إلى «علاقة تابع ومتبوع». وكان وزير النقل صالح الجبواني قد هاجم قبلهما الإمارات متهماً إياها بالخروج عن أهداف «التحالف» وبإدارة مشروع خاص بها في شبوة وذلك على خلفية منعه من افتتاح ميناء في هذه المحافظة النفطية.
وعلى رغم كل الضجيج الذي يسود أوساط حكومة هادي إلا أن الإمارات تواصل مساعيها إلى إحكام قبضتها على كل مفاصل المحافظات الخاضعة لسيطرة تحالف العدوان وقمع الأصوات المعارضة لها أو حتى المطالبة بالعيش الكريم. فقد علم أخيراً أن قوات الإحتلال الإماراتي أوقفت منذ أكثر من أسبوعين 82 صياداً في مدينة الشحر القريبة من المكلا مركز محافظة حضرموت بعدما تظاهروا للمطالبة بالسماح لهم بالاصطياد على شاطئ مدينة الشحر وإلى الآن لم يُعلم مصيرهم. وتغلق القوات الإماراتية الطريق بين المكلا والشحر مما يضطر السكان إلى سلوك طريق بعيد ومرهق للتواصل في ما بينهم.
ويأتي إغلاق الإمارات الطريق المذكور لمنع وصول المواطنين إلى كل من مطار الريان الذي يعتبر القاعدة العسكرية الرئيسة في شرق اليمن وكذلك منع وصولهم إلى القرب من ميناء الضبة التي تُصدِّر منه الإمارات نفط شبوة وحضرموت. ومنذ مدة ليست طويلة، خاطب ضابط إماراتي أفراداً من «النخبة الحضرمية»، بعدما فصل منهم 400 فرد على خلفية خلافات إدارية، بأن لدولته وجيشه «الفضل في تحرير حضرموت وبالتحديد مركزها المكلا من العناصر الإرهابية» وأن للإمارات «حق الأمر والنهي في جنوب اليمن ولا يحق لأي أحد التطاول أو كسر أوامر قادتها العسكريين». وقد خَيَّر الضابط الجنود بين الالتزام بالطاعة والانصياع لمن «حرّرهم» أو «تركهم لمصيرهم مع الجماعات الإرهابية».
بناءً على كل تلك المعطيات وغيرها يبدو واضحاً أن القوى الملتحقة بـ«التحالف» مما يُسمّى «الشرعية» تظلّ عاجزة عن وضع الأمور في نصابها وأقصى ما يمكنها القيام به هو المطالبات المتكررة بتصحيح مسار «التحالف». تصحيح يتمّ بحسب هؤلاء، بـ«التفرغ لقتال الحوثيين»، فيما تثبت الوقائع أن الرياض وأبو ظبي تستغلان تواطؤ قوى محلية معهما في تدعيم ركائزهما على الأرض وتستخدمان أبناء المحافظات الجنوبية وقوداً لحربهما.
المزيد في هذا القسم:
- خطوات ممنهجة لتدمير التحالف البيئة البحرية اليمنية المرصاد-متابعات ستة أعوام اوشكت ان تكتمل من الحرب الشرسة على اليمن تسبب بخسائر كبيرة في الجانب الاقتصادي بمختلف جوانبه. ولم يكتفي التحالف بتدخله...
- محمد عبد السلام : الجنوب يتعرض للغزو ونشدد على ضرورة خروج الغزاة من اليمن المرصاد نت - متابعات شدد الناطق الرسمي لأنصار الله ورئيس الوفد الوطني في مشاورات الكويت اليوم السبت على ضرورة خروج الغزاة المحتلين من جنوب اليمن. وقال...
- العدوان يشن غارات هستيرية على مطار الحديدة الدولي ومأرب المرصاد نت - الحديدة نفذت مقاتلات العدوان السعودي الاثنين 16 مايو قصفاً “هستيرياً” استهدف المطار الحربي ومعسكري الدفاع الجوي والساحلي وفق...
- غارات هستيرية يشنها العدوان وقصف صاروخي لمرتزقة العدوان على مديرية صرواح المرصاد نت - محافظات شن طيران العدوان السعودي الأمريكي اليوم السبت الموافق 23 يوليو 2016م ثلاث غارات على منطقة حرض بمحافظة حجة الحدودية. ويواصل طيران العدو...
- هكذا حاولت الإمارات جرّ اليمن إلى التطبيع من زمن صالح المرصاد-متابعات تبدو الإمارات مثل طبقات سميكة من القشور، ما إن تُزٍل واحدةً حتى تتكشّف أخرى، بلا نهاية! هذا ما قد يُستنتج من متابعة الدور الذي لعبته ...
- خفايا وأسرار هروب المخلافي وانسحاب جباري من مفاوضات الكويت تفاصيل كاملة المرصاد نت - الكويت حيال صمود اسطوري واداء سياسي فاق التوقعات لاعضاء الوفد الوطني المشارك في مفاوضات الكويت، انهارت مراوحات وضغوط استمرت اسابيع ترنح سقف ا...
- إحتلال الساحل الغربي لليمن بجيوش أفريقية .. وأمريكا أولاً من أجل يهودية فلسطين - الأبعاد و... المرصاد نت - خاص بريطانيا هي الدولة اليهودية الأولى بالعالم، حيث تمكن "توماس كرومويل" عام 1290م من القضاء على الكنيسة الكاثوليكية وفي عام 1390م تمكن "أوليفر ك...
- رمال ومياه الساحل الغربي تلتهم الغزاة وقطعهم البحرية المرصاد نت - متابعات وأصلت القوات اليمنية المشتركة ضرباتها الإستراتيجية ضد تحالف العدوان السعودي ونجحت صباح اليوم الأربعاء في إستهداف بارجة حربية سعودية قبالة...
- مجزرة جديدة يرتكبها تحالف العدوان في مأرب تضاف إلي سجله الإجرامي المرصاد نت - متابعات لم تمضِ ساعات قليلة على حكم «البراءة» من استهداف المدنيين الذي أصدره تحالف العدوان بحق نفسه حتى ارتكبت طائراته مجزرة جديدة ذه...
- مصدر خاص للمرصاد ابو علي الحاكم في صنعاء ولا حقيقة لإصابته في الضالع نفى مصدر خاص "للمرصاد" الأخبار التي تناولتها بعض المواقع الإخبارية عن تعرض ابو علي الحاكم المسئول العسكري في جماعة أنصار الله لإصابات اليوم في محافظة ال...