تحالف العدوان على اليمن بين الفشل والانقسام !

المرصاد نت - متابعات

تدريجياً تنهار صفوفُ تحالف العدوان على اليمن وتبدو المؤشرات واضحة أن هذا التحالف في طريقه الى التشظي والتفكك وآخر ذلك اعلان رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك سحب قواتKsa Mohmed2091.12.8 بلاده من اليمن وهي الخطوة التي رحبت بها القوى في صنعاء واعتبرتها أمراً إيجابياً وإثباتاً لحسن نوايا سلطة ما بعد البشير.

وأعلن السودان تقليص عدد جنوده المشاركين في العدوان على اليمن من خمسة عشر ألفاً الى خمسة آلاف وهو في طريقه الى مزيد من التقليص. وشدد رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك على ضرورة اعتماد الحل السياسي للأزمة اليمنية واستبعاد الحلول العسكرية نافياً أن يكون قد أجرى نقاشا حول سحب القوات السودانية من اليمن خلال زيارته الى واشنطن وقال حمدوك إن المناقشات تناولت إلغاء إدراج السودان في القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب وتوقع التوصل الى اتفاق بهذا الشأن قريباً.

مسببات عدة "برأي البعض" اضطرت الحكومة السودانية اتخاذ هذا القرار منها الخسائر البشرية لقواتها والتي تجاوزت ثمانية آلاف قتيل ومصاب ومفقود إضافة إلى حالة الفشل والتخبط سياسياً وعسكرياً للتحالف السعودي وما يشهد هذا التحالف من صراعات وتفكك بدأ بانسحاب قطر والمغرب ثم الإمارات وسط امتناع عدة دول من المشاركة في الحرب البرية.

 كما أن: "مخططات العدوان فشلت في اليمن. وتفكك التحالف يعود لأن الاهداف لم تكن تلك التي اعلنوها. وهذه دلالة أن اليمن تفوقت وانتصرت وحققت من دفاع وسيادة يمنية". ويربط كثيرون بين هذا التطور والتحركات الجارية بشأن مساعي السلام وإيقاف العدوان على اليمن، فيما ينظر آخرون بأنها مجرد تكتيكات غرضها تخفيف الضغوط على دول التحالف مع إدراك قياداتها أنها باتت متورطة في جرائم بحق اليمنيين، لكن على أية حالٍ فإن تطوراً كهذا يُبقي النظام السعودي وحيداً ومن شأنه مضاعفة الضغط عليه، خاصةً وأن أمنه القومي بات اكثر انكشافاً مع الضربات النوعية للقوات اليمنية.

ومهما اختلفت التفسيرات بشأن ما وراء انسحاب القوات السودانية وما سبقها من انسحابات أخرى فإن الأمر بالمجمل يُظهر هشاشةَ هذاالتحالفِ وحالةَ الانكسارات والانقسامات داخل صفوفه مع اتضاح النوايا السعودية من حربها العبثية.

إلى ذلك يصل رئيس أركان الجيش الإماراتي، الفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي، غدا الثلاثاء، إلى العاصمة السودانية الخرطوم في زيارة رسمية، عقب تصريحات رئيس الوزراء السوداني بشأن عزمه سحب القوات السودانية المشاركة في التحالف السعودي الإماراتي من اليمن.

وفي سياق متصل فشلت القوات الموالية للسعودية والأخرى الموالية للإمارات في تشكيل حكومة جديدة ضمن المهلة الزمنية التي حدّدها اتفاق بينهما ما يمكن أن يشكّل ضربة لآمال التوصل إلى حل للحرب التي تمزّق البلد الفقير منذ سنوات. وتدور الحرب في اليمن بشكل رئيسي بين التحالف العسكري السعودي الإماراتي في العدوان على اليمن منذ خمسة أعوام.

لكن ثمة خلافات عميقة في معسكر القوات الموالية لهذا التحالف. فالقوات التي يفترض أنّها موالية لحكومة هادي في الجنوب الذي تتخذ عدن مقرّا تضم فصائل مؤيدة لما يسمى المجلس الانتقالي . وشهد جنوب البلاد في آب/أغسطس معارك بين قوّات مؤيّدة لما يسمى المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًا وأخرى موالية للسعودية وحكومة هادي أسفرت عن سيطرة الاول على مناطق عدّة أهمها عدن.

ورعت السعودية اتّفاقا لتقاسم السلطة بين الطرفين لتجنّب ما سميت ب“حرب أهلية داخل حرب أهلية” وقّعته حكومة عبدربه منصور هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي السلطة الأقوى في جنوب اليمن في الرياض في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. ونصّ الاتفاق على تولي المجلس الانتقالي عددا من الوزارات في "حكومة التحالف" التي من المقرّر أن تتكوّن من 24 وزيراً وعلى عودة الحكومة إلى عدن. وعاد معين عبد الملك المسمى رئيس حكومة هادي إلى عدن الاثنين الماضي قادما من الرياض ولكن لم يتم تشكيل أي حكومة جديدة رغم انتهاء المهلة الزمنية لذلك في الخامس من كانون الأول/ديسمبر الحالي بحسب الاتفاق.

وبحسب الباحثة في شؤون اليمن في جامعة أوكسفورد إليزابيث كيندال فإنّ “الجدول الزمني لتطبيق اتفاق الرياض كان دوما طموحا للغاية. لم يكن من المفاجئ أن نرى” أنه لم يتمّ الالتزام بالموعد المحدد. وتقول كيندال لوكالة فرانس برس “السؤال الأكبر هو: هل تأخرت هذه الوعود أم أنها في نهاية المطاف غير قابلة للتحقيق؟”.

ويؤكّد الطرفان التزامهما باتفاق الرياض ولكنّهما تبادلا الاتهامات بالمسؤولية عن عدم الالتزام بالموعد المحدد لتشكيل حكومة جديدة. وكان المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي نزار هيثم اتّهم حكومة هادي بـ”الخروج عن نص الاتفاق ومن ذلك عملية التحشيد المستمرة باتجاه الجنوب” الأمر الذي نفته حكومة هادي. رغم ذلك، تحدّث مصدر في المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً لوكالة فرانس برس نهاية الأسبوع الماضي عن “تقدم كبير” في تنفيذ الترتيبات العسكرية والأمنية الواردة في اتفاق الرياض.

وقال “اعتبارا من الأسبوع القادم، ستبدأ الخطوات التنفيذية لما تم التوافق عليه”. في المقابل اتّهم المتحدث باسم “حكومة هادي” راجح بادي في بيان المجلس الانتقالي بـ”محاولة عرقلة اتفاق الرياض” وأكّد بادي أن السلطة تقوم بتحركات عسكرية في الجنوب “تتوافق” مع بنود اتفاق الرياض وتأتي بالتنسيق مع التحالف بقيادة السعودية.

ووفقا لكيندال، فإنه على الرغم من تراجع حدة الاشتباكات في الجنوب الوضع على الأرض ما يزال هشا. وتوضح أنها “مسألة تتعلق باتفاق من السهل التوقيع عليه ولكن من شبه المستحيل تنفيذه”.

المزيد في هذا القسم: