الأزمة اليمنية.. هل تعود الحياة لاتفاق ستوكهولم في 2020؟

المرصاد نت - متابعات

بعد مرور عام على توقيع اتفاق ستوكهولم الذي أُعلن عن التوصل إليه نهاية 2018م بين حكومة هادي وحكومة صنعاء مازال الاتفاق حبرا على ورق وسط محاولات متواصلة من مبعوث الأمم Yrmrnr2019.12.24reeالمتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث لإنقاذه من الفشل الكلي. وفي 13 ديسمبر/ كانون الأول 2018 توصلت حكومتي هادي وصنعاء إثر مشاورات بالعاصمة السويدية ستوكهولم إلى اتفاق يتعلق بحل الوضع بمحافظة الحديدة الساحلية (غرب) إضافة إلى تبادل الأسرى والمعتقلين لدى الجانبين الذين يزيد عددهم عن 15 ألفاً وإنهاء القتال في مدينة تعز (جنوب غرب).

 وتعثر تطبيق اتفاق ستوكهولم للسلام بين الجانبين وخصوصاً فيما يتعلق بالانسحاب من موانئ الحديدية الثلاثة وإطلاق شامل للأسرى والمحتجزين لدى الطرفين وسط تبادل للاتهامات بالمسؤولية عن عرقلته. الاتفاق كان يجب إنجازه كاملاً في أيام محددة لكن تعثر تنفيذه فيما تحاول لجنة تنسيق إعادة الانتشار بالحديدة، المكونة من الأمم المتحدة وحكومة هادي وحكومة صنعاء إعادة الحياة له من خلال اجتماعات متواصلة تعقدها في سفينة أممية متواجدة في المياه الدولية في عرض البحر الأحمر.

 وفي 19 ديسمبر الجاري أعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة استيفان دوغريك، في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة الدولية أن أعضاء لجنة تنسيق إعادة الانتشار اتفقوا على مناقشة خطة لفتح ممرات إنسانية لتحسين وصول المساعدات وتسهيل حركة المدنيين بسلاسة وبدون قيود. وأوضح المتحدث الأممي أن لجنة تنسيق إعادة الانتشار عقدت الأربعاء والخميس (18 و19 ديسمبر)، اجتماعها المشترك السابع على متن سفينة الأمم المتحدة في المياه الدولية بالبحر الأحمر.

 وأردف قائلا "أكد أعضاء لجنة تنسيق إعادة الانتشار مُجدداً التزامهم بالعمل المُشترك على تنفيذ اتفاق الحُديدة" وشدد "دوغريك" على أن "اللجنة ملتزمة بالعمل على التنفيذ السريع لخارطة الطريق المذكورة (اتفاق ستوكهولم)". وفيما يشارف العام 2019 على الرحيل دون أي نجاح حقيقي يُذكر يرى مراقبون أن تنفيذ الاتفاق في العام المقبل بات في حكم المستحيل.

 ماذا حقق الاتفاق؟

اتفاق ستوكهولم لم يحقق سوى خطوتين تمثلت الأولى في وقف إطلاق النار بمحافظة الحديدة ويعني بها وقف الحملة العسكرية ضد الحديدةالتي كانت في ذلك الوقت على أبوابها" كما إن "الاتفاق جمد العمل العسكري وثبت الوضع القائم في المدينة". وفيما يتعلق بنزع فتيل أي تفجر للوضع عسكرياً من جديد فأنه "لم يحدث أي تقدم يمكن أن ينزع فتيل الانفجار من جديد كما لم يحدث أي انسحاب من الموانئ الثلاثة بمدينة الحديدة ولا من المدينة". حيث إن النجاح الذي حققته لجنة إعادة الانتشار بنشر نقاط لمراقبة وقف إطلاق النار في الحديدة مهدد أيضا في ظل استمرار الخروق من الجانبين والقصف المتبادل الذي طال مدنيين وتسبب بنزوحهم.

 وحول ملف تبادل الأسرى فأن ما حدث من عمليات محدودة لتبادل الأسرى هي مجرد تنازلات محدودة من كلا الطرفين فالاتفاق نص بالأصل على تبادل كامل للأسرى أما فيما يتعلق بفك حصار مدينة تعز قأنه "لم يحدث أي تقدم فيه باستثناء وعود أممية لم تتحقق".كما أن "الاتفاق ما يزال صالحا بالنظر إلى أنه يمثل الخطوة الأساسية والتجريبية للمجتمع الدولي للتوصل إلى اتفاق سلام شامل للأزمة اليمنية برمتها". لكن الأمر يحتاج إلى معجزة وجهود دولية مضاعفة لإنقاذ اتفاق السلام وتنفيذ بنوده خاصة تلك المتعلقة بالانسحابات العسكرية وتسليم زمام الأمور في المدينة لقوات الأمن المحلية".

 حيث أن "الظرف الحالي لا يسمح بدفع الاتفاق إلى المضي قدماً نحو التنفيذ فبريطانيا التي قادت جهود وقف العملية العسكرية تجاه الحديدة أصبحت منشغلة بقضاياها الداخلية بعد الانتخابات الأخيرة والولايات المتحدة كذلك منشغلة بقضايا أخرى" كما إن "الاتفاق شكلي وخرج عن المرجعيات الثلاث (المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم 2216) .

التعويل على إنعاش الاتفاق اليوم يشبه حلم عودة الميت من قبره والاتفاق لن يجدي شيئا لأنه في أساسه جزء من ألاعيب المجتمع الدولي بالقضية اليمنية إلا أن ما تحقق من خلال الاتفاق كان لصالح إيقاف عملية عسكرية ضد الحديدة وإتاحة الفرصة للسيطرة على مناطق جديدة بمحافظات أخرى فيما لا يزال آلاف المعتقلين المدنيين والمخفيين قسرا رهن الاحتجاز منذ 5 سنوات مع بقاء اليمن تحت الحصار.كما أن اتفاق ستوكهولم خلال عام كامل ألحق ضرراً بالقضية اليمنية وقسمها لقضايا فرعية وعمل على تمييع القضية الأساسية المتعلقة بإنهاء العدوان والحرب التي تعاني منه منذ 5 سنوات. ولهذا الاتفاق ولد ميتاً ومن الصعب تنفيذه مادام وقد تجاوز الزمن مضمونه وليس فقط البرنامج الزمني الذي كان وضع له".

 حيث أن الأمم المتحدة تهتم بالاستمرار في الحديث عن تفاؤل ونجاح بتنفيذ الاتفاق الذي تعتبره إنجازا يحسب لها وفشله يعني عجزها عن الخروج باتفاق قابل للتطبيق وفشلها في توفير ضمانات التنفيذ.وللعام الخامس على التوالي يشهد اليمن عدواناً وحرباً عسكرية خلفت ألاف الشهداء والجرحي ودمرت البني التحتية وأنتشرت الأوبئة والأمراض والمعاناة والجوع والفقر وسببت الحرب على اليمن بوقوع أكبر كارثة إنسانية حسب الأمم المتحدة.

 

 

المزيد في هذا القسم: