المرصاد-متابعات
من الخطأ القول ان المجاعة التي تضرب الشعب اليمني اليوم وتهدد حياة الملايين منهم وبشكل جدي، هي عارض جانبي للعدوان الذي تشنه السعودية والامارات بدعم امريكي غربي اسرائيلي واضح على الشعب اليمني، فالمجاعة التي تضرب اليمن تعتبر من اهم اهداف العدوان، وقد سعت السعودية والامارات بكل ما تملكان من امكانيات، الى تحقيقه من اجل اركاع الشعب اليمني ودفعه للاستسلام.
القصف الذي تعرضت له المزارع والبساتين وشبكات ومخازن المياه والمصانع والمعامل وطرق المواصلات والموانىء و..، لم يكن قصفا عن طريق الخطأ او قصفا غير مقصود، بل كان قصفا مقصودا ومباشرا، فهذه الاهداف كانت من اهم اهدف العدوان منذ اليوم الاول، لمنع الطعام والماء عن اليمنيين لتجويعهم وكسر ارادتهم.
مشروع بيانات اليمن، الذي يتتبع الغارات الجوية التي يشنها تحالف العدوان السعودي الاماراتي على اليمن، كشف عن استهداف السعودية والامارات للاراضي الزراعية في جميع انحاء اليمن بأكثر من 680 غارة جوية، مما أسفر عن مقتل وإصابة ما يقرب من 400 مدني، وتعطيل الإنتاج الزراعي.
هذه الحقيقة، حقيقة تجويع الشعب اليمني عن سبق اصرار وترصد، كشفت عنها مؤخرا صحيفة “اندبندنت” البريطانية في تقرير لها، عن استهداف تحالف العدوان السعودي الاماراتي للقطاع الزراعي الذي يوظف نصف القوى العاملة في اليمن، وهو مسؤول عن 15% من الناتج المحلي الإجمالي بهدف الضغط على اليمنيين.
تقرير اندبندنت اشار الى ان المحاصيل الأكثر تضررا جراء القصف السعودي الاماراتي هي أشجار النخيل، فقد قُضي على أكثر من نصف عدد أشجار النخيل الذي تبلغ جملته 4 ملايين نخلة في اليمن منذ بداية الحرب، ويقول ويم زفينجنبرغ، الذي أعد تقريرا عن المنتجات الزراعية، إن تدمير بساتين النخيل هو جانب واحد فقط من المأساة، فهناك خسارة في الغلة الزراعية في جميع أنحاء اليمن على مدى السنوات الخمس الماضية. وتوقعت منظمة الأغذية والزراعة الأسبوع الماضي أن يصل إنتاج الحبوب هذا العام الى 365 ألف طن متري فقط، أي أقل من نصف مستويات ما قبل الحرب.
تقرير الصحيفة البريطانية الذي كتبه بيل تراو، ذكر ان أكثر من نصف سكان اليمن، وقبل وصول وباء كورونا، كانوا يعتمدون على المساعدات الغذائية التي تأتي من الخارج، والآن سيبلغ عدد هؤلاء رقما قياسيا جديدا، وهو ما دفع الامم المتحدة للاعراب عن خشيتها من أن ما يقدر بنحو 2.4 مليون طفل في اليمن سيُدفعون إلى حافة المجاعة بحلول نهاية العام، بسبب الحرب والنقص غير المسبوق في العون الإنساني خلال الوباء.
ونقل التقرير عن فانيسا روي، من شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة، قولها إن عام 2020 سيكون هو الأسوأ من حيث إجمالي عدد السكان المتوقع أنهم بحاجة إلى مساعدات غذائية.
الأمم المتحدة كانت قد دقت ناقوس الخطر هذا الأسبوع بشأن مجاعة أخرى محتملة؛ ففي حديثه أمام مجلس الأمن قبل ايام قال مدير الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارك لوكوك إنه من دون المزيد من التمويل ووقف فوري لإطلاق النار، سيكون هناك زيادة في الجوع وسوء التغذية والكوليرا والفيروسات التاجية.
اللافت، كما كشف لوكوك، أنه رغم حقيقة أن البلاد على “حافة الانهيار”، فإن الأمم المتحدة كانت قادرة فقط على جمع 18% من الأموال اللازمة لتشغيل برامجها هذا العام بعد فشل حملة التمويل!!، وهو ما يكشف عن تجاهل اجرامي لامريكا والدول الغربية التي ترفع زورا لواء الدفاع عن الانسان والانسانية، خوفا من انكشاف حجم الجريمة التي تحدث في اليمن جراء دعمهم الواضح والفاضح لثنائي العدوان السعودية والامارات. .
هذه التقارير المروعة وبدلا من ان توقظ ضمير الغرب النائم، ليضغط على السعودية والامارات لوقف عدوانهما، او عدم بيع الاسلحة لهما، او على الاقل السماح بوصول المساعدات الانسانية للشعب اليمني، نرى الامم المتحدة تضطر إلى إغلاق البرامج الحيوية، بما في ذلك التي تعالج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في اليمن، بسبب نقص التمويل ومخاطر الحرب!!، وقد اعترفت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة أنابيل سيمينغتون ، بأنها تشهد تدهورا مزعجا للغاية، وليس بمقدورها ان توقف هذا التدهور.
تقارير الامم المتحدة الخاصة باليمن تصف اليمن بانه في عين “عاصفة كاملة” من الصدمات الاقتصادية، والصراعات، والفيضانات، ووباء الجراد الصحراوي، والآن وباء كورونا، وتقول منظمة أوكسفام إن عدد الأشخاص في اليمن الذين قد يموتون هذا العام بسبب الجوع سيكون أكثر ممن يموتون بسبب كورونا.
تقرير اندبندنت الذي يؤكد بالارقام إن عام 2020 سيكون أسوأ أعوام الجوع في اليمن، أكد ما هو مؤكد من ان اموال السعودية والامارات فعلت فعلها في جعل العالم يغض طرفه ويصم اذنه ويبتلع لسانه ازاء ما يجرى من ويلات ضد الشعب اليمني، الذي يموت وحيدا بسبب القصف السعودي الاماراتي والحصار والمجاعة والامراض وكورونا والفيضانات والجراد، فالهدف الاول والاخير لهذا التحالف الاجرامي، هو تجويع الشعب اليمني بعد ان عجزوا عن تركيعه، وكل ما يقال خلاف ذلك هو كذب ونفاق.
المزيد في هذا القسم:
- لأول مره .. مسيرة غاضبة في سقطرى تطالب الاحتلال الإماراتي بالرحيل المرصاد نت - متابعات خرجت في أرخبيل سقطري مسيرة حاشدة غاضبة ضد التواجد الإماراتي المحتل وتندد بقوى الإحتلال وتطالب القوات الإماراتية بالخروج من الجزيرة ,المسي...
- !! تقرير : لهذا سيستمر العدوان المرصاد نت - طالب الحسني معركتنا اليوم مع السعودية تحدد مصير الاخيرة تترسخ هذه المعادلة بشكل كبير كلما غرق آلعدوان لقد تجاوز الوضع من حرب لإعادة النفوذ وتمضية...
- لماذا تقوم أمريكا والسعودية بدعم القاعدة في اليمن؟ المرصاد نت - متابعات نشاط تنظيم القاعدة في ثلاث محافظات يمنية هو أيضا فرصة جيدة لأمريكا لأنه وكما عودتنا أمريكا بأنها تقوم بالتدخل عسكرياً في بعض البلدان تحت ذ...
- 20 شهيد وجريح في 3 مجازر لطيران العدوان بمحافظتي صعدة و حجة المرصاد نت - متابعات ارتكب طيران العدوان السعودي الامريكي اليوم الأربعاء 4-10-2017م ثلاث مجازر بحق المدنيين بينهم نساء وأطفال في محافظتي صعدة وحجة. م...
- انسحاب "الانتقالي" من المواقع في عدن: غموض يكتنف عمل اللجنة السعودية! المرصاد نت - متابعات تسود حالة من الغموض في مدينة عدن حول عمل اللجنة السعودية التي أرسلتها الرياض لمطالبة ما يسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" بالانسحاب من ال...
- بن سلمان والحلول السياسية.. هل فقد الأمل بالحل العسكري؟ المرصاد نت - متابعات في أول رد سعودي على عملية الجيش اليمني في نجران "نصرٌ من الله" فضّل الناطق باسم التحالف السعودي تركي المالكي، وصف العملية بـ "المسرحية ال...
- لجنة النفط و المعادن " تحت التأسيس " في جبهة انقاذ الثورة تقر موعد الإشهار الأربعاء القاد... أقرت لجنة النفط والمعادن " تحت التأسيس " بجبهة انقاذ الثورة الوثائق والأدبيات الخاصة بإشهار اللجنة والذي سيكون موعده الأربعاء القادم الــ 19 من فب...
- حرب اليمن ستنتهي ... ولكن! المرصاد نت - متابعات شغلت حرب اليمن والمأساة الإنسانية التي يعيشها اليمنيون حيّزاً مهماً من النقاشات وتصريحات القادة المجتمعين في باريس لإحياء ذكرى الحرب العا...
- معاناة المغترب اليمني تعكس الحقد السعودي على اليمن أرضاً وأنساناً المرصاد نت - متابعات هاجمت قوات أمنية سعودية مساكن المغتربين اليمنيين في حي البطحاء في الرياض بالساعات الأولى من فجر اليوم السبت واعتقلت العشرات منهم في خطوة ...
- الإمارات والحرب على اليمن.. سحبت قواتها وأبقت عدوانها وأدواتها! المرصاد نت - متابعات حين نظمت أبو ظبي في 8 فبراير الجاري احتفالا لاستقبال جنودها العائدين من اليمن، فإنها قد أرادت بذلك الإعلان على نحو رسمي عن سحب قواتها، بع...